أعرب رجل الأعمال نجيب ساويرس، عن دهشته من اهتمام جماعة الإخوان المسلمون،
بتصريحاته بهذا الشكل الواسع. وقال: " لم أكن أتوقع أن يفرد الإخوان
ويخصصوا مساحة كبيرة من بيانهم الأخير للهجوم على شخصى". ووجه إليهم الشكر
على هذا الاهتمام الكبير، لكنه أشار إلى أنهم يمارسون الطائفية السافرة،
وليس هو أو حزب المصريين الأحرار.
أضاف ساويرس فى بيان - صادر عنه وتم تذييله بتوقيعه الشخصى- أن هذا
الهجوم، وما ورد فيه من إدعاءات باطلة، ما هو إلا استمرار لما اعتادته
جماعة الإخوان من تحويل المنافسة السياسية إلى معارك دينية، تعتمد فيها على
إثارة المشاعر الدينية، لدى المصريين لتحقيق مكاسب سياسية. وقد ظهر هذا
الاستغلال الصريح للدين خلال المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات
البرلمانية.
قال ساويرس إنه على الرغم من اعتيادى عدم الرد على مثل هذه الافتراءات،
إلا أننى رأيت فى مثل هذه الظروف الحرجة التى تمر بها بلدنا ضرورة توضيح
ما يلى:
1. لم يحدث على الإطلاق وغير صحيح بالمرة، أننى طالبت بعد الثورة بحذف
المادة الثانية من الدستور، التى تنص على أن دين الدولة الرسمى هو الإسلام،
ومبادئ الشريعة الإسلامية، هى المصدر الرئيسى للتشريع، لكننى طالبت
بإضافة الفقرة التالية للمادة الثانية. وهى: "على أن يعامل غير المسلمين
فيما يختص بأمور أحوالهم الشخصية حسب شريعتهم"، وهو مطلب عادل للمسيحيين،
منذ عقود طويلة، بل هو مطلب للمسلمين قبل إخوانهم المسيحيين، إعمالا بحق
الآخر وقد أقره الأزهر الشريف.
2. بالنسبة لملاحظتي حول تطابق شوارع مصر بشوارع طهران، نظرًا لانتشار
ارتداء المرأة المصرية للزى الإيرانى، فليس انتقادًا للحجاب، إنما رصد
للتغيير التام للمظهر العام للشارع المصرى حاليا، بالمقارنة بحقبة
الستينيات، وليس هجومًا أو انتقادًا لحرية شخصية وحق الاختيار.
3. أما بالنسبة للكاريكاتير الساخر الذى يلمحون إليه فى بيانهم، فقد
اعتذرت عنه مرارًا، وأكدت أننى لم أنشئه، وإنما كان متداولًا بين المسلمين
وغيرهم، على شبكة الإنترنت منذ عام 2008، وأننى لم أتداول هذا
الكاريكاتير، على سبيل السخرية من الحجاب واللحية، ولم يحدث أن وصفت نفسى
بالغباء، لكننى ذكرت أننى لست من الغباء حتى أخسر جموع الشعب المصرى
المسلم، الذى يحبنى وأحبه.
4. أشكر جماعة الإخوان على عدم اعتراضهم على تأسيسى لحزب المصريين
الأحرار، وعموما لم آخذ الإذن منهم لتكوين هذا الحزب، والجميع يعلم أننا لم
نؤسس هذا الحزب خصيصا لمهاجمة الإخوان المسلمون، كما يزعمون ذلك فى
بيانهم، وإنما دفاع عن مدنية الدولة المصرية، وحفاظ على هويتها، ولم يحدث
أبدًا أن لجأنا إلى الكنيسة لتأييد حزب المصريين الأحرار كما يدّعون، وقد
صدر بيان من الكنيسة يؤكد كذب ذلك، وبالتالى فإن إصرار الجماعة على اتهام
حزب المصريين الأحرار بأنه لجأ إلى الكنيسة ما هو إلا محاولة لاستقطاب
الناخبين والتأثير عليهم على أساس ديني، وصبغ الانتخابات بروح طائفية كريهة
دخيلة على مصر، وعلى أهلها، واللعب بمقدرات بلد وشعب، وهم بفعلتهم هذه من
يمارس الطائفية السافرة، ولست أنا ولا حزب المصريين الأحرار.
5. بالنسبة لما أشرت إليه من تلقيهم تمويلا خارجيًا من قطر وغيرها، فالرد
على ذلك بدلًا من عدم الوضوح والشفافية والتلاعب بالألفاظ، هو أن يعلنوا
بشكل واضح عن مصادر تمويلهم، من خلال ميزانية رسمية تخضع للرقابة من
الجهات المعنية فى مصر، وأطالب تلك الجهات بأن تلزم جماعة الإخوان
المسلمون بالإفصاح عن مصادر تمويلها، وتخضعها للرقابة شأنها شأن كافة
الجمعيات والمؤسسات والأحزاب العاملة فى مصر.
6. ليس من قبل يد شيخ الأزهر وفوضه فى الدفاع عن مدنية الدولة، هو من يثير
النزاعات الطائفية، أو يستعدى الغرب على وطنه، بل أننى قد طالبت أقباط
المهجر بذكر مطالبهم مباشرة، ومناقشتها داخل الوطن و عدم الاستعانة
بالغرب.