قراءات من الشرح الصغير لسيدى أحمد الدردير

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين نعم المبدأ ونعم المختتم ، وأشهد أن لا إله إلا الله الذى علم الإنسان مالم يعلم

وأشهد أن سيدنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – خير من تعلم مِن مَن يعلم ما لا نعلم

وصل رب وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد صلاة ياربنا زدنا بها علما

أما بعد

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقنى بكم وينفعنى بكم وأن ييسر لى ولكم هذا المسلك

حتى يكون لنا مسلك خير يرتضيه لنا مولانا العظيم سبحانه

وها هى بداية حلقاتنا حول

(( الشرح الصغير )) فى الفقه المالكى وهو شرح على كتاب

( أقرب المسالك لمذهب الإمام مالك ) وهو أيضا لنفس المؤلف

ملحوظة
ــــــــــــــــ
ــــــــــــــــ
ــــــــــــــــ

عندما يطلق لفظ الشيخ أو المؤلف أو المصنف هو نفسه

سيدى (( أحمد الدردير )) عليه رحمة الله تعالى ورضى عنه ونفعنا به



((( 1 )))

بـــــــــــــــا ب الطـــهــــــــارة

المتن
قال المصنف _ رحمه الله تعالى ونفعنا به وبعلومه فى الدارين آمين

(( الطهارة / صفة حكمية يستباح بها ما منعه الحدث أو حكم الخبث ))

الشرح /

الطهارة وهى القائمة بالشىء الطاهر وهى صفة حكمية

والصفة إما أن تكون حكمية أو صفة ثبوتية

الصفة الثبوتية وهى : صفة مادية أى محسوسة أو ملموسة أى واضحة

كالبياض والسواد , والطول والقصر , وما شابه هذا .

وهذا بالنسبة لنا نحن البشر فنحن ألآن لسنا بصدد الصفات الواجبة لله تعالى

أما الصفة الحكمية وهى : التى يحكم العقل بثبوتها

كالأدب والشرف والخسة والظهور والوجود

فالأدب صفة قائمة بصاحبها الموصوف بها ولكنها غير مادية غير مرئية

ولكن العقل يحكم بثبوتها

فالطهارة هنا صفة حكمية أى يحكم العقل بطهارة الموصوف بها

هذه الصفة لها مهام عند من قامت به :

فبها (( يستباح )) أى يباح

والسين والتاء للتوكيد أى لتأكيد الإباحة

وقوله (( ما )) كناية عن فعل

ومعناه /

أى أن هذه الصفة يباح بها فعل أشياء لا يجوز للإنسان القيام بهذه الأشياء إلا وهو على هذه الصفة الحكمية التى هى (( الطهارة ))

ومنها : الصلاة , والطواف , ومس المصحف , وغيرها

وقوله (( منعه )) أى بهذه الطهارة يجوز للإنسان فعل أشياء هذه الأشياء يمنع من

القيام بها وجود الحدث أو حكم الخبث .



والحدث قسمين

1 ــ حدث أصغر

2 ــ حدث أكبر

والطهارة قسمين

1 ( طهارة من حدث )

2 ( طهارة من خبث )

الحدث الأصغر / وهو يمنع المكلف من الصلاة , والطواف , ومس المصحف

الحدث الأكبر / وهو يمنع مما يمنع منه الأصغر ويزيد عليه الحلول بالمسجد وقراءة القرآن

إن كان الأكبر ناتج عن جنابة

ويمنع من الوطء إن كان عن حيض أو نفاس

والخبث / وهو عين النجاسة

وحكم الخبث يقوم بكل طاهر من بدن أو ثوب أو مكان أو غير ذلك

وهو يمنع ما يمنع بالحدث .

المتن

قال المصنف ــ رحمه الله تعالى ــ ونفعنا به وبعلومه فى الدراين آمين

{{ ويرفع بالمطلق , وهو ما صَدُقَ عليه اسم ماء بلا قيد ,

وإن جمع من ندى , أو ذاب بعد جموده , ما لم يتغير لونا

أو طعما أو ريحا مما يفارقه غالبا من طاهر ,

أو نجس مخالط أو ملاصق , لا مجاور . }}

الشرح :

نقول وبالله التوفيق

سبق وأن وضحنا ما المراد بالطهارة ومما تكون

فقلنا : هى الطهارة من الحدث أو حكم الخبث

وهنا يقول المصنف سيدى أحمد الدردير – رضى الله عنه –

(( ويرفع بالمطلق ))

يعود الضمير هنا إلى أقرب مذكور وهو الحدث وحكم الخبث

أى ينتفى الحدث وحكم الخبث بالطهارة

وهنا يوضح بما تكون الطهارة

فقال – رضى الله عنه - :

الطهارة تكون ( بالمطلق ) أى الماء المطلق

والماء المطلق هو :

(( ما صدق عليه اسم ماء بلا قيد ))

أى ماء غير مقيد بوصف يلحقه

عندما يطلق عليه ماء لا يلحقه لفظ آخر يقيده أو يعينه

وقوله : (( بلا قيد ))

أخرج ما له قيد

فأخرج ما لم يصدق عليه لفظ الماء أصلا كالمائعات مثلا

من خل وزيت

أو ما لا يطلق عليه لفظ ماء إلا بقيد

كماء الورد , وماء الزهر , وماء البطيخ وما شابهه .

فهذه الأشياء ليست من الماء المطلق

فلا يصح التطهر بها .

وإن كان فى ذاته طاهر إلا أنه ليس بطهور .

أنواع الماء
ـــــــــــــــــ
الطهور وهو : الطاهر فى نفسه مطهر لغيره .
ـــــــــــــــــــ
الطاهر هو : الطاهر فى نفسه غير مطهر لغيره .
ـــــــــــــــــــ
النجس وهو : غير طاهر فى نفسه غير مطهر لغيره .
ـــــــــــــــــــ

وهذا بخلاف ماء البحر والمطر والآبار

فهذا الماء طهور لذا يطلق عليه ماء بلا قيد

فيصح التطهير بها .

(( وإن جمع من ندى أو ذاب بعد جموده ))

أى أن الحدث وحكم الخبث يرتفعان بالماء المطلق ولو كان مجموعا

من الندى الساقط على أوراق الأشجار والزرع أو كان جامدا كالبرد

والجليد ثم ذاب بعد جموده .

شرط /

(( ما لم يتغير لونا أو طعما أو ريحا بما يفارقه غالبا من طاهر أو نجس
مخالط أو ملاصق , لا مجاور )).

وهو أيضا ما عرف به الماء المطلق أيضا

قيل هو :

ما لم يتغير أحد أوصافه الثلاث لونه وطعمه وريحه .

ومراد المصنف رحمه الله – هنا

أن الماء الطلق يرفع الحدث وحكم الخبث مدة كونه لم يتغير

لونه أو طعمه أو ريحه بشيء شأنه مفارقة الماء غالبا من طاهر

كاللبن وسمن وعسل وحشيش وورق شجر ونحوها .

أو نجس كدم وجيفة وخمر


فإن تغير بشىء من ذلك سلب طهوريته فلم يرفع ما ذكر ,

ومحل سلبه الطهورية إن خالط شيء مما ذكر الماء .

بأن امتزج به أو لاصقه

(( لا مجاور ))

بخلاف ما تغير بمجاور فهو ما زال على طهوريته

أن يتغير ريح الماء برائحة انتشرت حوله دون أن تخالطه

بأن يكون الإناء الذى به الماء مثلا

استعمل فيه بخور وبعد فترة من الزمن استعمل فيه الماء

وما زال رائحة البخورفيه موجودة فهذه الرائحة

لا تضر بطهورية المطلق .


والله أعلى وأعلم

ايها المتالق )
ربي لايحرمنا من هذا القلم الذهبي
دمت ودام قلمك

ماشاء الله اختيار موفق

نفعنا الله به

واثابك الله على مجهودك المميز

شكر الله لكم

ونما لكم عنده سبحانه أجركم

وبسيد السادات متع الله عينكم

وعلى أبواب الجنان كانت كتف المصطفى فى كتفكم

وللذات العلية أدام الله نظركم

ولا يسعنى إلا أن أقول

( شكر الله لكم )