بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، الواحد الأحد ، الفرد ، الصمد ، ولا اله غيره غافر الذنب وقابل التوب ، هو الأول بلا ابتداء ، والأخر بلا انتهاء ،
والصلاة والسلام على سيد ولد أدم محمد صلى الله عليه وسلم
أيها الغارقون في الذنوب وبحور المعاصي ، أنا أحبكم في الله ، آخى الحبيب اختلى الحبيبة ، أما أنا الأوان للوقوف مع النفس والعقل لحظة تأمل ، أما أنا الأوان أن ، ترجع إلى الله وتتبون توبة نصوح ، أيها الغارقون ، أيها التائهون ، في ظلمات المعاصي والذنوب ، اعلم أن الموت يأتي بغتة بدون سابق اتزار
أيها الشباب ويا أيها الفتيات اتقوا الله في دينكم
فإن الغرب زرع زرعا وأثمر حنظلاً ، بل هو أمر ،؟
ثم غرسوه في بلاد المسلمين وأثمر شرا ،؟
وقاموا برعايته كفار العرب والعلمانيون وفسقه المسلمين
والذي دمر شباب وفتيات الأمة الإسلامية إلا ما رحم ربى جيل بعد جيل حتى تكون الأمة جثه هامدة لا تقوى على صدهم عند ساعة الصفر. فمتى نقتلع هذه النبتة الشيطانية من جذورها ؟
نجحوا في إفهام الكثير منا على أنه البراءة والعطاء وسر النجاح والتحضر والرقى ؟
زرعوا الكم الهائل من الأغاني والمسلسلات والقصص والأفلام والأشعار والروايات الهابطة التي تدعوا إلى انتشار الرذيلة بين الشباب والفتيات بما يتنافى مع أصول ديننا الحنيف الذي يدعوا إلى العفة،؟
وللأسف أسلحة الإيمان لدينا ضعيفة لا تقاوم جيوش الباطل لديهم ولحب الهزيمة في نفوسنا وضعف العزيمة تمكن الداء وعز الدواء .
هل تعرفون ماذا أقصد ؟
أقصد الحب ، لا ، لا أقصد حب الشيطان الذي يسري في أوساط شبابنا وفتياتنا إلا ما رحم ربي ،
و الحب كغيره من المفاهيم التي انتكست موازينها عند البعض لأن المنكر أصبح معروفاً والمعروف أصبح منكراً ، وهذه من علامات الساعة التي نعيشها فإلى الله المشتكى ،؟
أي حب هذا الذي ينمو في الظلام ويسقى بعصيان الله
*** والله ما عرفوه ولا يعرفون معنى الحب ، والله هم أجهل الناس به و الإنسان عدو ما جهل ،
*** تخلف الغرب المظلم ؟ أي حب يا عقلاء هذا الذي يبدأ بغضب الله وينمو في الظلام ويسقى بعصيان الله
*** أليس معظم كلام الحب في هذا الزمان يوحي بل يصرح بعلاقات محرمة بين الجنسين ،
*** وقصص الهجر ، ونغمات البكاء على غياب المحبوب ؟
وماذا بعد هذا ؟
*** والأمر في نهايته دعوة للرذيلة ومعصية الله .
*** والمضحك المبكى أحياناً مناشدة الله للوصال المحرم ،
*** ناهيك عن عبارات الشرك والاعتراض والجرأة على مخالفة الدين
والعاقل يعي ذلك حقاً والغبي في غبائه يمضي
يا خـادم الجسم كم تسعى لخدمته* أتطلب الربح مما فيه خسران؟
أقبل على الروح واستكمل فضائلها * فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
*** أما علموا هؤلاء الناعقين والناعقات أن كل محبة محرمة وباطلة يوم القيامة تسقط وتتحول إلى عداوة ؟
ألم يقرؤوا قول الحق تبارك وتعالى:
( الْأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِين)
***( ولاحظ تعبير القرآن لم يقل الأحباب بل الإخلاء فهذا أبلغ وأعظم فالخلة هي المحبة التي تخللت القلوب ،
*** ورغم تلك العلاقة القوية في الدنيا التي كانت تربطهم إلا أنهم أصبحوا أعداءً لأنها محبة بنيت على باطل والباطل نتيجته مثله والجزاء من جنس العمل وما ربك بظلام للعبيد ؟
هذا هو الحب الأعلى الذي يدعوا إليه الشرع والدين الحنيف
*** إن الحب شعور يدفعك على عمل كل ما يقرب إلى الله ،
*** إن الحب عبادة قلبية تبعث على امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه في علاقتك مع الخالق والمخلوق .
*** حب يسمو بالنفوس وليس حب الشهوة والمعصية .
*** حب سماوي يشمخ بالنفوس وليس دنئ أرضي يذلها ويجلب لها الهوان .
حب لأخيك ما تحب لنفسك
*** المتحابون يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلى ظله .
*** إن المحبون قدموا مهجهم قدموا دماءهم ودموعهم وأعمارهم لنصرة وعزة هذا الدين وتنافساً للجنان والنعيم المقيم .
قال تعالى : والذين آمنوا أشد حباً لله
الله يأمرنا
*** أن نوجه هذه الغريزة الفطرية توجيها صحيحا ، فنحب إذا أحببنا في الله تعالى ، ونبغض إذا أبغضنا في الله ،
*** وإذا أحب الرجل امرأة جعل حبه في إطار ما يرضي الله تعالى ، فيحمي هذه الحب من نزوات الشيطان ، ومن مخالفة الرحمن ، فلا يعصي الله تعالى في هذه العلاقة ،
*** ولا يخلو بالمرأة ، ولا يتلذذ برؤيتها وسماع صوتها ويأنس بذلك ، وهي ما زالت أجنبية عنه في حكم الله تعالى ، *** وإن كان يحترمها حقا ، فليترفع عن معصية الله فيها.
*** وإن كان يحبها حقا ، فليطهر حبه من جعله وسيلة للوقوع فيما يسخط الله ، فليجعل الله تعالى رقيبا عليه ، *** وليسأل الله تعالى أن يجمع بينهما على رضوانه ، فيخطبها ويتزوجها ، ثم يحل له منها ما يحل بين المحبين من اتصال الأجساد في مرضاة الله تعالى ، الذي يؤكد وصال الأرواح الملتقية على تقوى الله .
*** هكذا يأمر الله تعالى بتوظيف الحب توظيفا في رضاه كما قال صلى الله عليه وسلم : ( وفي بضع) ( مجامعة الزوجة ) أحدكم صدقة. قالوا ، يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في الحرام أليس كان يكون عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال يكون له أجر) رواه مسلم من حديث أبى ذر رضي الله عنه .
*** وكل غرائز الإنسان للشيطان فيها مدخل ، وعلى العاقل أن يبصر كيد الشيطان ، ويحمي عواطفه من أن تكون صيدا سهلا لإبليس ،
*** وكم أردى الشيطان من بني الإنسان ، في مكيدة الحب والعشق ، فزين لهم أن الوصال بالمحبوب لا شيء فيه ، فحمل المحبين ذلك إلى الأنس بالحديث من وراء ستر ، بالهاتف أو الإنترنت ، حتى إذا امتلأ القلب وانشغل بهذا البلاء ، انتقل بهما إلى اللقاء ، ثم إلى اللمس والتقبيل ،
*** ثم دنس المحبين بقذارة الفواحش ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلـــــم ( ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) رواه الترمذي من حديث عمر رضي الله عنه .
*** والخلاصة أن الفتى إن أحب فتاة ، أو الفتاة إن أحبت فتى ، والرجل إن أحب امرأة ، أو العكس ، فليعلما أن الله تعالى الذي جعل فيهما هذه الغريزة ، أمر أن يجعلها الإنسان في مرضاة الله تعالى ، لا في سخطه ، فقد تقود هذه الغريزة الإنسان إلى الخير والسعادة ، وقد يقوده الشيطان بها إلى الشر والتعاسة ،
*** والمعيار هو في ضبط هذه الغريزة بأوامر الله تعالى وإرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم .
فإن فعل ذلك واتقى الله في حبه ، وفي علاقته بالمرأة التي يحبها ، فليكف عن الحديث معها ،، إلا ما كان لابد منه في شأن الخطبة والزواج ،، وليتقدم إلى خطبتها فإن رضوا به ، كان بينهما موعد لقاء المحبين ، على مرضاة رب العالمين ، بالزواج على كتاب الله وسنة سيد المرسلين ،
*** وإن طال الزمن ،بين الخطبة والزواج ، فليصبر ، وليجعل تقوى الله بين عينيه ، وليكن طلب مرضات الله في كل سكناته وحركاته في شغاف قلبه .
*** وإن لم يرضوه زوجا لمن يحب ، أو حال بين الزواج بينهما أمر ما ، فليتعفف ويصبر ، ويعلم أن هذه محنة ابتلاه الله بها ،
*** لينظر هل حبه لله أعظم من كل محبوب ، فليصبر إذن على قدر الله ، وليرض بقضائه !!
*** والسعيد من نجا من البلاء بالأمر المحمود ، وكان حب الله في قلبه غاية المقصود .
*** وهذا لمن يريد أن يكون محبا لله معظما لأمره ، وهذا لمن يريد أن يكون محبا عفيفا متقيا ربه في محبوبة ، أما من يريد أن يتبع نزوات الشيطان ، وتتحكم فيه الشهوة واللذة ، فكلما اشتهى الوصال بالمحبوب ، اتصل وأمتع سمعه بصوته ، وقلب نظره في صورته ، وتلذذ بأنس حديثه ، فما هذا إلا أول تلبيس إبليس ، هذا طريق أوله معصية ، وآخره خيبة ، فلا والله ، ثم والله ، ليس هذا في مرضاة الله في شيء ، فأفيقوا أيها العشاق من سكرة الشيطان ، وراجع نفسك وانظر للأمور بميزان الشرع فكل ما على التراب تراب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،؟
أما أنا الأوان أن نرجع إلى الله ونترك المعاصي والذنوب