د/محمد بغدادى مشرف المنتديات الطبية ومنتدى التاريخ الإسلامى والغزوات الإسلامية
العمر : 40 الدولة : مصر التوقيع : لا تعرض بوجهك الكريم يا كريم عنا عدد المساهمات : 995 نقاط : 1365 تاريخ التسجيل : 13/01/2012
| موضوع: صفحات من التاريخ [1]..فتاة لا كالفتيات . الجمعة مارس 16, 2012 3:52 pm | |
|
كل مهتم بالشعر لا سيما الجاهلى سمع عن زهير بن ابى سلمى احد شعراء المعلقات
بل واسطة العقد فيهم فقد ترفع عن فحش امرئ القيس وغرابة كلمات لبيد وعنجهية
عمرو بن كلثوم ،وليس مقصدنا الان الحديث عن زهير وانما قصدنا الحديث عن رائعته
فى مدح السيدان الحارث بن عوف وهرم بن سنان مدحهما لإتمامهما الصلح بين عبس
وذبيان وتحملهما ديات القتلى.
والذى دفع الحارث بن عوف الى الدخول فى امر الصلح هو فتاتنا التى نحن بصدد
الحديث عنها الآن .
اسم فتاتنا:بهيسة بنت اوس بن حارثة ،من قبيلة طيئ ،قبيلة حاتم مضرب المثل فى الكرم
والتي أنقذت العرب من حرب طاحنة بين عبس وذبيان
قصة من التراث العربي القديم ،ولنبدأ القصة :
حُـكيَ عن الحارث بن عوف بن أبي حارثة ، أنه قال لخارجة بن سنان :
- أترى أني أخطب إلى أحد ، فيردَّني ؟ قال خارجة بن سنان :
- نعم ، هو أوس بن حارثة بن لام الطــَّـائي .
قال الحارث : اركب بنا إليه .
فذهب إلى بلاد أوس ، فوجده في فناء داره ، فقال أوس :
- مرحباً بك يا حارث ، ما الذي جاء بكَ ؟ قال : جئتُ خاطباً .
فانصرف أوس ، ولم يُكلـِّـمهُ ، ثمَّ دخل على امرأته غاضباً ، فقالت له :
من الرَّجل الذي سلــَّـم عليكَ ، فلم تـُطل معه الوقوف ، ولم تكلـِّـمهُ ؟ فقال :
- ذلكَ سيِّد العرب الحارث بن عوف ، ولقد أهانني لأنه جاءني خاطباً . قالت :
- ألستَ تزعم أنه سيِّد العرب ؟ وإذا لم تـُزوِّج سيِّد العرب في زمانه ، فمن تـُزوِّج
؟ فتدارك ما كان منكَ بأن تلحقهُ ، فتردَّهُ .
ثمَّ مضى أوس حتى لحق بالحارث ، فقال لهُ :
- إنكَ لقيتني وأنا
مُغضب لأمر ، فلكَ المعذرة في ما فرط مني ، فارجع ، ولكَ عندي كلَّ ما طلبتَ .
فرجع مسروراً ، ثمَّ دخل أوس منزلهُ ، وطلب من زوجته أن تدعو إليه كبرى بناته ،
وعندما أتته قال لها :
- يا بُنيَّة هذا الحارث بن عوف سيِّد من سادات العرب ، جاءني خاطباً ، وقد أردت
أن أزوِّجكِ منه فما تقولين ؟
قالت : لا تفعل ، لأنَّ في خلقي رداءة ، وفي لساني حِدَّة ، ولستُ بابنةِ عمِّه ،
فيُراعي رحِمي ، ولا هو بجارلكَ في البلد ، فيستحي منكَ ، ولا آمنُ أن يرى فيَّ ما
يكره ، فيُطلـِّقـني ، فيكون عليَّ بذلكَ سُبَّة .
قال لها : قومي باركَ اللهُ فيكِ .
ودعا ابنتهُ الثانية ، فقالت لهُ ما قالت أختها . ثمَّ دعا الصّغرى ، وقال لها :
- إني عرضتُ الزواج من الحارث بن عوف على أختيكِ فأبتاهُ ، فقالت لهُ :
- والله ، إني الجميلة وجهاً ، الرَّفيعة خلقاً ، الحسنة رأياً ، فإن طلـَّـقـني فلا أخلف
الله عليهِ .
