علبه بسكويت
تململت العجوز في فراشهلا لا تدري لما ياتي الليل مبكرا هكذا ليتركها في الوحده صحيح ان من حولها لا يتركون لها فرصه لتركها وحيده لكن لكل انسان مشاغله هي تكره الليل وتحبه في ان واحد تكرهه لانه يحرمها من الابناء والاحفاد وتحبه لانه فرصه لكي تجتر ذكرياتها الجميله مع خالد رغم مرور عشرون عاما علي وفاته الا انها لم تنساه يوما ما وهل ينسي الانسان نفسه او قطعه من نفسه انه خالد فتي احلامها عندما تأوي الي فراشها يتحول قلبها الي قلب مراهقه في العشرين تناجيه وتلاغيه وتحادثه هم يقولون عنها انها اصيبت بالزهايمر قد يكونون علي حق لكن خالذ يتمرد علي هذا الزهايمر اللعين تذكر حياتهما معا لحظه بلحظه كانه شريط سينمائي يمر امام عينيها لا تنكر لحظه واحده عاشتها معه خالد يا خالد عكذا راحت قسمت تنادي دخل خالد اصغر احفادها يفرك عينيه من اثر النوم (ايوه يا تيته عاوزه حاجه) احست العجوز بالخجل لقد ايقظ صوتها الحفيد من نومه قالت متعلله
ناولني كوب الماء ناولها الصغير كوب الماء بللت شفتيها وقبلت الصغير علي جبينه وعادت الي احلامها في رفق خرج الصغير واغلق الباب خلفه لا تدري لما الليله تحس انها ستقابل خالد قد يزورها في المنام قد تراه في حلم من احلام اليقظه وما اكثرها لقد غادرها خالد منذ ربع قرن عاشت معه ربع قرن اخر قبل وفاته لكن من قال انه غادرها انه معها كل يوم هي الأن في منتصف العقد السابع تتذكر كيف قابلته اول مره تستعيد الذكري الاف المرات كانت شابه جميله وديعه نشيطه متفوقه اصر ابوها ان تكمل دراستها بالخارج فهي من عائله موسره كانت هذه رغبتها ايضا وجاء يوم السفر تتذكر جلستها في صاله الانتظار بالمطار وقد شعرت بجوع يقرص معدتها امامها ساعه ونصف علي ميعاد الطائره كانت قسمت قد اشترت علبه من البيتيفور من احد المحلات الشهيره مدت يدها في العلبه تتناول اول قطعه اخرجت يدها بسرعه فقد وجدت يدا اخري تزاحمها في العلبه لم تحرك ساكنا نظرت الي صاحب اليد من طرف خفي انه ما زال ياكل من العلبه الجوع شجعها علي ان تتناول معه تنتظر حتي يخرج يده وتمد يدها حتي فرغت العلبه كانت من نصيب يده القطعه الاخيره قسمها نصفين واعطي لها نصف اخذته وهي متحيره من جرأه هذا الشخص شكله لا يوحي بأنه طفيلي ولا يبدو عليه خبل حتي ياكل طعامها بلا اذن وضحكت بينها وبين نفسها انه يقسم معها القطعه الاخيره احتاجت ان تخرج شيئا من حقيبتها وكم شعرت بالخجل عندما وجدت علبه البيتيفور تقبع في حقيبتها لقد اكلت هي من علبته وهي التي ظنته متطفلا في حرج بالغ اخرجت العلبه وقدمتها له متأسفه انها كانت تظن انها تأكل من علبتها ابتسم ابتسامه جميله فكأن الشمس اشرقت في دجي الليل ركبت الطائره كان القدر يرسم لها فرصه اخري لمجاورته في المقعد ابدت اعتذارها للمره الثانيه تعارفا هو مسافر لنفس البلد لزياره قريب له والبحث عن عمل لم ينزلا من الطائره الا وكيوبيد اطلق سهامه نحو قلبيهماعادت من سفرها كان قد وفق اوضاعه واستقرت احواله الماديه كان خلال فتره سفرها يراسلها ويعد الثواني لعودتها تتذكر العجوز كم قضيا اياما سعيده انتقلا من شقه الي شقه الي فيلا واسعه انجبا اربعه ابناء ولدان وبنتان اشترطت ان يعيش البنتان معها في الفلا مع ازواجهم انجب الاربعه ابناء كل منهم سمي ابنه البكر خالد كان في البيت اربعه خوالد ياااااااااااااه يا خالد احست العجوز بشئ غريب عجيب طعم البسكويت ما زال في فمها قامت من سريرها متثاقله نحو الصوان اخرجت علبه بسكويت قديمه فارغه وصوره لخالد ضمتها لصدرها نامت وهي تحادث خالد في الصباح اكتشف الابناء ان روحها ذهبت لباريها وهي تحتضن صوره خالد وعلبه بسكويت فارغه