**السلام عليكم ورحمه الله وبركاته **
الإخوة الأفاضل الكرام،
حياكم الله من كل عام،
بمزيد من الحب والوئام.
يسرنا وفى هذا المقام
أن نقدم لكم
المقامات المحمدية
من سيرة خير البرية
فى اجمل الأمسيات الرمضانيه.
....................
ونلتقى اليوم مع المقامة رقم (. ٥) وهى بعنوان
محمد صلى الله عليه وسلم مع بحيري
بسم الله الرحمن الرحيم الفتاح العليم الذي ارسل رسولا منا يزكينا ويعلمنا بكلامه نسمو وبكتابه نصحو وبنعله نعلو نحكي عن خير البريه في خامس حلقات المقامه المحمديه
ماتت الام ومات الاب وبقي وعد الرب وعاش محمد في كنف عمه الذي ازال همه وغمه فكان له نعم الولد وكان ابي طالب خير السند فرعي محمد لعمه الإبل والغنم ولم يرق له ميسر ولا سجد لصنم واراد يوما ما ان يشارك مكه افراحها كما يشاركها همومها واتراحها فاتفق مع رفيق الرعي والطريق ان يحفظ مكانه ويعتني بابله وانعامه حتي ينزل لبطن مكه يشاهد احد الاعراس ويعرف كيف الامور تساس
ولكن الله جلت قدرته وتباركت عظمت وارادت مشيئته ان يحفظه من ان يري سفورهم وعهرهم وفجورهم فسلط عليه سلطان النوم فنام الفتي قبل ان يصل الي القوم حتي الهبته شمس الظهيره حاميه الوطيس بالجزيره فلم يري ولم يسمع وقلبه للهوي لم يخضع وللمجون لم يخنع وتكرر هذا الامر مرتين ويسلط الله عليه جنود النوم
وكان من حرص ابي طالب علي بن اخيه وقره عينه ومصطفيه اذا سافر خارج مكه ان يصحبه ويكون في مركبه وعندما بلغ محمد اثني عشر عاما اصبح فتي هماما ينظر اليه بعين الود والتبجيل فخرج مع عمه متاجرا تظلله غمامه دون اقرانه واهله واعمامه وفي ارض نصره ببلاد الشام حطوا الرحال فقد تعب الابل والخيل والرجال وكان يعيش بذاك المحل رحل من اهل العلم والعقد والحل راهب نصراني يسمي بحيري يقدسه النصاري ويبجلونه ويسمعون رايه ويقدرونه ونظر فراي القافله في تلك القاحله وقد حط الرجال رحالهم واقامو خيامهم وخلعو نعالهم ليستريحوا من وعثاء سفرهم ويجددوا طاقتهم ورحالهم وراي بحيري غلاما بينهم كالصبح اذا اسفر ضاحكا مستبشر تظلله غمامه وعلي راسه عمامه فدعاهم للقري والضيافه ولم يجد بينهم مطلبه ومبتغاه ومن من أجلهم أراد ان يلقاه فقال لهم هل تركتم احد خلفكم عند العير فقالوا غلام صغير
يحرس القافله فقال بحيري في تلك الهاجره ادعوه لاراه فهذا الغلام الذكي ربه اصطفاه قالوا وما علمك به قال ادعوه فجاء سيد ولد ادم ومثل بين يديه وقال بحيري
وقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين، فقال له أبو طالب وأشياخ قريش: وما علمك بذلك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجدًا، ولا يسجدان إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، وإنا نجده في كتبنا، ثم أكرمهم بالضيافة، وسأل أبا طالب أن يرده، ولا يقدم به إلى الشام، خوفًا عليه من الروم واليهود، فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة.
وإلى هذه القصة يشير صاحب قرة الأبصار في سيرة المشفع المختار بقوله:
ثم إلى الشام مع العم ارتحل * والعمر في ثالثة العشر دخل
فرده خوفا من اليهود * عليه أهلُ المكر والجحود.
توجه بحيرى إلى محمد:
وقال له: يا غلام! أسألك بحق اللات والعزى الا ما أخبرتني عما أسألك عنه.
فقال محمد: لا تسألني باللات والعزى، فوالله ما أبغضت شيئاً قط كبغضهما!
فقال بحيرى: فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه.
فقال له: سلني عما بدا لك.
فجعل يسأله عن أشياء من حاله في نومه وهيئته وأموره، وجعل محمد يخبره، فكان يوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته. ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده.[27]
عندما فرغ بحيرى من الكلام مع محمد أقبل إلى أبي طالب:
فقال له: ما هذا الغلام منك؟
قال أبو طالب: ابني.
قال بحيرى: ما هو بابنك، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا!
قال: فإنه ابن أخي.
قال: فما فعل أبوه.
قال: مات وأمه حبلى به.
قال: صدقت، فارجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر عليه اليهو ، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شراً، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم، فأسرع به إلى بلاده. وهكذا علم هذا الحبر الجليل بما ورد بالتواره والانجيل ان عز العرب قد اقترب
وقد بلغ نهايه الارب بهذا النبي التهامي الذي تظلله غمامه وبين كتفيه شامه ولم يسجد لصنم
ويرفع الله به الهمم وهو اخر الرسل بالاطلاق وجاء متمما لمكارم الاخلاق فكان بحق هو الترياق وكان مما قرأه سرجيوس الملقب بحيري وجاء فى سفر رؤيا من العهد الجديد (رؤ 19/15,11) ما ترجمته : "ثم رأيت السماء مفتوحة ، وإذا حصان أبيض يسمى راكبه باسم (الصادق الأمين) الذي يقضي ويحارب بالعدل" ووصف (الصادق الأمين) ينطبق على سيدنا محمد لأن أهل مكة المكرمة كانوا قد أطلقوا عليه هذا الوصف بالضبط من قبل بعثته الشريفة . وبقاء هذه الإشارات إلى اقتراب بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين في كتب الأولين، على الرغم مما تعرضت له من ضياع الأصول، وتحريف المنقول شفاهة عنها لقرون عديدة تؤكد صدق هذا الكتاب المجيد (القرآن الكريم)، وصدق نبوة الرسول الخاتم الذي تلقاه. فالحمد لله على نعمة الإسلام العظيم، والحمد لله على بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين، وصلاة الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .فهو دعوه ابراهيم ونبؤه موسي وترنيمه داوود وبشاره عيسي فصلاه وسلاما عليك ياخير الوري الذي مدحك المادحون وذكرك الذاكرون وغاب في عشقك العاشقون وبهذا ينتهي هذا الفصل من المقامه المحمديه في سيره خير البريه
@أحبابنا الكرام
. نسعد بتواجدكم معنا من خلال مداخلاتكم القيمة وتفاعلكم المثمر من خلال تعليقاتكم المميزة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وكل عام وانتم بخير
.