~ منتديات الرحمة والمغفرة ~
. منتديات الرحمة والمغفرة على منهج اهل السنة والجماعة

: ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله )

نداء إلى أنصار رسول الله " صلى الله عليه وسلم "أنضم الينا لنصرة رسولنا من خلال منتدى الرحمة والمغفرة

. لزوارنا الاعزاء ومن يرغب بالتسجيل بمنتدانا ... بادر وسجل نفسك بالمنتدى لنشر الإسلام

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم,
~ منتديات الرحمة والمغفرة ~
. منتديات الرحمة والمغفرة على منهج اهل السنة والجماعة

: ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله )

نداء إلى أنصار رسول الله " صلى الله عليه وسلم "أنضم الينا لنصرة رسولنا من خلال منتدى الرحمة والمغفرة

. لزوارنا الاعزاء ومن يرغب بالتسجيل بمنتدانا ... بادر وسجل نفسك بالمنتدى لنشر الإسلام

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم,
~ منتديات الرحمة والمغفرة ~
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

~ منتديات الرحمة والمغفرة ~

~ معاً نتعايش بالرحمة ~
 
الرئيسيةالمنشوراتأحدث الصورقناة الرحمة والمغفرة يوتيوبالتسجيلدخولفيس بوكتويتر
منتديات الرحمة والمغفرة .. منتدى ثقافى - عام - أدبى - دينى - شبابى - اسرى -طبى - ترفيهى - سياحى - تاريخى - منتدى شامل
". لزوارنا الاعزاء ومن يرغب بالتسجيل بمنتدانا . بادر وسجل نفسك بالمنتدى .
.مديرة الموقع / نبيلة محمود خليل



مواضيع مماثلة
    المواضيع الأخيرة
    » تنظيف خزانات بجدة
    ::التدين:: Icon_minitimeالإثنين مارس 25, 2024 10:37 pm من طرف مريم صلاح

    » غسيل خزانات بمكة
    ::التدين:: Icon_minitimeالإثنين مارس 25, 2024 8:40 pm من طرف مريم صلاح

    » شركة تنظيف شقق بالمدينة المنورة
    ::التدين:: Icon_minitimeالأحد مارس 24, 2024 8:58 am من طرف مريم صلاح

    » تنظيف خزانات بمكة
    ::التدين:: Icon_minitimeالسبت مارس 23, 2024 6:52 pm من طرف مريم صلاح

    » رسوم تأشيرة الدخول لمصر في السودان
    ::التدين:: Icon_minitimeالخميس مارس 21, 2024 9:42 am من طرف مريم صلاح

    » صيغة نقل كفالة
    ::التدين:: Icon_minitimeالخميس مارس 21, 2024 8:55 am من طرف مريم صلاح

    » شركة نظافة منازل بالمدينة المنورة
    ::التدين:: Icon_minitimeالأربعاء مارس 20, 2024 1:35 pm من طرف مريم صلاح

    » شركة غسيل خزانات بالمدينة المنورة
    ::التدين:: Icon_minitimeالأحد مارس 17, 2024 11:13 am من طرف مريم صلاح

    » شركة عزل خزانات بمكة
    ::التدين:: Icon_minitimeالجمعة مارس 15, 2024 9:48 pm من طرف مريم صلاح

    بحـث
     
     

    نتائج البحث
     
    Rechercher بحث متقدم
    مشروع تحفيظ القران
     
    تلفزيون الرحمة والمغفرة
    نشرة اخبار منتدى الرحمة واالمغفرة
    توك توك منتديات الرحمة والمغفرة

    كاميرا منتديات الرحمة والمغفرة



    شركة طيران منتديات الرحمة والمغفرة

    أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
    مريم صلاح
    ::التدين:: I_vote_rcap::التدين:: I_voting_bar::التدين:: I_vote_lcap 
    المواضيع الأكثر نشاطاً
    مع كل إشراقة شمس ^ بصبح عليك^ مع ونبيلة محمود خليل ^ ووعد حصرياً
    مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى"
    ^ من اليوم أنتهى عهد نبيل خليل ^ أدخل وشوف مطعم منتديات الرحمة والمغفرة مع نبيلة ونبيل ^
    بريد منتديات الرحمة والمغفرة ^ ظرف جواب ^ مع نبيلة محمود خليل وكلمة حق ^ حصرياً
    تليفزيون منتديات الرحمة والمغفرة يقدم لكم "برنامج الوصول إلى مرضات الله " مع نبيلة محمود خليل" كلمة حق"
    ^ نشرة أخبار منتديات" الرحمة والمغفرة " مع نبيلة محمود خليل"حصرياً "
    * كلمة للتاريخ * مع نبيلة محمود خليل ود / محمد بغدادى * حصرى
    ^ كاميرا منتديات الرحمة والمغفرة ^ إبتسامة كاميرا ^ مع نبيلة محمود خليل وكلمة حق ^ حصرياً ^
    ^^ دورة التبسيط فى دقائق علم التجويد ^^
    ,, قلوب حائرة ,, وقضايا شبابية متجدد ,, مع نبيلة محمود خليل ونبيل خليل ,,

     

     ::التدين::

    اذهب الى الأسفل 
    5 مشترك
    كاتب الموضوعرسالة
    د/تامر
    عضو ذهبى
    عضو ذهبى
    د/تامر


    العمر : ليس ضروري
    الدولة : مصر
    التوقيع : صلي علي الحبيب ذكر عدد المساهمات : 562
    نقاط : 914
    تاريخ التسجيل : 29/08/2010
    العمل/الترفيه : أخصائي الحميات وأمراض الباطنه
    المزاج : الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه
    تعاليق : لا اله الا الله محمد رسول الله



    ::التدين:: Empty
    مُساهمةموضوع: ::التدين::   ::التدين:: Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 25, 2011 10:59 pm

    ::التدين:: Bismi-allah

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي اشرف خلق الله اجمعين

    معنا هام جدا لنا جميعا هو

    التدين

    مِن خصائِص الإنسانِ أنّه بفطرتِه يميل إلى التديُّن، فالتديُّن فِطرةٌ غرزَها الله في البَشر، وقد كانوا أوّلَ الأمرِ على التوحيدِ قبلَ أن تزيِّن لهم الشياطين عبادةَ الطّواغيت واتخاذَ الأصنام، فالدّين ضرورةٌ لحياةِ النّاس، والإسلام دينُ اللهِ الحقّ الذي رضيَه الله دينًا لعبادِه أجمعين. عقيدتُه واضحة، بعيدةٌ عن إغراقِ الوهم والجنوح الخياليّ وتحكُّم الأهواء، قال تعالى: لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ ذَلِكَ ٱلدّينُ ٱلْقَيّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [الروم:30].

    في
    الوقتِ الذي تتزايد فيه الانحرافات والجرائمُ والأمراض النفسيّة وتبرزُ مظاهر التطرّف والغلوّ تأتي النصوصُ الشرعيّة وتسندُها الدّراسات العلميّة والخبرات العمليّة لتؤكِّدَ أنّ الدينَ حصانةٌ للمجتمع والمتديّن أكثرُ سعادةً وأفضل صحّةً واستقرارًا في حياتِه.

    إنَّ الفردَ حين يتديَّن ويتمسَّك بتعاليم دينِه يسمو فيثبُت ولا يتزعزَع طاعةً لله وطلبًا لمرضاته.

    ومِن أبرز أمثلةِ التديُّن سلوكُ سحرةِ فرعونَ بعد التزامهم بدين الله، لمّا آمنوا بموسى ألقِيَ السحرةُ ساجدين، فقال لهم فرعون: ءامَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءاذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِى عَلَّمَكُمُ ٱلسّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأقَطّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مّنْ خِلاَفٍ وَلأصَلّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ قَالُواْ لاَ ضَيْرَ إِنَّا إِلَىٰ رَبّنَا مُنقَلِبُونَ إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَـٰيَـٰنَا أَن كُنَّا أَوَّلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ [الشعراء:49-51]. إنّهم لم يتركوا دينَهم الذي باشر قلوبَهم ورضُوا به، فاطمأنّت نفوسُهم إليه، وباعوا له الدنيا طمعًا في مغفرةِ الله وما عندَه وهو خيرٌ وأبقى.

    وفي تاريخ أمّة محمّد يظهر أثرُ التديُّن جلِيًّا في سلوك الأفراد، فقد فشا في المجتمعِ قبلَ الإسلام الخمرُ والميسر والظلمُ والنّهب والتناحُرُ والحروب، فلمّا جاء الدينُ طهَّر قلوبَهم وهذّب سلوكهم وضرَبوا أروعَ الأمثلة في تزكيةِ النفس والإيثار والكرَم وصلةِ الرحم ودفعِ الظلم ونُصرة الضَّعيف، حتّى إنّ أحدَهم ليقدّم نفسَه للقتل جزاءَ ذنبٍ اقترفَه ولم يكن يعلَم به بشر، هذا هو أثر التديُّن بالدّين الحقّ.

