السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأحبة الكرام، ويتجدد اللقاء كل عام، في شهر الخير والصيام،
وبعد حمد الله والصلاة والسلام على مصطفاه، من اختاره ربه وإجتباه.
نقدم لكم المقامة الرمضانيه وجبة خفيفه وشهية،
من داخل البيوت المصرية
_واليوم نقدم أُولي المقامات لأصحاب السعادة والقامات ،
_ففي اليوم الأول من رمضان دعاني صديقي الميسور، محمد بن عبد الصبور،
علي وجبة الفطور،
وزاد وألح في الطلب، فقلت غايه الأرب
فأنا وحيد كغراب نوحي، وابيت ليلي بسطوحي، فلا زوجة ولا ولد، بل هم وكمد
_أما صاحبي الميسور بن عبد الصبور فلم نعرف عنه فضيلة كرم من شبيبة الي هرم بل هو ذي خلق مقبوح كمضيف ابا نوح.
_فشددت الرحال في التو والحال ووجدت ستة من الأخوة من صحبة القهوة، وكلهم مياسير يرفلون في الحرير. .
ولما انتظم عقدنا تذكرنا سابق عهدنا ومضينا نقطع الوقت في المزاح، وحلوقنا تشتاق للماء القرا. فالجو قيظ شديد وكأنه يوم الوعيد.
ومضيفنا يروغ ويزوغ حتى سمعنا صوت كأنه قادم من السماء، يملأ القلب بالرضا والضياء، انه شيخ عصره وفلته زمانه مؤيد بنصره الشيخ رفعت يرتل آي إلكتاب وقد اشرفت الشمس على الغياب، ولا نشم رائحة لقدور، ولا مرق يفور.
فهاجت مني القريحة وقت لا تفيد النصيحة
_فقال أحد الاصدقاء لعل فطورنا بعد صلاة العشاء..
نعلم يا أبا ابراهيم انك شاعر مغوار، وحديثك بسائر الاقطار. فاتحفنا بقصيدة عصماء قلت وحق السماء
لقد انطلق مدفع الإفطار ونحن في انتظار بطوننا خاوية والسنتنا شاكية فلا ردك مضيفنا بعافية
أين الإفطار فرفع عقيرته ان ياست الدار احضري ما تيسر فهم ليسوا بأضياف، بل أصدقاء خفاف.
_قالت لقد نفذ من بيتنا الغاز، فأوقدت وابور الجاز، واللحم لم ينضج بعد، والأرز لم تحضره ام السعد،
_فقال ياإمرآه السوء الينا بالثريد ( خبز ومرق) فقد رفع اذان الحق وقلبي قد انفطر وانشق
_قالت الداجن اكلت العجين، وليس لدينا سمن ولا منين،
_وعلى حين غرة دق الباب ودخل ابي شهاب صديقنا الكريم
_وقال بعد السلام هلموا الي الطعام فقد ادرك ان شقيقه ضنين
بخيل ذي فعل مشين
فتدارك الموقف في ساعته وحضر مع جماعته يحمل ما لذ وطاب من الطعام والشراب
_وقال ان زوجه اخي عبد الصبور
أحضرت الينا اللحم والشحم بعد ان فرغت جرة الغاز وجعل يتحدث بإيجاز ونحن ندرك سر قولته وجميل فعلته ان يستر أخاه مع الأضياف، فقلت ياخفي الألطاف نجنا مما نخاف،
_وفرش البساط ومد السماط فكأنّ سماطه الجنة الحاضره ففيه ما لذ وطاب من الطعام والشراب
_وبعد الإفطار جلسنا نتدارس الأشعار فقلت فيما قلت....
نويت الصيام لما جئت إليكمو
فصار عامي كله رمضان..
لا توقد النار بتخوم ديارهمو
خوفا من الأهلين والضِّيفان..
لا يعرفون إلي المعالي مركبا
هم والمعالي والكرم ضدان..
قومٌ اذا وُضع الطعامُ
قاموا
فلطموا الوجوه وغبروا الأكوان..
قد حار في وصفهم كل فصيح
ملك المعاني من قس ومن سحبان..
رأيتُ قوما اذا أهلَّ ضيوفهم
قالوا بوركت رابع الأركان..
أو جاء يوما ديارهم غرباءُ
لطموا الخدود وأعلنوا الأحزان..
ماذا أقول عنهم في ديارهم
من شُحّهم قد شابَ الولدان..
ليس من ضيق الحياة وإنما
جوع فتت الكبد وأُرمِدت العينان.
لا يسمعون عن مكارم الأخلاق.
ولو خطب فيهم علي والشيخان..
أشهدك ربي اني ابغضتهم
بغض الكريم ان لم يكرم انسان..
من قال أن الشح يغني اهله
شحٌّ مع يسر محالُ يجتمعان.
من كان يرجو وصل أمثالهم
كعشم إبليس في جنه الرحمن..
فالنيران تأكل بعضها
بعضا
فلا ماء يرجي من نفحة النيران..
لو مر حاتمٌ يوما بديارهم
لهدم البيوت وزلزل الأركان
عيشوا كراما او موتوا فإنما
الكرم شعبة من هدي الإيمانِ..
المولي جلا جلاله وصف الحبيب
بالجود والبر وكذا والإحسان.
هذي مناقب قوم صار خليلهم
شح أضاع العقل واتلف الأبدان..
ربي لا تجعل مماتي بينهمو
واختم حياتي بينهم بأمان..
إبن الكرام بينهم ممقوت
وباب اللئيم بينهم مزدان..
اخاف ان حانت منيتي بينهم
أن يأكلوا لحمي بغير توان..
_ثم أقسمنا الا ندخل له ببتا، وحرمنا على انفسنا الخل والزيت ثم قمنا الي الصلاة، بعد مدح من اصطفاه، ربه ووصفه بالكرم وانفض السامر مع بخيلنا المقامر
_ وقلت لأكتبنها في مقامة يسير بها الراكب من طنجة الي تهامة ويتحدث بها الركبان على طول الزمان..
_ وبهذا تنتهي هذه المقامة الأولى من شهر رمضان المبارك تجلي ربي تبارك
.......................
كتبهأ راجي عفو الكريم يحيي بن إبراهيم في الليلة الأولى من شهر رمضان الكريم