على شاطئ الذكريات

على شاطئ الذكريات

ذهبت الى الشاطئ .. وشعرت برغبة ملحة فى الحياة

كى أستمتع بتلك الذكريات

وأعيش خيالها على الطريقة الافلاطونية

حقا أن هناك أموراً تسيطر على العقل تحتاج لقلب واعى

جلست لاستعيد ذكرى حركاته رغم أن كل

حركاته كانت منطبعة فى ذهنى وخيالى

ففاجأنى

وجدته فى نفس المكان جالسا

ولم أصدق عينى وخيل لى أننى

أمام وهم من نيسج الخيال

ولكنه كان هو .. كما رأيته بعين الخيال منذ لحظة

وأذهلتنى المفاجأة .. كدت أصرخ

ولكننى تمالكت وسيطرت على زمام أعصابى

ثم أغمضت عينى .. فانتابنى جنون

أو حلم من الاحلام أو أصابنى شئ فخيل لى

أنه هو.. مستحيل .. لانه رحل منذ فترة

ولم يفى بوعده لى

أنه هو لا شك .. أنه هو وقد عاد

تملكنى غضب ورغبة ملحة الى أن اعطى له اللطمات

على ذلك الوجه الذى حنث بالعهد الذى قطعه

واستهان بالثقة التى وضعتها فيه

لكننى عدت فكظمت غيظى

فسرت نحوه فى بطء متعمد

حتى صرت فى مواجهته

ورحت أتأمله فنظر نظرة حيرة فى عينيه

وأخذ ينظر فى وجهى بنظرات زائغة

ولكنه ابتسم .. ونظر لى نظرة طويلة

نمت عن شعور بالبهجة والسعادة

وتمتم فى صوت خفيض غير واضح النبرات

ولم أدرك مغزى كلامه

وظننت أنه لم يعد يذكر شيئا

فنسى وعده وقسمه بل نسى العالم آجمع

حتى أنا.. نسينى أيضا

وليس فى استطاعتى أن أصف ما أنتابنى من خيبة

أمل نحو شاب بذلت كل ما وسعنى

كى أحافظ عليه .. فإذا انا فى نظره لا شئ

ولا يحمل لى تقديرا

وقلت له فى صوت خفيض ولكن بلهجة قاسية

أرحل لم يعد لك مكان فى قلبى

خواطر / نبيلة محمود خليل

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا