تجددت أعمال العنف بين المسلمين والمسيحيين في مدينة جوس وسط نيجيريا مما دفع السلطات الأمنية إلى فرض حظر تجول وسط تقديرات بأن تكون الاشتباكات قد أسفرت عن مقتل نحو ستين شخصا وتشريد 3 آلاف آخرين.
ففي تصريح للجزيرة الثلاثاء، قال عبد الفتاح محمد الثاني، نائب رئيس مجلس علماء المسلمين في نيجيريا إن العدد الإجمالي لضحايا الاشتباكات التي اندلعت يوم الأحد الماضي في مدينة جوس التابعة لولاية الحوض الأوسط لا يزال غير معروف.
وحمل محمد الثاني جماعات مسيحية مسؤولية افتعال أعمال الشغب والعنف الأخيرة في الولاية تنفيذا لمساعيها المتواصلة لمنع قدوم المزيد من المسلمين للسكن فيها.
شرارة الأحداث
وأضاف المتحدث أن السلطات الأمنية والحكومية تعمل ما بوسعها لمنع تكرار الصدامات إلا أن الجماعات المسيحية هي التي أشعلت فتيل الاشتباكات الأخيرة عندما منعت بعض المسلمين من إعادة بناء منازلهم وأحد المساجد التي تضررت في أعمال العنف التي وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 وأسفرت عن مقتل المئات من الجانبين.
الجيش فرض حظر التجول على المدينة (الفرنسية-أرشيف)
وكان مسؤول في الشرطة النيجيرية قد ذكر في وقت سابق الثلاثاء أن عدد قتلى الاشتباكات قد يصل إلى ستين شخصا منذ اندلاعها يوم الأحد الماضي في حين ذكرت مصادر محلية أن عدد القتلى لا يتجاوز 22 شخصا.
من جهتها قالت مصادر في اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الاشتباكات أسفرت عن إصابة أكثر من مائة شخص وتشريد 3 آلاف آخرين، وذكر شهود عيان أن الطرفين استخدما الأسلحة النارية والبيضاء واشتبكا مع قوات الأمن في بعض المناطق.
حظر التجول
في هذه الأثناء، جدد قائد الشرطة بولاية الحوض الأوسط العمل بحظر التجول أربعة وعشرين ساعة إضافية بعد فشل حظر التجول الليلي الذي كانت قد فرضته السلطات الأمنية يوم الأحد.
وقالت مصادر محلية إن الشرطة جالت على الأحياء وطالبت عبر مكبرات الصوت جميع الأهالي بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج تحت طائلة المسؤولية.
ووفقا لما ذكره شهود عيان، سمعت اليوم الثلاثاء أصوات طلقات نارية تتردد في أنحاء متفرقة من المدينة، بيد أن مسؤولا في الشرطة أكد أن القوى الأمنية استعادت السيطرة على المدينة وأن الهدوء بات سيد الموقف بعد اشتباكات دامت نحو ساعتين.
"
اقرأ أيضا:
تطورات الأزمة النيجيرية
"
سجل تاريخي
يشار إلى أن مدينة جوس -كبرى مدن ولاية الحوض الأوسط- تتمتع بتاريخ من العنف الديني بين المسلمين والمسحيين في هذه المنطقة التي تعد فاصلا جغرافيا بين الشمال ذي الأغلبية المسلمة والجنوب المسيحي.
وبسبب موقعها، تعيش العديد من الجماعات العرقية والدينية المختلفة في هذه المنطقة التي تعرف بخصوبة أراضيها وازدحامها بالسكان.
وقد شهدت المدينة في سبتمبر/أيلول 2001 اضطرابات عنيفة بين الجانبين أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص، وتجدد الصراع مرة أخرى بعد ثلاث سنوات في اشتباكات دامية خلفت 700 قتيل، كما قتل نصف هذا العدد تقريبا في الصدامات التي وقعت عام 2008.
المصدر: الجزيرة + وكالات