الموضوع : انتصارات رمضان وفتح مكة (( ))
التاريخ : 20 / رمضان / 1435 هــ --- ___ 18 / يوليو / 2014 مــ
الحمد لله رب العالمين – أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون
سبحانه سبحانه .. نصر عبده , وأعز جنده , وهزم الأحزاب وحده
ففيما روى عنه - صلى الله عليه وسلم (( إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعةً وتسعين سجلاً كلُ سجلٍ مثلُ مدِ البصر ثم يقول أتنكرُ من هذا شيئا أظلمك كتبتي الحافظون فيقول : لا يارب فيقول : أفلك عذر فيقول:لا يا رب فيقول بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليومَ فتخرج بطاقةٌ فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول احضُر وزنَكَ فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فقال إنك لا تظلم قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء
فأشهد أن لا إله إلا الله وحده – لا شريك له – له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله – وصفيه من خلقه وحبيبه وخليله وأمينه ودليله
كل الكمال وجملة الجمال وحبيب مولاه ذو الجلال
يا خير مبعوث وأفضل مرســل وشفيع قومٍ أذنبوا وأساءوا
أنوارك العظمى إذا ما أشرقـت يوم القيامة فالورى سعــداء
صلى عليك الله ياعلم الهدى ما هبت النسائم وما لاحت على الأيك الحمائم
اللهم افتح لنا فتوح العارفين بحضرتك , وتول أمرنا وأفض علينا ببركتك وبسر سر حضرتك وسلم تسليما كثيرا
أما بعد عباد الله
اللهم أمدنا بمدد رسولك الكريم وأفض علينا من بركاته يا أكرم الأكرمين يارب
فلقد أمدنا الله برمضان وأمدنا فى رمضانَ بالقرآن وبالقرآن حُذنا كل البركات والخيرات والنفحات والفيوضات والفتوحات فكان رمضانُ نصراً للإسلام وللمسلمين
ففى رمضان كانت بدر الكبرى حيث خاض المسلمون فيها أول لقاءٍ حربى أول لقاءٍ عسكرى أول لقاءٍ ميدانى
بين الحق والباطل أول لقاءٍ يفصح عن شخصية محمد العسكرية التى قال عنها الغربيون وأنصفوا
يقول نابليون بونابرت: "إن الرسول محمدًا هو أول من أحدث تغييرًا ثوريًّا في العقيدة العسكرية، فجعل أتباعه يقاتلون تحت راية الدين، وإنه أول من أوجد مفهوم الأُمَّة لتحلّ محل الولاءات القبلية والعائلية الصغيرة". ويرى بونابرت أنه "بدون عبقرية ورؤية الرسول محمد العسكرية الفذة ما كان ليبقى الإسلام، ويصمد وينتشر بعد وفاته. ويصفه -أيضًا- بأنه أول جنرال عسكري محنَّك في الإسلام، وأنه لولا نجاح الرسول محمد كقائد عسكري، ما كان للمسلمين أن يغزوا الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية".
وهذا بدا جلياً واضحاً فى غزوة بدرٍ الكبرى وكان أجلى وأوضح فى غزوة أحد
ومن وقائع الانتصارات التى حازها المسلمون فى هذا الشهر المبارك معركة حطين التى استرد فيها العرب كرامتهم ومجدهم وعزهم فى تحرير المسجد الأقصى المبارك هو المبارك ما حوله على يد القائد المجاهد صلاح الدين الأيوبى 583هــ 1187م
وفيه كانت موقعة عين جالوت التى نصر الله فيها المسلمين على التتار المغول على يد الأمير سيف الدين قطز 658هـ 1160م
وفيه كان فتح القسطنطينية التى أخبر عن فتحها وعن فاتحها حضرة النبى – صلى الله عليه وآله وسلم ((لتفتحُنَّ القسطنطينية، فلنِعْمَ الأميرُ أميرُها، ولنِعْمَ الجيشُ ذلك الجيش))؛ روه الإمام أحمد في مسنده .
وفى مثل هذا اليوم من العام الثامن الهجرى فتح الله على رسوله مكة وكان هذا هو الفتح التنفيذى أما الفتح القضائى الذى قضاه الله فى عليائه فكان قبل هذا بكثير الفتح التنفيذى كان فى العام الثامن من الهجرة المباركة
أما الفتح القضائى فلقد قضاه الله لرسوله فى العام السادس الهجرى وهذا ما كان يوم صلح الحديبية يوم أفصح
صلى الله عليه وآله وسلم – عن شخصيته السياسية التى بها بنى الدولة المحمدية
هو محمد الصادق الوعد الأمين طفولته وهو رجلا لا يخلف وعده ويصدق فيما يقول وَعَدَ أصحابه دخول مكة ولكن مجريات الأحداث لا تتوافق مع فهم المسلمين آنذاك وعدهم رسولُ الله دخول مكة وعند الحديبية يمنعون من الدخول ولكل عصرٍ مغرضين ولكل عصرٍ منافقين وها هم يهرتون بما لا يعلمون وعدنا رسول الله دخول مكة وها نحن عنها ممنوعون فلقد رأى رسولُ الله - صلّى اللَّه عليه وسلّم رأى في المنام- وهو في المدينة- أن مَلَكَاً قال له: {لَتَدْخُلُنَّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تَخافُونَ} فأخبر - صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه بالرؤيا، ففرحوا وجزموا بأنهم داخلون في عامهم، فلما صُدّوا عن البيت، واستقر الأمر على الصلح،
قال بعض الضعفة المنافقون: واللَّه ما حلقنا ولا قصرنا ولا رأينا البيت.
وقالوا أيضا: أليس كان يعدنا النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أن نأتي البيت، فنطوف به؟ فقال لهم أهل البصيرة: هل أخبركم أنكم تأتونه العام؟ فقالوا: لا، قال: فإنكم تأتونه وتطوفون بالبيت، فأنزل اللَّه تصديقه.
{{ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً (27) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (28)}}.
فمن هنا كان الفتح القضائى لمكة أما الفتح التنفيذى وهو الذى أفصح عن الشخصية الإدارية للذات المحمدية
كما أفصح عنها من قبل فى الهجرة النبوية وكيفية إدارته – صلى الله عليه وآله وسلم – للرعية
فلقد كان من شروط الحديبية شرطاً به كان فتح مكة وهو أنه إذا أرادت قبيلة أن تنضم إلى حلف المسلمين فلها ذلك، وإذا أرادت قبيلة أن تنضمَّ إلى حلف قريش فلها ذلك،وعلى إثر هذا دخلت خزاعة في حلف الرسول
ودخلت بنو بكر في حلف قريش، فغدرت قريش مع بنى بكر على خزاعة وبهذا الغدر تكون قريشاً نقضت العهد الذى بينها وبين رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –
يقول صلى اله عليه وآله وسلم : ما من مخلوق إلا ويشهد أنى نبى إلا كفرة الإنس والجن
وعنه أنه قال التائب حبيب الرحمن التائب من الذنب كمن لا ذنب له
ادعوا الله يستجب لكم
============================
الحمد لله وحده – والصلاة والسلام على من لا نبى بعده
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده – صدق وعده , ونصر عبده ، وأعز جنده , وهزم الأحزاب وحده
وأشهد أن سيدنا محمداً الفاتح لما أغلق , والخاتم لما سبق ، والناصر الحق بالحق , والهادى إلى صراطك المستقيم
صلى الله عليك وعلى آلك وصحبك وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد عباد الله
لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له , لقد نقضت قريشاً عهدها مع رسول الله –
صلى الله عليه وآله وسلم – وبنقضها نُقِضَ عهدها وهنا حق لسيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم
أن يدخل مكة ولكن دخوله اليوم ليس كدخوله يوم صلح الحديبية ففى الحديبية كان داخلاً لأداء عمرة ولكن دخوله اليوم فاتحا {{ إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا }}
لقد ضرب لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – أروع المثل فى عفوه وصفحه وتسامحه وتواضعه
منذ عامين ردوه ويستشعرون بالنصر ولا يعلمون أنها سياسة محمدية لها أبعادها فيما بعد وقد أتت الأبعاد على ما ينبغى ويرام وهم فى ثوب الذل والمهانة يقول لهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم ما تظنون أنى فاعل بكم ؟ فيقولون أخ كريم وابن أخٍ كريم فيقول لهم صلى الله عليه وآله وسلم – اذهبوا فأنتم الطلقاء
اللهم يا من فتح الباب للطالبين , وأظهر غناه للراغبين , وأطلق للسؤال ألسنة القاصدين , وقال فى كتابه المبين
{ وقال ربكم ادعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين }
اللهم افتح لنا فتحا مبينا
اللهم افتح لنا فتوح العارفين بحضرتك وافتح لنا أبواب فضلك وفيضك
اللهم أنت الجواد الكريم ونحن فى احتياج إلى جودك وكرمك فجد اللهم لنا يا كريم
اللهم إنا على باب جودك وكرمك واقفين فلا تردنا خائبين
انصر الإسلام وأعز المسلمين واعل بفضلك كلمتى الحق والدين
واكتبنا اللهم يا ربنا فى الصالحين واجعلنا فى الصالحين من الصالحين
وأصلح لنا أحوالنا أجمعين
وصل رب على سيد الأولين والآخرين والحمد لله رب العالمين
عباد الله
قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله
_________________
<br>