يستعد معارضون لتظاهرات جديدة اعتباراً من اليوم الأحد 1-5-2011، في الأسبوع
السابع من الانتفاضة الشعبية ضد النظام، بعدما سقط 6 قتلى على الأقل نتيجة لقصف
الجيش السوري للحي القديم في مدينة درعا قبل أن تقتحم قواته المدعومة بالدبابات
أجزاء من المدينة.
وفي دمشق قال نشطاء إن العشرات من الأشخاص اعتقلوا في
العاصمة وحولها. في المقابل أطلق ناشطون مبادرة للإصلاح السياسي، بينما نقلت وكالة
سانا الرسمية عن رئيس الوزراء السوري الجديد عادل سفر قوله إن حكومته ستضع خطة
كاملة لإصلاحات سياسية وقضائية واقتصادية.
قتلى في درعاولا تزال الأخبار القادمة من درعا تتصدر الحدث السوري،
فالأنباء القادمة من هناك تفيد بأن الجيش الذي يحاصر المدينة قصف الحي القديم فيها،
و أن دباباته تتجول في ذلك الحي السكني، مما أسفر عن سقوط قتلى هناك، كما أفاد شهود
بأن قوات الأمن عادت لتقتحم المسجد العمري من جديد، و كانت قوة من الشبيحة المسلحين
اقتحمته في الثالث و العشرين من الشهر الماضي بحثا عن مسلحين وجرحى. وأظهرت الصور
الجثث المكدسة لقتلى المدينة والقرويين الذين حاولوا كسر الحصار عنها في تظاهرات
الجمعة. بينما تتوالى استقالات أعضاء من أهالي حوران من حزب البعث احتجاجا على ما
يحدث في درعا وحصارها الخانق.
وقالت وكالات الأنباء إن عشرات النساء تظاهرن
أمام مجلس الشعب في دمشق تضامنا مع درعا والمدن المحاصرة الأخرى، وأن الأمن ألقى
القبض على 11 امرأة منهن.
اقتراح مخرج سياسيوضمن محاولات إيجاد مخرج سياسي للأزمة الراهنة اقترح 150
ناشطا خريطة طريق أشبه بما حدث في مصر حين استلم الجيش الأمر، ودعا هؤلاء الرئيس
السوري بشار الأسد لأن يقود بنفسه مسيرة التغيير هذه التي تنتهي بانتخابات رئاسية
نزيهة ودستور جديد، قبل أن تفرض الثورة شروطها على حد ما جاء في
المبادرة.
هذه المعطيات وما سبقها تشير إلى أن عناصر المشهد السوري بدأت
تختلف على الأرض مع دخول الأزمة أسبوعها السابع فالتظاهرات استمرت وبوتيرة أكبر
وأوسع رغم الحل العسكري واستلام قيادة أركان الجيش زمام الأمور على الأرض.
إذ أبدت التظاهرات قدرة على خلق فضاءات جغرافية جديدة لها، فكلما حاصر
الأمن أو الجيش مدينة انتقلت التظاهرات إلى أخرى، مدينة الرستن الواقعة بين حمص
ودمشق أكبر دليل على ذلك. فهذه المدينة قاسمت درعا أكبر عدد من القتلى في تظاهرات
الجمعة إذ سقط من أهلها خمسة وعشرون قتيلا حسب ما نقلته منظمات حقوقية، شعارات
التظاهرات بدأت تتغير كذلك، فمن المطالبة بالحرية و الكرامة، إلى المطالبة بإسقاط
النظام انتهاء باستهداف الرئيس شخصيا.