كان لي صديق مفضال يسمي محمد بن عبد المتعال، وكنت رافقته من زمان في وقت ندر فيه الأصحاب والخلان..
كنا نتزاور نتناقش ونتحاوريعجبني حديثه واشتاق الي اقاصيصه،، فهو الحپبب المحبوب الذي يأخذ بمجامع القلوب.. اذا صمت فصمته فكر واذا تحدث فحديثه ذكر
قابلته بعد غياب
فأحسن الاستقبال وفرش البساط ومد السماط.. و
وبعد الطعام والشراب
فيما لذ منه وطاب
من فاكهه واعناب ولحم وطيور وند وبخور فلما إنتهينا مما اشتهينا نادي على الغلمان بإخلاء المكان
فحضر غلام امرد ذي شعر اجعد ووجه جميل وقد نحيل
فنادي ان بالماء والشراب ويعلم ان مرغوبي العناب
فحضر غلام امرد فصب علينا الماء القراح وقال سيدي زارتنا الأفراح لمقدمكم السعيد لزيارة شيخنا الرشيد
وبعد أن فرغ المكان وفرشت البسط الوثيره والطنافس الكثيره ودارت الانخاب من قرفه وعناب
.......
قال بن عبد المتعال سأقص عليك قصه لو كتبت بالأبر،، على اماق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر..
قصه من التراث فاستمع اليها باكترات
لعلك تصوغ منها مقامه
فعاجلته يسير بها الراكب من طنجة الي تهامة..
........
فقال أعزه الله وامد في عمره وابقاه
حدثني احد الثقاه ممن اثق في حديته عندما كنت جليسة..
عن رجل حكيم اريب حليم ذو مال وافر وحظ ظافر وعقل لبيپ وزوج حبيب
ومع هذا حرم من نعمة البنين والبنات وهيهات هيهات ان يتغير القدر وفقا لهوي البشر..
ومع ذلك كان يتصبر ويشكر ويستغفر ويمني نفسه بقول القائل (مالي والولد ان عاش كدني وان مات هدني) .
يقول هذا وهو يتمنى ويرجو ويتاني لعل الله يحقق امنيته وينال بغيته وزوجته صابره.
مؤمنه طاهره تظهر له الحب والوداد وتبطن عشقا بلغ شغاف الفؤاد
وكان ينغص عليه حياته ان تتزوج بعد وفاته..
فكانت تقسم بحفظ العهود، وامضاء الوعود وهو يسأل بكره وعشيه وهي تقسم بالشمس وضحاها والقمر اذا تلاها والنهار اذا جلاها انها لن تتزوج بعده وتحفظ عهده ووعده.
..........
وفي أحد الايام ساقته قدماه الي القبور ليتذكر ويزور من تركوا دار الفناء الي دار البقاء
من الأهل والأصدقاء.. ولكي يتم المقدور وجد عند أحد القبور امرأة صبوح بعطر يفوح كفرس جموح
وهي عند قبر قد سد بالملاط وعلى وجهها علامه اشمئناط
فاقترب منها على عجل وفي عينيه وجل وسأل في خجل أيتها المكلومه الجميله
اهو بن فقدتيه او اب فارقتيه قالت اليك عني واتركني بهمي فليس لي ولد ولم اكلم في والد ايها المتحذلق القاعد فقال اخال ام عم قالت لا تهتم بل خذ هذه المروحه ودعك من الدعه والرحرحه واعمل كي يجف القبر فهو زوجي المقبور وقد لاقي المقدور
منذ عده ايام ثلاث بالكمال والتمام
وقد كان زوج رقيق حنون شفيق وقد اخد العهود والمواثيق الا اتزوج الا بعد جفاف القبر، وجائني خاطب قبل الفجر وانت تري الملاط هين لين لم يجف واخاف نقض عهدي وعدم ايفاء وعدي فاعمل جاهده على جفاف القبر واتذرع بالصبر
واحاول ان يجف بهذه المروحه فبكى واستعبر وحوقل واستغفر وانشأ قول الشاعر..
(لا تأمنن الي النساء
ولا تثق بعهودهن
فرضاؤهن و سخطهن
معلق بفروجهنَّ
يُبدين وداً كاذباً
و الغدر حشو ثيابهن
بحديث يوسف فاعتبر
متحذراً من كيدهن
اوما تري ابليس اخرج ادم من اجلهن)
......
وقال هكذا هم النساء لا عهد ولا وفاء
وغادر من ساعته وقص قصته على زوجته فسبت ولعنت وبكت وضحكت وقالت انا لك وفيه وهذه خائنه رديه
وانا لك على العهد حافظه للوعد ليس لي زوج الاك ولو لقيت الهلاك ولو دارت بي الافلاك وقدمت العهود واقسمت بخالق الوجود
وبكل غالي ونفيس الا يقيس كل النسوه على تلك الماجنه الخؤن الخائنه
ولكن بقلبه نار مستعره وبعقله أمور اخري
وتمر ايام وهم في وئام حتى إصابته عله حار الأطباء في شفاء علته وقيامه من رقدته وكم من نطاسي حكيم طالبها بالتسليم للقضاء والقدر وهي تغير الأطباء وتبدل الدواء وعندها الف امل في الشفاء وفي أحد الايام والناس نيام زار المريض شاب وسيم مليح قسيم حلو التقاسيم ذو طول فارع وجسد يانع وعندما زار استاذه
إصابته الهموم واصابه الوجوم وأصبح جد مكلوم
وكانت الزوجه قد عربد بها الشقاء ويئست من الشفاء ووجدت في الشاب سلوى وفي حديثه نجوي فتقربت اليه واصبحت اثيره لديه وتعلق به قلبه بعدما لاقي من حزنه وكربه فبدات رويدا رويدا تجالس الفتي وتأنس بجلسته وتتمني صحبته وزوجها أشتد به المرض وزاد العرض ورويدا رويدا اهملته وملت من صحبته وكلت من علته
ثم إن الشاب غض الأهاب إصابته عله حار الأطباء في وصفها وعجزوا عن تصنيفها وهي جد حزينه علي شبابه وقد وقعت في عشقه وشبابه
فقالت هل من شفائك الي سبيل ايها الشاب النبيل والفارس الاصيل فقال لا فوت لقد حكم على بالموت الا وصفه مضمونه وحيله مأمونه وهو يبكي ويتألم وقلبها ينفطر ويتكلم فقالت وما هي وصفتك لشفاء علتك فتاخر وتقدم ونهنه وتلعثم فقالت قل ولا تبالي فلو كان في اجواز الفضاء او بين الأرض والسماء ولو كان في الدياجير او أحضان السعير به اتيك ومن علتك اشفيك
فقال وصفتي وشفاء علتي في قلب رجل حكيم فيه الشفاء من كل داء
فتفكرت وتقدمت وتأخرت وقالت شيخ فاني عجز عنه الطبيب وحار في أمره اللبيب وشاب في شرخ الصبا والله لاتينك بالدواء وأخذت مديه حاده وتقدمت جاده الي الرجل المريض ذي الجناح المهيض وهمت بفعلتها لتخرج القلب الكسير فهب من رقدته كأنما نشط من عقال وقال يا قبيحه الفعال ودخل تلميذه النجيب وقال ياشيخي الحبيب ها هي خطتك وجميل رسمتك قد أتت ثمارها وبأن اوارها وها هي زوجك وصنيعها فوقعت مغشيا عليها وقد فاضت روحها وانكشف مكرها
ثم صمت بن عبد المتعال وقال هذه نهاية قصتي قصصتها عليك والأمر منك وإليك فقلت والله لاصوغها مقامه يسير بها الراكب من طنجة الي تهامة ويتحدث بها الركبان على طول الزمان
كتبها راجي عفو الكريم يحيي بن إبراهيم في شهر الله صفر لاربعه عشر
خلون بعد الف وأربعمائة وأربع واربعون من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعشر خلون من شهر سبتمبر أيلول بعد اثنين وعشرون بعد الالف الثانيه من ميلاد المسيح عليه وعلى نبينا السلام وفي الختام اترككم في حفظ الله رافقتكم السلامة