هل تذكرون
أفلام ومسرحيات سنوات السبعينات ؟ وكذلك الثمانينات ؟. هل تذكرون مدرسة
المشاغبين, وغيرها من الأعمال الدرامية التي كانت حين عرضِها تجل ضحكاتنا
تجلجلُ في سماء القريةِ ؟ هل تذكرون ما الذي كان
يضحكنا ..!؟ ما أسخف ما كان
يضحكنا...! ما أتفهَ ما كانَ يشغلُ عقولنا ويبهرنا؟! ممثّلٌ يُتَأتِئ, واخر
يقلّلُ أدَبَهُ على والِدِه, والثالث يتعرّضُ لمدرِّستِه...
كثير من الناس يبحثون عن مصدر الضَّحِكِ ان كان في قنوات التلفاز, على صفحات الجرائد , أو حتى من خلال ِ اختيارهم لأصحابهم وخِلاّنِهِم , ...ولكن..ماذا قال قدوتنا رسول البشريّةِ عن الضَّحِك؟ وعنِ التّهريج؟
عن
أبي هريرة ,قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تكثروا من الضحك فإن
كثرة الضحك تميت القلب.وهو حديث من بين أحاديث كثيرة تطرّقت لهذا الباب.
أجل
حضرات القارئات والقراّء انّ كثرةَ الضحكِ تُذهبُ الهيبةَ , تخدشُ
الوَقارَ , وبالذات لو كان الضحك افتعالاً بمناسبةٍ ودون مناسبة...وكذلك لو
كان استهزاءً بالغيرِ ...همزِهِم ولَمزِهِم ...والأدهى حين يصدُرُ من
أناسٍ متعلِّمين يصبحون ويغدون لغيرِهم ناصحين , وربّهم
يُعَظِّمون...ونبيّهم يذكرون.! فيبحثون عن العبارات ينتقوها انتقاءً كي
يشبعوا رغبتهم في التهريج واضحاكِ غيرِهِم ...ولو على حساب ذكرِ الاخرين
بما يسيء لهم...ولو على حساب المغيبة ِ والبُهتان...
هنالك
جلسات كاملة تقوم على الضحكِ والتهريج والخوض في خصوصيات الغيرِ
واهانتِهِم...والسبل كثيرة ومتوفرة...فالعبارات السوّقية جاهزة ..والصور
التي تعبِّر عن أكثرِ من معنى منتشرة ...واللغة العربية بمرادفاتها ووسائل
التبطين والتلميح فيها أيضاً جاهزة,, لغتنا التي
ظلمناها حيث تحتضر من سوء استعمالها وتشكو سوء استغلالها أكثرَ من شكواها
لعدم اتقانها...فهي لغة القران ...والقران تولاّه الله بحفظه...أماّ
ألسنتنا وقلوبنا فحِفظها علينا.
يقولون
الطبع يغلب التَّطَبُّع ..ولكننيّ واثقةً بأن من كان تاركاً للصلاة وداوم
عليها كانت مداومته جراّء صحوةٍ...وأن المتبرّجة التي احتشمت كان لباسها
الجديد بسبب صحوةٍ...وأن الظالمَ الذي كفَّ ظلمَه قد فعل ذلك لأجلِ صحوةٍ
...ولهذا فانَّ الكثير من الطباع...حتى ولو تقدّمَ بأصحابها العُمر من
الممكن تغييرها وتبديلها بغيرها .... فلا
بدَّ بعد الصحوةِ من تغيير لتلك الصفة المذمومةِ ....لا بدّ وقد لمسنا
نتائجَ الضحكِ الوخيمةِ والمفسِدةِ للنفس ولشبكةِ العلاقات بالغيرِ ,
واستشعرنا حلاوة الصحوةِ من اكمال الطريق ...وتتويج النّجاح في التغلّبِ
على أهواء النفس بابتسامةٍ...فهي أقصى ما قام بهِ أطهرَ الخلقِ قدوتنا
جميعاً ...وهي تُحسَبُ في ذاتِ الوقتِ صدقه...فما رأيكم بابتسامه؟
همسة: عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً