بسم الله الرحمن الرحيم
صاحـب العقــل يميـــز ؟..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
·من منـا لا يفقـد البوح ولا يملك إلا الصمـت ؟؟ .. فهناك الضعفاء يخافون الموت .. وهناك الثرثارون بحت أصواتهم فيفقدون الصوت .. وهناك المحبوسون وقد منعوا من البوح بحواجز تمنع الفـوت .. وهناك أهل مظلمة بترت ألسنتهم حتى ساحة المـوت .. وهناك أهل بكم وصم وحتى إذا رغبوا في كلام لا يملكون الصوت .
· هناك إنسان وحيداً يبكي في خلوة ثم يخفي البكاء في حضرة الآخرين .. وهناك إنسان يتعمد البكاء في حضرة الآخرين ثم يترك البكاء عند رحيلهم .. فأيهما أصدق في المشاعر ؟؟ فذاك يعاني ويتعفف وذاك يرائي وينافق .
· كانوا يعيبون على المجانين بالكلام مع النفس بغير قرين .. والآن نراهم يتكلمون منفردين في المركبات والساحات والميادين أكثر من المجانين . فهل كان المجانين محقون عندما سبقوا الآخرين بمقدار من السنين ؟؟!! .
· لا تشتكي من خطوات الأجيال من بعدك .. فتلك خطوات أنت خطوتها وكانت أجيال من قبل تشتكي من خطواتك .. فكل جيل يجتاز البحر بخطواته .. بمعيار هو الأنسب لسعته والأقرب لمقاسه .. ثم إذا خرج إلى البر انتقد ذاك الذي ما زال في البحـر من ورائـه !! .. فيقال في المثل : ( الذي في البــر عـوام ) أي سباح يجيد السباحة أكثر من ذاك الذي يصارع البحر . فالأول الآن يسبح بخياله .. والثاني لا يزال يسبح بمقداره .
· لا يعرف أسرار النفس إلا صاحبها .. وكل إنسان يملك الدهاء بالتمثيل .. ورب وديع أليف قلبه .. كريم السجايا .. هو في الظاهر كذلك .. وفي أسراره وبواطنه هو نقيض ذاك الظاهر .. بالنهار هو مع الناس على حال وبالليل ومع النفس هو على حال غير حال .. فيقال في المثل : ( فلان بالنهار يسبح وبالليل يذبح ) .. والناس بالدهاء تملك المقدرة الفائقة في الإخفاء .. وتراوغ حتى أقرب الأقربين .
· الطبع والتطبع .. الطبع هو مكتسبات الإنسان من مؤثرات البيئة المحيطة به منذ نشأته وحتى الانتقال لبيئة أخرى أو البقاء في نفس البيئة .. وهو عمق وغرس لشجرة لا تملك من المكونات إلا ما نالت من البيئة المحاطة .. ومن الجدل المهبط أن يلام صاحب طبع بأن يأتي بما لا يملك .. والتطبع هو اكتساب الإنسان مؤثرات بيئة غير بيئته الأساسية .. وطول البقاء في مرحة الطبع أو التطبع هو الفصل المؤثر في تصرفات الإنسان .. والطفل الذي يغادر البيئة الأساسية ( مرحلة الطبع ) بعد فترى قصيرة نراه أكثر ميلاً وقوةً لمؤثرات بيئة التطبع .. بينما نرى المعمر الذي يواكب معظم مراحل الطبع لا يستجيب إلا لقدر قليل من مؤثرات التطبع .. ومع ذلك فهناك ملكة فطرية تمتص المؤثرات المحيطة في كل حالات الطبع والتطبع .. والإنسان إذا تواجد في بيئة غير بيئته الأساسية لفترة كلما طالت المدة يبدأ في استخدام مؤثرات البيئة الجديدة لا شعورياً .. وخاصة في استخدام بعض مفردات اللغة .. أو اكتساب بعض المفاهيم لعادات وتقاليد بيئة التطبع مع الاحتفاظ بمكونات بيئة الطبع الأساسية .. والحقيقة العلمية تنافي المثل القاطع والشائع بأن ( الطبع يغلب التطبع ) فإن طول الفترة هو الذي يرجح كفة الغلبة .. ففي حالة المعمر الذي لم يغادر البيئة فإن الطبع يغلب التطبع .. وفي حالة الطفل الذي يغادر بيئته سريعاً فإن التطبع يغلب الطبع . والله أعلم .
· التاريخ يقر دائماً بأن الحضارات تولد وتنمو وتبلغ العنفوان في مرحلة ثم تشيخ ثم تموت .. وكذلك التاريخ يؤكد بأن مراكز الهيمنة والقوة لدول العالم لا تعرف ديمومة التواجد في بقعة واحدة من الأرض .. فتقوم قائمة لدول قوية ذات شأن من السيطرة والهيمنة حتى يخال أنها تملك الأبدية في التواجد .. فإذا بها تأخذ نفس السنة في التواجد ثم النمو ثم السيطرة والعنفوان ثم الشيخوخة ثم الانتهاء .. ومهما كانت من القوة .. والأمثلة لا تقبل الحصر .. وفقط للإشارة يوماً الفرس ويوماً الرومان ويوماً الأسبان ويوما الألمان ويوماً الانجليز ويوماَ فرنسا ويوماً ايطاليا ويوماً الأتراك ويوماً روسيا .. ويوماً الاتحاد السوفيتي .. واليابان كانت لها في التاريخ جولات والصين كانت لها في التاريخ القديم جولات .. ودول ودول .. ثم شطحات القوة للمغول والتتار وأمثالهما .. والسنة مازالت جارية تؤكد استحالة الأبدية لأية قوة في الأرض .
_________________
<br>