فضل ليلة القدر
روى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ذكر لرسول الله " صلي الله عليه وسلم " رجل من بني إسرائيل حمل السلاح علي عاتقه في سبيل الله ألف شهر ، فعجب رسول الله " صلي الله عليه وسلم " لذلك ، وتمني ذلك لأمته فقال : ( يا رب جعلت أمتي أقصر الأمم أعماراً وأقلها أعمالاً ) فأعطاه الله تعالي ليلة القدر ، خير من ألف شهر ، مدة حمل الإسرائيلي السلاح في سبيل الله له لأمته إلي يوم القيامة ، فهي من خصائص هذه الأمة
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله " صلي الله عليه وسلم " ( إذاكانت ليلة القدر ، نزل جبريل عليه السلام في كبكبة من الملائكة يصلون ويسلمون علي كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله تعالي ) .
وقال أبو هريرة رضي الله عنه : الملائكة تنزل ليلة القدر في الأرض أكثر من عدد الحصي ، فتفتح أبواب السماء للتنزل ، كما ورد فتسطع الأنوار ويحصل تجل عظيم وينكشف فيها الملكوت ، والناس في ذلك متفاوتون
فمنهم من يكشف له عن ملكوت السموات والأرض ، فتكشف له الحجب عن السموات ، فيشاهد فيها الملائكة علي صورها ، ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد وذاكر وشاكر ، ومسبح ومهلل .
ومنهم من يكشف له عن الجنة بما فيها من دورها وقصورها ، وحورها وأنهارها وأشجارها وأثمارها ، ويشاهد عرش الرحمن وهو سقفها ، ويشاهد منزل الأنبياء والأولياء والشهداء والصديقين ، ويهيم في هذا الملكوت ويتنزه في ذلك الرحموت ، ويشاهد جهنم ، ويشاهد دركاتها ومنازل الكفار إلي غير ذلك ، ومنهم من تنكشف حجبه عن جمال الله فلا يشهد إلا إياه .
وعن عمر ، عنه عليه الصلاة والسلام : ( من أحيا ليلة سبع وعشرين من رمضان إلي الصبح فهو أحب إلي من قيام ليالي شهر رمضان كلها ) فقالت فاطمة : يا أبت ، ما تصنع الضعفاء من الرجال والنساء ممن لا يقدرون علي القيام ؟ قال : ( لا يضعون الوسائد فيتكئون عليها ، ويقعدون ساعة من ساعات تلك الليلة ، ويدعون الله عز وجل إلا كان ذلك أحب إلي من قيام أمتي جميعاً شهر رمضان ) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : يا رسول الله " صلي الله عليه وسلم " ( من أحيا ليلة القدر وصلي فيها ركعتين ، واستغفر فيها ، غفر الله له وخاض في رحمة الله ، ومسحه جبريل بجناحه ، ومن مسحه جبريل بجناحه دخل الجنة ) .
_________________
اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا