أزمة الحمير العالمية عفوا "الديون"
--------------------------
ذهب رجل إلى قرية نائية، عارضا على سكانها شراء كل حمار لديهم بعشرة دولارات ،
فباع قسما كبير منهم حميرهم، بعدها رفع الرجل السعر إلى 15 دولارا للحمار، فباع
آخرون حميرهم، فرفع الرجل سعر الحمار إلى 30 دولارا فباع باقي سكان القرية
حميرهم حتى نفذت الحمير من القرية. عندها قال الرجل لهم أشتري منكم الحمار
بخمسين دولارا ثم ذهب إلى استراحته ليقضي أجازة نهاية الأسبوع .
حينها زاد الطلب على الحمير وبحث الناس عن الحمير في قريتهم والقرى المجاورة فلم
يجدوا .
في هذا التوقيت جاء مساعده إلى القرية وعرض على أهلها أن يبيعهم حميرهم
السابقة بأربعين دولارا للحمار الواحد. فقرروا جميعا الشراء حتى يعيدوا بيع تلك الحمير
للرجل الذي عرض الشراء منهم بخمسين دولارا للحمار، لدرجة أنهم دفعوا كل
مدخراتهم بل واستدانوا جميعا من بنك القرية حتى أن البنك قد أخرج كل السيولة
الاحتياطية لديه، كل هذا فعلوه على أمل أن يحققوا مكسبا سريعا.
ولكن للأسف بعد أن اشتروا كل حميرهم السابقة بسعر 40 دولارا للحمار لم يروا
الشاري الذي عرض الشراء بخمسين دولارا ولا مساعده الذي باع لهم. وفي الأسبوع
التالي أصبح أهل القرية عاجزين عن سداد ديونهم المستحقة للبنك الذي أفلس وأصبح
لديهم حميرا لا تساوي حتى خمس قيمة الديون، فلو حجز عليها البنك مقابل ديونهم
فإنها لا قيمة لها عند البنك وإن تركها لهم أفلس تماما ولن يسدده أحد .
بمعنى آخر أصبح على القرية ديونا وفيها حميرا كثيرة لا قيمة لها ..
ضاعت القرية وأفلس البنك وانقلب الحال .... رغم وجود الحمير ..
وأصبح مال القرية والبنك بكامله في جيب رجل واحد، وأصبحوا لا يجدون قوت يومهم .
وما هذه القصة إلا مثال مباشر على أزمة الديون العالمية والتي لا زلنا نعيش
آثارها السلبية حتى يومنا الحاضر.
إن التعامل الصحيح مع المبالغة في الأسعار وإعطاء الأشياء أكثر من قيمتها
الحقيقية لا يكون باستثارة أطماع النفس في أرباح سهلة وخيالية .. وإنما يكون بالعمل
على تخفيض هذه الإسعار عبر التوقف عن الشراء حتى تعود السلع إلى قيمتها الحقيقية ..
وكما قيل قديما "أرخصوا الأشياء بالترك" "وإذا غلا عليَ شيء تركته".
الجشع والطمع يؤديان الى خسارة الانسان ماله.
لو أننا اكتفينا بما نحتاجه دون اللهث وراء الكماليات الكمالية لتمكنا من الحفاظ على مكاسبنا المادية.
ولكن ... لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب.