نبذة عن التاريخ الهجري
روى أحمد والبخاري في الأدب والحاكم من طريق ميمون بن مهران قال : رفع لعمر صك محله شعبان
فقال :
أي شعبان الماضي أو الذي نحن فيه أو الآتي ؟
ضعوا للناس شيئاً يعرفون فيه حلول ديونهم
فيقال إنهم أراد بعضهم أن يؤرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكهم
كلما هلك ملك أرخوا من تاريخ ولاية الذي بعده
فكرهوا ذلك ومنهم من قال :
أرخوا بتاريخ الروم من زمان الإسكندر فكرهوا ذلك
وقال قائلون :
أرخوا من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال آخرون من مبعثه عليه السلام
وأشار علي بن أبي طالب وآخرون أن يؤرخ من هجرته من مكة إلى المدينة
لظهوره لكل أحد فإنه أظهر من المولد والمبعث
فاستحسن ذلك عمر والصحابة فأمر عمر أن يؤرخ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأرخوا من أول تلك السنة من محرمها .
وروى الحاكم في المستدرك عن سعيد بن المسيب قال :
جمع عمر الناس فسألهم عن أول يوم يكتب التاريخ فقال علي :
من يوم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وترك أرض الشرك ففعله عمر .
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله هذا السؤال :
نحن في مطلع العام الهجري الجديد
ويتبادل بعض الناس التهنئة بالعام الهجري الجديد
قائلين: (كل عام وأنتم بخير) فما حكم الشرع في هذه التهنئة؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله
وخيرته من خلقه
وأمينه على وحيه
نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله
واهتدى بهداه إلى يوم الدين
أما بعد
فالتهنئة بالعام الجديد لا نعلم لها أصلاً عن السلف الصالح
ولا أعلم شيئاً من السنة أو من الكتاب العزيز يدل على شرعيتها
لكن من بدأك بذلك فلا بأس أن تقول وأنت كذلك إذا قال لك كل عام وأنت بخير
أو في كل عام وأنت بخير فلا مانع أن تقول له وأنت كذلك
نسأل الله لنا ولك كل خير أو ما أشبه ذلك أما البداءة فلا أعلم لها أصلاً.
فتاوى نور على الدرب
فضل شهر الله المحرم :
قال الله تعالى:
" إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ،
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ، وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا
يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"
[ التوبة : 36]
شهر الله المحرم
من الأشهر الحرم التي جعلها الله تعالى فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَال
(إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ) متفق عليه.
وهو من أعظم شهور السنة عظمه الله وشرفه من بين سائر الشهور وأضافه إلى نفسه تشريفا له وإشارة إلى أنه حرمه بنفسه وليس لأحد من الخلق تحليله.
والصوم في شهر محرم من أفضل التطوع
ومما يدل على فضله ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل).
وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث عظيم ونصر مبين
أظهر الله فيه الحق على الباطل؛ حيث أنجى فيه موسى عليه السلام وقومه
وأغرق فرعون وقومه فهو يوم له فضيلة عظيمة ومنزلة قديمة.
فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ
فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى ، قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ .
رواه البخاري
فضل صيام عاشوراء :
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :
مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ .
" رواه البخاري
ومعنى " يتحرى " أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" صيام يوم عاشوراء ، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله .
" رواه مسلم
وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم .
والسنة في صوم هذا اليوم أن يصوم يوماً قبله أو بعده، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)
[مسلم ].
وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد أن صيام عاشوراء ثلاث مراتب :
1ـ صوم التاسع والعاشر والحادي عشر وهذا أكملها .
2ـ صوم التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث .
3ـ صوم العاشر وحده ولا يكره على الصحيح
إفراد اليوم العاشر بالصوم كما قاله ابن تيمية رحمه الله في الاختيارات
بعض الروابط للإستزادة :
http://saaid.net/mktarat/mohram/index.htm
http://www.islamway.com/SF/mhrm/
http://saaid.net/mktarat/nihat/index.htm
صوتيات منوعة :
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...category_id=80
هذا ونسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياكم بما نقول وما نسمع