تكون داعيا الى الله ناجحا كيف
فضل الدعوه الى الله.
لاشك ان الدعوه الى توحيد الله وعبادته وارشاد الخلق الى الصراط السوي هي وظيفة المرسلين واتباعهم الهداة المصلحين والدعاة الناصحين ويصبرون على الاذى ويحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله اهل العمىولها منزله عظيمه عند الله واذا اهملت الدعوه فشت الضلاله وشاعت الجهاله وخربت البلاد وهلك العباد فبدعوه يصير الكافر مسلما والعدو وليا والمباح دمه وماله معصوم الدم والمال وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صابر محتسب وكان يغشى الناس في مجالسهم في ايام المواسم ويتبعهم في اسواقهم فيتلو عليهم القران فلا يجد من يؤيده ولا من ينصره فكن متبع نبيك وصابر وادعوا الى الله تجد المنزله العظيمه التي لاتجدها الا بهذه الدعوه.
اسلوب الدعوه الى الله وما يجب ان يكون عليه الداعي.
ينبغي ان يكون قوله للناس لينا ووجهه منبسطا طلقا فان تليين القول مما يكسر سورة العناد العتاة ويلين عريكة الطغاة فالداعي مهما كان عقله وعلمه ومنزلته ليس بافضل من موسى وهارون ومن وجهت له الدعوه ليس باخبث من فرعون وقد امرهما الله باللين.وكذلك كما امر نبيه محمد حيث قال(ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) وذلك ان المقصود من الدعوه الى الله تبليغ شرائع الله الى الخلق ولا يتم ذلك الا اذا مالت القلوب الى الداعي وسكنت نفوسهم لديه ونما يكون الداعي رحيما كريما يتجاوز عن ذنب المسئ ويعفو عن زلاته ويخصه بوجوه البر والمكرمه والشفقه كما ينبغي ان لايعنف احد او يعلن له بالفضيحه ويشهر باسمه فان ذلك ابلغ في قبول الدعوه واحرى الى الاستجابه والانصياعز.
نماذج من دعوة الرسول الكريم.
كان اذا بلغه شيئا قال مابال قوما يفعلون كذا وكذا ولا يعين احد لكي لايحصل خجل واستحياء بين الناس
وكما من قال يارسول الله اذن لي بالزنا فقال اترضاه لاختك او زوجك ولم يوبخه انما استخدم اسلوب حكيم وبعد ذلك وضع الرسول الكريم يده على قلب الرجل ودعاء له اللهم طهر قلبه واغفر ذنبه وحصن فرجه.وقال شيخ الاسلام ينبغي ان يكون الداعي حليما صبور على الاذى فان لم يحلم ويصبر كان مايفسد اكثر مما يصلح ادعو الى سبيل ربك بالحكمه والموعظة الحسنه اخي واستعمل العبر اللطيفه والوقائع المخيفه ليحذرو باسه تعالى وجادلهم بالتي هي احسن أي جادلهم بالرفق واللين وحسن الخطاب من غير عنف فان ذلك ابلغ في تسكين لهبهم وابن القيم رحمه الله جعل مراتب الدعوه ثلاثة اقسام بحسب حال المدعو فاما ان يكون طالبا للحق محبا له مؤثرا له.فانه يحتاج الى الحكمه ولا يحتاج الى الجدال. واما ان يكون مشتغلا بضد الحق ولكن لو عرفه اثره واتبعه فهذا يحتاج الى الموعظة بالترغيب والترهيب.واما ان يكون معاندا معارضا فهذا يحتاج الى المجادله بالتي هي احسن فان رجع والا انتقل الى الجدال معه.اخواني اجعلو قدوتكم الانبياء في الدعوه.
قال تعالى(كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)
قال صلى الله عليه وسلم(من دل على خير فله مثل اجر فاعله) صحيح مسلم
قال صلى الله عليه وسلم( من احيا سنة من سنني قد اميتت بعدي فان له من الاجر مثل من عمل بها من الناس لاينقص ذلك من اجورهم) سنن الترمذي
فالداعي من خير الامه فهو انفعهم واعظمهم احسانا لانهم كملوا كل خير ونفعو الناس.
نسال الله لنا ولكم الاعانه والتوفيق والدعوه الى الله بالحكمه .وان يثبتنا واياكم على اللحق الى ان نلقاه
وصلى على محمد وصحبة اجمعين