الغدر والوفاء
---------
الوفاء والغدر لعل هاتين الكلمتين من أكثر الكلمات ترددا فى مجتمعنا ،، والشكوى من انعدام الوفاء تأتى غالبا من حواء اكثر مما تأتى من آدم
فهل حواء أوفى من آدم ؟ هل آدم أشد وفاء واخلاصا من حواء ؟
ان الوفاء بالطبع ليس صفة لصيقة بأحد طرفى الجنس البشري , فالانسان لايولد بها . فلا يقال أن المرأة تولد وفيه ، ويولد الرجل غدارا ،،،او العكس
هذا صعب وضد لغة العلم فالوفاء والغدر لايصنفان ضمن غرائز البشر !
فهل الوفاء والغدر صفات مكتسبه أم جزء من طبيعه البشر ..هل هما نتيجه التربية والظروف والضغوط وللبيئة والمجتمع
وبقدر ماتكون البيئة سليمه ،بقدر ما تقل حالات الغدر والخيانة وتزيد حالات الوفاء ثم ان عملية ضبط النفس والرقابه التي يفرضها الشخص على نفسه من خلال تمسكه بالدين ومكارم الاخلاق تقلل من الخيانه والغدر بالاضافه الى تربيته ونشأته فى اسرة قويه اصيله مترابطه تجعله مرتبط أكثر بالقيم النبيله والاخلاق الكريمه .
الغدر قد يكون من الاخ، الصديق ، الميل فى الدراسه أو العمل ، الشريك فى العمل ..ألخ
ولكن أقصى أنواع الغدر... الغدر العاطفى اى ان يتعاهد انسان مع انسان آخر على الحب والوفاء والسير معا فى طريق الحياة ويحلموا سويا نفس الحلم ويكبر ذلك الحلم ويصبح حقيقه وفجأة تجد احدهما يترك رفيقه فى مفترق الطريق ويتخلى عن حلمهما المشترك الذى رسم لهما مستقبل مشرق جميل ، ويمضى فى طريقه دون أن يلتفت لما سببه من آلام ومعاناة لرفيق دربه ، رفيق عمره ولاحتى بكلمه رثاء لحاله ولا يشعر بما خلفه من جرح مشاعر وونسى عهود كلمات الحب التى كان يتجمل بها اقصد كان يكذب بها على الطرف الاخر وفى ايام معدودة يستبدله بآخر غيره وكأن شئ لم يكن ولا حتى يمنح لنفسه فرصه للحداد على موت مشاعره التى كان يسميها حب ... وفجأة يستيقظ الطرف الأخرمن غفلته على طعنه سكين فى ظهره تقل له افق هذا كله كان هباء ..لاتبكى خسارة هذا الدمع الغالى . ويظل الطرف المغدور به يعانى ما بقى له من العمر من جرح لايندمل ويظل ينزف الى آخر العمر ويبكى بغير دموع بقدر الثقة والحب التى أولاها للطرف الغادر .
ويعيش مع الماضى والذكريات بحراج ليس لها دواء وكلما كان الحب كبير كان الجرح كبير ويتحايل على النسيان وكأن النسيان ايضا لم يعد يتذكره أيضا
ترى من أكثر وفاء ..المرأة ..أو الرجل
ونظل ندور فى دائرة مفرغه ....
:gg\\]: