نشأ العلامة سيدى أحمد الدردير في بيئة نقية وسط أسرة كريمة تقية :
هو
(( أحمد بن محمد بن أحمد الدردير ))
والده هو :
العالم الجليل الشيخ محمد الدردير
الذي كان يقول – كما يقول الإمام الدردير – عالماً صالحاً تقياً تلقي العلم علي جهابذة العلماء
كالشيخ/ أحمد النفراوى المالكي شارح ابن أبي زيد القيراوني ,
والعلامة الشيخ/ عبد العزيز القاري المالكي ,
وكان دائم الاشتغال بقراءة القرآن الكريم ودراسة العلوم الشرعية والعربية والعبادة ,
وكان متقنا|ًللقرآن
وقد فقد بصره أخر عمره فاشتغل بتعليم ا|لأطفال كتاب الله – تعالي – فحفظ علي يديه خلق كثير
وكان يعلم الفقراء حسبة لا يأخذ من آبائهم أجراً علي ذلك بل ربما واساهم من عنده و وكان كثير السكوت لا يتكلم إلا نادراً 0
وممن قرأ علي يديه : الإمام العلامة علي بن أحمد بن مكرم الله المنسفيسي الشهير بعلي الصعيدي ,
وقرأ عليه ولده أحمد الدردير إلي سورة الفتح , وكان يبشره بأنه سيكون عالماً وتوفي شهيداً بالطاعون
0 سنة ثمان وثلاثين ومائة ألف من الهجرة 1138)
ودفن ببنى عدى الوسطي وولده حين ذاك في العاشرة من عمره ولم ينجب من الأولاد غيره
ووالدته هي :
السيدة آمنة ابنة الحاج سلامة العلواني
وكان من ذوي الثراء والجاه وكان يلقب بالجلاب لجلبه الكثير من السلع والبضائع من السودان والواحات للاتجار فيها ببنى عدى وما جاورها من البلاد ,
وكان من الأشراف السادة وله ميل إلي أهل العلم وحفاظ القرآن وأهل الصلاح والاستقامة
وقد رزقه الله ببنتين , فرغب في خطبتهما كثيرون من شبان بنى عدي الأغنياء أصحاب الأموال
ولكنه لم يجب أحداً منهم لأنه آلي علي نفسه ألا يزوجهما لغير رجلين من أهل التقوي والصلاح ومحبي العلم مشهود لهما بالورع والزهد وسلامة القلب علي أن يكونا من ( بنى عدي)
فتقدم لخطبتهما( سليمان الدردير) و(محمد الدردير) ولدا 0 أحمد بن أبي حامد الدردير)
فرضيهما الشيخ ( سلامة العلواني ) زوجين لابنتيه مع رثاثة حالهما وقلة مالهما ,
فكانت إحداهما وهي ( آمنة) زوجة للشيخ (محمد) وأنجب منها ولده ( أبا البركات أحمد الدردير) ,
وكانت الأخرى زوجة الشيخ /سليمان بن احمد الدردير , والعائلة الدرديرية في بنى عدي والقاهرة من ذريتهما ,
لأ ن الإمام الكبير أبا البركات أحمد الدردير لم تكن له ذرية من البنيين , وإنما ابنتين صالحتين , وقد ماتت إحداهما وهو علي قيد الحياة ودفنت في القاهرة وماتت ا|لأخرى بعده وكانت زوجة للعالم الجليل الشيخ/ حسن بن سالم الهواري العدوي ,
الذي تولي مشيخة رواق الصعايدة بالجامع الأزهر
رحلة طلبه للعلم في الأزهر الشريف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشاء الإمام الدردير في بلدته بنى عدي ( مركز منفلوط – محافظة أسيوط)
في جو من الصلاح والتقوي والعلم والمعرفة حيث كانت مليئة برجال القرآن وحفاظه
والعلماء وأهل الصلاح
فأخذ في بواكير حياته يسمع القرآن ويتعلمه كتابة وحفظاً وتلقي تعليمه الأول في كتاب القرية
علي يد والده حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب ووجهه أبوه لحفظ القرآن الكريم استعداداً لإلحاقه بالأزهر الشريف
وكانت عناية والده به شديدة وكان يري فيه بداية عالم جليل يقوم بنيانه علي أسس قوية من القرآن الكريم
وقد حفظ إلي سورة الفتح في حياة والده ولكن إرادة الله قضت أن ينتقل والده إلي جـوار الله والشيخ الدردير أبو البركات في العاشرة من عمره
فعكفت الأم الصالحة رحمها الله بكفالته ورعايته محفزة إياه علي الجد والمثابرة في حفظ بقية كتاب الله
وتحصيل ما كان يحصله مثله آنذاك في كتاتيب القري من مبادئ العلوم حتي تتحقق فيه فراسة أبيه الصالح ويلتحق بالأزهر الشريف ليكون عالماً من علماء المسلمين 0
وهنا لابد من ملاحظة أثر البيئة الصالحة المؤمنة في تكوين الإمام الدردير حيث نشأ أبواه الكريمان في عبادة الله
وبعد وفاة والده أتم حفظ القرآن وتجويده علي زميل والده
العالم الفقيه الشيخ عبد الفتاح البدري العدوي المالكي
وتلقي عنه بعض أوليات العلوم الدينية والعربية ولقد عمل هذا العالم الجليل علي تربية الإمام تربية حسنة
وغرس في نفس الإمام الجليل حب علوم الشرع وخاصة الفقه حيث كان رئيساً لمجلس الشرع في بنى عدي وشيخاً للعلم في جوامع بنى عدي
ولذا تخرج علي يديه أساطين الفقه المالكي في الأزهر
مثل الشيخ علي الصعيدي
والشيخ/ أحمد الدردير
وغيرهم ولذا أطلق عليه بحق عميد علماء بنى عدي
وبعد ذلك انتقل الإمام الدردير من بنى عدي إلي الأزهر
في الثانية عشرة من عمره
وهناك التقي بتلميذ والده وابن بلدته الذي سبقه إلي الأزهر في طلب العلم
الشيخ علي بن أحمد بن مكرم الله المنسفيسي العدوي
فلزمه وأفاد منه كثيراً حيث اتخذ الشيخ علي الصعيدي الإمام الدردير خليفة له وأنزله منزلة الابن من أبيه
فدرس الحديث علي كل من الشيخ أحمد الصباغ
والشيخ محمد الحفني
والصعيدي
وأفتي في حياة شيوخه مع كمال الزهد والعفة وأصبح من العلماء المعدودين
تولي الشيخ للعديد من المناصب في الأزهر وغيره
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد ظهر نبوغ الشيخ الدردير رحمه الله وثبتت كفاءته العلمية كما عرف بتقواه وورعه وقوة شخصيته
بحيث أصبح جديراً بأن يكون
شيخاً ومفتياً للمذهب المالكي
وقد كانت له مشيخة الإفتاء في حياة شيوخه
ولما توفي العلامة الشيخ علي الصعيدي
عُين الشيخ الدردير
شيخاً علي المالكية ومفتياً وناظراً علي وقف الصعايدة بالأزهر
وشيخاً علي أهل الرواق
بل شيخاً علي أهل مصر بأسرها في وقته حساً ومعني
ولما بني الأمير محمد بك أبو الذهب مدرسته المواجهة للجامع الأزهر
سنة 1187هـ ـ 1773م
كان الشيخ الدردير يجلس فيها حصته من النهار لإفتاء الناس وإفادتهم بعد إملاء دروسه بالأزهر
شيوخه
ـــــــــــــ
تلقي العلامة الدردير العلم علي جهابذة العلماء في عصره ونهل من علومهم ولازمهم ملازمة كلية حتي حاز أعلي الدرجات العلمية في عصره
وأجازه شيوخه بالتدريس والفتيا ومن هؤلاء :
الشيخ عبد الفتاح الري المالكي العدوي
وهو أول شيوخه وهو من بلدته بنى عدي ولد 1055 هـ
وحفظ القرآن ودرس أوليات العلوم ثم رحل إلي الأزهر ودرس الفقه و العربية ثم عاد إلي بلدته بنى عدي ليفيد أهلها
ولازم الشيخ محمد الدردير والد شيخنا أحمد الدردير وكان يقوم بتحفيظ القرآن الكريم بالزاوية الدرديرية وإلقاء الدروس بجوامع بنى عدي
وكان رئيساً لمجلس الشرع في بنى عدي ومرجعاً للفتوى وله مؤلفات مخطوطة وتوفي سنة 1152هـ ببنى عدى
وكان لهذا العالم الجليل أثر كبير في علماء بنى عدي حيث كان عالماً عاملاً جامعاً العلم الوافر والدين المتين
ومنهم العالم الجليل أبو الأنوار شمس الدين محمد بن سالم بن علي الحفنى الشافعي الحسيني ثامن شيوخ الأزهر الشريف
ولد سنة 1100 هـ بقرية حفنا ببلبيس بمحافظة الشرقية والتحق بالأزهر
ودرس علي الشيخ أحمد الملوي وحمد السجاعي
ومحمد البديري وغيرهم
وأجازوه بالإفتاء والتدريس وهو لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره ودرس عليه بالجامع الأزهر غالب أهل عصره
ومن مؤلفاته :الثمرة البهية في أسماء الصحابة البدرية وشرح الجامع الصغير للسيوطي وتوفي سنة 1181هـ
وقد كان لهذا الشيخ الجليل أعظم الأثر في الشيخ الدردير حيث ربي فيه الأخلاق المحمدية التي ساد بها علي أهل عصره وغرس فيه حب الزهد والورع والتقوي والإخلاص لله تعالي
الإمام العلامة نور الدين علي بن أحمد بن مكرم الله العدوي المالكي الشهير بالصعيدي ولد سنة 1112هـ
ونشأ في بنى عدي ثم رحل إلي الأزهر فدرس علي الشيخ إبراهيم الفيومي و الشيخ أحمد الملوي و الحفنى والعشماوي وغيرهم
ومن مؤلفاته:حاشية علي شرح الزرقاني علي مختصر خليل وغيرها وتوفي سنة 1189هـ ودفن في بستان العلماء بالقاهرة
ومنهم الشيخ الإمام أحمد بن حسن بن عبد الكريم الخالدي الشهير بالجوهري ولد سنة 1096هـ
ودرس علي الشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقانى والشيخ أحمد النفراوى والشيخ محمد النشرتى وغيرهم
ومن مؤلفاته : منقذة العبيد من ربقة التقليد في علم التوحيد ورسالة في الأولية وتوفي سنة 1182هـ
ومنهم الشيخ أحمد بن عبدالفتاح بن يوسف المجبرى الملوي ولد سنة 1088هـ ودرس علي الشيخ محمد السلجماسي والشبراخيتى
وله مؤلفات كثيرة منها شرح متن السلم في علم المنطق للأخضري وشرح عقيدة الغمري في التوحيد وغيرهما
_________________
<br>