بـسـم الله ـآ‘لـرحـمـن ـآ‘لـرحـيـم
ـأوٍلـئـك هـم ـآ‘لـمـفـلـحـوٍن
وفي القاموس فلح أو أفلح : فاز ، والفلاح هو الفوز ومن هنا فإن النداء إلي الصلاة أي الأذان يشتمل علي هذا المعني : حي علي الصلاة .. حي علي الفلاح .. وحي علي معناها : أقبل وأسرع ، أي أسرع إلي ما
يجعلك من المفلحين ، والفائزين بالجنة عكس الفوز هو الخسارة .. وخسر الشئ معناها : أضاعه وأهلكه ... مثال : خسر ثروته في القمار .. والآية الكريمة :-
" قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ " ..الأنعام : 31 ..
* نعود إلي الفلاح والمفلحين .. من هم ..؟
- هم المؤمنون الذين جاء ذكرهم في الآيات الكريمة التي سنعرض لها فيما يلي :- الم ...ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ... الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ...
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ... أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .... البقرة .. 1 :5 ..
* فالإيمان بالغيب أساس ويتبعه إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والإيمان بما أنزل الله علي رسله من قبل كذلك الإيمان بما أنزل علي خاتم رسله وأنبيائه محمد -صلي الله عليه وسلم- وهو القرآن العظيم كما أنهم
يؤمنون بالآخرة إيماناً يقيناً .. وجاءت هذه الصفات أيضاً في سورة لقمان .. " الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ... أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .. لقمان 5:4
* وفي سورة المائدة : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " ... المائدة : 35 ..
وهنا يوجهنا خالقنا جل وعلا أن نتقيه وأن نبتغي بأعمالنا وأقوالنا مايرضيه وأن نجاهد أنفسنا حتي لا نرتكب من الأفعال والأقوال مايغضبه ...
* والله يدعونا إلي التوبة من ذنوبنا وعمل الصالحات لعلنا نكون من المفلحين : " فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ .. " القصص : 67 ..
* ويحذرنا ربنا من البخل والشح بمال الله الذي أتانا علي من هم في أشد الحاجة إليه إلي شئ منه : " وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .." الحشر : 9
* وفي سورة التغابن نفس المعني : " فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " ...التغابن : 16
فالإنفاق علي المحتاجين وإعانتهم علي تحمل أعباء الياة من الصالحات التي ينال عنها المنفق خيراً كثيراً ..: " فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .." الروم:38
والذين ابتغوا وجه الله واتبعوا رضوانه أفلحوا وفازوا فوزاً عظيماً بالخلود في جنات النعيم ..: " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ " آل عمران:185
* ومتاع الغرور هو المتاع الذي يغر البعض ويفتنهم عن الإلتفات إلي آخرتهم التي فيها مصيرهم النهائي والأبدي .. إما الجنة لمن ثقلت موازينه من الحسنات وإما النار لمن خفت موازينه منها ..
" وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ... وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ " ... الأعراف 9:8 ..