    إنّ أيَّ حضارةٍ مِن الحضارات لن تجدَ هويّتها بين الأمم إذا كانت بلا معتقدٍ دينيّ، والذي يقرأ تأريخ الأممِ السابقة التي كانت بلا عقيدةٍ اندثرت حضارتُها في مدّةٍ قصيرة ولم تستطع البقاءَ، وتحوّلت بفضلِ التديُّن بدين الإسلام قبائلُ السّلب والنهبِ إلى دولةٍ ذات حضارة، يحكمها منهجٌ صالح لكلّ زمانٍ ومكان، قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَ
    يّبَةً [النحل:97].

    دينُ الإسلام قدّم للمؤمنين سكينةَ النّفس وطمأنينةَ القلب، حجَب عن المجتمع الانحرافَ والاضطراب والتمزّقَ والضّياع، هيّأ السَّعادةَ والحضارة الزاكيَة الحقّة، كما تُسلَبُ الطمأنينة ويضعُف الأمن في انتزاع الإنسان نفسَه من الدّين، فالدّين شفاءُ الصّدر وتِرياقٌ لأمراض القلَق والحَيرة، قال رسول الله : ((ذاق طعمَ الإيمان من رضيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمّد رسولاً)) أخرجه مسلم[1].

    ومهمَا زادَت مخترعاتُ الحضارةِ والمترَفات الصناعيّة فسيبقى النّاس في حاجةٍ إلى الدّين والتديّن، الناسُ فقراءُ إلى خالقِهم وبارئهم، قال تعالى: يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَاء إِلَى ٱللَّهِ [فاطر:14]، قال أحدُ السّلف: "ليس الدّين بمجرّد تَرك المحرَّمات الظاهرةِ، بل بالقيام مع ذلك بالأوامر المحبوبةِ لله، وأكثر المتديِّنين لا يعبؤون منها إلاّ بما شاركهم فيها عمومُ النّاس، أمّا الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر والنّصيحة لله ورسوله وعبادِه ونصرةُ الله ورسوله ودينه وكتابِه فهذه الواجباتُ لا تخطر ببالِهم، فضلاً عن أن يريدوا فعلَها، وفضلاً عن أن يفعَلوا، وأقلّ الناس دينًا وأمقتُهم إلى الله من تَرك هذه الواجباتِ وإن زهد في الدّنيا جميعِها، وقلّ أن ترَى منهم من يحمرّ وجهُه ويمعِّره لله ويغضَب لحرماتِه ويبذل النفيسَ في نصرةِ دينه، وأصحابُ الكبائر أحسنُ حالاً عند الله من هؤلاء" انتهى كلامه رحمه الله.

    إخوةَ الإسلام، التديُّن يعني الاستقامة والطهرَ والعفاف وغضَّ البصر والبعدَ عن الفجور والخمور والمخدِّرات وأذيّة المؤمنين باللّسان واليد. التديُّن يمنَح صاحبَه عاطفة جيّاشةً تجعله نبعَ خيرٍ يتدفّق لتنميةِ المجتمع وتقويةِ أواصره. التديُّن يقذِف في قلب صاحبِه رقابةً ذاتيّة تجعله لبنةَ بناءٍ، يحرُس الفضيلة، يحافِظ على أمنِ المجتمع، يحميه من مجرمٍ رذيل أو فكرٍ دخيل. التديُّن له أثرٌ في السّلوك، يربِّي على الأوبَة الصادِقة والإنابة العاجلة، قال تعالى: إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَـئِفٌ مّنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ [الأعراف:201].

    أزلّ الشيطانُ آدم، وزيّن له الأكلَ من الشجرة، فعاد إلى ربِّه وصدَق في عهده، فَتَلَقَّى ءادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ [البقرة:37].

    إنّ المتديّنَ ليس معصومًا، فهو كغيرِه من البَشر، قد يزلّ، وقد يغفل، فإذا تذكَّر تابَ وآب وأناب، قال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوبِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهّرِينَ [البقرة:222].

    التديّن ـ عبادَ الله ـ ليس مجموعةَ قيودٍ وأغلال تقضي على حريّة الإنسان كما يصوّره من لا يفقَه حقيقةَ الإسلام، إنّما هو سموٌّ بالنّفس، طهارةٌ للقلب، مكارِم أخلاق. إنّ التديُّن يجعل للحياةِ معنًى ساميًا وهدفًا عاليًا ونعيمًا لا يدانيه نعيمٌ إلاّ نعيم الجنّة.

    لقد شوِّهت حقيقةُ التديُّن بممارساتِ تُجّار الدّين الذين جعلوا الدينَ شعارًا للابتزاز والتكسُّب، وهذا أصابَ الدينَ في الصّميم وصرفَ عن الدّين الحقّ، قال رجل من المسلمين لعالمٍ من التّابعين: كيف رأيتَ أصحابِي؟ قال: "أرى صلاةً كثيرة وصيامًا، ولكنّي لا أرى عليهم نورَ الإسلام"، وسأل رجلٌ الفضيلَ بن عياض: لِم كان كلام السّلف الصالح أنفعَ من كلامنا؟ قال: "لأنّهم تكلَّموا لعزِّ الإسلام ونجاةِ النفوس ورضا الرحمن، ونحن نتكلّم لعزِّ النفوس وطلب الدنيا ورضا الخلق"[2]، حتّى الكلام دخلت عليه الصّناعة، قال عليّ بن الفضيل بن عياض رحمه الله : يا أبتِ، ما أحلى كلامَ أصحابِ محمد ! قال: "يا بنيّ، أوَتَدري لِم حَلاَ؟" قال: لا يا أبت، قال: "لأنّهم أرادوا به اللهَ تبارك وتعالى"[3].

    يجِب أن تميّزَ الأمّة بين التديُّن الذي يمثِّل وسطيةَ الدين وبينَ المناهج والأفكار التي سلكت غيرَ سبيل المؤمنين كما تميّز بين الصّورة والحقيقةِ. هناك من يفهَم الدّين على أنّه مجرّدُ مظاهرَ وشكلياتٍ ومجموعة من الطّقوس، ويقيسون تديّنهم وتديُّنَ الآخرين بالحِفاظ على هذه الشّكليات، أمّا جوهرُ الدين وترجمته إلى سلوكٍ في الحياة فهذه أمورٌ لا تشغَل بالَ هؤلاء الذين جعلوا من الدّين جسدًا بلا روح ولفظًا بلا مضمون.

    إنّ الدينَ الحقيقيّ لا يأبَه بالشّكليات، لا يعوِّل على المظهريّة، قال : ((إنّ الله لا ينظر إلى صورِكم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالِكم)) أخرجه مسلم[4].

    والتّقوى محلُّها الصّدر، وقد نظر عمر بن الخطاب إلى رجلٍ مُظهِرٍ للنّسك متماوتٍ، فضربه بدرّته قائلاً: (لا تُمِت علينا دينَنا)[5]. هذا التديُّن الصناعيّ الظاهريّ لا تنهضُ به حياةٌ ولا يرشُد به مجتَمَع.

    لم تكن مهمّتُه أن يلتوَ على النّاس كتابَه فحسب، فإنّ رسالتَه يستحيل أن تتمَّ بجملةٍ من الأحكامِ والعلوم يشحن بها عقولَ السامعين، كما أنّ البشرَ لا يبلغون كمالَهم وصلاحَهم بالمعرفةِ المجرّدة، وإنّما بإقرار الفضائلِ وإطفاء الرّذائل وتربيةِ النفوس على الحقِّ والخير، وهذه تتطلّب جُهدًا ومجاهدةً وزمنًا.

    شتّان ما بين تديُّن حقيقيٍّ وتديّن مظهريّ، قال : ((إنّ الرجل ليعمل عملَ أهل الجنّة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإنّ الرجلَ ليعمل عملَ أهل النّار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنّة)) متفق عليه[6]. هذا الحديث يصِف ضروبًا من النّاس، تخالف ظواهرُ أحوالهم خفايا نفوسهم.

    تلمحُ في أهلِ الدّنيا رجالاً تحسبُهم مغرقين في حبِّها، فإذا دقّقتَ النظرَ في طويّتهم سطعَت بحبِّ الله والشوق إلى لقائِه، وقد تلمَح في أهل الدّين رجالاً عليهم سِيما الصّالحين وإخباتُ المنيبين، فإذا رجعتَ الطّرفَ وجدتَ رغبةً في الحياة وحِرصًا على زُخرفها. إنّ هؤلاء وأولئك تناقِض ظواهرهم بواطنَهم.

    إخوةَ الإسلام، يجِب أن يُغرَس التديُّن على علمٍ صحيح وفهمٍ سليم من القرآن الكريم والسنّة النبويّة لنقضيَ على المفاهيم المغلوطَة عن التديّن، خاصةَ من يزعم بلسانِ الحال أو المقال أنّ التديُّنَ عاملٌ رئيسيّ في بروز مظاهرِ الغلوّ والتطرّف. ألم يكن أنبياء الله ورسلُه في أعلى مقامات التديُّن؟! فهل نسِمُهم بالتطرّف والغلوّ أو نجعلهم سببًا في نشوئه؟! حاشا وكلا ومعاذَ الله، كبُرت كلمةً تخرج من أفواههم.

    هناك فئامٌ ضلّوا الطريقَ وخرجوا عن المنهَج الوسط، هؤلاء لا يمثِّلون الأمّة وليسوا حجّةً عليها، وعلى هذا فإنّ الاصطيادَ في الماء العكِر من بعض الأقلام وتعميمَ الأحكام على كلّ مؤمنٍ تقيٍّ منكَرٌ من القول وزور. انتقاصُ العلماءِ وتشويهُ شخصيّة المتديِّن والغمز واللمزُ للهيئات الشرعيّة واللِّجان الدائمة ونسبةَ أيِّ سلوكٍ خاطئ إليها ينبِئ عن خلَلٍ في الفِكر وسوء الطويّة.

    إنّ هذا العملَ الذي يسخَرُ من الإسلام ويشوّه أهلَه والممتثِلين هديَه أنشأَ أجيالاً تشكر غيرَ المسلمين وتحترمهم، وتهاجِم الإسلامَ وتحتقر أهلَه. الذين يربطون أيَّ سلوكٍ منحرفٍ بالتديّن يقلِبون المفاهيم، ويزوِّرون الحقائق، ويضلّون الأمّةَ، ويرتكبون جرمًا في حقّ الإسلام وأهلِه. ونحن أمامَ جِيل جديدٍ يتطلّب الحالُ تقويةَ صلتِه بالدّين واعتزازه بالإسلام؛ لنضمنَ له قوةً وبقاء، وللمجتمع سلامًا وأمانًا.

    قال: فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ [ص:82، 83].

    بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآياتِ والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.







    [1] صحيح مسلم: كتاب الإيمان (34) عن العباس رضي الله عنه.

    [2] روي هذا من كلام حمدون بن أحمد القصار رحمه الله، رواه أبو نعيم في الحلية (10/231)، والبيهقي في الشعب (2/297)، وانظر: صفة الصفوة (4/122).

    [3] أخرجه البيهقي في الشعب (2/299).

    [4] صحيح مسلم: كتاب البر (2564) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

    [5] انظر: النهاية في غريب الحديث (3/370).

    [6] أخرجه البخاري في الجهاد (2898)، ومسلم في الإيمان (112) عن سهل بن سعد الساعدي رض
    ي الله عنه.

    إنّ الدينَ هو العلاج الناجعُ لمشكلاتِ الأمّة بجميع ضروبِها، قال تعالى: وَأَنَّ هَـٰذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153].

    لقد دعا رسولُ الله إلى الإسلامِ دينًا قِيمًا ملَّةَ إبراهيمَ حنيفًا، وما دام هذا الصراطُ مستقيمًا فإنّه لا يضلّ سالكه ولا يُهدى تاركه، إذ ليس بعد الحق إلا الضلال، وليس أمامَ تاركِ النّور إلاّ الظّلمات، فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ [يونس:32].

    إنّ أعظمَ مهمّةٍ في هذا العصرِ تغذيةُ منابع التديُّن، وترسيخُ العقيدةِ والمنهَج الوسَط، فالشبابُ بلا عقيدةٍ لا تطيب لهم حياةٌ ولا تستقيم أمورُهم، بل يجترِفهم التيّار أينما سار، فهو مرّةً متشدِّدٌ، وتارةً متردِّد، وطورًا متبدِّد، قليلُ الخيرِ لنفسِه ولمجتمعِه، قال تعالى: أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَـٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِى ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَـٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مّنْهَا [الأنعام:122].

    ألا وصلّوا ـ عبادَ الله ـ على رسول الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

    اللهمّ صلِّ وسلّم على عبدِك ورسولك محمّد، وارضَ اللهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين...

    المصدر :: الدكتور عائض القرني

    دمتم بحفظ الرحمن

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    ساديكو
    عضو ذهبى
    عضو ذهبى
    ساديكو


    العمر : 64
    الدولة : مصر
    ذكر السرطان الكلب
    عدد المساهمات : 329
    نقاط : 488
    تاريخ الميلاد : 08/07/1946
    تاريخ التسجيل : 06/11/2010
    العمر : 77

    ::التدين:: Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ::التدين::   ::التدين:: Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 26, 2011 12:49 am

    جزاك الله خيرا اخى وبارك الله لنا فيك
    تقبل شكرى وتحياتى..............ساديكو
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    د/تامر
    عضو ذهبى
    عضو ذهبى
    د/تامر


    العمر : ليس ضروري
    الدولة : مصر
    التوقيع : صلي علي الحبيب ذكر عدد المساهمات : 562
    نقاط : 914
    تاريخ التسجيل : 29/08/2010
    العمل/الترفيه : أخصائي الحميات وأمراض الباطنه
    المزاج : الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه
    تعاليق : لا اله الا الله محمد رسول الله



    ::التدين:: Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ::التدين::   ::التدين:: Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 26, 2011 6:38 am

    أخي الكريم الأستاذ ساديكو بارك الله فيك وجزاك الله كل خير علي مرورك الكريم وكلماتك الطيبه :: كل الشكر والتقدير لك

    احبك في الله بارك الله فيك ::

    /fr4 :hl:
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    أسرار محمد
    عضو برنزى
    عضو برنزى



    صاحبة الحضور الدائم
    العمر : ----
    الدولة : مصر
    التوقيع : اللهم اغفرلناوارحمنا انثى عدد المساهمات : 2931
    نقاط : 4106
    تاريخ التسجيل : 05/02/2010

    ::التدين:: Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ::التدين::   ::التدين:: Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 26, 2011 9:43 am

    ::التدين:: 916588نورت المنتدى مرة اخرى اخى د/تامر والعودة بموضوع رائع
    التديّن
    ـ عبادَ الله ـ ليس مجموعةَ قيودٍ وأغلال تقضي على حريّة الإنسان كما
    يصوّره من لا يفقَه حقيقةَ الإسلام، إنّما هو سموٌّ بالنّفس، طهارةٌ
    للقلب، مكارِم أخلاق. إنّ التديُّن يجعل للحياةِ معنًى ساميًا وهدفًا
    عاليًا ونعيمًا لا يدانيه نعيمٌ إلاّ نعيم الجنّة
    ::التدين:: 180414 ::التدين:: 759696 .

    _________________

    تعالوا نحب بلدنا ايد فى ايد كلنا مصريين

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    Seif Ahmed
    المراقب العام
    المراقب العام
    Seif Ahmed


    المراقب العام
    العمر : فى حب الله ورسوله والوطن
    الدولة : مصر
    ذكر عدد المساهمات : 1245
    نقاط : 1361
    تاريخ التسجيل : 11/02/2011

    ::التدين:: Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ::التدين::   ::التدين:: Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 26, 2011 10:57 am

    اشكر أخى د / تامر عودة مباركة
    الخير فى الدين والنصر بالدين وهو العلاج الحقيقى لجميع المشاكل
    شكرا لك أخى

    _________________
    <br>
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    د/تامر
    عضو ذهبى
    عضو ذهبى
    د/تامر


    العمر : ليس ضروري
    الدولة : مصر
    التوقيع : صلي علي الحبيب ذكر عدد المساهمات : 562
    نقاط : 914
    تاريخ التسجيل : 29/08/2010
    العمل/الترفيه : أخصائي الحميات وأمراض الباطنه
    المزاج : الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه
    تعاليق : لا اله الا الله محمد رسول الله



    ::التدين:: Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ::التدين::   ::التدين:: Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 26, 2011 11:03 am

    الأخت الكريمه وعد لله

    الأخ العزيز شباب ورد الجناين

    جزاكم لله كل خير علي المرور الطيب المبارك و جزاكم ربي الجنه .::

    /fr4
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    عبد الرحمن أيمن
    عضو جديد
    عضو جديد
    عبد الرحمن أيمن


    العمر : حسب مشيئه الرحمن
    الدولة : مصر
    ذكر عدد المساهمات : 51
    نقاط : 62
    تاريخ التسجيل : 01/10/2011

    ::التدين:: Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ::التدين::   ::التدين:: Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 07, 2011 10:08 pm

    شكرا لك د.تامر على الموضوع القيم

    /fr4
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    ::التدين::
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » التدين الشكلي.....

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    ~ منتديات الرحمة والمغفرة ~ :: المنتدى العام :: القسم العام-
    انتقل الى: