إن النظام الاجتماعي في الإسلام كغيره من الأحكام الشرعية مستنبط من الكتاب والسنة بأدلة تفصيلية فالإسلام في علاجه للقضايا إنما يعالجها بوصفها قضايا إنسان له غرائز وحاجات عضوية تتطلب الإشباع فالرجل إنسان والمرأة إنسان ينشا من اجتماعهما معا قضايا ومشاكل تحتاج إلى حلول ولذلك فالنظام الاجتماعي في الإسلام هو النظام الذي ينظم اجتماع المرأة بالرجل والرجل بالمرأة وينظم العلاقة التي تنشا بينهما عن اجتماعهما وكل ما يتفرع عن هذه العلاقة .
وكان لغياب أحكام الإسلام وشرائعه من كثير من الدول الإسلامية الأثر الكبير في اضطراب فهم الناس عن حقيقة الإسلام وبعدوا عن أفكاره وأحكامه إما بالإفراط أو بالتفريط .
أما الذين أفرطوا وهم قلة لا يرى من حق المرأة مزاولة أعمالها التجارية والزراعية ولا أن تجتمع بالرجل مطلقا ويرى أن جميع بدن المرأة عورة بما في ذلك الوجه والكفين .
وأما الذين فرطوا وهم الذين لا يرون في الخلوة ولا الاختلاء حرجا ولها أن تخرج كاشفة عورتها مختارة آي لباس تريد .
فكان نتيجة للبعد عن أحكام الإسلام انهيار في الخلق وتعطيل للفكر أدى لاضطراب في العلاقات وتصدع في الأسرة وقلق نفسي كبير .ولم يسلم من هذا القلق حتى الأطفال وأصبحت العائلة المسلمة ساحة نزال بين المرأة والرجل .
وكان سبب هذا الانحطاط والاضطراب هو الغزو الثقافي الغربي المستعمر لبلاد المسلمين وتحكمت هذه الحضارة الغربية في حياتنا وتفكيرنا وذوقنا وتغيرت مفاهيمنا للحياة
وتعاملنا مع هذه الثقافة الغربية بنفسية المهزومين والمحرومين
وقد أقام الغرب نهضته على أساس فصل الدين عن الدولة واتجه الشرق الاسلامى للغرب ونقل ما يسمى بالحضارة الغربية دون وعى ولا تفكير ولا مراعاة للقيم ومبادئ الدين الحنيف
ولم يثمر هذا الاتصال أي تعاون مثمر بل نتج عنه تدهور أخلاقي وتبرج للنساء وإبداء للزينة في غير محلها وفساد في الحياة العامة والخاصة في الأسرة وخارج الأسرة في المعاهد والكليات .... سب وبذيء الكلام بين أطفالنا وتلاميذنا ...عناق وقبلات ...اغتصاب وزنى ...ارتفاع جريمة ....استهلاك وترويج للمخدرات ..ازدياد العنف اللفظي والمادي سواء بين الأطفال أو بين الزيجات ...ارتفاع نسبة الطلاق في الأسر العربية والإسلامية بشكل اجتماعي خطير
وكان من اثر هذه الثقافة ظهور شعارات ليست من قضايانا ولا نتاج حضارتنا بل هي مسقطة إسقاطا كالدعوة إلى ضمان الحرية الشخصية للمرأة وإعطائها الحق في أن تفعل ما تشاء ..
ودعوا إلى التبرج وإبداء الزينة والاختلاط بالرجال والخلوة من غير حاجة
ومن هنا نجد أن الأخلاق في نظر الماديين بالغرب لها مفاهيم غريبة لا تتفق مع ما تعارف عليه الناس ومع ما جاءت به الأديان بل حتي مع الحس والذوق الفطريين
حرية ممارسة الجنس فى الغرب
فقد وصل الأوربيون إلى قناعة بان الجنس حاجة طبيعية يحتاجها الإنسان من الجنسين كما يحتاج إلى الأكل والشرب وان الامتناع عنه يسبب كثير من الأمراض العضوية والنفسية والاجتماعية وان الإنسان بحصوله عليه يستطيع أن ينصرف للقيام بمهماته الحياتية والاجتماعية دون أن يكون محكوما بتلك الرغبة الغير مشبعة فيصبح مسكونا بها وعند ذلك تعطله عن أداء واجباته تجاه مجتمعه , ولم تعد الأعضاء التناسلية مقياس شرف الإنسان بل أمانته وصدقه ونزاهته وإخلاصه وكل ما هناك من قيم أخلاقية , هذه هي الفلسفة التي توصل إليها الغربيون في هذا الموضوع .
للمتابعة
http://www.basmetaml.com/ar/page/1153