أين الضمير والدين والقلب ؟

أين الضمير والدين والقلب ؟
كان ضميرك ما زال حيا،
فسيرجعكِ الضمير إلي!
إن كان دينك ما زال قويا، فسيرجعك الدين إليّ..
إن كان قلبك ما زال أبيضَ، فسيرجعك القلبُ إليّ..
إن كان إحساسك ما زال مرهفا، فسيرجعكِ الإحساسُ إليّ..
.........
ولكن عتبي على التغيير، فإن تبدلت كل تلك الأقانيم
فكيف ستعود إليّ؟
فإن تغيرتْ فعلا لستُ بحاجة إلى أن تعودي إليّ..
فلا تعود إليّ، لأنك لم تعود إلى طبيعتك ونفسك.
فإن قررت العودة لروحك التي أعرف، فستقودك روحك إليّ،
وأنت تستسلم لها، فحياتها وحياتي واحدة، عند ذلك سيحلو الرجوع إليّ، وتحلو العودة إليك.
.........
لعلك أدركتِ الآن لماذا أنا هنا أحاول التفسير، وأنتِ هنالك تحاول الهرب، لأنكِ لم تبقِ لي من شيء سوى بعض ظل باهت، تناضل بشراسة المحاربين المدربين أن يحل الظلام الدامس، فيطمسُ ما تبقى له من أثر.
.........
نام واحلم واسترجع وتذكر، فماذا ستجد في أحلامك المعتقة
بجرار الزمن سوى أنا!
ستجد كلماتي منقوشة في أول الوسن، وطيفي عابرا آفاق النوم، وشخصي ماثلا على أبواب وسادتك الملطخة بدم الأماني المقتولة، وصوتي ما زال يرنّ في مسمعيك كأنه الناقوسُ، فلا تحاول النكران!!
نام، واحلم إن كنت تستطيع زراعة الياسمين في حدائق المستقبل دون أن تتذكرين. نام واحلم إن كان باستطاعتك ترويض الأحلام الجامحة نحوي، نام واحلم بالغد، فهل بقي أي غد لتحلم به.
نام واحلم، وإن شئت فلا تستيقظ، وتابع أحلامك في اليقظة، فليس يعنيني أي أحلام.
.........
عندما قررت تأليف دستور القسوة بنداً بندا، وقانوناً قانونا، وطبقته ببراعة الدكتاتوريات والفراعنة توقف الزمن عند لحظة أنت تعرفينها، لحظة البوار والانتهاء والخسران، أعليّ تحكم؟ فأنتِ وأنا كلّ الضحايا!!
لعلك الآن تكابر، لعلك تغضب، لعلك تستأسد، تتمرد، تهدد وتتوعد وتستحضر العفاريت لترقص منتشية بغضبك.
لعلك تود أن يموت الكلامُ وتنتحر اللغةُ، لأنها عجزت عن استنبات الندم الطافح في حنايا نفسك التي لم تعد تعرف الهدوء.
.........
فمن قال لك أن تدخل النعيم، وتدخل معي؟ ولماذا قررت هدم العرش، فقلبت الدنيا بأجمعها سوادا؟ فذبل الوردُ، وغابت الشمسُ، وغار الماءُ، وبقيت صحراء الروح شاهدا على العطش الأبديّ!!
فيداكِ أوكتا وفوكِ نفخ، وما زال البؤس مفتوحا على مصرعيه، فتهيأ لجنون خسران الروح!!

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

» مس الجن للانسان ....بين العلم والدين .
» حوار بين العقل والقلب
» الضمير الانساني