أين الروح التى تعطى الحياة للجسد ؟ حصرياً

أين الروح التى تعطى الحياة للجسد ؟

هل هى فى القلب الذى ينبض ؟.. أم فى العقل الذى يفكر ؟ أم فى الدورة الدموية التى لا تتوقف ؟ أم فى القدم التى تتحرك ؟ .. أم فى العين التى تبصر ؟ أم فى الأذن التى تسمع ؟ أين هى ؟
سؤال لا يستطيع العلم أن يجيب عليه .. فهو سر لا يعلمه إلا
سبحانه وتعالى .

وسيبقى سراً لا يعلمه إلا الله .
فإذا كانت الروح وهى مخلوق فى جسدك ..تحس بوجودها وتعرف أثارها ، لأنها هى التى تعطيك الحياة .. ولا تعرف عنها شيئاً .. لآن الله سبحانه وتعالى ستر علمها عنك .. فكيف تقول أن جسدك يخضع لأرادتك ؟ .. لا ، إنه يخضع لإرادة من خلقه .
كل جوارحك إذا أمرتها بالطاعة أطاعت .. وإذا أمرها بالمعصية أطاعت .. لا فى هذه أطاعت .. ولا فى هذه عصيت .. لأنها من أدوات الاختيار المسخرة لك ، ولكن لا بد أن تعرف حقيقتين هامتين .. أولاهما أن هذه الأشياء كلها مسبحة لله سبحانه وتعالى .. والله جل جلاه قد خلق جسمك من تراب .. وذرات التراب التى خلق منها الجسد .. اختارت اقهر على الطاعة .. ولذلك فهى مسبحة بذتها .. تطيع لكفر فيما يريده .. ولكنها فى نفس لوقت تلعنه .. ويوم القيامة تشهد عليه ، وتكون شهادتها سببا فى دخول النار .. وأقرأ قوله سبحانه وتعالى : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [سورة: النور - الأية: 24]
وقوله جل جلالة: (وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتّمْ عَلَيْنَا قَالُوَاْ أَنطَقَنَا اللّهُ الّذِي أَنطَقَ كُلّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوّلَ مَرّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [سورة: فصلت - الأية: 21]

إذن فكل الجوارح التى تخضع لاختيارك .. تخضع ظهرا فقط ولكنها فى حقيقتها مسبحه لله .. ويوم القيامة حين يدخل الكافر النار .. تكون هذه الأجساد فى قمة لسعادة لأنها تسبب الألم للكافر .. وتعذبه جزاء له على المعصيتة ..
مثال :أنظر إلى الناس فى موسم الحج .. تجد انهم لا ينامون من الليل إلا قليلا .. ومع ذلك فإن أجسادهم تتحمل هذا التعب وقلة النوم بطريقة مذهلة ، فيقوم الإنسان بعد ساعة أو ساعتيت من نومه وهو فى غاية النشاط .. لماذا ؟

لان جسده المسبح لله مستريحاً بالتسبيح والصلاة وكل مناسك الحج . ولذلك فهو لا يريد من صاحبه أن يغفل وينام .. عن ذكر الله وعن التسبيح والصلاة إلا اقل القليل .. وهذا الأنسجام لا يحس الإنسان المؤمن بتعب فى جسده أبداً .. ولكن الكافر الذى لا يفعل إلا المعاصى تجد ذرات جسده متعبة من المعصية .. ولذلك فهو ينام ولا يقوم إلا عند الظهر .. وإذا قام يشعر أنه يريد أن ينام مرة أخرى .. لأن أجزاء جسده المتعبة من المعصى الكارهة لها .. تريد أن تستريح من المعصية .. والطريقة الوحيدة التى تبعد هذا الكافر عن المعاصى هى النوم .. فيبدو الجسد متعباً منهكاً

المرجع من كتاب الشعراوى القضاء والقدر .

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

أشكرك نبيلة على لموضوع القيم قد يتسأل لكثير عن الروح

يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا

القرآن تكلم عن الروح أن علمها عند الله فقط إذن هذا تحدي لكل عالم أن يعرف ما هي الروح وما هو سرها

تقدر تقولنا ما هو سر الروح ؟ لن تستطيع الإجابة إذن قل كما قال الله عز وجل وما أوتيتم من العلم إلا قليلا