[size=31]عقوبة تارك الصلاة[/size]
أخرج أحمد : ( بين الرجل وبين الكافر ترك الصلاة ) .
ومسلم : ( ليس بين الرجل وبين الشرك أو الكفر إلا ترك الصلاة ) .
والترمذي : ( بين الكفر والإيمان ترك الصلاة ) .
والطبراني بإسناد لا بأس به : ( من ترك الصلاة متعمداً فقد كفر جهاراً )
وفي أخري سندها حسن : ( عري الإسلام وقواعد الدين ثلاث عليهن أسس الإسلام ، من ترك واحدة منهم فهو بها كافر حلال الدم : شهادة أن لا إله إلا الله ، والصلاة المكتوبة ، وصوم رمضان ) . ( ص 190 )
والبزار : ( لا سهم في الإسلام لمن لا صلاة له ، ولا صلاة لمن لا وضوء له ) .
والطبراني : ( لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا صلاة لمن لا طهور له ، ولا دين لمن لا صلاة له ، إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد ) .
والطبراني بسند لا بأس به في المتابعات : أتي رسول الله " صلي الله عليه وسلم " رجل فقال : يا رسول الله علمني عملاً إذ أنا عملته دخلت الجنة . قال : ( لا تشرك بالله شيئاً وإن عذبت وحرقت ، وأطع والديك وإن أخرجاك من مالك ومن كل شيء هو لك ، ولا تترك الصلاة عمداً ، فإن من ترك الصلاة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله ) الحديث .
( ص 191 )
وأبو نعيم : ( من ترك الصلاة متعمداً كتب الله اسمه علي باب النار ممن يدخلها ) . ( ص 192 )
وقال سعيد بن المسيب إمام التابعين : هو أن لا يصلي الظهر حتى يأتي العصر ، ولا يصلي العصر إلي المغرب ، ولا يصلي المغرب إلي العشاء ،ولا يصلي العشاء إلي الفجر ، ولا يصلي الفجر إلي طلوع الشمس . فمن مات وهو مصر علي هذه الحالة ولم يتب أوعده الله بغي ، وهو واد في جهنم بعيد قعره ، شديد عقابه .
وقال تعالى : ( يأيها الذين ءامنوا لاتلهكم أموالكم ولا أولدكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخسرون ) المنافقون : ايه 9 )
ح
قال جماعة من المفسرين : المراد بذكر الله هنا : الصلوات الخمس ، فمن اشتغل عن الصلاة في وقتها بماله كبيعه أو صنعته أو ولده كان من الخاسرين ، ولهذا قال " صلي الله عليه وسلم " : ( أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته ، فإن صلحت فقد أفلح ونجح ، وإن نقصت فقد خاب وخسر ) .
وقال تعالي : ( فويل للمصلين ۞ الذين هم عن صلاتهم ساهون ۞ ) ( الماعون آية 4 ، 5 ) . ( ص 193 )
وقال أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم : ( أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة ، فيقول ربنا عز وجل لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها ؟ فإن كانت تامة كتبت تامة ، وإن كان انتقص منها شيئاً قال : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فإن كان له تطوع قال : أتمو لعبدي فريضته من تطوعه ، ثم يأخذ الأعمال علي ذاكم )
( ص 197 ، 198 )
والبيهقي : ( الصلاة ميزان ، فمن أوفي استوفي ) .
والديلمي : ( الصلاة تسود وجه الشيطان ، والصدقة تكسر ظهره والتحابب في الله والتودد في العلم يقطع دابره ، فإذا فعلتم ذلك تباعد منكم كمطلع الشمس من مغربها )
وروي الذهبي أنه " صلي الله عليه وسلم " قال : ( إذا صلي العبد الصلاة في أول الوقت صعدت إلي السماء ولها نور حتى تنتهي إلي العرش ،فتستغفر لصاحبها إلي يوم القيامة ، وتقول : حفظك الله كما حفظتني . وإذا صلي العبد الصلاةة في غير وقتها صعدت إلي السماء وعليها ظلمة ، فإذا انتهت إلي السماء تلف كما يلف الثوب الخلق ، ويضرب بها وجه صاحبها .
