أقدم موائد الرحمن

موائد الرحمن.. أقدمها مائدة الليث بن سعد..
--------------------------------

قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام». من هذا المنهج النبوى الشريف أصبح من أهم مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان الكريم إقامة «موائد الرحمن» والتى يوجه فيها المال لإطعام الفقراء والمحتاجين حيث يحرص القادرون على توفير الإفطار لغير القادرين فى مشهد تكافئى رائع والدين الإسلامى يعظم ثواب إفطار الصائم فمن فطر صائم كان له من الأجر مثل الصائم لا ينقص من أجره شىء.

وبالرغم من اختفاء «موائد الرحمن» التى كان يقيمها كبار الساسة ورجال الأعمال وأعضاء مجلسى الشعب والشورى ورموز الحزب الوطنى المنحل هذا العام بشكل ملحوظ إلا أن هناك بعض المساجد وتجار الأحياء الشعبية وبعض الناس مازالوا يتفنون فى تقديم أشهى الأطباق خلال هذه الموائد.

كانت مائدة النبى صلى الله عليه وسلم أقدم مائدة رحمن والتى استقبل فيها وفداً من الطائف أثناء وجوده بالمدينة الذين اعتنقوا الإسلام واستقروا، فكان الرسول يرسل إليهم إفطارهم وسحورهم مع بلال بن رباح واقتدى الخلفاء الراشدون بالرسول حتى أن عمر بن الخطاب أعد داراً للضيافة يفطر فيها الصائون.

لموائد الرحمن فى مصر تاريخ طويل، فقد بدأت أيام الليث بن سعد الذى كان فقهياً، وكان ثرياً، إلا أنه كان فى رمضان لا يتناول إلا الفول، بينما يقيم موائد الرحمن ويقدم فيها للصائمين أشهى الأطعمة، وكان أحمد بن طولون ابتداء من عام 880 يأمر بإقامة موائد الإفطار لصائمين فى رمضان، ويقدم فيها أشهى الأطعمة.

وكذلك أقام الفاطميون موائد خاصة للصائمين سموها (دار الفطرة) وفى عصر المماليك والعثمانيات تراجعت موائد الرحمن بسبب الحروب.

وحاليا أكبر مائده فى العالم تقام طوال شهر رمضان فى الحرمين الشرفين الحرم المكى والحرم النبوى حيث يفطر ملايين المعتمرين فى منظر رائع ليس له نظير فى العالم

اللهم لاتحرمنا الحج والعمرة واغفر لنا واعفو عنا