[size=33]ترك الدنيا وذمها[/size]
قال " صلي الله عليه وسلم " ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) .
قال " صلي الله عليه وسلم " ( حب الدنيا رأس كل خطيئة ) .
( ص 105 )
قال " صلي الله عليه وسلم " ( الدنيا دار من لا دار له ، ومال من لا مال له ، ولها يجمع من لا عقل له ، وعليها يعادي من لا علم له وعليها يحسد من لا فقه له ، ولها يسعى من لا يقين له ) .
وقال " صلي الله عليه وسلم " ( من أصبح والدنيا أكبر همه فليس من الله شيء ، وألزم الله قلبه أربع خصال : هما لا ينقطع عنه أبداً ، وشغلاً لا يتفرغ منه أبداً ، وفقراً لا يبلغ غناه أبداً ، وأملاً لا يبلغ منتهاه أبداً )
وقال داود بن هلال : مكتوب في صحف ابراهيم " عليه السلام " : يا دنيا ما أهونك علي الأبرار الذين تصنعت وتزينت لهم ، إني قذفت في قلوبهم بغضك ، والصدود عنك ، وما خلقت خلقاً أهون علي منك ، كل شأنك صغير ، وإلي الفناء يصير ، قضيت عليك يوم خلقتك أن لا تدومي لأحد ولا يدوم لك أحد ، وإن بخل بك صاحبك ، وشح عليك .
وقال رسول الله" صلي الله عليه وسلم " ( الدنيا موقوفة بين السماء والأرض ، منذ خلقها الله تعالي لم ينظر إليها ، وتقول يوم القيامة : يا رب اجعلني لأدني أوليائك اليوم نصيباً ، فيقول : اسكتي يا لا شيء ، إني لم أرضك لهم في الدنيا ، أأرضاك لهم اليوم ؟ ) . ( ص 107 )
وقال " صلي الله عليه وسلم " : ( ليجيئن أقوام يوم القيامة وأعمالهم كجبال تهامة ، فيؤمر بهم إلي النار) قالوا : يا رسول الله ، مصلين ؟ قال ( نعم ، كانوا يصلون ويصومون ويأخذون هنة من الليل ، فإذا عرض لهم شيء من الدنيا وثبوا عليه .
وقال "صلى الله عليه وسلم " احذروا الدنيا ، فإنها أسحر من هاروت وماروت . ( ص 108 )
وقال عيسى ابن مريم " عليه السلام" ويل لصاحب الدنيا كيف يموت ويتركها وما فيها وتغره ويأمنها ، ويثق بها وتخذله ؟ وويل للمغترين كيف أرتهم ما يكرهون ، وفارقهم ما يحبون ، وجاءهم ما يوعدون ، وويل لمن الدنيا همه ، والخطايا عمله ، كيف يفتضح غداً بذنبه ؟ ( ص 109 )
وقال لقمان "عليه السلام" لابنه : يا بنى ، إن الدنيا بحر عميق ، وقد غرق فيه ناس كثيراً فلتكن سفينتك فيها تقوى الله عز وجل ، وحشوها الإيمان بالله تعالى ، وشراعها التوكل على الله عز وجل ، لعلك تنجو ، وما أراك ناجياً .
وقال بعض الحكماء : إنك لن تصبح فى شئ من الدنيا إلا وقد كان له أهل قبلك ، وسيكون له أهل بعدك ، وليس لك من الدنيا إلا عشاء ليلة ، وغداء يوم ، فلا تهلك فى أكلة ، وصم عن الدنيا ، وأفطر على الآخرة ، وإن رأس مال الدنيا الهوى ، وربحها النار . ( ص 112 )
وقال بعض الحكماء : كانت الدنيا ولم أكن فيها ، وتذهب الدنيا ولا أكون فيها ، فلا أسكن اليها ، فإن عيشها نكد ، وصفوها كدر، وأهلها منها علي وجل ، إما بنعمة زائلة ، أو بلية نازلة أو منية قاضية .
وقال بعضهم : من عيب الدنيا أنها لا تعطى أحداً ما يستحق ، لكنها إما أن تزيد ، وإما ان تنقص .
وقال يحيى بن معاذ : الدنيا حانوت الشيطان ، فلا تسرق من حانوته شيئأ فيجئ فى طلبه فيأخذك . ( ص 113 )
وقال رجل لعلى كرم الله وجهه : يا أمير المؤمنين صف لنا الدنيا ؟ قال : وما أصف لك من دار من صح فيها سقم ، ومن أمن فيها ندم ، ومن افتقر فيها حزن ، ومن استغني فيها افتتن ، فى حلالها الحساب ، وفى حرامها العقاب ، وفى متشابهها العتاب .
وقال أبو سليمان الدارانى : إذا كانت الآخرة فى القلب ، جاءت الدنيا تزاحمها ، فإذا كانت الدنيا فى القلب ، لم تزاحمها الآخرة ، لأن الآخرة كريمة ، والدنيا لئيمة . ( ص 115 )
وقال سفيان : خذ من الدنيا لبدنك ، وخذ من الآخرة لقلبك .
وقال أبو حازم : ما فى الدنيا شئ يسرك إلا وقد ألصق الله إليه شيئاً يسوءك
وقال أبو سليمان : لا يصبر عن شهوات الدنيا إلا من كان فى قلبه ما يشغله بالآخرة ( ص 117 )
وقال حكيم : الدنيا دار خراب ، وأخرب منها قلب من يعمرها ، والجنة دار عمران ، وأعمرمنها قلب من يطلبها . ( ص 118 )
وقال على كرم الله وجهه : إنما الدنيا ستة أشياء : مطعوم ، ومشروب وملبوس ، ومركوب ، ومنكوح ، ومشموم ، فأشرف المطعومات العسل وهومذقة ذباب ، وأشرف المشروبات الماء ويستوى فيه البر والفاجر وأشرف الملبوسات الحرير وهو نسج دودة ، وأشرف المركوبات الفرس وعليه يقتل الرجال ، وأشرف المنكوحات المرأة وهى مبال فى مبال ، وإن المرأة لتزين أحسن شئ منها ، ويراد أقبح شئ منها ، وأشرف المشمومات المسك وهو دم . ( ص 119 )
الغزالى