يقول الأستاذ الدكتور محمد رجب البيومى أستاذ الأدب و البلاغة بجامعة الأزهر عن شيخنا صالح الجعفرى :


" نعم كان الناس مع الشيخ فى تواجد و إنجذاب ،

فقد أوسع لهم من نفسه مالم يجدوه لدى سواه ،

و يجيئه المصــاب فى ولده باكياً متفجعاً و يظن أن السماوات قد أنطبقت على الأرض لفقد حبيبه ،

فيبتسم الشيخ فى هدوء ، و يقول له :

أبشر يا بنى فإن الله قد أختارك لإبتلائه ،

و الكرام ، و الكرام مُرْزءون ،

إن رســول الله

صلى الله عليه و آله و سلم

و هو أحب خلق الله إليه جميعاً قد ابتلى بفقد أولاده فى حياته ما عدا فاطمة

و ما كان الله ليبتليه بذلك إلا و هو يدخر له المثوبة فى جنات الرضوان ،

*

و يجيئه المحزون لمعصية إرتكبها ،

فَيُسر له بخطأه ، فيقول له الشيخ :

قم و أغتسل و قص شعرك و أظافرك ، و عد و سأخبرك .

فإذا أتم المذنب ما أشار به عليه ،

خف إلى الشيخ فتهلل للقائه و قال له :

أبشر هذه توبة لن تكون مقبولة لدى الله إذا عدت لفعلتك السابقة ،

ها أنت ذا قد نزعت كل أثر فى جسمك للمعصية حين تطهرت و حلقت و نظفت ،

لقد ولدت من جديد و سيعفوا الله عما سلف ،

و إياك ثم إياك ،

ثم يقرأ قول الله


(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥﴾ أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ )

فيستمع المذنب مستبشرأً و يخرج عازماً على الطاعة نادماً على الذلة و خيال الشيخ الكبير فى خاطره يراوحه و يغاديه فهو يعتقد أن الشيخ موضع سره و أنه سنده فى النائبات.