تناتيش رمضانية

لطائف رمضانية

من نعمة الله على عباده أن يبلغهم شهر رمضان وهم يرفلون بنعمة الصحة والعافية ، والأمن والإيمان .
ومن تمام هذه النعمة أن يغتنم العبد هذه الأيام المباركة بصالح القول والعمل .
وإذا كنا نحمد الإنسان الذي يحسن التخطيط لأمر من أمور الدنيا ، فتراه يقضي ساعات طوالا – أحيانا – تخطيطا ، وإعدادا لمشروع ينتهي بموته ، ويرثه من بعده ، فكيف بتخطيط تتوالى ثماره على صاحبه في الدنيا من التوفيق ، والبركة ، ولأجر الآخرة أكبر وأعظم . وصدق الله العظيم إذا يقول : " وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون " .
وعمر الإنسان محسوب عليه ، فلا ينبغي تضييعه ، والتفريط به . قال تعالى : " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون " .
فلنعد لهذا الشهر عدته ، ولنخطط له قبل البدء به ، ثم لنتابع مع أنفسنا ما عزمنا عمله ، ولنراجع ذلك كله بعد تصرم الشهر وإدباره .
وفقنا الله وإياكم صالح القول والعمل .
مما يحسن إيراده في مستهل شهر رمضان ما يتعلق ببعض اللطائف التاريخية والأدبية ، وسأكتفي بذكر بعضها اختصارا عليكم .
- مدفع رمضان : بدأت عادة إطلاق المدافع للإعلان عن موعد الإفطار في رمضان في مصر، في عهد المماليك وتحديداً عام 865ه، وذلك حين أراد السلطان المملوكي " خشقدم " أن يجرب مدفعاً جديداً وصل إليه للتو ، وأراد أن يستعين به لوقف المد العثماني وقد صادف إطلاق المدفع وقت أذان المغرب بالضبط ، فكان سرور الناس عظيماً، حيث ظنوا أن السلطان تعمد إطلاقه لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان فخرج أهالي القاهرة إلى بيت القاضي لشكر السلطان على ذلك، فقرر هو بدوره أن تكون هذه عادةٌ .
- فوانيس رمضان : ارتباط الفانوس بشهر رمضان يعود إلى العصر الفاطمي عندما تصادف قدوم الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الى القاهرة ليلا سنة ( 358 هـ ) ، وأمر القائد جوهر الصقلي فاتح القاهرة بأن يخرج الناس لاستقبال الخليفة وهم يحملون الشموع لإنارة الطريق أمامه، وحتى لا تتعرض الشموع للإطفاء لجأ الناس الى وضعها على قاعدة من الخشب ، وكان المعز قد قدم من المغرب بعد أن استولى على مصر ، وجاء بتوابيت آبائه وأجداده .
- لما خاصم أهل عنيزة أميرهم جلوي بن تركي سنة 0 1269 هـ ) ، وتركهم ، وتوجه إلى الرياض ، خرج قاضيهم الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين بأهله وطلابه إلى بريدة ، وكان قاضيها آنذاك تلميذه الشيخ سليمان بن علي بن مقبل ، فأدركهم رمضان هناك ، فلما تراءى الناس هلال رمضان حال غيم دون رؤيته ‘ فأفتى الشيخ ابن مقبل بمذهب الحنابلة بوجوب الصوم احتياطا ، وكان شيخه الشيخ عبد الله أبا بطين يرى عدم صومه ، لكنه صامه وأمر من معه بصومه ، فتعجبوا من ذلك مع أنه يرى عدم الصوم ، بل إن ابن مقبل يعد تلميذا له ، فأجابهم : الخلاف شر .
وهذه رائعة في الأدب ، والتزام مذهب البلد ، والحرص على اجتماع الكلمة .
- الحلويات الرمضانية في الشعر العربي :
1 – القطايف : قال الشاعر :
هات القطائف ههنا
فالصوم حببها لنا
قد كان يأكلها أبي
وأخي وأكرهها أنا
لكني مذ ذقتها
ذقت السعادة والهنا
2 – الزلابية : قال ابن الرومي :
ومستقر على كرسيه تعب
روحي الفداء له من منصب صعب
رأيته سحرا يقلي زلابية
في رقة القشر ، والتجويف كالقصب
يلقي العجين لجينا من أنامله
فيستحيل شبابيكا من الذهب
3 – الكنافة : قال شاعر في صاحب منزل لم يضع على المائدة الكنافة :
ما أكلنا في ذا الزمان كنافة
آه ما بعدها علي مسافة
قال قوم : إن العماد كريم
قلت : هذا عندي " حديث خرافة "
هذه بعض اللطائف أحببت أن أبهج القلوب بها ، ولا تخلو من طرافة وفائدة – بإذن الله - .

- تنبيه : سيكون موعد عرض برنامج " روائع الصديق على القناة الفضائية الكويتية كل يوم الساعة الثانية والنصف ظهرا ، ولا أدري هل إعادة أم لا ، فإن كان فبعد الفجر ، وكل عام وأنتم بخير . والحمد لله رب العالمين






رد مع اقتباس
الشيخ عبد العزيز العويد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الشيخ عبد العزيز العويد
البحث عن المشاركات التي كتبها الشيخ عبد العزيز العويد
قديم 08-21-2009 رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فياض علي
:: مشرف شذرات الإسلامي و الأدبي ::

إحصائية العضو









فياض علي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي

0 دعاء للمسلمين والمسلمات ...
0 حمل كتاب: عالج نفسك بالقرآن
0 مسلم وأفتخر ... مسلمون لا نخجل
0 مختارات رائعة !!!
0 لا تهين الفقير !!!





افتراضي

شكرا شيخ عبد العزيز على هذه اللطائف والطرائف والكنافة والقطايف ... فتحت شهيتنا وأسلت لعابنا ... يا الله ... رمضان بعد غد ... السبت ... كلوا كنافة وقطايف حتى تشبعوا ... بالهناء والعافية ... يقال للصائمين يوم القيامة: ( كلوا و

القطايف : قال الشاعر

هات القطائف ههنا
فالصوم حببها لنا
قد كان يأكلها أبي
وأخي وأكرهها أنا
لكني مذ ذقتها
ذقت السعادة والهنا

جزاك الله عنا خيرا اخى

سيد القلم والتالق حمدى ابراهيم