بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
"أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد ,
ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها بعد أيام
فقيل له إنها ماتت قال فهلا آذنتموني ,
فأتى قبرها فصلى عليها "
فقدها النبي صلى الله عليه وسلم وسأل عنها فأخبره الصحابة أنها ماتت،
فلما سمع هذا منهم، أحب أن يبين لهم منزلة هذه المرأة
وجلالة العمل الذي كانت تقوم به؛
فذهب إلى قبرها فصلى عليها
ودعا لها ..
امرأة سوداء ...
لم تجد من الجهد والطاقة لخدمة دينها ومجتمعها –
وهي الضعيفة العجوز - إلا أن تقم ( تكنس ) المسجد
وجدت أنه يساوي عندها أعظم الأعمال وأشرفها
فهي لا تملك المال والثروة ولا تملك المنصب والمكانة
ولا تملك الصحة والفتوة امتلكت مكنسة صغيرة بدائية
مصنوعة من سعف النخيل أو غير ذلك ...
اعتبرت المرأة هذه المكنسة هي الطريق إلى رضا الله
والطريق إلى الجنة
وسيلة قد يراها الناس تافهة
وعمل يراه الآخرون حقيراً ..
ولكنه عند هذه المرأة تساوي أعمال الدنيا كلها ..
تساوي الندوات المسجلة واللقاءات المطولة
والمحاضرات المجلجلة قيمة عملها هذا عندها ..
تساوي قيمة شهادات الدكتوراه والماجستير والليسانس
وأختها البكالوريوس بل وأكثر ..
لم يكن يدور في مخيلة هذه المرأة ولا في فكرها
أنها ستكون بعملها هذا محط أنظار سيد ولد آدم
وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم
وأن قصتها وقصة مكنستها يخلد ذكرهما
إلى يوم القيامة ..
إنها أغلى وأشرف مكنسة في التاريخ
بل لم تدخل التاريخ مكنسة قبلها ولا بعدها
فأي عظيم مكانة أن يسأل عنك الرسول صلى الله عليه وسلم
ويهتم لأمرك وأي عظيم شرف أن يصلي عليك الرسول صلى الله عليه وسلم ويدعو لك وأي عظيم تكريم
أن تلقى التكريم من سيد الأنبياء والمرسلين
تكريم لا يضاهيه تكريم وشرف لا يقابله شرف
إنها صلوات ودعوات من خير البريات في حق امرأة سوداء
لا تملك من الدنيا إلا مكنستها وحصيرتها ...
هي لم تكن تنتظر جوائز التميز
ولا الأوسمة والنياشين
ولا دروع وشهادات التقدير
ولا حتى كلمة شكر ..
فجاءها ما هو أعظم من ذلك وأغلى
ومن أعظم الرجال وأشرفهم ...
ما أعظمك من قائد ..
وما أعظمك من رسول ..
وما أروعك من قدوة ...
أختي .. أخي
لا تستهين بقدراتك ولا تقلل من شأنك
استغل ظروفك
وحدد هدفك
تجاوز المثبطات
حطم العقبات
قد تعمل عملاً تراه حقيراً لكنه قد يكون عند الله عظيماً
نسال الله ان يرزقنا واياكم شرف الدعوة اليه