حوت كتب السيرة النبوية العطرة العديد من ارهاصات المولد النبوى الشريف ، وجاء لنا القران الكريم بإرهاص عظيم فى سورة من سوره وهى سورة " الفيل " "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم فى تضليل وأرسل عليهم طيراً ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول"
إن هذه الصورة الكريمة تطلعنا على رعاية الله تعالى للبلد الحرام والبيت الحرام ، مع انه فى هذا العام وهو "عام الفيل "سيولد خاتم الأنبياء والمرسلين ، عليه الصلاة والسلام ، فهل من المعقول أن يولد فى بلد استولى عليها الظالمون ليقع كل من فى البلد أسرى ؟!
لقد نزل على مشارف مكة وتم اللقاء بين أبرهة وبين عبد المطلب وجيها وسيما جسيما عليه المهابة والوقار ، أجلسة بجواره على البساط ونزل ابرهة من مكانه لكن عبد المطلب كلم ابرهة فى شان (مائتى بعير ) أخذها وهى ملك عبد المطلب فقال له ابرهة : لقد أعجبتنى حين رأيتك وزهدت فيك حين تحدثت ، أتكلمنى فى مائة بعير ، وتترك "البيت" الذى هو مجدك ومجد أبائك وقد علمت اننى جئت لأهدمة ؟ فاجابه عبد المطلب بكلمته المشهورة قائلاً : "أما الابل فهى لى وأما البيت فله رب يحميه "وخرج الناس الى اعالى الجبال ليروا ماذا سيتم وأخذ عبد المطلب بحلق البيت .
وبدأ ابرهة وقومه يوجهون الفيل الذى سيربطون به سلاسل تحزم الكعبة ليقتلعوها ، فكان الفيل كلما وجهوه لا يتوجه ويقع على الارض .
واذا وجهوه قبل اليمن أو الشام جرى وظل الحال على ذلك حتى ارسل الله على ابرهه وجيشه " طيراً من ابابيل اى جماعات ترميهم بحجارة من سجيل اى من الطين المحروق الصلب ، فجعلهم كعصف مأكول اى كأوراق الشجر التى اكلتها البهائم وظلت تتناثر اعضاء كل واحد من ابرهه وجيشه وتتساقط اربا اربا.
وفى هذا العام الذى ولد فيه "رسول الله صلى الله عليه وسلم "حمى الله "مكة "وحمى البيت من عدوان المعتدين كرامة لبيت الله وارهاصاً لميلاد خير خلق الله وخاتم الانبياء والمرسلين عليه افضل الصلاة واتم السلام .
وفى هذا دلالة على ان الله تعالى يحمى بيته الحرام ويعصم رسوله عليه افضل الصلاة والسلام .
وليعلم بعض اهل الكفر والطغيان اللذين اساءوا الى سيد ولد عدنان ، والى دينه والى القرءان ان الله تعالى لهم بالمرصاد .
" ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار ".
لقد كانت الارهاصات التى سبقت ميلاد أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم نذراً لعباد الأصنام ، والنار بنهاية دولة الشرك والكفر والعدوان واقامة الحق والعدل والايمان .