الاهتمام بتعليم المرأة في الإسلام
يقول الله عز وجل {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } [الزمر 9]
ويقول كذلك سبحانه { اقرأ بسم ربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم } [العلق 3].
ويقول الله عز و جل
{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة }
هذه الآية أصل في تعليم أهل البيت وتربيتهم ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، وإذا كان الرسول صلى الله و عليه وسلم قد حث على تعليم الإماء ، وهن أرقاء ، فما بالك بأولادك وأهلك الأحرار…
قال البخاري رحمه الله تعالى ، في صحيحه
: ” باب تعليم الرجل أَمَته وأهله ثم ساق حديثه عن الرسول صلى الله و عليه و سلم :
( ثلاث لهم أجران . و رجل كانت عنده أمة فأدّبها فأحسن تأديبها ، وعلّمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران )
إن تعليم المرأة قضية حساسة وخطيرة ، فإذا أحسن أعطى أعظم النتائج ، وأفيدها للمرأة والأمة ، وإذا أسيء أفسد المرأة وأضر بالأمة ، فمن الواجب تعليم المرأة ما يساعدها على تأدية مهمتها كزوجة ، وأم ومربية أجيال ، ومديرة مملكة البيت.
ومن هنا كان اهتمام الإسلام بتعليم المرأة وهو واجب على الإنسان تجاه أهله من زوجة وأولاد وإخوة وآباء وأمهات واجب ثقيل جداً، وبالذات النساء اللاتي أوصى بهن الله خيراً، ووصى بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولذلك تجد أهل العلم في مصنفاتهم قد اهتموا بإبراز هذا الأمر، واهتموا بإبراز اهتمام الإسلام بأمر المرأة في وقايتها من النار، قال البخاري رحمه الله: باب هل يجعل للنساء يوم على حدة؟ أي: في التعليم والتذكير والوعظ، عن أبي سعيد ألخدري رضي الله عنه: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم
(غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهن يوماً يلقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن).قال ابن حجر : ووقع في رواية سهل عن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، بنحو هذه القصة فقال فيها:
(موعدكن بيت فلانة، فأتاهن فحدثهن)
إذاً خصص لهن موعداً زمانياً ومكانياً، وفي شرح حديث موعظة رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء يوم العيد،
ذكر ابن حجر رحمه الله تعالى في فوائد الحديث
استحباب وعظ النساء وتعليمهن أحكام الإسلام، وتذكيرهن بما يجب عليهن، ويستحب حثهن على الصدقة، وتخصيصهن بذلك في مجلس منفرد، ومحل ذلك كله إذا أمنت الفتنة والمفسدة.
وتعليم الزوجة والبنت هو من جعل وقاية بينهن وبين النار، بل إن الجهل الذي يلحق الزوجة والبنت والأخت بسبب تقصير الرجل قد يصل إلى الرجل في قبره، فعدم القيام والإهمال في شئون النساء من قبل الرجل قد يصل عذابه إلى الرجل في قبره،
عن عبد الله أن حفصة بكت على عمر ، لما طعن عمر ، فقال:
مهلاً يا بنية! ألم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه).
وللعلماء رحمهم الله مذاهب شتى في هذا الحديث، ومن أقواها أنه يعذب في قبره إذا أهمل تعليمهم أن النياحة حرام، وإذا كان يعلم أن عادتهن النياحة، وأنهن من المتوقع أن ينحن عليه إذا مات، فأهمل أمر تعليمهن حكم النياحة وأنها حرام، ولم ينههن قبل موته، وهو يتوقع أن يحدث ذلك، فإنه يعذب في قبره بما نيح عليه، لأنه أهمل في هذا الأمر، وهذا حمل جيد لهذا الحديث، وجمع بينه وبين قول الله عز وجل:
(وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )(الأنعام:164)
للمتابعة
http://basmetaml.com/?p=3107