إذا كان كل شئ مكتوب ومقدر .. فلماذا الحساب ؟ حصرياً

إذا كان كل شئ مكتوب ومقدر .. فلماذا الحساب ؟

وهل أستطيع أنا أن أفعل إلا ما يشاء الله ؟ ثم يمضى السوأل .. إذا كانت هذه هى الحقيقة فلماذا يعذبنا الله فى النار ؟

وإذا كنت لا أستطيع ان أفعل إلا ما قدره الله لى .. فهل من العدل أن أحاسب فى الآخرة ؟

ج- وهذا السوأل لا تجده إلا على ألسنة الذين أسرافوا على أنفسهم وعصوا الله فلا تجد أحد يقول بالمقابل . غذا كان كل شئ مكتوباً .. فلماذا يدخلنى الله الجنة وينعمنى فيها ؟ ... ذلك سوأل لا تسمعه أبداً .. وإنما تسمع دائماً من يقول لك إن الحساب ليس عدلا .. لان كل شئ مكتوب ، وكل شئ هو من قدر الله .. والله سبحان وتعالى قد أعطى للإنسان حرية الاختيار فى حياته . ومن هنا جاء السؤال .. ذلك أن الحرية الممنوحة للإنسان .. ظن بعض الناس أنها تتصادم مع مشيئة الله فى الكون .. مع أن الحقيقة غير ذلك تماما ويستشهد بعض الناس بالآيات الكريمة : (وَمَا تَشَآءُونَ إِلاّ أَن يَشَآءَ اللّهُ إِنّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) [سورة: الإنسان - الأية: 30]

وقوله سبحانه وتعالى لرسول الله " صلى الله عليه وسلم "

قال تعالى: (إِنّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـَكِنّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [سورة: القصص - الأية: 56]

وقوله جل جلاله :

قال تعالى: (فَإِنّ اللّهَ يُضِلّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ) [سورة: فاطر - الأية: 8] فإذا كانت هذه الأيات .. وهذه هى مشيئة الله .. فكيف نحاسب يوم القيامة ؟

نقول : أن الله سبحانه وتعالى له ما يشاء فى كونه .. ولا يوجد فى كون الله شئ يخرج .. أو يستطيع أن يخرج عن مشيئة الله .. تلك هى الحقيقة التى نبدأ بها .. ومع هذه الحقيقة فإن الناس هم الذين يلقون بأنفسهم إلى التهلكة .. وخلق الله هم الذين يفعلون ما يجعهم يستحقون عذاب الله .. أو يستحقون رحمته .. كما يقول الله جل جلاله .. قال تعالى: (إِنّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النّاسَ شَيْئاً وَلَـَكِنّ النّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [سورة: يونس - الأية: 44]

من كتاب الشعراوى القضاء والقدر

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

مشكورة اختنا الفاضلة
نبيلة
على الطرح الطيب
دمتى بكل الخير

ولكى نستوضح الامر
نعود الى قضية شغلت كل الائمة والفلاسفة
وهى هل الانسان مسير ام مخير
وهنا نستوضح الامر بما يلى لنعرف لماذا يحاسبنا اللة وكل شئ مدون لدية فى اللوح المحفوظ
لإنسان مسير وميسر ومخير، فهو مسير وميسر بحسب ما مضى من قدر
الله، فإن الله قدر
الأقدار وقضى ما يكون في العالم قبل أن يخلق السماء والأرض بخمسين ألف سنة،
قدر كل
شيء سبحانه وتعالى، وسبق علمه بكل شيء، كما قال عز وجل:

إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ[1]،
وقال سبحانه:
مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ
فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ
نَبْرَأَهَا[2]،
وقال عز وجل في كتابه العظيم:

مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ[3]،
فالأمور كلها قد سبق بها علم الله وقضاؤه سبحانه وتعالى، وكل مسير وميسر
لما خُلق
له، كما قال سبحانه:

هو الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ[4]،
وقال سبحانه:
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى
وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى *
وَأَمَّا مَنْ
بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْعُسْرَى[5]،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

((إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة
وعرشه
على الماء))
أخرجه مسلم في صحيحه.

ومن أصول الإيمان الستة: الإيمان بالقدر خيره وشره، فالإنسان ميسر ومسير من
هذه
الحيثية لما خُلق له على ما مضى من قدر الله، لا يخرج عن قدر الله، كما قال
سبحانه:

هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ[6]،
وهو مخير أيضاً من جهة ما أعطاه الله من العقل والإرادة والمشيئة، فكل
إنسان له عقل
إلا أن يسلب كالمجانين، ولكن الأصل هو العقل، فمن كان عنده العقل فهو مخير
يستطيع
أن يعمل الخير والشر، قال تعالى:

لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ
يَشَاءَ
اللَّهُ[7]،
وقال جل وعلا:

تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ[8]

فللعباد إرادة، ولهم مشيئة، وهم فاعلون حقيقة والله خالق أفعالهم، كما قال
تعالى:

إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[9]،
وقال سبحانه:

إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ[10]،
وقال تعالى:

إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ[11]،
فالعبد له فعل وله صنع وله عمل، والله سبحانه هو خالقه وخالق فعله وصنعه
وعمله،
وقال عز وجل:

فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ[12]،
وقال سبحانه:

لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ
يَشَاءَ
اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ[13]
فكل إنسان له مشيئة، وله إرادة، وله عمل، وله صنع، وله اختيار ولهذا كلف،
فهو مأمور
بطاعة الله ورسوله، وبترك ما نهى الله عنه ورسوله، مأمور بفعل الواجبات،
وترك
المحرمات، مأمور بأن يعدل مع إخوانه ولا يظلم، فهو مأمور بهذه الأشياء، وله
قدرة،
وله اختيار، وله إرادة فهو المصلي، وهو الصائم، وهو الزاني، وهو السارق،
وهكذا في
جميع الأفعال، هو الآكل، وهو الشارب. فهو مسؤول عن جميع هذه الأشياء؛ لأن
له
اختياراً وله مشيئة، فهو مخير من هذه الحيثية؛ لأن الله أعطاه عقلاً وإرادة
ومشيئة
وفعلاً، فهو ميسر ومخير، مسير من جهة ما مضى من قدر الله، فعليه أن
يراعي
القدر فيقول:

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ[14]،
إذا أصابه شيء مما يكره، ويقول: قدر الله وما شاء فعل، يتعزى بقدر الله،
وعليه أن
يجاهد نفسه ويحاسبها بأداء ما أوجب الله، وبترك ما حرم الله، بأداء
الأمانة، وبأداء
الحقوق، وبالنصح لكل مسلم، فهو ميسر من جهة قدر الله، ومخير من جهة ما
أعطاه الله
من العقل والمشيئة والإرادة والاختيار، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم
أنه قال:

((ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة ومقعده من النار))،
فقال بعض الصحابة رضي الله عنهم: ففيم العمل يا رسول الله؟ فقال عليه
الصلاة
والسلام: ((اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل
السعادة،
وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم تلا عليه الصلاة والسلام
قوله
تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى *
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى *
وَكَذَّبَ
بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى[15].

والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وكلها تدل على ما ذكرنا. والله ولي

التوفيق.

ونهاية ...امامنا كل الطرق وعلينا ان نختار
وبنهاية الدرب الجزاء
.........شكرا اختى
على فيض التوضيح وسرد المضمون بكل روعة وتميز
وكتبنا اللة جميعا عندة من اهل الجنة
..فى رعاية اللة وامنة

القدر أحد أركان الإيمان الستة، وقد ضلت فيه أمم بسبب الخوض فيه بغير علم، حيث أنه متعلق بعلم الله سبحانه وقدرته ومشيئته، ونحن لا نحيط علماً به سبحانه وقد قال عليه الصلاة والسلام (وإذا ذكر القدر فأمسكوا). أخرجه الطبراني (1411)، وغيره، وانظر السلسلة الصحيحة (34).

السلام عليكم
كل الشكر والتقدير لكم على مروركم الطيب
وعلى المشاركة الجميلة
بارك الله فيكم

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

السلام عليكم ورحمة الله

القدر والغيب

شكرا على المجهود الطيب نبيله محمود

المسلم يعلم أن الغيب لا يعلمه إلا الله

ولا يطلع عليه أحد إلا من ارتضى قال تعالى:

{وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} [الأنعام: 59].

وقال:
{عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا} [الجن: 26-27].

والجن أنفسهم لا يعلمون الغيب قال تعالى:
{فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين} [سبأ: 14].

حتى النبي لا يعلم الغيب {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون} [الأْعراف: 188].

جزاك الله خيرا ولك كل التقدير

_________________
إذا كان كل شئ مكتوب ومقدر .. فلماذا الحساب ؟ حصرياً Zjy168901

كل الشكر والتقدير لك أحمد على مرورك الطيب

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا