مكاشفه القلوب للغزالى
..................
فضل ذكر الله تعالي
قال الله تعالي : ( فاذكروني أذكركم ) ( البقرة آية 152 )
قال ثابت البناني رحمه الله : إني أعلم متى يذكرني ربي عز وجل ففزعوا منه وقالوا : كيف تعلم ذلك ؟ فقال : إذا ذكرته ذكرني .
( ص 184 )
وقال رسول الله " صلي الله عليه وسلم " : ( ذاكر الله في الغافلين كالشجرة الخضراء في وسط الهشيم ) .
وقال " صلي الله عليه وسلم " : ( ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل بين الفارين ) .
وقال " صلي الله عليه وسلم " : يقول الله عز وجل : أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت شفتاه بي ) .
وقال " صلي الله عليه وسلم " : ( من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله عز وجل ) .
وسئل رسول الله " صلي الله عليه وسلم " : ( أي الأعمال أفضل ؟ فقال ( أن تموت ولسانك رطب بذكر الله عز وجل ) .
وقال " صلي الله عليه وسلم " : ( يقول الله تبارك وتعالي : إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملأه ، وإذا تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً ، وإذا تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً ، وإذا مشي إلي هرولت إليه ) يعني بالهرولة : سرعة الإجابة .
وقال " صلي الله عليه وسلم " : ( سبعة يظلهم الله عز وجل في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) من جملتهم : ( رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه من خشية الله ) ( ص 185 )
وقال " صلي الله عليه وسلم " : ( قال الله عز وجل : من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ) .
وقال الفضيل : بلغنا أن الله عز وجل قال : يا عبدي اذكرني بعد الصبح ساعة وبعد العصر ساعة ، أكفك ما بينهما .
ويروى : أن كل نفس تخرج من الدنيا عطشي إلا ذاكر الله عز وجل .
وقال رسول الله " صلي الله عليه وسلم " : ( ما جلس قوم مجلساً يذكرون الله عز وجل إلا حفت بهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمة ، وذكرهم الله تعالي فيمن عنده ) .
وقال " صلي الله عليه وسلم " : ( ما قعد قوم مقعداً لم يذكروا الله سبحانه وتعالي فيه ، ولم يصلوا علي النبي " صلي الله عليه وسلم " إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة ) . ( ص 186 )
وعن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن ابي هريرة وأبي سعيد الخدري عن " صلي الله عليه وسلم " أنه قال : ( إن لله عز وجل ملائكة سياحين في الأرض فضلاً عن كتاب الناس ، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله عز وجل تنادوا : هلموا إلي بغيتكم . فيجيئون فيحفون بهم إلي السماء ، فيقول الله تبارك وتعالي : أي شيء تركتم عبادى يصنعونه ؟ فيقولون : تركناهم يحمدونك ويمجدونك ويسبحونك . فيقول الله تبارك وتعالي : وهل رأوني ؟ فيقولون : لا . فيقول جل جلاله : كيف لو رأوني ؟ فيقولون : لو رأوك لكانوا أشد تسبيحاً وتحميداً وتمجيدا . فيقول لهم : من اي شيء يتعوذون ؟ فيقولون : من النار . فيقول تعالي : وهل رأوها ؟ فقولون : لا . فيقول الله عز وجل : فكيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد هرباً منها وأشد نفوراً . فيقول الله عز وجل : وأي شيء يطلبون ؟ فيقولون : الجنة . فيقول تعالي : وهل رأوها ؟ فيقولون : لا . فيقول تعالي : فكيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد عليها حرصاً . فيقول جل جلاله : إني أشهدكم أني قد غفرت لهم . فيقولون : كان فيهم فلان ، لم يردهم ، إنما جاء لحاجة . فيقول الله عز وجل : هم القوم لا يشقي جليسهم .) ص187 )
_________________
اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا