آيــــــة وقـــصــــــــة

آية وقصة

{{ يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا

لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه

إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غنى حميد }}


ــــــــ البقرة ـــــ 267 ـــــــــ

عن البراء قال :

نزلت هذه الآية فى الأنصار , كانت تخرج إذا جذاذ كان النخل

من حيطانها أقناء من التمر والبر , فيعلقونها على حبل بين اسطوانتين

فى مسجد سيدنا رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم

فيأكل منه فقراء المهاجرين , وكان الرجل يعمد فيخرج قنو الحشف

وهو يظن أنه جائز عنه فى كثرة ما يوضع من الإقناء ,

فنزل فيمن فعل ذلك :

ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون

يعنى القنو الذى فيه حشف , ولو أهدى إليكم ما قبلتموه .

(( القنو , وهو العذق والحشف , وهو اليابس الفاسد من التمر ))

وهذا الحكم على كل من أراد الإنفاق فى سبيل الله

عليه أن يخرج أفضل ما عنده وليس الردىء منه .

********=============**********


اللهم هب سيئنا لمحسننا واغفر لنا جملة واحدة .

بارك الله فيك اخي حمدي وشكرا لك

{{ ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بى ما

ليس لك به علم فلا تطعهما إلىَّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون }}

ـــــــ العنكبوت ـــــ 8 ــــــ ـــــــــ

قال المفسرون :

نزلت فى سيدنا سعد بن أبى وقاص , وكان رجلا بارا بأمه ,

فلما أسلم قالت له أمه حمنه :

ياسعد ما هذا الدين الذى أحدثت ؟

لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بى

فيقال : يا قاتل أمه

قلت : لا تفعلى يا أماه فإنى لا أدع دينى هذا لشيء ,

قال : فمكثت يوما لا تأكل فأصبحت قد جهدت ,

فمكثت يوما آخر وليلة لا تأكل ,

فأصبحت قد اشتد جهدها ,

قال : فلما رأيت ذلك قلت :

تعلمين والله يا أمه لو كان لكِ مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت دينى هذا لشيء ,

إن شئتِ فكلى وإن شئتِ فلا تأكلى ,

فلما رأت ذلك أكلت ,

فأُنْزِلَتْ هذه الآية .

ويفهم من هذه الآية

أن المسلم مطالب بالإحسان إلى والديه ، حتى وإن كانا على دين آخر,

أو يقعان فى معصية الله ,

ولا تحل له نفسه وهواه أن يعقهما أو يجحد حقوقهما عليه

مهما حدث منهما

---***---***---

جعلنا الله وإياكم من المبرين الأبرار

ومتعنا الله وإياكم بجنات تجرى من تحتها الأنهار

3

آية وقصة

{{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم

من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا }}

ــــ الأحزاب ــــ23 ـــــ

عن أنس قال:

غاب عمى أنس بن النضر – وبه سميتُ أنسا – عن قتال بدر،

فشق عليه لما قدم وقال :

غبت عن أول مشهد شهده سيدنا رسول الله –

صلى الله عليه وآله وسلم

والله لئن أشهدنى الله شبحانه وتعالى قتالا

ليرين الله ما أصنع ,

فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال :

اللهم إنى أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء المشركون

واعتذر إليك مما صنع هؤلاء ,

يعنى المسلمين


ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال : أى سعد

والذى نفسى بيده إنى لأجد ريح الجنة دون أحد ,

فقاتلهم حتى قتل ,

قال أنس بن مالك :

فوجدناه بين القتلى به بضع وثمانون جرحا ,

ما بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح ورمية بالسهم ,

وقد مثلوا به ,

وما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه ,

ونزلت هذه الآية :

(( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ))

وكنا نقول :

أنزلت هذه الآية فيه وفى أصحابه .


*** = = = *** = = = ***

اللهم إنك تعلم أننا لسنا رجالا كالرجال

وما منا إلا أقوال بخلافهم فهم أفعالهم سبقت أقوالهم


ولله در القائل :

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم

إن التشبه بالرجال فلاح

اللهم ياربنا إنك جعلت العصور فى الأفضلية تتفاوت

وجعلت لكل عصر رجاله فاجعلنا اللهم من رجال هذا العصر .

4

آية وقصة


{{ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير }}

الحجرات ـــ 13 ـــ

قال يزيد بن شجرة :

مر سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –

ذات يوم ببعض الأسواق بالمدينة , وإذا بغلام أسود قائم ينادَى عليه للبيع ,

وكان الغلام يقول : من اشترانى فعلى شرط , قيل : وما هو ؟

قال : لا يمنعنى من الصلوات الخمس خلف

حبيبى رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –

فاشتراه رجل على هذا الشرط , وكان يراه

سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –

عند كل صلاة مكتوبة , ففقده ذات يوم , فقال لصاحبه :

أين الغلام ؟

فقال : محموم يارسول الله

فقال سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –

لأصحابه : قوموا بنا نعوده , فقاموا معه فعادوه

فلما كان بعد أيام قال سيدنا رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم

لصاحبه : ما حال الغلام فقال يارسول الله

إن الغلام لمَّا به ,

فقام سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم –

ودخل عليه وقد مات على تلك الحال ,

فتولى سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –

غسله وتكفينه ودفنه ,

فدخل على أصحابه من ذلك أمر عظيم ,

فقال المهاجرون : هجرنا ديارنا وأموالنا وأهلينا فلم ير أحد منا

فى حياته ومرضه وموته ما لقى هذا الغلام ,

وقالت الأنصار : آويناه ونصرناه وواسيناه بأموالنا

فآثر علينا عبداً حبشيا

فأنزلت هذه الآية

*
*
*


العبرة ليست لمن سبق ولكن لمن صدق

اللهم علمنا الصدق واجعلنا صادقين

واجعلنا من عبادك المتقين

واحشرنا فى زمرة سيد العالمين

واجعلنا منك من المقربين

5

آية وقصة


{{ إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت إن الله عليم خبير }}

لقمان ـــ 34 ـــ

عن سلمة قال :

كنت مع سيدنا النبى

صلى الله عليه وآله وسلم

إذ جاء رجل بفرس عقوق له , يقودها ومعها مهر لها يتبعها ,

فقال لسيدنا النبى

صلى الله عليه وآله وسلم

(( من أنت ؟ قال : أنا نبى الله

قال : ومن نبى الله ؟

قال : رسول الله ,

قال : متى تقوم الساعة ,

قال سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –

(( غيب ولا يعلم الغيب إلا الله ,

قال : متى تمطر السماء ؟

قال : غيب ولا يعلم الغيب إلا الله ,

قال : ما فى بطن فرسى هذه ؟

قال : غيب ولا يعلم الغيب إلا الله ,

قال : أرنى سيفك ,

فأعطاه سيدنا النبى – صلى الله عليه وآله وسلم – سيفه ,

فهزه الرجل ثم رده إليه

فقال : سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم

أما أنك لم تكن لتستطيع الذى أردت ,

قال : وقد كان الرجل قد حدث نفسه قائلا :

أذهب إليه فأسأله عن هذه الخصال , ثم أضرب عنقه ...

فنزلت الآية .

وقال سيدنا النبى – صلى الله عليه وآله وسلم

(( مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله تعالى ,

لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله ,

ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ,

ولا يعلم ما فى غد إلا الله ,

ولا تعلم نفس بأى أرض تموت إلا الله ,

ولا يعلم متى ينزل الغيث إلا الله ))

رواه البخارى


***


اللهم إنا نسألك الستر فى الدنيا والآخرة

ونسألك حسن الختام

وأسألك ربى أن تتول قبض روحى عند الأجل ياالله

6

آية وقصة


{{ والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم }}

النور ـــ 4 – 5 ــــ


عن عبد الله قال :

كنا ليلة الجمعة فى المسجد إذ دخل علينا رجل من الأنصار

فقال : لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا فإن تكلم جلدتموه ,

وإن قتل قتلتموه , وإن سكت سكت على غيظ ,

والله لأسألن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –

فسأله

فقال سيدنا النبى – صلى الله عليه وآله وسلم –


(( اللهم افتح ))

وجعل يدعو فنزلت آية اللعان :

{ والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم ... الآية

فابتلى به الرجل من بين الناس فجاء هو وامرأته إلى سيدنا رسول الله –

صلى الله عليه وآله وسلم

فتلاعنا ,

فشهد الرجل أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ,

ثم لعن الخامسة أنَّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين

فذهبت لتلتعن : فقال سيدنا رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم

(( مه ))

فلعنت , فلما أدبرت قال : لعلها تجيء به أسود جعداً

فجاءت به أسود جعداً .

*********


اللهم احفظنا واسترنا وآمنا وأمنا وبارك لنا فى كلياتنا

7

آية وقصة



{{ إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذى كنتم توعدون }}

الأنبياء ــ 101 : 103 ـــ



عن أبى يحيى قال ابن عباس :

آية لا يسألنى الناس عنها لا أدرى أعرفوها فلم يسألوا عنها

أو جهلوها فلا يسألون عنها ؟

قال : وما هى ؟

قال : ( نزلت )

{ إنكم وما تعبدون من دون حصب جهنم أنتم لها واردون }

شق على قريش فقالوا : أيشتم آلهتنا ؟

فجاء ابن الزبعرى فقال ما لكم ؟


قالوا يشتم آلهتنا , قال : فما قال ؟

قالوا : قال

(( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ))

فلقى النبى – صلى الله عليه وآله وسلم –

قال : يامحمد هذا شىء لآلهتنا خاصة أو لكل من عبد من دون الله ؟

قال : لا بل لكل من عبد من دون الله

فقال ابن الزبعرى , خصمت ورب هذه البنية – يعنى الكعبة –

ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون ,وأن عيسى عبد صالح , وأن عزيرا عبد صالح

قال سيدنا النبى - صلى الله عليه وآله وسلم –

بلى

قال : فهذه بنو مليح يعبدون الملائكة , وهذه النصارى يعبدون عيسى – عليه السلام - ، وهذه اليهود يعبدون عزيراً ,

قال ابن عباس فصاح أهل مكة فأنزل الله تعالى :

إن الذين سبقت لهم منا الحسنى ...

الملائكة وعيسى وعزير عليهم السلام –

أولئك عنها مبعدون

8

آية وقصة


{{ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا }}

الكهف ـــ 28 ـــ


عن سلمان الفارسى - رضى الله عنه قال :

جاء المؤلفة قلوبهم إلى سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –

وهم :

عيينة بن حصن , والأقرع بن حابس وذووهم , فقالوا :

يارسول الله إنك لو جلست فى صدر المجلس ونحيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم

يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين ,

وكانت عليهم جباب الصوف لم يكن عليهم غيرها –

جلسنا إليك وحدثناك وأخذنا عنك ,

فأنزل الله تعالى :

واتل ما أوحى إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه

حتى إذا بلغ

إنا أعتدنا للظالمين نارا

يتهددهم بالنار ,

فقام سيدنا النبى – صلى الله عليه وآله وسلم - عنهم ,

وذهب يلتمس هؤلاء الفقراء وأهل الصُّفة ,

حتى إذا أصابهم فى مؤخرة المسجد يذكرون الله تعالى قال :

( الحمد لله الذى لم يمتنى حتى أمرنى أن أصبر مع رجال من أمتى ,

معكم المحيا ومعكم الممات ) .

9

آية وقصة


{ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين}


النحل * 125 - 126


قال المفسرون

إن المسلمين لما رأوا ما فعل المشركون بقتلاهم يوم أحد من تبقير البطون وقطع المذاكير والمثلة السيئة
قالوا حين رأوا ذلك

لئن أظفرنا الله سبحانه وتعالى عليهم لنزيدن على صنيعهم

ولنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط
ولنفعلن ولنفعلن

ووقف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

على عمه حمزة رضى الله عنه

وقد جدعوا أنفه وأذنه وبقروا بطنه

وأخذت هند بنت عتبة قطعة من كبده فمضغتها لتأكلها

فلم تلبث فى بطنها حتى رمت بها

فبلغ ذلك نبى الله صلى الله عليه وآله وسلم

فقال : أما إنها لو أكلتها لم تدخل النار أبدا حمزة أكرم على الله من أن يدخل شيئا من جسده النار .

فلما نظر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

إلى حمزة لم ينظر قط إلى شىء كان أوجع لقلبه منه
فقال :

رحمة الله عليك ما علمت إلا أنك كنت وصولا للرحم
فعالا للخيرات

ولو لا حزن من بعدك عليك لأمثلن بسبعين منهم مكانك

فأنزل الله سبحانه وتعالى

( وإن عوقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به )

فقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

بل نصبر

وأمسك عما أراد وكَفَّر عن يمينه

10


آية وقصة


{{ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون }}

النحل --- 90 ---

قال عبد الله بن عباس :

بينما سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – بفناء بيته

بمكة جالسا , إذ مر به عثمان بن مظعون فكشر إلى سيدنا النبى

صلى الله عليه وآله وسلم – فقال له : ألا تجلس –

فقال بلى فجلس إليه مستقبله , فبينما هو يحدثه إذ شخص سيدنا النبى

صلى الله عليه وآله وسلم – إلى السماء ,فنظر ساعة وأخذ يضع بصره

فأخذ ينغض رأسه كأنه يستفقه ما يقال له , ثم ثم شخص ببصره

إلى السماء كما شخص أول مرة , فأتبعه بصره حتى توارى فى السماء ,

وأقبل على عثمان كجلسته الأولى فقال : يامحمد كنت أجالسك وآتيك

فما رأيتك تفعل فعلتك هذه قال : ما رأيتنى فعلت ؟

قال : رأيتك تشخص ببصرك إلى السماء ثم وضعته حين وضعته على يمينك

فتحرفت إليه وتركتنى فأخذت تنغض رأسك كأنك تستفقه شيئا يقال لك

قال سيدنا النبى : صلى الله عليه وآله وسلم

 أوفطنت إلى ذلك –

قال عثمان : نعم

قال : أتانى رسول الله جبريل عليه السلام – آنفا وأنت جالس

قال : رسول الله ؟

قال : نعم

قال : فماذا قال لك ؟

قال : قال لى

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون


قال عثمان

حينها استقر الإيمان فى قلبى وأحببت محمدا

صلى الله عليه وآله وسلم

***


اللهم اشرح صدورنا فإنا فى احتياج شديد لشرحها

11


آية وقصة



{{ ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ياْيئس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتى وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد }}

الرعد -- 31 --


قالت قريش لسيدنا النبى – صلى الله عليه وآله وسلم :

تزعم أنك نبى يوحى إليك , وأن سليمان سخرت له الريح والجبال ,

وأن موسى سخر له البحر , وأن عيسى كان يحيى الموتى ,

فادع الله تعالى أن يسير عنا هذه الجبال , ويفجر لنا الأرض أنهاراً ,

فنتخذها محاريث فنزرع ونأكل , وإلا فادع الله أن يحيى لنا الموتى فنكلمهم ويكلمونا ,

وإلا فادع الله تعالى أن يصير هذه الصخرة التى تحتك ذهبا فننحت منها وتغنينا عن رحلتا الشتاء والصيف ,

فإنك تزعم أنك كهيئتهم ,

فنزل عليه الوحى , فلما سرى عنه قال :

( والذى نفسى بيده لقد أعطانى الله ما سألتم ولو شئت لكان , ولكنه خيرنى

بين أن تدخلوا من باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم ,

وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة ,

ولا يؤمن مؤمنكم ، فاخترت باب الرحمة وأن يؤمن مؤمنكم ,

وأخبرنى الله إن أعطاكم ذلك ,

ثم كفرتم أنه معذبكم عذابا لا يعذبه أحداً من العالمين ) .

*

*

*

اللهم إنى آمنت بك لك

وأسلمت وجهى لك

فخلصنى اللهم منى لك

واجعل حياتى لك

واجعل مماتى لك

ومتعنى بنظرى لك


اللهم آمين


============

آية وقصة

{ ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم

من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك

رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما }

النساء 69



نزلت فى ثوبان مولى سيدنا رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم

وكان شديد الحب له قليل الصبر عنه
فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه

ونحل جسمه يعرف فى وجهه الحزن

فقال له

ياثوبان ما غير لونك ؟

فقال : يارسول الله ما بى ضر ولا وجع غير أنى إذا لم أرك اشتقت إليك

واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك

ثم ذكرت الآخرة وأخاف ألا أراك هناك
لأنى عرفت أنك ترفع مع النبيين

وأنى إن دخلت الجنة كنت فى منزلة أدنى من منزلتك

وإن لم أدخل فذلك حين لا أراك أبداً


فأنزل الله تعالى هذه الآية

اللهم اجعلنا ممن أطاعك وخشاك

وممن تمتع برؤيا نبيك ومصطفاك

وأدام النظر لرؤياك


وصل وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد

13


آية وقصة


{{ ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون فى الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون }}


الأحقاف -- 20 --


لما قدم عمر الشام صنع له طعام لم ير قط مثله قال :

هذا لنا !.. فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا وما شبعوا من خبز الشعير ؟

فقال خالد بن الوليد : لهم الجنة ,

فاغرورغت عينا عمر بالدموع وقال : لئن كان حظنا من الدنيا هذا الحطام

وذهبوا هم فى حظهم بالجنة , فلقد باينونا ( سبقونا ) بونا بعيداً .

*

ودخل سيدنا عمر – رضى الله تعالى عنه –

على سيدنا النبى – صلى الله عليه وآله وسلم –

وهو فى مشربته حين هجر نساءه قال: فالتفت فلم أر شيئا يرد البصر

إلا أهبا جلود معطونة قد سمع ريحها , فقلت : يارسول الله ,

أنت رسول الله وخيرته , وهذا كسرى وقيصر فى الديباج والحرير ؟

قال : فاستوى جالسا وقال :

( أفى شك أنت يا ابن الخطاب . أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم فى حياتهم الدنيا )

فقلت : أستغفر لى , فقال : ( اللهم اغفر له ) .

*

وقال جابر : اشتهى أهلى لحما فاشتريته لهم فمررت

بعمر بن الخطاب – رضى الله تعالى عنه –

فقال : ما هذا ياجابر ؟ فأخبرته , فقال :

أوكلما اشتهى أحدكم شيئا جعله فى بطنه

أما يخشى أن يكون من أهل هذه الآية :

( أذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا )) الآية .


*

*


*

اللهم هذا حالنا لا يخفى عليك

وهذا ذلنا ظاهر بين يديك

فعاملنا اللهم بالإحسان إذ الفضل منك وإليك

14


آية وقصة


{{ يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيراً لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذاباً أليماً فى الدنيا والآخرة وما لهم فى الأرض من ولىٍ ولا نصيرٍ }}

التوبة -- 74 --


عن عروة أن رجلا من الأنصار يقال له الجلاس بن سويد

قال ليلة فى غزوة تبوك

( والله لئن كان ما يقول محمد حقا لنحن شر من الحمير .

فسمعه غلام يقال له عمير بن سعد وكان ربيبه فقال له :

أى عم , تب إلى الله . وجاء الغلام إلى سيدنا رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم

فأخبره , فأرسل سيدنا النبى

صلى الله عليه وآله وسلم

إليه فجعل يحلف ويقول : والله ما قلت يارسول الله .

فقال الغلام : بلى , والله لقد قلته فتب إلى الله ,

ولولا أن ينزل القرآن فيجعلنى معك ما قلته ,

فجاء الوحى إلى سيدنا النبى

صلى الله عليه وآله وسلم

فسكتوا فلا يتحركون إذا نزل الوحى , فرفع عن سيدنا النبى

صلى الله عليه وآله وسلم

فقال :

( يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر ...

إلى قول الله سبحانه تعالى

( فإن يتوبوا يك خيراً لهم )

فقال : قد قلته , وقد عرض الله علىَّ التوبة ..فأنا أتوب ,

فقبل منه ذلك ..

وأخذ سيدنا النبى

صلى الله عليه وآله وسلم

بإذن عمير فقال :

( وعت أذنك ياغلام .. وصدقك ربك )


***
***
***

اللهم ربنا إننا فى أشد ما يكون احتياجا

لأذن تعى مايرضيك

وقلب يفنى لما يرضيك

وبدنا لا يرتضى إلا ما يرضيك

.

فرضنا اللهم بما يرضيك

إلهى لا أرتضى بك بديلا

فاجعل إلهى أنسى بك أمداً مديدا