التهور ألبس الضحايا ثوب الجناة

كم من حق ضاع لنقص حنكة المطالب
كم من ضحية أوقف فى مصاف الجناة بسبب تهور وحماس زائد أضاع حقه
وهناك قضيتين اتناولهما معكم حول المعنى الذى ذكرت آنفا
القضية الأولى : قضية د . عبد الله بدر مع المدعوه إلهام شاهين
منذ أن إبتليت أمتنا بما يسمى العفن الفنى ما وجدنا من هؤلاء الفنانيين إلا كل رذيلة فما تجملوا يوما وقدموا لنا ما يفيدنا فى ديننا ومعاشنا ، ولكن دائما كانوا سباقين لنشر الفحش والفجور حتى تخرج على أيديهم أجيالا تعرف جيدا قصص الحب والغرام وأساليب المعاكسات واحدث الأفلام والأغانى والألبومات بل وتعدوا ذلك الى معرفة أدق أسرار العلاقات الزوجية لما يرونه أمامهم من مشاهد حية بين رجل وامرأة تجردوا من دينهم وحيائهم قبل تجردهم من ملابسهم
موقف العلماء والدعاة
كان دائما للعلماء والدعاة المخلصين مواقف قوية جدا فى إظهار الحكم الشرعى فى هذا العفن غير أنهم إتبعوا أسلوب التلميح لا التصريح وهذا من فقة الواقع وفقه المرحلة التى نعيشها والتى تتطلب السير وفقا للأولويات ، هذا فى الوقت الذى حافظ الأزهر (الرسمي ) أيام مبارك على سماحته المشوههة واعتداله المزعوم ونأى بنفسه عن تلك الصراعات التى ستضعه فى مرمى غضب مؤسسة الرئاسة وما من شك أن النظام الغابر أعطى لهؤلاء الشرذمة من أهل الفن عناية فائقة حتى أصبحوا ملئ السمع والبصر وأصبحوا مع أهل الكرة قدوات للشباب.
واذا كانت إلهام شاهين بتاريخها المعروف وبحبها الذى لا تخفيه للنظام السابق وكرهها الذى لا تخفيه للاسلاميين قد بدأت بالهجوم على التيار الاسلامى إلا أن الرد القاسى للدكتور عبد الله بدر حفظه الله أظهرها فى وسائل الاعلام العلمانية وكأنها الضحية ، بل وتقدمت ببلاغ للنائب العام ضد الدكتور عبد الله بدر فى الوقت الذى وصلت فيه للفنانيين تطمينات كثيرة من الدولة بالمحافظة على حرية الابداع والفن بل وتم استضافتهم فى القصر الرئاسى للتأكيد على ذلك .
لا شك أن الدعوة الى الله والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يحتاج الى فن وخبرة بأحوال الناس والمجتمعات وأذكر بكل اعتزاز فضيلة الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله تعالى الذى علا صوته وصدع بالحق فى وقت خرست فيه ألسنة كثيرة وعمت انتقاداته كافة أجهزة الدولة وشمل بانتقاده المغنية أم كلثوم وقت أن كان بعض الازهريين لا يستحون من تصريحهم بأنهم يستمعون لأغانيها
وأخيرا أقول لن نقدر على مواجهة هذا العفن الفنى الا بالقوة الناعمة ، قوة الاقناع والحجة وتبيين الحق برفق ولين وصرف همم الشباب فى الأمور النافعة
القضية الثانية : وهى الأهم هى قضية الاساءة لشخص المصطفى صلى الله عليه وسلم
فلا شك أن من واجبنا حماية جناب الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم بل وجميع أنبياء الله ، فلا نسمح لخنزير من خنازير الارض بتجاوز حدوده مع المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد أثلج صدورنا اندفاع الشباب الغيور على دينه للتعبير عن رفضه أمام السفارات الأمريكية بإعتبار أن الاساءة صدرت من أراضيها ولكن ما عكر صفو هذه الوقفات المباركة هو إراقة دماء بريئة فى السفارة الامريكية فى بنغازى بليبيا ، فمن أعطى فتوى بإهدار دم هذا السفير وموظفيه لكى نقتله ؟ ألهذا الحد نستهين بأمر الدماء ؟ أبعد أن نخرج من بيوتنا ضحايا ندافع عن نبينا الأكرم نعود اليها وأيادينا ملوثة بدماء المعاهدين ؟
كنا نظن أنه آن الاوان بعد الثورات العربية أن تتاح لنا الفرصة لإظهار الصورة الجميلة لديننا الاسلامى وسماحته وننطلق به الى كل مكان فى العالم لنمحوا آثار الحملة الآثمة الصهيونية التى شوهت صورته النقية الصافية ولكن إكتشفنا أننا بحاجة الى بذل جهد كبير مع المسلمين قبل غيرهم لكى يعرفوا دينهم ويعملوا به ثم بعد ذلك نفكر فى غيرهم