مع النبى فى هذا الموقف العصيب .!!إهداء إلى أصحاب المصائب ..

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة155

قرأت موضوعا بالمنتدى فتح آلام بعض من يعز علينا وأعاد ذكرى من افتقدوهم فهاجت

مشاعر الحزن والاسى على فراق الاحباب

فآثرت مشاركتهم بهذا الموضوع ليكون عزاءا وسلوى لنا جميعا

لا شك أن فراق الاحباب بسفر أو ابتعاد أشد ما يؤلم النفس ويهيج الاسى ,فكيف الحال

إذا كان هذا الفراق بالموت

لا أعرف وجيعة كوجيعة الموت وفجعته

ولذا آثرت أن أمعن النظر فى سيرة الحبيب لالتمس منه العبرة والقدوة

لقد أصابت مصيبة الموت النبى صلوات الله عليه مرات ومرات

مات أبوه وهو ما زال جنينا فى بطن أمه

وماتت الطاهرة آمنة أمه وهو ما زال فى السادسة من عمره المبارك ,وكانت فى زيارة

به فى المدينة عند اخواله بنى النجار

فماتت وهى عائدة الى مكة بالابواء بعيدا عن الديار والاحباب

ومات كافله ابو طالب وماتت سنده العظيمة خديجة الزوجة الحانية والام الرؤوم

ومات ابناءه جميعا , مات القاسم وعبد الله وابراهيم

وماتت بناته كلهن الا فاطمة

ماتت زينب ورقية وام كلثوم

وأقف مع النبى عند موت ابراهيم

لقد كان حزن النبى عليه يوم موته بمقدار فرحه به يوم مولده

وكان فرحه به يوم مولده بمقدار شوقه إليه

وكان شوق النبى اليه عظيما كذلك كان فرحه وحزنه عليه عظيما

زاد شوق النبى اليه لانه اتى بعد فترة انقطاع فى النسل ربت على 10اعوام

وزاد من هذا الشوق ان عيره بعض الشانئين بانه ابتر لانقطاع نسله من الذكور

لقد كان ابراهيم طفلا صغيرا وكان أملا كبيرا

سماه النبى يوم سماه باسم جده الاكبر ابراهيم املا فى ان يكون له ابناء كابناء جده

ابراهيم ومن وراء الابناء احفاد واحفاد

ولكن ارادة الله شاءت غير ذلك

مات ذلك الطفل الصغير ومات ذلك الامل الكبير

ماذا قال مولانا وهو يرى ملك الموت يطوف بابنه الصغير

يا ابراهيم لا اغنى عنك من الله شيئا

قال الحبيب لاصحابه الابرار :إذا كفنتم ابراهيم فاعلمونى .

فلما انتهوا من تكفينه اخبروه ليلقى نظرته الاخيرة على الوليد المفقود ويضعه فى حجره الابوى قبل ان يودعه فى حجر التراب .

واراد الحبيب ان يقوم فلم تحمله رجلاه

فخرج يتوكأ على ابنى عميه الفضل بن العباس وعلى ابن ابى طالب

واستقبل الجبل بوجهه وقال والله يا جبل لو نزل بك ما نزل بى من الهم لهدك

وقال الحبيب مقولته المأثورة : ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون

لا نقول الا ما يرضى الله انا لله وانا اليه راجعون .

أعطى النبوة حقها فرضى بما قضاه رب الوجود

وأعطى الابوة حقها فحزن على الوليد المفقود

لم يخرجه الحزن عن الرضا ولم يمنعه الرضا عن الحزن

فسبحان من جمع له المقامين على اتم ما يكونا

ويا للعجب !!وهو فى هذه الحالة العصيبة لفقد البقية الباقية من النسل الطاهر تخسف الشمس فيتهامس الناس ان السماء تشارك محمدا أحزانه

فيقول ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت احد ولا لحياته .

حقا لم تخسف الشمس فى كبد السماء وان كانت قد خسفت حقا فى أكباد المحزونين

بابى انت وامى يا رسول الله

صلوات الله عليك وآلك الطيبين الطاهرين واصحابك المنتجبين ومن اتبعكم بحب الى

يوم الدين