يحيي ابراهيم يكتب ايام في القاهره

ها انا اقف وحيدا شريدا جائعا في قاهره المعز لا مال لا عمل لا امل لا اي شئ الا خيبه الأمل خدعتني الصوره الورديه التي حكاها لي رفاق الصبا عن مصر (نحن في الأرياف نطلق علي القاهره مصر) لم يدخل جوفي منذ صباح امس الا الماء القراح حمدت الله ان الماء مجانا في قاهره المعز اريد ان اعود ان قريتي في اطراف طنطا ولكن كيف اعود وما زالت كلمات ابي الغاضبه ترن في اذني ( بقالك سنه دق حجر واخد الدبلون بتاع الصنايع ولساك زي القراده لازق في جتتي ارحل بقي عن سمايا خليني اعرف اصرف علي اخواتك صحيح يا اولاد ما يقف علي المداود الا شر البقر ) كيف اعود الي ابي واستمع مجددا الي هذا اللوم والتقريع وكيف ان القاهره تضن علي شخص واحد مثلي بعمل اي عمل ارسل من خلاله نقود الي ابي والي الأفواه المفتوحه من اخوتي اه منك يا قاهره المعز الجوع كافر لا ادري ممن سمعت هذه المقاله ولكني متأكد الأن من صحتها لقد فكرت ان اشارك الكلاب في طعامها احد صناديق القمامه اعجبني منظر الأكياس التي فيه في هذا الحي الراقي لقد فكرت فقط ولم تخرج الفكره الي حيز التنفيذ ليس تعففا مني ولكن احد الكلاب يبدوا انه قد قراء افكاري لم ينتظر اللعين ان اقدم علي تنفيذ الفكره عندما اقتربت من الصندوق وجدت الكلب وقد تحول الي ما يشبه المارد كشر عن انيابه وخرج صوته مرعبا لكني كنت اسرع منه سابقت قدماي الريح الجري نص المجدعه
في الدنيا الغربه توهه والناس ما لهاش اسامي
توهه ولوحدي فيها ومين يفهم كلامي
صوت محمد العزبي ينطلق شاديا من احد محلات الحاتي القريبه
حتي انت يا عزبي يبدو ان العزبي يقصدني بالذات بهذه الغنوه
انت يا افندي تلفت خلفي وجدت سيده مسنه تنادي علي
انا يا حاجه ردت ايوه يا ابني تعالي فيلا محمد بك المواردي هذا هو الأسم الموجود علي باب الفيلا دلفت الي الداخل وجدت سيده حيزبون لا ادري لماذا لا يذهبون بها الي متحف الأثار
تعالي ورايا يا ولد ذهبت خلفها للدور الثاني للفيلا دخلت حجره كبيره شيل يا ولد الصندوقين دول صندوقين ايه يا ست الهانم قالت بعجرفه الكراكيب دي خدهم ارميهم في صندوق القمامه ولا بعهم لمقله لب فتحت احد الصناديق ذهلت يا الله قلتها طويله ممدوده متعجبه كل دي كتب قالت في تأفف البيه الله يرحمه كان غاوي كراكيب لا بيقرا ولا بيهبب انما منظره ع الفاضي
نظره سريعه علي العناوين جعلتني احمد الله علي نعمه الجل هذه الحيزبون تقول علي هذه الكنوز كراكيب ( بخلاء الجاحط حياه الحيوان للدميري الاغاني للاصفهاني المستطرف للابشيهي
ملعون ابو الجهل ) الذي جعل من ذخائر الكتب كراكيب (من يراني في هذا الموقف امام هذه الكتب سيتذكر بالطبع كلمه والدي عني اقرع ونزهي)لا اجد لقمه اتبلغ بها وافرح لمرأي مجموعه من الكتب انت شغال ايه يا ولد هكذا تحدثت سيده الفيلا قلت بانكسار والله انا خالي شغل تشغل عندنا يا ولد قلت اشتغل جدا انما اشتغل ايه قالت حارس للفيلا قلت في نفسي يا بركه دعاكي يا امه وهكذا استلمت العمل بمرتب كبير ولكن ما هو العمل لا عمل تقريبا طول النهار اجلس في غرفتي وطول الليل اسهر علي حراسه الفيلا ما اجمله من عمل ولكن بعدج ان ابتسم الدهر ادار لي ظهره مره ثانيه اذ سرقت الفيلا اثناء ذهاب يسده الفيلا واحفادها للمصيف وماذا كنت افعل وهناك سكين علي رقبتي وانتهي التحقيق بالقبض علي الجناه ولكن ربه العمل صممت علي طردي يا درويش ادي للولد ده باقي حسابه وما يباتش في الفيلا وقد كان لا ادري لما تذكرت قول الشاعر البائس عبد الحميد الديب ( ان حظي كدقيق فوق شوك بعثروه ثم قالوا لحفاه يوم ريح اجمعوه ) سأعود اليك يا ابي ويكفي ما لاقيته في مصر ركبت الأتوبيس المتجه الي رمسيس لأركب القطار الي طنطا ومنها الي قريتي ومعي باقي الحساب الذي نفحتني اياه مخدومتي سيده الفيلا وصلت الي شباك التذاكر وقطعت تذكره في الدرجه الثالثه وضغت التذكره في جيبي صعقت اين حافظه النقود صرخت تجمع حولي العشرات ما بين شامت وبين متأثر لحالي عرضت بيع الكتب لكن لا مشتري حتي النقود التي عملت بها نشلها مني نشال لئيم انت اتنشلت يا دهل ثم ضحكه شامته من احد الماره ما باليد حيله كأنك يا ابو زيد لا رحت ولا جيت ذهبت الي دوره مياه المحطه لاغسل وجهي واقضي حاجتي فما زال ساعه كامله علي وصول القطار دخلت دوره المياه وفجأه سقطت علي ام راسي شنطه جلديه كبيره من الدوره المجاوره ومع سقوطها انفتحت وطلت منها مجموعه من الرزم النقديه نظرت اليها مبهوتا فتحت صره ملابسي ودسست النقود مكانها وحملت كتبي وخرجت ولا ادري بما يدور حولي القطار علي وشك الوصول سألت احد رجال الشرطه عن سبب تواجدهم الكثيف علي رصيف المحطه قال هناك لص سرق 150 الف جنيه من خزينه احدي الشركات وفر الي هنا ونحن نطارده لعبت براسي الظنون هل اسلم لهم النقود اذن انا السارق خصوصا ان الشرطه لم تتعرف علي هويه السارق وصل القطار حملت كنزي السمين وركبت القطار حدثت هذه القصه منذ شهرين تقريبا وها انا اعود في نفس القطار لكن في الدرجه الأولي المكيفه بعد قرأتي خبر بيع فيلا المرحوم محمد بك المواردي في صفحه اعلانات الجريده الرسميه لم يعد ان يسخر مني لم يسألني يوما عن الثراء المفأجئ المهم ان الواد في ظرف شهرين جاب فلوس بالهبل من مصر سأشتري فيلا المواردي بك تذكرت رحلتي السابقه لم يعد ابي يقول ما يقف علي المداود الا شر البقر

وفچأه سقطت علي آم رآسي شنطه چلديه گپيره من آلدوره آلمچآوره ومع سقوطهآ آنفتحت وطلت منهآ مچموعه من آلرزم آلنقديه نظرت آليهآ مپهوتآ فتحت صره ملآپسي ودسست آلنقود مگآنهآ
هههه عاوز منده يحيى بجد قصة جميلة بس بجد فى فلوس ممكن تسقط فى الزمن ده اشك
شكرا لك اخى يحيى

يسلمو كتير ع الموضوع الرائع
ومشكور ع مجهودك بكتابة الموضوع

سبحان الله وبحمده قصة جميلة شكرالكم

شكرا جزيلا لكل من عطر موضوعي بمروره عليه دمتم جميعا بألف الف خير