فقال لها : باركَ اللهُ فيكِ . ثمَّ خرج إلى الحارث وقال لهُ : قد زوَّجتكَ يا حارث
بابنتي هنيسة .
ثمَّ بعثها أبوها إلى زوجها ، وعندما دخلت عليه مدَّ يدهُ إليها ، فقالت لهُ :
- مَهْ ( كـُفَّ وامتنع ) ، أعند أبي وإخوتي ؟ هذا ، والله ، لا يكون أبداً .
ثمَّ أمر الحارث بالرِّحلةِ ، وفي بعض الطريق ، عندما قرُبَ منها ، قالت لهُ :
- أتفعلُ بي كما يُفعل بالأمة السَّبيَّة ، لا والله لا يكون هذا حتى تـنــحر الجُزر والغنم
، وتدعو العرب .
فقال في نفسه : والله ، إني لأرى همَّة وعقلا ً، وأرجو من الله أن تكون المرأة
النـَّجيبة .
ثمَّ مضى وورد إلى بلاده ، فأحضر الإبل والغنم ونحر وأوْلمَ ، ثمَّ دخل عليها ، وقال
لها :- قد أحضرتُ من المال ما تـُريدين .
قالت : واللهِ ، لقد ذكرتَ من الشـَّـرف بما ليس فيكَ . قال لها : ولمَ ذاكَ ؟ قالت :
- أتتفرَّغ للزواج والعرب يقتل بعضها بعضاً ؟
وكان ذلك في أيَّـام قيس وذبيان أيْ حرب داحس والغبراء ، فقال لها : فماذا تقولين ؟
قالت :- اخرج إلى القوم ، فأصلح بينهم ، ثمَّ ارجع إلى أهلكَ ، فلن يفوتكَ ما تريد .
فقال في نفسهِ :
- والله ، إني لأرى عقلا ً ورأياً سديداً .
فخرج الحارث بن عوف وهـرم بن سنان حتى أتيا القوم ، ومشيا بينهم بالصّـلح ،
فأصلحوا على أن يحسبوا القـتـلى ، ثمَّ تؤخذ الدِّيـة ، فحملا عنهم الدِّيات ، فكانت ثلاثة
آلاف بعير ، وانصرفا بأجمل ذكر ، ثمَّ دخل الحارث
على زوجته ، فقالت لهُ :
- أمَّا الآن فنعم . فأقامت عنده في ألذ عيش وأطيبه ، وولدت لهُ بنيــن وبنات .
وحفِظ التاريخ للحارث بن عوف وهرم بن سنان هذا العمل النبيل ، حيث أنهيا حرب
داحس والغبراء بعد أربعين سنة من القتل والدَّمار والويلات .
هذه هى بهيسة الطائية ورجاحة عقلها مفخر كل فتاة عربية .
_________________ | |
|
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: صفحات من التاريخ [1]..فتاة لا كالفتيات . الجمعة مارس 16, 2012 10:05 pm | |
| السلام عليكم " عابر سبيل " لقد شرحت صدرى بموضوعك القيم الرررائع .فتاة لا كالفتيات .والله أبدعت وتألفت أكرمك الله واعز بك الاسلام ما شاء الله أنا مش عارفه أقول ايه الموضوع شدنى وأتمنى أن ارى ما بعد ذلك وأن شاء الله حين تنتهى من هذا يعجبنى موضوع أتمنى التعاون فيه هو الرساله " سنتكلم عن قبل الاسلام رجال عرايا ونساء عاريات او شبه عاريات يطوفون حول الكعبة ويدور حول الكعبة المسجد المقدس عند العرب والابيات الشعرية المليئة بالفحش هى جزء من هذا الاجلال الذى لا يمنع رذيلة مما يرتكب العرب فى حياتم جاء الاسلام أمر وستر المراة هل هذا فى صميم صفحات من التاريخ أم يأخذ معنى أخر مثل الرسالة كل الشكر والتقدير لك " عابر سبيل " جزاك الله خيرا _________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|