قصه من ادب الميتافزيقا
اسمي يزبك قد يظن البعض
انه اسم غير مصري
فيزبك هو اسم لبناني صرف
لكنني مصري
وسبب تسميتي بهذا الاسم
ان والدي كان يعمل بلبنان
عند رجل يسمي يزبك
رجل اعمال لبناني شهير
ويقترب من دوائر الساسه وصناع القرار
فقط ذكرت ذلك لكي يعرف
الكل انني مصرى ومن صعيد مصر
توفي والدي في لبنان
منذ سنوات بعيده
كنت انا خلالها اودع سنوات الطفوله
حصلنا علي مدخرات ابي القليله
وبعض مما ارسله مخدومه يزبك بك
حزنت امي حزنا شديدا علي
عويس والدي
فانا. يزبك عويس
اري شبح ابتسامه علي شفاهكم
يزبك عويس
المهم تبخرت مدخرات ابي
علي نفقات علاج امي
ومع اخر قرش قررت امي الرحيل
بعد ان تركتنا كما قال خالي
علي الحميد المجيد
ساعدنا اخوالي بعض الوقت
ولكن لكل منهم مطالبه
ليس لي اعمام
فابي كان وحيد والديه
الشئ الوحيد الذي ورثه عنهم
هو الفقر
لي ثلاث اخوه بنات
واخ اصغر مني
اثنتان علي وش جواز
واخي في الثامنه
بالكاد اتممت دبلوم التجاره
ثم نصحني بن خالي
بالنزوح الي القاهره
من اجل كوم اللحم الذي يتعلق
برقبتي
اياما طوال وليالي سود قضيتها
بقاهره المعز لكي ابحث عن عمل
عملت بالمقاهي مرمطون
وعملت في ادني المهن
التي لا تسمن ولا تغني من جوع
مسحت سلالم العمارات
وغسلت العربات
حتي جاء الفرج واليوم الموعد
كنت اتسكع علي ابواب المطاعم الكبري
اتنشق عبير الكباب والكفته
وليس معي ثمن سندويتش فول
حتي رايت اعلان علي احد
المطاعم يطلب عمالا
اكاد اطير من الفرحه
بالطبع لا استطيع الدخول
وطلب العمل بثيابي الرثه تلك
عدت الي المقهي الذي اعمل
وابيت به
غسلت ثيابي علي عجل
وذهبت بها للكواء
وفي تمام التاسعه صباحا كنت امام
المطعم الشهير قبل حتي يفتح
ابوابه
ثيابي قديمه لكنها مكويه ونظيفه
شعري مصفف بعنايه
لحيتي حليقه
نظرت الي نفسي في زجاج
المطعم وقلت زرق الغلابه عليك يارب
وكان الله استجاب دعائي
قابلت مدير المستخدمين
وتم قبولي بالعمل
قال لي مديري المباشر
هل تستطيع ركوب
الدراجات الناريه
هززت راسي ان نعم
قال لي ستعمل طيار
الحقيقه صدمت طيار
ايسخر مني هذا الرجل
وعندما راي البلاهه مرتسمه
علي وجهي
قال ملاطفا الطيار
هو عامل الدليفري الذي
يقوم بتوصيل الطلبات
للمنازل
الحقيقه هو عمل جيد
وبه بقشيش كبير كما علمت
عملي من السادسه مساء حتي
السادسه صباحا
عام كامل وانا اجمع
القرش فوق القرش
وجبه المطعم في العشاء
اقسمها الي عشاء وفطور
فلنا وجبه واحده بالورديه
في تمام الثانيه صباحا
ياتي الاوردر الذي يتبدل لمده عام
نسيت ان اقول لكم
انني لم اخذ ساعه اجازه
لمده عام لسببين
سبب كوم اللحم برقبتي
والسبب الثاني
اوردر الثانيه صباحا
في تمام الساعة الثانيه
اوردر الساعه الثانيه
به بقشيش مئه جنيه
كل ليله
اه لو علم زملائي بامر هذا
الاوردر
لتقاتلو عليه.
كل ليله نفس الاوردر
ثم نفس البقشيش
ورقه كامله فئه مئه جنيه
اركب الدراجه البخاريه
الي صيدليه وليم
دكتور وليم باسيلي مراد
الحقيقه الامر مريب
في نفس التوقيت تماما
نفس الاوردر
نفس الأشخاص في الصيدليه
حتي ورقه البقشيش دوما جديده
وكانها خرجت من المطبعه للتو
دكتور وليم
ابنته دكتوره مريم
صديقهم دكتور فايز
نفس الثلاثي
اضواء النيون تزين الصيدليه
من الخارج
من الداخل أضواء خافته للغايه
وجوههم؛ شاحبه شحوب الموتي
لقد رايت وجه امي
حين ماتت
كان نفس الشحوب
الدكتور وليم لطيف المعشر
دوما يداعبني
ويقول لي
قريبا ستكون معنا
ادرك انه يحتاج إلى
عامل بالصيدلية
نفس الكلمه كل ليله
ثم تداعبني مريم
هل تتزوجني يايزبك
يقهقه دكتور عزيز بشده
لفت نظري اكثر من مره
انه لا ظلال خلفهم علي الحائط
ثم اقنع نفسي انها تهيؤات
ثم في احد الايام
حدث لي حادث عجيب
اوردر في احدي البنايات
المجاوره للصيدليه
مررت اثناء توصيل
الاوردر علي الصيدليه
لا اضواء ولا نيون
هل الصيدليه تفتح بعد منتصف
الليل فقط
امر محير
قمت بتوصيل الاوردر
وفي أثناء عودتي
الشارع خالي تماما
حادثه بشعه
سياره نقل كبيره من تلك التي تحمل الزيوت البتروليه
وشاب يقود دراجه بخاريه
بسرعه رهيبه
السياره بها تسريب كبير
وبقعه كبيره من الزيت
تلطخ الاسفلت
تصادم مريع
وراكب الدراجه يطير
في الهواء
وتشتعل دراجته
الناقله تتحول في ثوان
الي كتله مشتعله
وضعت يدي علي عيني
من هول وبشاعه المنظر
رفعت يدي
الطريق خاليه تماَما
لا بقع زيت
لا شاحنه
لا دراجه بخاريه
الا نار الله الموقده التي رايتها
ذهول انتابني
هل هو خداع بصر لا اظن
لقد رأيت السياره بام عيني
ورايت الشاب ثم ثم
ثم نظرت في ساعتي
الثانيه الا ثلث
اوردر الثانيه
انطلقت بسيارتي اسابق الريح
وصلت الثانيه والربع
العجيب والغريب ان الاوردر
لم يطلب الا ساعه دخَولي
المطبخ
وكان الهاتف كان ينتظر قدومي
ثلثمائه واربع وستون يوم
عملي هنا بالتمام والكمال
اعترف لقد كونت ثروه كبيره لم اتوقعها خلال هذا العام
من خلال اوردر الصيدليه
تخيل راتبي لا يتعدي الالف جنيه من المطعم
أضف اليها ثلاث الاف من اوردر واحد شهريا
أثناء تجهيز الاوردر
كان المتردوتيل يتصفح جريده
الاهرام الطبعه الاولي
انا لا احب الصحف
لكن لفت نظري صوره كبيره
في صفحه الوفيات
صوره دكتور وليم
واسفلها الذكري السنويه الاولي
للدكتور وليم
وعروس السماء
دكتوره مريم
وسوف يقام لم استطع اكمال
القراءه
صعقت
الذكري السنويه الاولي
كيف لقد كنت معه امس
امس فقط
وعلي مدار عام كامل
اكاد اجن
نادي المترو دوتيل في حنق
ايه يايزبك الاوردر يابني
اختطفت الاوردر واسرعت
اسابق الريح
دقائق وكنت امام الصيدليه
لا انوار لا اسم
الباب الصاج مدفون تحت عتبه الرصيف وقد علته اتربه
كثيفه وقفل اكله الصداء
وقفت انظر في ذهول
عشر دقائق كامله
انتفصت علي اثر يد تربت
علي كتفي
تعيش وتفتكر يااستاذ
دكتور وليم كان راجل طيب
وبنته الدكتوره مريم
شربات والله
القداس بكره في الكنيسه
قلت ياعم الحاج هو الدكتور
مات من امتى
قال الرجل بكره يبقي له سنه
وانصرف
تلفت حولي في رعب
فتح باب الصيدليه
في عنف
وشعرت بيد تدفعني للداخل
ثم
مش قلت لك هتيجي معانا
قالها الدكتور وليم
وعلي شفتيه ابتسامه ظافره
صرخت بكل ما اوتيت من قوه
قال الدكتور وليم
لن يسمعك احد انت صرت منا
يقول الرجل الذي كان قد قابل
يزبك بعد ان قضى بعض اموره
ثم عاد
يقول في بلاغه امام الشرطه
عدت بعد نصف ساعه
من لقائي بالفتي
لاسمع صرخات تشق سكون الليل
وقد خرج بعض السكان
فزعين من شرفاتهم
وقد اصابهم رعب عارم
الصوت من داخل الصيدليه
المهجورة
كيف دخل الفتي
سأله الضابط النوباتجي
وكيف علمت انه عامل الدليفري
قال الرجل الدراجه النارية امام الصيدليه
بمعرفتنا نحن محمد ابو ستيت مأمور قسم قصر النيل
حضر إلينا المدعو
ثم اكمل المحضر ومع القوه اتجه
الي الصيدليه
الصمت يخيم علي المكان
الا من بعض العيون المتلصصه
في خوف وترقب
وامام اصرار المبلغ
تم كسر قفل الصيدليه
لتقتابلهم روائح العطن وهيكل عظمي
لشاب يرتدي لباس عامل دليفري
وبتفتيشه عثر
بحوزته بطاقه شخصيه باسم يزبك عيسوي ودفتر بريد به مبلغ ما يقرب من خمس وعشرون الف جنيه
تم تحوبل
تم تحويل الجثه للطب الشرعي
التي اثبت تقريرها
انه مر عام علي وفاه الشخص
صاحب الجثه
وانه لا توجد شبهه جنائيه في
الحادث
وتم التصريح بدفن الجثه
صعق الاخوال والبنات
عندما شاهدوا هيكل عظمى
يقال انه جسد اخيهم
الذي كان يهاتفهم
بشكل دوري علي مدار العام المنصرم
الف الف الف سؤال
يدور في عقول الجميع
كيف والف الف كيف
وهل والف الف هل
عن نفسي نقلت القصه
عن زملائه بالمطعم دون
زياده او نقصان
ربما اجد تفسيرا عند احدكم
أمس في 10:47 am من طرف مريم صلاح