وأخرج أبو داود أنه " صلي الله عليه وسلم " قال : ( ثلاث لا يقبل الله منهم صلاتهم ) وذكر منهم : ( من أتي الصلاة دباراً ) . أي بعد أن تفوته . قال بعضهم : وورد في الحديث : ( أن من حافظ علي الصلاة أكرمه الله بخمس خصال : يرفع عنه ضيق العيش ، وعذاب القبر ، ويعطيه الله تعالي كتابه بيمينه ، ويمر علي الصراط كالبرق ، ويدخل الجنة بغير حساب .
ومن تهاون عن الصلاة عاقبه الله بخمسة عشر عقوبة : خمس في الدنيا وثلاث عند الموت ، وثلاث في قبره ، وثلاث عند خروجه من القبر.
فأما اللواتي في الدنيا : فالأولي تنزع البركة من عمره ، والثانية تمحي سيما الصالحين من وجهه ، والثالثة كل عمل يعمله لا يأجره الله عليه والرابعة لا يرفع له دعاء إلي السماء ، والخامسة ليس له حظ في دعاء الصالحين .
وأما التي عند الموت : فإنه يموت ذليلاً ، والثانية يموت جائعاً ، والثالثة يموت عطشاناً ، ولو سقي بحار الدنيا ما روي من عطشه .
وأما التي تصيبه في قبره : فالأولي يضيق عليه القبر حتى تختلف أضلاعه ، والثانية يوقد عليه القبر ناراً فيتقلب علي الجمر ليلاً ونهاراً ،والثالثة يسلط عليه فى قبره ثعبان اسمه الشجاع الأقرع ، عيناه من نار وأظفاره من حديد طول كل ظفر مسيرة يوم ، يكلم الميت فيقول : أنا الشجاع الأقرع . وصوته مثل الرعد القاصف ، يقول : أمرني ربي أن أضربك علي تضييع صلاة الصبح إلي طلوع الشمس ، وأضربك علي تضييع صلاة الظهر إلي العصر ، وأضربك علي تضييع صلاة العصر إلي المغرب ، وأضربك علي تضييع صلاة المغرب إلي العشاء ، وأضربك علي تضييع صلاة العشاء إلي الفجر ، فكلما ضربه ضربة يغوص في الأرض سبعين ذراعاً ، فلا يزال في القبر معذباً إلي يوم القيامة .
وأما التي تصيبه عند خروجه من القبر في موقف يوم القيامة : فشدة الحساب ، وسخط الرب ، ودخول النار .
وفي رواية : ( فإنه يأتي يوم القيامة وعلي وجهه ثلاثة أسطر مكتوبات : السطر الأول يا مضيع حق الله ، السطر الثاني يا مخصوصاً بغضب الله السطر الثالث : كما ضيعت في الدنيا حق الله فآيس اليوم أنت من رحمة الله
وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : إذ كان يوم القيامة يؤتي برجل فيوقف بين يدي الله عز وجل ، فيأمر الله به إلي النار ، فيقول : يا رب بماذا ؟ فيقول تعالي : بتأخيرك الصلاة عن أوقاتها وحلفك بي كاذباً .
( ص 199 ، 200 )
وقال بعضهم أيضاً : وعن رسول الله " صلي الله عليه وسلم " أنه قال يوماً لأصحابه : ( قولوا: اللهم لاتدع فينا شقيا ولا محروماً ) ثم قال " صلي الله عليه وسلم " : ( أتدرون من الشقي المحروم ؟ قالوا: ومن هو يا رسول الله ؟ قال : ( تارك الصلاة ) .
قال أيضاً : يروي أنه أول ما تسود يوم القيامة وجوه تاركي الصلاة ، وأن في جهنم وادياً يقال له : لملم ، فيه حيات ، كل حية بثخن رقبة البعير طولها مسيرة شهر ، تلسع تارك الصلاة ، فيغلي سمها في جسمه سبعين ثم يتهرأ لحمه . (ص200 )