نسيبة بنت كعب ، المحاربة أم المحاربين
أما أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصارية شهدت أحداً والحديبية وخيبر وحنيناً وعمرة القضية ويوم اليمامة. قال عنها الواقدي: قاتلت يوم أحد وجرحت اثنتي عشرة جراحة، وداوت جرحاً في عنقها سنة، ثم نادي منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمراء الأسد فشدت عليها ثيابها فما استطاعت من نزف الدم.
وذكر عنها ابن اسحق أنها خرجت مع المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر في حرب الردة فباشرت الحرب بنفسها حتى قتل اللهُ مسيلمةَ فرجعت وبها عشر جراحات من طعنه وضربة........فمن هي أم عماره؟؟
يقول النبي:- عنها: "لمَقَاَم نسيبة بنت كعب اليومَ خيرٌ من مقامِ فلان وفلان(ابن سعد) ما التفتُّ يومَ أُحد يمينًا ولا شمالا إلا وأراها تقاتل دوني
وتقول عن نفسها
*** رأيتني وقد انكشف الناس عن النبي (، فما بقى إلا في نفر لا يتمُّون عشرة، وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذبّ عنه (ندافع عنه)، والناس يمرون به منهزمِين، ورآني لا تِرْسَ معي، فرأى رجلاً موليًا معه ترس، فقال ( لصاحب الترْس: "ألْقِ تِرْسَكَ إلى مَنْ يقاتل". فألقى تِرْسَه، فأخذتُه، فجعلتُ أتَتَرَّسُ به عن النبي )
*** وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحابُ الخيل، لو كانوا رجالاً مثلنا، أصبناهم إن شاء اللّه، فأقبل رجل على فرس، فضربني وتترستُ له، فلم يصنع سيفُه شيئًا، وولَّي، فضربتُ عرقوب فرسه، فوقع
على ظهره،
*** فصاح النبي (يقول: يا ابنَ أم عمارة، أمك أمك، فعاونني عليه حتى أوردته شَعُوب (الموت).
*** فسمعـتُ رسول اللّه ( يقول: "بارك اللّه عليكم من أهل بيت، رحمكم اللّه -أهل البيت (ابن سعد).
*** وقال النبي ( : "اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة" (ابن سعد) فقالت أم عمارة: ما أبالى ما أصابني من الدنيا.
يقول ابنها عبد الله بن زيد
*** جُرِحْتُ يومئذٍ جرحًا، وجعل الدم لا يرقأ (لا يسكن عن الانقطاع)، فقال النبي ( : "اعصب جرحك"، فتُقبل أمي إلي، ومعها عصائب في حقوها، فربطتْ جرحي، والنبي واقف ينظر إلي،
*** فقال: "انهض بني فَضارب القوم". وجعل النبي ( يقول: "ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة". قالت: وأقبل الرجل الذي ضرب ابني، فقال (: "هذا ضارب ابنك". فاعترضتُُ له فضربتُ ساقه، فبركَ. فرأيتُ النبي ( يبتسم حتى رأيتُ نواجذه، وقال : "استقدتِ (أخذتِ ثأركِ) يا أم عمارة"،
*** ثم أقبلنا نُعِلُّهُ (تتابع ضربه) بالسلاح حتى أتينا على نَفَسِه. فقال الحمد لله الذي ظفرك (ابن سعد)
*** إنها السيدة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصاري، المعروفة بأم عمارة، وأمها الرباب بنت عبد الله بن حبيب بن زيد، نموذج حي من نماذج النساء المؤمنات المخلصات،
هي واحدة من امرأتين حضرتا بيعة العقبة الثانية
*** وتقول في ذلك: كانت الرجال تصفِّق على يدي رسول الله ( ليلة العقبة، والعباس آخذ بيد النبي ( ، فلما بقيتُ أنا وأم منيع أختي؛ نادي زوجي "غزيه بن عمرو": يا رسول الله هاتان امرأتان حضرتا معنا يبايعانك، فقال النبي:قد بايعتُهما على ما بايعتُكم عليه، إني لا أصافح النساء (ابن سعد)
جاهدتْ في الله
*** بكل ما أوتيتْ من قوة، ونذرت نفسها لإعلاء كلمة اللّه، فقاتلتْ يوم أُحد وجُرِحت اثنتي عشرة جراحة، وداوت جرحًا في عنقها لمدة سنة حتى قال عنها النبي :لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان" [ابن سعد]،
*** ولما نادي النبي : إلى حمراء الأسد، شدت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم، كما شهدت الحديبية وخيبر وحنينًا ويوم اليمامة.
*** وهى أخت عبد اللّه بن كعب الذي شهد بدرًا، وأخت أبى ليلى عبد الرحمن بن كعب -أحد البكّائين- لأبيها وأمها.
*** تزوجتْ من زيد بن عاصم النجارى فولدتْ له عبد الله وحبيبًا، اللذين صحبا النبي (، ثم تزوجت بعده غزيه بن عمرو من بني النجار، فولدت له تميمًا وخوله. وقد شهد معها ومع ابنيها من زوجها الأول أُحُدًا.
*** كانت نسيبة تحافظ على حضور الجماعة مع النبي (؛ كبقية النساء آنذاك، فتسمع منه الدروس وتتعلم أدب الإسلام.
*** ولما بلغها أن ابنها "حبيبًا" قتله مسيلمة الكذاب، ومثَّل به -حين بعثه أبو بكر إليه؛ ليدعوه إلى الإسلام ويُرْجِعُهُ عن افتراءاته وكذبه- عاهدتْ الله أن لا تموت دون هذا الكذَّاب؛
*** ولهذا جاءت الصديق أبا بكر -عندما أراد إرسال الجيش إلى اليمامة لمحاربة المرتدين ومسيلمة الكذاب - تستأذنه في الخروج مع الجيش، فقال لها: قد عرفنا بلاءَكِ في الحرب، فاخرجي على اسم اللّه. وأوصى خالدَ بن الوليد بها خيرًا،
*** وفى المعركة جاهدت وأبلت أحسن البلاء، وجُرحت أحد عشر جرحًا وقُطِعَتْ يدها، واستشهد ابنها الثاني عبد اللَّه، وذلك بعد أن شارك معها في قتل مسيلمة عدو اللّه.
*** ولما هدأت الحرب وصارت أم عمارة إلى منزلها؛ جاءها خالد ابن الوليد يطلب من العرب مداواتها بالزيت المغلي، فكان أشد عليها من القطع، ولهذا كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه- يعودها - وهو خليفة - بعدما عادت من اليمامة؛ لأنه أكرم فيها إيمانها وصدقها وبطولتها، وعَرَفَ شهادة نبي الله فيها؛
*** لهذا ظل يسأل عنها ويعودها، حتى شُفِيَتْ بإذن الله.وكان خالد بن الوليد يزورها ويعرف حقها ويحفظ فيها وصية سيد البشر (.
تلك هي المسلمة المجاهدة الداعية المربية، التي تعدُّ الأبطال، وتربى الرجال، التي لا تعبأ بما يصيبها في الدنيا، بعد أن دعا لها النبي ( برفقته في الجنة، فكانت في طليعة المؤمنات الصادقات، ورصَّعَتْ تاريخها على جبين التاريخ لتكو
درس لكل أخت و نموذجًا يُحتذي به
وما أحوج الأمة إلى هذه النماذج الآن