| مجموعة القصص القرأنى | |
|
+3نبيلة محمود خليل أسينات مجاهدة فى سبيل الله 7 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
مجاهدة فى سبيل الله عضو نشيط
الدولة : مصر عدد المساهمات : 292 نقاط : 588 تاريخ التسجيل : 04/10/2009
| موضوع: مجموعة القصص القرأنى الأربعاء أكتوبر 07, 2009 3:49 pm | |
| الملك الظالم
فى نجران بأرض اليمن كان يعيش ملك ظالم اسمه ذو نواس يوسف بن ثنا أسعد أبي كريب .. وكان له ساحر يساعده علي ظلمه وكان هذا الملك يدعي الألوهية .. ويجبر الناس علي عبادته .. كما كان منتشر فى أهل نجران الشرك ..
وكان كثير منهم يعبدون الأوثان وكان هذا الملك يستولي علي أموال الناس ولا يحكم بينهم بالعدل وكان فاسقاً فاجراً جباراً
متكبراً ..
ومرت السنوات وكبر ساحر الملك ولم يعد قادراً علي ممارسة أعمال السحر والشعوذة فذهب إلي الملك ذات يوم وقال له :
أيها الملك إني قد كبرت سني وأري أنني سأموت قريباً فأحضر لي غلاماً أعلمه السحر حتي يقوم مكاني ويكون مساعداً لك
فقال الملك : وهل يستطيع أحد أن يقوم بما تقوم به إنك بسحرك تفعل أشياء خارقة وتقنع الناس إني إلههم الذي يستحق
العبادة فمن ذا الذي يستطيع أن يفعل ما تفعله ؟ فقال الساحر : ياسيدي إذا أتيتني بغلام صغير ذكي أستطيع أن أعلمه
ماأقوم به تماماً فيفعل لك ماأفعله تماماً فأصدر الملك أمراً بالبحث عن غلام صغير يتصف بالنبوغ والذكاء فانتشر جنود
الملك وأعوانه فى اليمن كلها يبحثون عن غلام صغير يتصف بالفطنة والذكاء والنبوغ ..
الغلام الذكي
أحضر أعوان الملك مجموعة كبيرة من الغلمان ليختار منهم الساحر غلاماً يعلمه السحر فاستعرض الساحر الغلمان وراح
يسألهم بعض الأسئلة .. ويختبرهم ويمتحنهم حتي وقع اختياره علي أذكي غلام فيهم ..وكان غلاماً صغيراً إلا أن عقله
كبير يتصف بالفطنة وظهر من كلامه النبوغ وشدة الذكاء .. وكان اسمه عبدالله بن التامر من أهل نجران باليمن فأخبر
الساحر بأنه اختار هذا الغلام فأصدر الملك امره أن يقيم هذا الغلام فى القصر الملكي تحت رعاية الملك وأمام عينيه وأن
يذهب كل يوم إلي بيت الساحر يتعلم منه السحر ثم يعود إلي القصر وان تكاليف حياة الغلام علي الملك .. فله أن
يعيش فى القصر يأكل ويشرب ويلبس مايريد علي نفقة الملك فسوف يكون هذا الغلام بعد ذلك هو ساحر الملك وساعده الأول
فى المملكة ..
تعلم السحر
عاش الغلام عبدالله بن التامر فى قصر الملك أياماً قبل أن يذهب إلي الساحر وقد تعمد الملك أن يفعل ذلك حتي يضمن
ولاء الغلام له ..ويطلعه علي الحياة الملكية التي سيكون هو المحرك لها بعد ذلك ..وفى هذه الأيام تعرف الغلام علي
مايدور داخل القصر وعلي مايقوم به الملك من أعمال شريرة وأعال خبيثة حتي يوهم الناس أنه إله .. ودارت فى هذه
الأيام حوارات ومناقشات بين الملك والغلام حاول فيها الملك دائما أن يبرر مايقوم به من أعمال ويقنع الغلام بأن يساعده فى
ذلك ويغريه بالمال والطعام والحياه المترفه..وذات يوم قال يابني إنك ستكون وزيري ومساعدي الأول فى الحياة فبسحرك
سوف يخضع الناس لي ويسمعون اوامري ويتقربون إلي خاضعين أذلاء لذلك لابد أن تتقن السحر جيداً وتتعلم كل مايعرفه
الساحر الكبير ولا تنس فضلي وكرمي عليك ولا تنس أنك ستكون فى مكانة عالية ومنزلة عظيمة .. يحسدك الناس عليها
فتذكر دائماً أنك ستكون مساعد الملك ووزيره الأول .. فقال الغلام: سمعاً وطاعة ياسيدي أنا في خدمتك ورهن إشارتك فلما
إطمأن الملك إلي الغلام وتأكد من أنه هرة بالملك والمال .. بدأ يرسله إلي الساحر ليتعلم منه السحر .. فتعلم الغلام
السحر وفنونه ونبغ فيه نبوغاً كبيراً حتي صار أقدر من الساحر الكبير ..
الراهب والغلام
كان الغلام عبدالله بن التامر رغم تعلمه السحر وبراعته فيه إلا أنه يري أن ذلك ضلال وكذب وافتراء وتضليل ولكنه لا
يري طريقاً غيره ولا يعرف بديلاً خيراً منه ويري أنه سوف يحصل علي المال الكثير إلي جانب مكانته الكبيرة فى القصر
الملكي .. وذات يوم مر الغلام علي خيمه فى بطن الجبل تقع فى الطريق بين قصر الملك وبيت الساحر فدفعه الفضول
وحب الاستطلاع أن يدخل إلي تلك الخيمة ويري ما بها .. فدخل فإذا به يري رجلاً عجوزاً لحيته بيضاء كبيرة وأمامه
كتاب يقرأ فيه ووجه الرجل كأنه قطعة من البدر يتلألأ نوراً .. فوقف الغلام يتأمل ويسمع مايقوله الرجل فوجده يسبح
الله ويذكره فتعجب الغلام مما سمع وقال للرجل : من أنت ؟ ولماذا تعيش هنا وحدك؟وما هذا الكلام الذي أسمعه منك
وماسمعت مثله قط ؟ فالتفت إليه الرجل وقال له : أقبل يابني أقبل لا تخف .. فدخل الغلام ووقف بجانب الرجل
فقال له: اجلس بأمان فجلس الغلام ، فقال له الرجل : أنا راهب أعبد الله وحده وهذا الكتاب فيه كلام الله واوامره
فسأله الغلام :و من الله الذي تعبده ..؟ .. فقال الراهب :الله سبحانه وتعالي خالق هذا الكون بما فيه من أرض
وسماء وجبال وبحار...هو خالقنا ورازقنا وهو الذي أحيانا ثم يميتنا ثم يحاسبنا يوم القيامة ..هو الله المستحق للعبادة
وحده لا شريك له ..فقال الغلام :الله! أو لهذا الكون إله غير الملك الذي يحكمنا ونعبده..؟
فقال الراهب : يابني إن الملك يدعي أنه إله وهو فى الحقيقة بشر مثلنا ولد طفلاً ثم كبر وسيموت يوماً ما وهو كذلك
ياكل ويشرب ويمرض وينام .. أما الله سبحانه وتعالي فهو الأول بلا بداية وهو الأخر بلا نهاية هو الحي القيوم لاتأخذه
سنه ولا نوم..المدبر لهذا الكون بما فيه يعلم عدد حبات الرمال وعدد قطرات البحار والأنهار .. وعدد أوراق الأشجار
كل شئ فى الكون بأمره..هو القادر علي كل شئ ولا يقدر غيره علي أي شئ يحب لعباده الخير والعدل ويكره لهم
الشر والظلم .. فقال الغلام:حديثك عجبني وأري فيه الصدق والحق ولكني .. فقال الراهب : ولكنك ماذا يابني ؟؟
فقال: ولكني أعمل مع الملك لقد أتي بي وأرسلني إلي الساحر لأتعلم منه السحر وقد تعلمته وبرعت فيه ..
فقال الراهب: يابني إن السحر باطل وهو من أعمال الشيطان يستعين به الظالمون حتي يوهموا الناس بالضلال فهو كفر بالله
عز وجل ..فقال الغلام :ولكن الملك إذا قلت له ذلك ربما عذبني أو قتلني ..فقال الراهب:لذلك أنصحك أن تكتم الخبر
وتظل مع الساحر والملك وتأتيني كل يوم تسمع مني حتي تظهر لك الحقيقة التي يطمئن لها قلبك ..فوافق الغلام علي ذلك
وكان كل يوم يمر علي الراهب ويجلس معه ويسمع منه فكان يتاخر علي الساحر فيضربه فاشتكي الغلام إلي الراهب فدله
الراهب علي حيلة ذكية وهي أن يخبر الساحر بأن أهله هم الذين يؤخرونه ويخبر أهله بأن الساحر هو الذي يؤخره ففعل
الغلام ذلك ..وظل يتردد علي الراهب كل يوم ويسمع منه حتي اطمأن قلبه إلي كلام الراهب وشعر أن ذلك هو طريق
الحق وصراط الله المستقيم وأن ماعليه الساحر والملك كذب وكفر وضلال ولكن الغلام كان يحتاج إلي مايؤكد له صدق هذا
الشعور وذلك الاحساس ..
الحجر ..والدابة
ذات يوم..سمع الغلام بأن دابة كبيرة عظيمة وقفت علي مدخل الطريق الرئيسي إلي المدينة ومنعت الناس من الخروج من
المدينة أو الدخول إليها ..ولا أحد يستطيع أن يتعرض لهذه الدابة القوية..فذهب الغلام إلي مدخل المدينة فرأي بالفعل هذه
الدابة واقفة وقد فتحت فمها تريد إبتلاع أى انسان يقترب منها .. فقال الغلام فى نفسه: اليوم أعلم أمر الساحر أحب
إلي الله أم أمر الراهب..؟ ثم اخذ حجراً من الأرض وقال اللهم أن كان أمر الراهب أحب إليك وأرضي من أمر
الساحر فاقتل هذه الدابة حتي يعبر الناس . ثم رمي الدابة بالحجر فأصابها الحجر فى رأسها فقتلها في الحال،وعبر الناس
داخل المدينة وخارجها وهم يشكرون الغلام ويشيدون بشجاعته ..
أسرع الغلام إلي الراهب وأخبره بما قال وقد تأكد أن الراهب علي حق وصدق واطمأن قلبه إلي الإيمان بالله الواحد الأحد
فلما علم الراهب بذلك قال له:يابني أنت اليوم أفضل مني واعلم أن الله سيختبرك ويبتليك فإذا ابتليت فلا تدل علي ولا
تخبر عني فإني أخشي علي نفسي من ذلك الملك الظالم فوافق الغلام علي ذلك وترك الراهب وخرج وهو يشكر الله ويحمده
علي نعمة الإيمان به..
أحس الغلام عبدالله أن عليه واجباً عظيماً وهو أن ينشر دين الله فى الأرض ويدعو الناس إلي عبادة الله الواحد الأحد حتي
ينقذهم من الكفر والشرك وظلم الملك الذي يدعي أنه إله.. فبني الغلام لنفسه خيمة وراح يدعو الناس إلي زيارته خاصة
المرضي وأصحاب العاهات حتي يدعو الله لهم بالشفاء فسمع الناس بأمره فكانوا يذهبون إليه فكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص
وسائر الأدواء ويشفيهم الله عليه يديه .. وكان يقول للناس : أنا لا أشفي إنما يشفي الله فإن آمنتم بالله دعوته أن
يشفيكم فإذا آمنوا بالله الواحد دعا لعم الغلام فيشفيهم الله تعالي..وانتشر هذا الخبر فى المدينة كلها حتي سمع به أحد
جلساء الملك وكان كفيفاً لا يبصر فجمع هدايا عظيمة وذهب إلي الغلام وقال له:كل هذه الهدايا لك إن أنت شفيتني ..
فقال الغلام: أنا لاأشفي أحداً إنما يشفي الله تعالي فإن آمنت بالله دعوت الله شفاك فآمن الرجل بالله الواحد فدعا له
الغلام فشفاه الله تعالي فخرج من عنده وهو يبصر.. وفى اليوم التالي ذهب جليس الملك إلي الملك فلما رآه الملك تعجب
وسأله: من رد إليك بصرك؟ فقال الرجل: ربي .. فقال الملك: أنا ؟؟
فقال الرجل :لا بل ربي الله .. فقال الملك : أو لك رب غيري ..؟ قال الرجل : نعم ربي وربك الله ..
فسأله الملك :من علمك ذلك..؟ فلم يجبه ، فأمر الملك بتعذيبه ، فعذبوه عذاباً شديداً حتي أخبرهم بأمر الغلام ، فأرسل
الملك بجنوده ليأتوه بالغلام فقبضوا غليع وأتوا به إلي الملك ..
مؤمرات فاشله
وقف الغلام أمام الملك الظالم ، فقال له الملك: أي بني لقد بلغ من سحرك أنك تبرئ الأكمه والأبرص وتداوي الناس
فقال الغلام: أنا لا أشفي أحداً إنما يشفي الله تعالي .. فقال له الملك : أو لك إله غيري ..؟
قال الغلام: إلهي وإلهك واحد ، رب الكون الله عز وجل .. فغضب الملك ، وقال للغلام: من علمك هذا ..؟
فلم يجب الغلام ، فأمر الملك بتعذيبه عذاباً شديداً فلم يستطع الغلام أن يتحمل ذلك العذاب الأليم فاعترف علي الراهب
ودل علي مكانه فأمر الملك بإحضار الراهب ، فذهب الجنود إلي صومعة الراهب ، وقبضوا عليه وأتوا به إلي الملك
فقال له الملك: ارجع عن دينك فرفض الراهب ، وتمسك بعبادة الله الواحد الأحد فأمر الملك بحفر حفرة ووضع الراهب
فيها وجاء بمنشار ووضعه فى منتصف رأس الراهب وظل متمسكاً بدين الله ، فأمر الملك جنوده أن يشقوه نصفين ، فشقوه
أمام جليس الملك والغلام ، ثم قال الملك لجليسه الذي كان أعمي : ارجع عن دينك وإلا فعلنا بك كما فعلنا بالراهب
فرفض جليس الملك أن يرجع عن دينه وتمسك بدين الله الحق فأمر الملك جنوده فشقوه نصفين بالمنشار أمام الغلام .. ثم
قال الملك للغلام: ارجع عن دينك ، فرفض الغلام ذلك فأمر الملك بعض جنوده أن يأخذوه إلي الجبل ويلقوا به من أعلي
الجبل فأخذوه فلما صعدوا به أعلي الجبل رفع الغلام يديه إلي السماء وقال: اللهم أكفيتيهم بما شئت فاهتز الجبل فسقط
الجنود جميعاً من الجبل ، فقتلوا ، بينما نجا الغلام بقدرة الله ، فعاد إلي الملك ماشياً .. فلما دخل عليه تعجب الملك
وسأله: ماذا حدث للجنود ..؟ فقال الغلام:كفانيهم الله تعالي.. فأمر الملك مجموعه أخري من الجنود أن يأخذوا الغلام
فى مركب وينزلوا به البحر فإذا وصلوا وسط البحر يقذونه فيه فأخذوه ووضعوه فى مركب وساروا به حتي منتصف البحر
فرفع الغلام يديه وقال: اللهم أكفينيهم بما شئت.. فانقلب المركب وغرق الجنود جميعاً ونجا الغلام بقدرة الله .. فعاد
إلي الملك فزاد تعجب الملك ودهشته ، وبدأ الخوف يدخل قلبه وزاد رعبه من هذا الغلام ، وسأله : ماذا حدث للجنود؟
فقال الغلام: كفانيهم الله تعالي .. فوضع الملك يديه علي رأسه وراح يفكر ماذا يفعل حتي يتخلص من ذلك الغلام ..
وقد فشلت كل المحاولات التي قام بها ..
استشهاد الغلام
لما رأي الغلام أن الملك قد وقع فى حيرة ويريد أن يتخلص منه بأية وسيلة ، قال له الغلام:أيها الملك إنك لست بقاتلي
حتي تفعل ماآمرك به ، فإن أنت فعلت ماآمرك به قتلتني ، وإلا فإنك لا تستطيع قتلي .. فقال الملك: وماهو ..؟
قال الغلام:تجمع الناس فى مكان واحد كبير ، ثم تصلبني علي جذع شجرة وتأخذ سهماً من كنانتي ،
ثم تقول بصوت عال: بسم الله رب الغلام فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ..
لم يفهم الملك أن الغلام يريد بذلك نشر الدين بين الناس وليعلم الجميع أن الملك لا ينفع ولا يضر ولا يحيي ولا يميت
وأن الغلام مات بأمر الله عز وجل وليس بأمر ذلك الملك الظالم الجاهل وكان هذا ذكاء كبير من ذلك الغلام الصغير ،
ففعل الملك كما قال له الغلام ، وصلب الغلام علي جذع الشجرة وأخذ سهماً من كنانة الغلام ، ووضع السهم فى القوس
وقال بصوت عال أمام الناس جميعاً : بسم الله رب الغلام ثم رماه بالسهم فأصاب السهم صدغ الغلام فوضع الغلام يده
علي صدغه فمات..فلما رأي الناس ذلك قالوا جميعاً:آمنا بالله رب الغلام ، آمنا بالله رب الغلام..
أخاديد النار
أسلم أهل نجران جميعاً ووقع الملك فى حيرة شديدة لقد كان يحارب مؤمناً واحداً وهو الآن أصبح أمام أعداد لا حصر لها
من المؤمنين وانتشر الإيمان بالله الواحد الأحد فى المدينة كلها وقال أعوان الملك له: أرأيت ماكنت تحذر فقد والله نزل بك
حذرك ..قد آمن الناس كلهم فجن جنون الملك ، وزاد غضبه فأمر بحفر الأخاديد وأضرمت فيها النيران وقال لأعوانه كل
من آمن بالله إما أن يرجع عن دينه وإلا فأقمحوه فيها فأحرق يومئذ من المؤمنين عشرين ألفاً حتي جاءت امرأه معها طفل
رضيع فخافت علي نفسها وعلي رضيعها فأنطق الله الرضيع فتكلم الطفل وهو فى المهد ، وقال لأمه : ياأماه ، أصبري
فإنك علي الحق . فألقوها وابنها فى أخاديد النيران ، وقد ذكر الله عز وجل فى القرآن قصة أصحاب الأخدود ، وما فعله
ذلك الملك الظالم بالمؤمنين ....
قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ .. سورة البروج 4-10 | |
|
| |
مجاهدة فى سبيل الله عضو نشيط
الدولة : مصر عدد المساهمات : 292 نقاط : 588 تاريخ التسجيل : 04/10/2009
| موضوع: من قصص القرآن ( زكريا عليه السلام ) الأربعاء أكتوبر 07, 2009 3:52 pm | |
| * نسبه : سيدنا زكريا عليه السلام هو :زكريا بن برخيا بن مسلم بن صدوق بن حشبان بن داود بن سليمان بن مسلم بن صديقة بن
برخيا بن بلعطة بن ناحور بن شلوم بن بهناشاط بن إينامن بن رحبعام بن سليمان بن داود ..
* فضله ومكانته : كان زكريا عبداً تقياً نقياً واشتهر بعبادته وتقربه من المولي عز وجل وكان يؤم الناس علي العلم والصلاة والعبادة
وكان محبوباً من بني إسرائيل حباً شديداً وفى ذلك قول الحق تبارك وتعالي : وزكريا ويحيي وعيسي وإلياس كل من الصالحين ..
وسيدنا زكريا عليه السلام من فضله ومكانته كان صاحب الشرف فى تربية السيدة مريم أم عيسي عليه السلام وفى الأمر قصة هذه القصة
هي : القرعة لكفالة السيدة مريم كما قلنا : إن سيدنا زكريا عليه السلام اشتهر بالعبادة والصلاح فى وسط قومه وعندما انجبت زوجة
عمران عليه السلام بنتاً وسمتها مريم وكانت قد نذرت أن من ستلده ستهبه لخدمه بيت المولي عز وجل أراد سيدنا زكريا عليه السلام أن
يربي هذه الفتاة ويقوم بهذا العمل العظيم لوجه الله ، فتدخل من معه وقالوا : يازكريا أنت رجل صالح والكل يحترم كلامك فأنت نبي من
عند الله ، وأنت أكثرنا علماً وصلاحاً ، ولكن هذا العمل له أجر كبير وعظيم فدع لنا هذا الأمر حتي نحصل علي ثوابه .
فقال سيدنا زكريا عليه السلام : هذه الفتاة ، زوجتي خالتها والخالة بمنزلة الأم فأنا أولي الناس بتربيتها .
وهاج الجميع وأخيراً استقروا علي رأي واحد هذا الرأي هو إجراء القرعة والذي سيفوز بها هو من سيربي هذه الفتاة المباركة وينعم بهذا
الفضل العظيم .
وبالفعل تم إجراء القرعة وكان من فضل المولي عز وجل علي سيدنا زكريا عليه السلام أن فاز هو بالقرعة وكان تربية مريم من نصيبه
والقرعة كانت عبارة عن إلقاء القلم فى الماء فإن سار قلم إحدهم ضد حركة الماء كان هو الفائز وبالفعل ألقي الجميع أقلامهم فسار قلم
سيدنا زكريا عليه السلام ضد حركة الماء وفاز فى المرة الأولي ، فقال له القوم : لا سوف نعيد هذه القرعة مرة ثانية وأعاد القرعة
للمرة الثانية فسار أقلام القوم مع حركة الماء وسارت حركة قلم سيدنا زكريا عليه السلام ضد حركة الماء ، وغضب القوم وقالوا : لا
سوف نعيد هذه القرعة للمرة الثالثة والأخيرة .
وعندما أعادوا القرعة فاز سيدنا زكريا عليه السلام وهنا ارتضي الجميع بهذه القرعة وأحسوا أن هذه هي إرادة المولي عز وجل فلم
يعترضوا .
وأخذ سيدنا زكريا عليه السلام مريم واصطحبها إلي مكان شريف من المسجد لا يدخله سواها تربت فيه ونضجت وكانت لا تعرف أي شئ
سوي عبادة المولي عز وجل حتي أصبحت مثلا فى العبادة وأصبح قوم نبي الله زكريا عليه السلام يتحدثون عنها وعن عبادتها وتقواها فقد
كانت تصوم النهار وتقوم الليل وكبرت السيدة مريم وكبر سيدنا زكريا عليه السلام فى السن وعندما بلغت السيدة مريم سن الشباب أصبح
سيدنا زكريا عليه السلام شيخاً كبيراً ولكنه ظل يخدمها ويرعاها لأنه يعلم تمام العلم منزلتها وفضلها .
ولقد لاحظ سيدنا زكريا عليه السلام أشياءاً عجيبة منها : أنه كان يري فاكهة الصيف عند السيدة مريم موجودة أمامها فى فصل الشتاء
وكان يجد فاكهة الشتاء عند السيدة مريم فى الصيف .. فقال لها سيدنا زكريا عليه السلام : يامريم كيف تأتي فاكهة الصيف إليك فى
الشتاء ، وفاكهة الشتاء إليك فى الصيف ..
فقالت السيدة مريم : يانبي الله هي من عند المولي عز وجل فإن الله يرزق من يشاء بغير حساب وعندما أجابت السيدة مريم بهذه
الإجابة فكر زكريا عليه السلام أن يسأل ربه أن يعطيه الولد ، ونعم أراد سيدنا زكريا أن يرزقه الله الولد بعدما كبر سنه وهو محروم من
هذه النعمة وعندما رأي هذا الفضل الذي أحاط بالسيدة مريم فكر فى أن يسأل ربه فى هذا الفضل .
وفى ذلك قول الحق تبارك وتعالي :
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ . هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء. فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ . قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء آل عمران 37-40 .
سأل سيدنا زكريا عليه السلام ربه ، وطلب منه أن يرزقه الولد ، ورغبة سيدنا زكريا عليه السلام فى الولد كانت لهدف . هذا الهدف
هو خدمة الدعوة والحفاظ علي نشر القيم والتعاليم الدينية .
ولنقرأ سوياً قول الحق تبارك وتعالي :بسم الله الرحمن الرحيم
كهيعص 1
ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا 2
إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا 3
قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا 4
وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا 5
يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا 6 ... سورة مريم
ومعني هذه الآيات العظيمة أن سيدنا زكريا عليه السلام قد دعا المولي عز وجل أن يرزقه ولداً خاصة أنه قد كبر فى السن وكثر فى شعر رأسه الشعر الأبيض وهو يخاف علي
الدعوة والنبوة من الضياع والمقصود فى الميراث هنا هو ميراث النبوة والحكمة لا ميراث المال ، لأن الأنبياء لا يورث مالهم وفي هذا حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم
لا نورث ماتركنا فهو صدق .. نعم عندما يموت ويترك مالاً ، هذا المال يخرج صدقة ولا يرثه أهل هذا النبي .
وقد قال العلماء فى قول الحق تبارك وتعالي : يرثني ويرث من آل يعقوب .. أي يرث النبوة والحكمة واستدلوا علي ذلك بثلاثة أشياء :
1- حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم : لا نورث ماتركنا فهو صدقة فهذا نص علي علي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يورث ، ولهذا منع أبو بكر الصديق
رضي الله عنه صرف ماترك رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي ابنته فاطمه وأزواجه التسع وعمه العباس رضي الله عنه ، واحتج عليهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه
بهذا الحديث ، وقد وافقه علي روايته عن رسول الله صلي الله عليه وسلم عمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة والزبير ، وأبو هريرة رضي الله
عنهما .
2- وهناك حديث آخر وهو : نحن معاشر الأنبياء لا نورث .
3- أن الدنيا كانت أحقر عند الأنبياء من أن يكنزوا لها أو يلتفتوا إليها أو يهمهم أمرها حتي يسألوا الأولاد ليملكوها بعدهم .
4- أن زكريا عليه السلام كان نجاراً يعمل بيده ويأكل من عمل يده ، كما كان سيدنا داود عليه السلام يأكل من عمل يده ، وهذا هو الغالب علي حال الأنبياء العمل والأكل من عمل
اليد ، وعدم الإهتمام بتكوين الثروات أو جمع الأموال فهم لا يجتهدون فى جمع المال من أجل الغني والثروة ولكنهم يحصلون علي المال من أجل الأكل والشرب والإنفاق علي البيت
وإجتهادهم الأعظم فى عبادة المولي عز وجل والدعوة إليه ومن هذه الأشياء السابقة يتضح لنا أن طلب سيدنا زكريا عليه السلام الولد كان من أجل ميراث النبوة ونشر الدعوة إلي
المولي عز وجل ...
ولقد استجاب المولي عز وجل لهذه الدعوة ، ولقد جاء فى كتاب المولي عز وجل : هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء
فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ
قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء
قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ .. آل عمران 38-41
* الرد علي البشارة : رغم أن سيدنا زكريا عليه السلام قد سأل المولي عز وجل أن يرزقه الولد ، إلا أنه عندما بشرته الملائكة بالولد قال : كيف ستنجب زوجتي وهي
عاقر لا تنجب وأنا رجل كبير فى السن ليس لي القدرة علي الإنجاب ..؟ فقالت الملائكة : يانبي الله إن الله يفعل مايشاء .
نعم المولي عز وجل قادر علي كل شئ لا يعجزه شئ فهو خالق السماء والأرض ، خالق الشمس والقمر ، خالق الجبال والأنهار ، وهو الذي أوجدنا من العدم وهو المحيي وهو
المميت وهو الذي يجعل من الأخضر ناراً وهو القادر ، ومسألة إنجاب زوجتك أمر سهل ويسير ..
* مواصفات هذا الولد : أراد سيدنا زكريا عليه السلام الولد ، لعدم صلاحية أحد من القوم المحيطين به القيام بوعظ العباد وإرشادهم إلي حفظ آداب الدين والتمسك بهديه
المتين .
جاءته البشارة من الله بمواصفات هذا الولد وقد جاء فى كتاب الله : فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ .. آل عمران 39 ..
وهذه المواصفات هي مصدقاً بكلمة من الله أي : أن ابنك سوف يبشر الناس ويصدق علي دعوته عيسي عليه السلام .
وسيداً : أي سيسود قومه ويفوقهم وحصوراً أي أنه لن يقرب النساء ليس عن عجز فهو عفيف زاهد يجتهد فى الطاعة لله ويعرض عن الشهوات والملذات مع وجود قدرته
ونبياً من الصالحين أي أن هذا الولد سيكون نبياً فى قومه وهو صالح تقي فى زمره أهل التقوي والصلاح .
ومعني كلمة يحيي : كلمة يحيي كلمة عربية مأخوذة من كلمة عبرانية وهو يوحنا نعم فسيدنا يحيي ترجمة عربية لأصل نعمة الرب .
نعم فقد كان سيدنا يحيي عليه السلام نعمة من الله أنعمها علي عبده زكريا عليه السلام وبعد هذه البشري العظيمة طلب زكريا عليه السلام من ربه أن يعطيه دلالة علي حدوث حمل
امرأته .
فقالت له الملائكة : آية حدوث الحمل أنك ستفقد النطق ثلاثة أيام لن تستطيع فيها الحديث مع الناس ، إلا عن طريق الإشارة باليد ، ويا زكريا أذكر الله كثيراً وسبحه وتذكر
دائماً هذه النعمة العظيمة .
وفى ذلك قول الحق تبارك وتعالي : فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ
قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء
قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ .. آل عمران 39-41
ومعني كلمة العشي : أي آخر النهار وقال بعض العلماء العشي أيضاً علي مابين زوال الشمس والغروب .
والإبكار : من صلاة الفجر إلي طلوع الشمس وآخر مواصفات سيدنا يحيي عليه السلام الذي وهبه الله لسيدنا زكريا عليه السلام ماجاء فى قول الحق تبارك وتعالي :
وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا
وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا
وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا .. مريم 13-15 .
أي أنه عطوفاً باراُ بوالديه ذو مكانة عالية عند المولي عز وجل .
* موت سيدنا زكريا عليه السلام : اطمأن زكريا عليه السلام بعدما كبر ابنه يحيي عليه السلام ، ورأي زكريا من ابنه الصلاح والرشاد والإجتهاد فى الدعوة إلي دين المولي
عز وجل ففرح لذلك وشعر أن هناك من سيقوم بخدمة الدعوة إلي دين المولي عز وجل من بعده .
ومات زكريا عليه السلام قبل أن يبعث المولي عز وجل عيسي بن مريم عليه السلام نبياً ....
تمت بحمد الله .. كتبت للفائدة والعظة .. | |
|
| |
مجاهدة فى سبيل الله عضو نشيط
الدولة : مصر عدد المساهمات : 292 نقاط : 588 تاريخ التسجيل : 04/10/2009
| موضوع: من قصص القرآن ( مريم بنت عمران ) الأربعاء أكتوبر 07, 2009 3:58 pm | |
| مريم بنت عمران
السيدة مريم ياأحباب كلنا نعلم أنها من النساء الصالحات وتعالوا معي لنتعرف عليها أكثر فأكثر
نسبها : السيدة مريم هي : مريم بنت عمران بن هاشم بن أمون بن ميشا ثم يمتد هذا النسب الطيب المبارك إلي سيدنا داود عليه السلا
وأم السيدة مريم هي : حنة بنت فاقود بن فبيل كان والد السيدة مريم ياأحباب صاحب صلاة بني اسرائيل فى زمانه .
وكانت أمها من العابدات وخالتها كانت متزوجة من سيدنا زكريا عليه السلام وسيدنا زكريا عليه السلام كان نبي هذا الزمان
* حملها وولادتها : كانت السيدة حنة أم السيدة مريم صالحة عابدة دائمة الذكر ولكنها لم تنجب
وفي يوم من الأيام رأت طائراً يطعم فرخة الصغير فتمنيت أن تنجب ونذرت لله إن حملت لتجعلن ولدها محرراً أى : حبيسا فى بيت المقدس
لخدمة البيت .
وفي ذلك قول الحق تبارك وتعالى : إن الله اصطفي آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران علي العالمين .. ذرية بعضها من بعض والله سميع
عليم ..إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك مافي بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم .....آل عمران 33_30
واستجاب المولي عز وجل لدعوة حنة وحملت فى السيدة مريم ومضت فترة الحمل وجاء موعد الولادة فكانت ولادة سهله طيبة بأمر المولي عز وجل
ولكن فوجئت حنة أن المولود أنثي وليس ذكراً ومن المعروف أن المحرر حبيس بيت المقدس يكون ذكراً وليس أنثي فلم تحزن حنة ولكنها رفعت يدها
إلي السماء وأعاذتها من الشيطان الرجيم
وفى ذلك قول الحق تبارك وتعالى : فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثي والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثي وإني سميتها مريم وإني
أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم .... آل عمران 36
مريم والعباد فى بيت المقدس : بعد أن ولدت السيدة حنة السيدة مريم أرضعتها وبعد أن أتممت رضاعها ذهبت بها إلي بيت المقدس وسلمتها إلي
العباد الذين هم مقيمون به وكانت السيدة مريم ابنة إمامهم وصاحب صلاتهم فتنازعوا فيها ,أيهم يقوم برعايتها وكفالتها .؟
وتدخل سيدنا زكريا عليه السلام وكان نبيهم فى هذا الزمان وطلب كفالتها , لأنه نبيهم وهو أيضا زوج خالتها .
ولكن العباد لم يرضوا بذلك وطلبوا إجراء قرعة بينهم جميعا وسيدخل فى هذه القرعة أيضا سيدنا زكريا عليه السلام والفائز فى القرعة هو الذي
سيفوز برعايتها , وكفالتها .
وافق الجميع على ذلك واتفقوا على أن تكون القرعة عبارة عن أن يقذف كل واحد منهم قلمه فى الماء والقلم الذي يسير بعكس حركة سيكون
صاحبه هو الفائز .
استعد الجميع فى الصباح ووقفوا عند النهر والكل ممسك بقلمه , وعند إشارة البدء ألقي الجميع أقلامهم , ففاز فى القرعة سيدنا زكريا عليه
السلام لأن قلمه سار عكس اتجاه الماء .
تكررت القرعة مرة ثانية وثالثة وكان الفائز في كل مرة سيدنا زكريا عليه السلام , وهنا اقتنع الجميع أن هذه هي إرادة الله فتركوا له كفالة
السيدة مريم .
وفى ذلك قول الحق تبارك وتعالى : ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون .. آل عمران 44
* مريم العابدة : اتخذ سيدنا زكريا عليه السلام للسيدة مريم مكانا شريفا من المسجد لا يدخله سواها فكانت تعبد الله فيه وتقوم بما يجب عليها
من نظافة البيت إذا جاءت نوبتها وتقوم بالعبادة ليلها ونهارها حتي صار يضرب بها المثل بعبادتها فى بني اسرائيل
آيات من عند الله : بعدما اشتهرت السيدة مريم بالصلاح والعبادة , فاقت كل نساء عصرها فظهر على يدها آيات كريمة ,تدل على رحمة الله
وتكريمه للسيدة مريم .
و من هذه الآيات أن سيدنا زكريا عليه السلام كان يدخل عليها فى الصيف فيجد عندها فاكهة الشتاء ويدخل عندها فى الشتاء فيجد فاكهة الصيف
فيقول لها : يامريم من أين لك هذا ؟
فتقول السيدة مريم : هو من عند الله .
وفى ذلك قول المولي عز وجل :فتقبلها ربها بقول حسن وأنبتها نباتاً حسناً وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال
يامريم أني لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب .... آل عمران 37 .
وأعظم الآيات التي يتحدث عنها الناس إلي الآن ,وهي أنها حبلت بسيدنا عيسي عليه السلام من غير زواج ,فقد أنعم عليها المولي عز وجل بهذه
الآيه العظمي .
فسيدنا عيسي عليه السلام هو ابن السيدة مريم وليس له أب .
وفي ذلك قول الحق تبارك وتعالى : إذ قالت الملائكة يامريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسي ابن مريم وجيهاً فى الدنيا والآخرة ومن
المقربين ..ويكلم الناس فى المهد وكهلاً ومن الصالحين .. قالت رب أني يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا
قضي أمراً فإنما يقول له كن فيكون ....آل عمران 45 _ 47 .
أنعم المولي عز وجل على السيدة مريم بآية يتحدث بها الناس إلي الآن هذه الآية هي أنه أنعم عليها بحمل سيدنا عيسي عليه السلام الذي أصبح
رسولاً وله كتاب هو الإنجيل .
فرحمة الله عليها خير نساء العالم هي مريم ابنة عمران
وإليكم ياأحباب حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي يوضح فيه مكانة السيدة مريم ابنة عمران
عن ثابت عن أنس قال:قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : خير نساء العالمين أربع : مريم ابنة عمران ,وآسية امرأة فرعون ,وخديجة
بنت خويلد , وفاطمة بنت محمد رسول الله | |
|
| |
مجاهدة فى سبيل الله عضو نشيط
الدولة : مصر عدد المساهمات : 292 نقاط : 588 تاريخ التسجيل : 04/10/2009
| موضوع: من قصص القرآن ( نوح عليه السلام ) الأربعاء أكتوبر 07, 2009 4:22 pm | |
| الأصنام الخمسة
مرت الأيام بطيئة كعادتها فى ذلك الزمان البعيد وظل الناس متمسكين بوصايا آدم عليه السلام يعبدون الله الواحد الأحد
ويبتعدون عن طريق الشيطان وظل الحال هكذا يزيد عن الألف عام .
وكثيرا ماكان يظهر الرجال الصالحون ليذكروا الناس بالله ويجددوا العهد .. وقبل أن يولد نوح عليه السلام عاش خمسة
رجال هم : ود ، وسواع ، يغوث ، يعوق ، نسر .. كانوا رجالا صالحين يأمرون قومهم بعمل الخير والبعد عن الشر
ولما مات هؤلاء الخمسة ومر علي موتهم زمن طويل زين الشيطان للناس أن يصنعوا لهؤلاء الخمسة تماثيلا حتي يتذكرهم
الناس ويسيروا علي طريقهم ويعملوا بنصائحهم ..
تعاقبت السنوات ونسي الناس الرجال الخمس ونسوا أعمالهم الصالحة ولكنهم تذكروا التماثيل التي يرونها كل يوم وانتشرت
القصص والخرافات حول التماثيل فقال بعضهم : أن هذه التماثيل مقدسة .
وقال آخر : إن من يسب هذه التماثيل أو يسخر منها ستغضب عليه وتنزل عليه المصائب أما من يحترمها ويقدسها
فسترضي عنه وتباركه ..
وجاء علي الناس حين من الدهر نسوا فيه ربهم فكثر الفساد وانتشر الظلم وفسدت القلوب والعقول واستسلم الناس للجهل
والخرافات وزين لهم الشيطان عبادة الأصنام .
لكن كان من بين هؤلاء رجل مختلف اسمه نوح كان نوح عليه السلام طاهر القلب ذكي العقل ويرفض عبادة الأصنام التي
لا تنفع ولا تضر كان يكره الظلم والظالمين ..
كان نوح عليه السلام كثير التأمل فى أحوال الناس وفي الكون من حوله يحاول أن يصل إلي الحقيقة ويبحث عن الطريق
الصحيح ..
اختار الله سبحانه وتعالي نوحاً عليه السلام وأرسله إلي قومه ليدعوهم إلي عبادة الله وترك عبادة الأصنام .
ذهب نوح عليه السلام إلي أقاربه وأصحابه وجيرانه سراً وأخبرهم بأنه رسول الله إليهم ليدعوهم إلي ترك عبادة الأصنام
وعبادة الله الواحد الأحد .
خرج نوح عليه السلام وذهب إلي جماعة من قومه وقال لهم : ياقوم إني لكم نذير مبين ..
ياقوم : اعبدوا الله واتقوه واطيعون يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلي أجل مسمي إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو
كنتم تعلمون ..
لكن هؤلاء الناس رفضوا الاستماع إلي صوت الحق وذهب نوح عليه السلام إلي السوق فنادي علي الناس فتجمعوا حوله فقال
لهم ياقوم : اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم من عذاب يوم عظيم .. فسخر منه هؤلاء الناس
وعادوا إلي تجارتهم وبيعهم وشرائهم وكان جماعة من قومه يتجهون إلي المعبد ليقدموا القرابين للأصنام فقال لهم : أن
لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم من عذاب يوم أليم .. فقالوا له لا شأن لك بنا يانوح وتركوه وذهبوا إلي الأصنام
وكانت دار أحد الأغنياء ملتقي لجمع كبير من الناس فذهب نوح عليه السلام إليهم وحدثهم عن الدين الجديد فقال لهم :
ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون .. فقالوا له : يانوح ما نراك إلا بشراً مثلنا .. ولو كان ربك
يريد أن يرسل إلينا رسولاً لأرسل ملكاً من السماء فبين لهم نوح عليه السلام أن الله أرسله إليهم لأنهم بشر مثله ولو كانوا
ملائكه لأرسل إليهم ملكاً من السماء ..
فعادوا يقولون لنوح : مانراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي ومانري لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين يانوح
كيف نؤمن لك وليس معك غير الضعفاء والفقراء ولو كان فى دينك خير لما اتبعك هؤلاء من ضعاف العقول .. اذا كنت
تريد منا أن نؤمن بالله فأطرد هؤلاء الفقراء الذين يسيرون معك .
فقال لهم نوح عليه السلام : ياقوم لقد أرسلني الله إليكم لأدعو إلي عبادته وحده ، ولا أستطيع أن أجبركم علي عبادة الله
والإيمان به .. ياقوم أرأيتم إن كنت علي بينه من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون
ولا أسألكم أجراً ولا مالاً علي دعوتي لكم إن أجري إلا علي الله ..
ياقوم : تريدون مني أن أطرد من آمن معي .؟ كلا إن هذا لا يكون أبدا وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم
ولكني أراكم قوماً تجهلون .. وياقوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون ..
ياقوم : إنني لا أملك خزائن السموات والأرض ولست ملكاً من السماء ولا أعلم الغير ما أنا إلا بشر مثلكم أخاف عليكم
عذاب يوم عظيم .
دعا نوح قومه فى السر والعلن بالليل والنهار فما آمن له إلا عدد قليل جداً من الضعفاء والمساكين ..
قال : رب إني دعوت قومي ليلاً نهاراً فلم يزدهم دعائي إلا فراراً .. وذات يوم بينما كان نوح عليه السلام يدعو قومه
قال له أحدهم : يانوح إن الآلهه تعطينا كل شئ فهي التي تنزل المطر من السماء وهي التي تمنحنا الخصب والنماء
وترزقنا بالبنين والبنات والأموال فهل إلهك يانوح يستطيع أن يعطينا كل ذلك ؟
فقال نوح عليه السلام بابتسامه هادئة ياقوم : استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال
وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ما لكم لا ترجون لله وقاراً ..
ياقوم إن الله هو الذي خلقكم فى بطون أمهاتكم وخلق فوقكم سبع سماوات وجعل القمر لينير الليل والشمس سراحا منيراً
خلقكم الله من طين الأرض وإلي الأرض ستعودون ثم يبعثكم يوم القيامة ليحاسبكم علي أعمالكم ..
ياقوم انظروا إلي هذه الأرض التي مهدها الله لكم لتتخذوا فيها طرقا تنقلكم إلي أي مكان تريدون .
ياقوم : ألا يستحق من فعل كل ذلك أن نعبده فلا نشرك به شيئاً . ياقوم آمنوا بالله قبل أن ينزل عليكم العذاب فما كان
من المشركين إلا أن وضعوا أصابعهم فى آذانهم حتي لا يسمعوا كلام نوح .
وكلما استمر نوح فى دعوة قومه ازدادوا بعداً عنه حتي إنهم كانوا يضعون ثيابهم هلي رؤوسهم إذا رأوا نوحا عليه السلام
حتي لا يسمعوا كلام الحق .
وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم فى آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكباراً .
سنوات طويلة جدا تلك التي مكثها نوح يدعو قومه حتي سأم القوم من نوح وكرهوا أحاديثه وقالوا : يانوح جادلتنا فأكثرت
جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين .. أن كنت تدعي أن العذاب سينزل علينا فأتنا به ونحن مستعدون وقال نوح
إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين واتهم قوم نوح نبيهم بالجنون ونفروا منه واستكبروا علي الهدي والحق ..
ظل عدد الكافرين يتزايد يوما ً بعد يوم وأما عدد المؤمنين فظل كما هو وأوحي إلي نوح لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن
فلا تبتئس بما كانوا يفعلون حتي زوجة نوح لم تؤمن وظلت علي كفرها .
وبلغت بهم الجهالة والظلم أن قالوا لنبيهم لئن لم تنته يانوح لتكونن من المرجومين ذهب نوح عليه السلام إلي مصلاة ووقف
خاشعاً لله سبحانه وتعالي وأخذ يصلي ويبكي حتي ابتلت لحيته وأخذ يشكو قومه إلي ربه قائلاً : رب إن قومي كذبون
فافتح بيني وبينهم فتحاً ونجني ومني معي من المؤمنين ..
ورفع نوح يديه إلي السماء وقال: رب لا تذر علي الأرض من الكافرين دياراً إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً
كفاراً
أوحي الله عز وجل أن يصنع سفينة كبيرة لينجو فيها هو والذين آمنوا معه أما المشركين فلا يهتم لأمرهم لأنهم مغرقون .
غرس نوح أشجاراً كثيرة وانتظر حتي كبرت ثم قطعها وتركها حتي تجف وعلمه الله طريقة صنع السفينة
شق نوح عليه السلام الأشجار إلي ألواح طويلة وعريضة وأحضر المسامير وبدأ يصنع السفينه .
وكلما مر عليه جماعة من قومه سخروا منه وقالوا له : يانوح هل تركت النبوة واشتغلت نجاراً .
وقال آخر : يبدو أن النبوة لا تربح هذه الأيام فوجد نوح عملاً أخر .
وتساءل ثالث وهو يكتم ضحكة : إن هذه هي المرة الأولي التي أري فيها سفينة ستبحر فى الرمال
فما زاد نوح علي أن قال : إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل
عليه عذاب مقيم ..
صنع نوح عليه السلام سفينة كبيرة جداً وأمره الله أن يأخذ معه أهله من المؤمنين وأن يأخذ زوجين من كل أنواع الطيور
والحيوانات ليعمروا الأرض بعد الطوفان وأن ينتظر الإشارة ثم يركب هو ومن آمن معه .
كانت الإشارة أن الماء سيخرج من كل مكان حتي الأفران المصنوعه فى البيوت سوف تفور كلها بالماء
وحدث أمر غريب جعل المشركين يتعجبون ويتساءلون لا حظ الناس أن القرية تمتلئ بحيوانات غريبة وطيور عجيبة لم يروا
مثلها من قبل طيور وحيوانات وزواحف من كل شكل ولون ، فقال أحدهم : ماهذا الحيوان الغريب ذو الرقبة الطويلة ..؟
أنني لم أر مثله من قبل وقال آخر : وهذا الجمل ذو السنامين هذه أول مرة أشاهد جملاً بسنامين وقال ثالث :
والأغرب من كل ذلك هذا الحيوان ذوا الخلفيتين الكبيرتين الذي لا يكف عن القفز .. وأقترب أحد المشركين من طائر
الببغاء الملون الذي كان يقف علي فرع شجرة وقال له : من أين أتيت أيها الطائر فكرر الطائر الكلام وقال : من أين
أتيت أيها الطائر ..؟ فنظر إليه الرجل في فزع وخاف وجري وهو يصيح الطائر يتكلم الطائر يتكلم ولم يدرك أحد سر
وجودها ..
نبعت المياه من كل مكان ونظر نوح عليه السلام إلي الفرق فرأي الماء يخرج منه فعرف أن الوقت قد حان ..فركب فى
السفينة وركب معه المؤمنين والحيوانات والطيور وقال : الحمدلله الذي نجانا من القوم الظالمين .. وقال : رب أنزلني
منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين أما زوجة نوح عليه السلام فلم تركب السفينه لأنها كانت من القوم الكافرين ..
قال تعالي : ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا
عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين ..
تدفق الماء أكثر وأكثر وبدأت السفينه ترتفع عن الأرض وانهمر المطر الغزير من السماء وبدأت الأمواج تتحرك فى الشوارع
كأنها جداول صغيرة .
وظهرت أمتعة الناس وملابسهم علي سطح الماء وقد جرفها التيار فى الطرقات وحمل الرجال الأطفال الصغاؤ وجرت النسوة
فى كل مكان يحاولن الاختباء فى أى مكان ولكن أين ؟؟ أن الماء يرتفع ويرتفع ونظر نوح من شباك صغير فى السفينه
فرأي أحد أبناؤه يحاول الهرب من الغرق فتساءل نوح لماذا لم يركب هذا الولد السفينة مع المؤمنين نادي عليه نوح :يابني
اركب معنا ولا تكن مع الكافرين .. فرد عليه قائلاً : سآوي إلي جبل يعصمني من الماء .. قال له نوح : لا
عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ..
ازداد هطول الأمطار وانفجار العيون وقال تعالي : ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقي الماء علي
أمر قدر قدر ..
سارت السفينة بمن فيها تتأرجح تارة وتهدأ تارة أخري وظال الحال علي ذلك أيام وليالي حتي غمر الطوفان كل شئ وغطي
الأشجار وقمم الجبال وغرق جميع الكافرين والمشركين . أما المؤمنين فقد نجاهم الله تعالي : حملناه علي ذات ألواح ودسر
تجري بأعيننا جزاء لمن كان كافر ..
وقال تعالي : فأنجيناه ومن معه فى الفلك المشحون ثم أغرقنا بعد السباقين إن فى ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن
ربك لهو العزيز الرحيم ..
وصدر الأمر من الله عز وجل إلي الأرض بأن تبتلع الماء وإلي السماء أن تكف عن إنزال المطر ..
وتذكر نوح ابنه الذي غرق فى الطوفان فنادي ربه قائلاً : رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين
كان نوح عليه السلام يظن أنه مؤمنا ولكن الابن كان منافقا يظهر الايمان ويخفي الكفر لذلك سأل نوح ربه كيف يهلك رجلاً
مؤمنا ..؟ فبين الله له خطأهه وقال تعالي : يانوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به
علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين .. إن أهلك هم المؤمنون فقط أما الكافرين والمنافقين فليس لهم إلا النار ..
أدرك نوح عليه السلام خطاأه فاستغفر ربه وقال: رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني
وترحمني أكن من الخاسرين ..
رست السفينة علي جبل يسمي الجدوي وناداه ربه : يانوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلي أمم ممن معك وأمم
سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم ...
نزل نوح عليه السلام ومن آمن معه من السفينة وأطلق سراح الوحوش والطيور وانتشروا فى الأرض ليعمروها من جديد
واستمر نوح عليه السلام فى دعوة قومه وهدايتهم وقد عاش نوح زمن طويل جدا قال تعالي : فلبث فيهم ألف سنة إلا
خمسين عاماً فأخذهم الطوفان وهم ظالمون .. وبعد الطوفان عاش أيضاً زمناً لا يعلمه إلا الله ..
وكان نوح يكثر من الصيام حتي كان لا يفطر إلا في العيدين ولما ولما حضرته الوفاة قال لإبنه :
إني قاص عليك وصية آمرك باثنين وأنهاك عن اثنتين : آمرك بلا إله إلا الله فإن السموات السبع والأرضين السبع لو
وضعت فى كفه ووضعت لا إله إلا الله فى كفة رجحت بهن لا إله إلا الله ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن
حلقة مبهمة ضمتهن لا إله إلا الله . وسبحان الله وبحمده ، فإن بها صلات كل شئ وبها يرزق الخلق
وأنهاك عن الشرك والكبر وقد مدحه الله عز وجل فى القرآن الكريم فقال عنه : إنه كان عبداً شكوراً | |
|
| |
مجاهدة فى سبيل الله عضو نشيط
الدولة : مصر عدد المساهمات : 292 نقاط : 588 تاريخ التسجيل : 04/10/2009
| موضوع: مجموعة القصص القرأنى الأربعاء أكتوبر 07, 2009 4:23 pm | |
|
قصة كبش اسماعيل
اهتدي إبراهيم عليه السلام بفطرته إلي الله وراح يدعو قومه إلي
عبادة الله الواحد وترك عبادة الأوثان والكواكب والنجوم فلم يستجيبوا له ، فحطم إبراهيم
عليه السلام أصنامهم ، فأشعلوا له ناراً عظيمة ، وألقوه فيها ، فأنقذه الله منهم ، وجعل هذه النار برداً وسلاماً عليه فلما خرج من النار ظل يدعو قومه فلم يستجب
له غير زوجته سارة وابن اخيه لوط فأخذهما وهاجر بهما إلي فلسطين ومكثوا بها يعبدون الله الواحد ويدعون إليه ..
وبعد مدة من الزمن تعرضت فلسطين إلي جدب ومجاعة فهاجر إبراهيم عليه السلام بزوجته سارة وابن أخيه لوط إلي مصر حيث الرخاء ورغد العيش ..
وكان فى مصر ملك جبار يعشق النساء فعلم بوجود السيدة سارة فى مصر ، وكانت غاية فى الحسن والجمال فأرسل إلي إبراهيم عليه السلام سأله عنها ،
فقال له إبراهيم عليه السلام : هي أختي .
فقال له الملك : ائتني بها . فرجع إبراهيم عليه السلام إلي سارة ، وقال لها : سارة إن هذا الملك سألني عنك ، وإنك أختي وأنه ليس اليوم مسلم غيري
وغيرك وأنك أختي يعني فى الإسلام ، فلا تكذبيني عنده . ثم قام يصلي ويدعو الله أن يحفظها من ظلم هذا الملك .. بينما ذهبت سارة إلي الملك الظالم فلما
دخلت عليه استأذنته أن تتوضأ وتصلي فأذن لها فتوضأت وصلت ثم دعت الله قائلة : اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا علي
زوجي ، فلا تسلط علي هذا الكافر فاستجاب الله عز وجل دعاءها وحفظها من هذا الملك فكان كلما حاول أن يقترب منها شلت يده فنادي علي جنوده وقال لهم
إنكم لم تأتوني بإنسان وإنما آتيتموني بشيطان ، وقبل أن تخرج سارة من القصر أمر الملك أن يعطوها خادمة لها من خدم القصر فأعطوها هاجر وكانت فتاه
مصرية طيبة تتحلي بأخلاق حسنة فعادت بها سارة إلي إبراهيم فأخذ إبراهيم سارة وخادمتها هاجر وعاد إلي فلسطين .وبعد مدة من الزمن شعرت سارة بأن
إبراهيم يريد ولداً وذرية طيبة وكانت تعلم أنها عاقر لا تلد ، فطلبت منه أن يتزوج خادمتها هاجر ، لعل الله أن يرزقه منها الولد ، فتزوج إبراهيم عليه السلام
هاجر .. فحملت وأنجبت له ولده إسماعيل عليه السلام ..
يقين .. وتوكل
بعد أيام من ولادة إسماعيل عليه السلام جاء الأمر من الله عز وجل إلي إبراهيم عليه السلام أن يأخذ هاجر وابنها الرضيع ويرحل بهما من فلسطين إلي صحراء
مكه وسط الجزيرة العربية .. ويتركهما هناك ويعود إلي فلسطين ، ولا يخاف عليهما من شئ ، فالله عز وجل سوف يحفظهما ويرعاهما ..
فقام إبراهيم عليه السلام بإعداد قافلة صغيرة تضم الخليل إبراهيم وهاجر وابنهما إسماعيل الرضيع .. وتحركت القافلة من فلسطين تسير فى صحراء
شاسعة .. وسط جبال ورمال لا آخر لها .. حتي وصلت أرض الحجاز .. وكانت فى ذلك الوقت صحراء جرداء خالية من معالم الحياة
لا زرع فيها ولا ماء ليس بها طعام ولا إنسان ولا شئ .. فاستقرت القافلة الصغيرة فى ذلك المكان المهجور .. ووضع الخليل إبراهيم عليه السلام
أهله فى تلك الصحراء القاحلة .. وليس معهما إلا جراباً من التمر وقربة صغيرة بها ماء .. ثم أدار وجهه يريد الرجوع إلي فلسطين فقامت هاجر
خلفه تنادي عليه وهي خائفة علي نفسها وعلي رضيعها فى هذا المكان الموحش ، فقالت : ياإبراهيم .. أين تذهب وتتركنا فى هذا الوادي الذي ليس فيه
أنيس ولا شئ ..؟ فلم يرد عليها إبراهيم عليه السلام ولم يلتفت نحوها ، فقالت له : آلله أمرك بهذا ..؟
فقال : نعم .. وهنا ثبتت المرأة المؤمنة ، وعلمت بقلبها أن الله لن يضيعها هي وابنها ، فقالت فى ثقة : إذن لن يضيعنا الله .
ثم رجعت هاجر بابنها وجلست ليس معها إلا الله ، بينما سار إبراهيم فى طريقة حتي اختفي عن عينها ، فرفع يديه إلي السماء ودعا ربه قائلاً : ربنا إني
أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فأجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ..
ثم استكمل رحلته عائداً إلي فلسطين حيث زوجته السيدة سارة .
الرضيع المبارك
مكثت هاجر فى الصحراء ، ليس معها إلا الله عز وجل وابنها الرضيع وظلت تأكل من التمر وتشرب من الماء وترضع ابنها الصغير حتي نفد التمر والماء
فعطشت وعطش ابنها فتركته وقامت تبحث عن الماء .. فمشت حتي وصلت جبل الصفا فصعدت فوقه ثم نظرت إلي الوادي لعلها تري بئراً أو قافلة معها
طعام أو ماء ..فلم تجد شيئاً ..فهبطت إلي الوادي ثم سارت فى اتجاه جبل المروة فصعدته ونظرت لتري أحداً ينقذها وابنها من الهلاك فلم تجد شيئاً أيضا
فنزلت وهي تبكي ..وأسرعت إلي الصفا ثم عادت إلي المروة وظلت هكذا تنتقل من الصفا والمروة ومن المروة الي الصفا .. سبع مرات دون أن
تتوقف عن الدعاء والتضرع لله أن يغيثها وابنها مما هما فيه .. حتي تعبت وشعرت بالإجهاد .. فعادت إلي ابنها باكية .. وما إن وصلت إليه حتي
أدركتها رحمة الله عز وجل حيث نزل جبريل عليه السلام وضرب الأرض بجناحه فتفجرت بئر زمزم تحت أقدام الرضيع المبارك إسماعيل عليه السلام وتدفق
الماء العذب .. فشربت هاجر وسقت ابنها وملأت سقاءها وشكرت الله عز وجل علي فضله ونعمته .. وعاشت مع ابنها بجانب ذلك الماء المبارك .
وبعد أيام قليلة ..جاءت قافلة عربية من قبيلة جرهم اليمنية فرأت بئر زمزم فتعجبوا من هذه البئر التي لم تكن موجودة قبل ذلك ووجدوا السيدة هاجر تجلس
بجوار البئر ، فاستأذنوها فى الإقامة معها ، فأذنب لهم ، فعاشوا بجوار البئر ، وتربي إسماعيل عليه السلام بينهم وتعلم اللغة العربية ، وربته أمه تربية حسنة
وغرست فيه الخصال الطيبة والأخلاق الحميدة حتي كبر وصار غلاماً يسعي في مساعدة أمه وكان أبوه إبراهيم عليه السلام يزوره من وقت إلي آخر يطمئن
عليه ويرشده إلي تعاليم الدين الحنيف دين الله .
الرؤيا الحق
كان إبراهيم عليه السلام يحب ولده إسماعيل حباً شديداً حيث هو حينئذ ولده الوحيد وقد رزقه الله عز وجل به بعد عمر طويل وجاءه بعد شوق شديد ، لذلك كان
إسماعيل عليه السلام يتمتع بمكانة كبيرة وحب عظيم فى قلب والده إبراهيم عليه السلام ..وكان إبراهيم عليه السلام يكثر من الزيارة لولده حتي بلغ إسماعيل
عليه السلام من العمر اثني عشر عاماً وأصبح غلاماً جميلاً يافعاً سعد به أبوه سعادة كبيرة وزاد في قلبه حبه له ..
وذات ليلة رأي إبراهيم عليه السلام فى نومه رؤيا عجيبة ، أدهشته وظن أنها من الهواجس وأضغاث الأحلام .. حيث رأي أنه يذبح ولده الوحيد إسماعيل
عليه السلام فقام من نومه خائفاً .. وراح يكثر من تسبيح الله ويصلي ويدعو الله .. ثم نام ولكنه رأي نفس الرؤيا مرة ثانية .. فقام يصلي ..
ثم نام فرأى ذلك مرة ثالثة ..فأدرك إبراهيم عليه السلام أن هذه رؤيا حق ووحي وصدق وأمر من الله عز وجل إليه .. وأن عليه أن يذبح ولده الوحيد
الذي رزقه الله عز وجل به بعد انتظار طويل .. وبعد صبر كبير .. وبعد عمر مديد .
وراح إبراهيم عليه السلام يفكر فى الأمر ..لابد من طاعة الله عز وجل وتنفيذ أمره سبحانه وتعالي .. وإبراهيم عليه السلام أول من يطيع الله ولن يتردد
لحظة فى طاعة الله سبحانه وتعالي ولكن كيف يكون وضع ابنه ؟ وكيف يخبره بذلك الأمر ؟ وهل من الأفضل أن يأخذه إلي الصحراء دون أن يعلمه بالأمر ثم
يذبحه رغماً عنه ؟ أم الأفضل أن يخبره بما سيفعله معه ؟ يخبره بأمر الله له؟ وهل اذا أخبره سوف يطيع أم يرفض ويهرب ؟ وفكر إبراهيم عليه السلام ثم
أجمع رأيه علي أن يخبر ولده بالأمر وذلك ليكون هذا أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه جبراً أو يذبحه قهراً وليكون الأمر برغبته واختياره حتي ينال الثواب
الكبير من الله عز وجل ..
الطاعة الكاملة
أرسل إبراهيم عليه السلام إلي ولده إسماعيل ، فلما جاءه الغلام ، ووقف أمامه عانقه أبوه فى رفق وحنان ، ثم قال له فى حزن : يا بني إني أري فى المنام
أني أذبحك فانظر ماذا تري .. الصفات 102 .
وكان هذا الأمر مفاجأة لإسماعيل عليه السلام ، وأمراً لم يتوقعه من أبيه قط ، ولكنه كان يعلم أن أباه نبياً ورسولاً إلي الناس ، يأتيه الوحي من الله رب العالمين
وأن الرؤيا التي رآها وحي من الله لأنه يعلم أن رؤيا الأنبياء وحي وصدق وأمر من الله يجب تنفيذه وطاعته .. وكان إسماعيل قد تربي علي طاعة الله
ورسوله إبراهيم عليه السلام فهو الابن الطائع والغلام الحليم لا يعصي لله أمراً ولا يخالف والده خليل الله إبراهيم عليه السلام فى شئ وإن كان أبوه قد أطاع الله
فى تقديم ولده فلذة كبده قرباناً لله وتنفيذاً لأمره فهذا الغلام لا يقل طاعة عن أبيه فما كان منه إلا أن قال علي الفور : ياأبت افعل ماتؤمر ستجدني إن شاء الله
من الصابرين .. الصافات 102 ..
فكان هذا الجواب طاعة فوق العادة من ذلك الابن الطائع والغلام الحليم ..
وبعد هذا الحوار الرائع الذي يجسد لنا طاعة الأب إبراهيم والإبن اسماعيل عليهما السلام لأمر الله اخذ إبراهيم ابنه وذهب به بعيداً فى الصحراء حتي وصل به
إلي مكان ليس فيه أحد من البشر فقال له اسماعيل : يا أبتٍ .. لا تنظر إلي وجهي وأنت تذبحني فتتردد، فلا تنفذ أمر الله واحدد شفرتك أي اجعل
السكين حاداً سريع القطع حتي يكون أهون عليك وإن أردت أن ترد قميصي علي أمي فافعل عسي أن يكون هذا أسلي تعزية وتخفيفاً لها عني فقال له أبوه :
نعم العبد أنت ونعم العون علي أمر الله ..
كبش من السماء
وصل إبراهيم عليه السلام بابنه إلي صخرة في الصحراء ، فقرر أن يذبح ولده عند هذه الصخرة فألقي علي ابنه الوحيد نظرة وداع مليئة بالحب والحنان
ثم ألقاه علي وجهه فاستسلم اسماعيل عليه السلام لأمر الله ، وفوض أمره لرب العالمين ، وأرحم الراحمين ..ووضع إبراهيم عليه السلام السكين علي رقبة
ابنه كي يمض فى التضحية بولده الوحيد استجابة لأمر الله ورأي الله سبحانه وتعالي أن إبراهيم عليه السلام هو وابنه إسماعيل قد نجحا فى ذلك الاختبار الكبير
وجاوزا هذا البلاء المبين وعلم أن حب الله وتنفيذ أمره مقدم علي حب الابن وفلذة الكبد فكان جزاء هذا النجاح وتلك التضحية أن ناداه الله عز وجل أن يرفع
عن رقبة ابنه ، قال تعالي : فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين ..
فالتفت إبراهيم عليه السلام إلي هذا النداء ورفع السكين عن رقبة ابنه اسماعيل عليه السلام فإذا به يري جبريل عليه السلام وقد نزل من السماء ومعه كبش
أبيض سمين يقدمه فداء لإسماعيل عليه السلام وتلك هي رحمة الله التي أدركت هذا الغلام مرتين ، مرة وهو رضيع عمره لم يتجاوز أياماً ، حين أوشك علي
الهلاك هو وأمه فى صحراء جرداء ليس فيها زرع ولا ماء ففجر الله عزوجل له بئر زمزم ، والمرة الثانية الآن حين أراد أبوه أن يذبحه تنفيذاً لأمر الله تبارك
وتعالي ففداه الله عز وجل بذلك الكبش ، فأخذ إبراهيم عليه السلام ذلك الكبش وذبحه بدلاً من ابنه إسماعيل ، وفداء له .. قال تعالي : وفديناه بذبح
عظيم .. الصافات 107
ثم حمد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ربهما وشكراه علي ذلك الفضل الكبير وعادا بالكبش مذبوحاً إلي هاجر أم إسماعيل فاستقبلتهما الأم المؤمنة بفرحة ه ف الايمان والشكر العميق لله ووزع إبراهيم عليه السلام لحم الكبش علي الناس وأصبح ذلك اليوم عيداً للمسلمين وهو عيد الأضحي الذي يذبح فيه المسلمون
الأضاحي ويقدم فيه الحجاج الهدي تقرباُ من الله وتخليداً لهذه الذكري الطيبة وذكري فداء اسماعيل عليه السلام .
أبو العرب
كبر إسماعيل عليه السلام بين العرب فى أرض الحجاز وتزوج من العرب مرتين حيث تزوج امرأه لم تكن شاكرة لنعم الله ، فلما علم إبراهيم عليه السلام
بأمرها ، أمر إسماعيل أن يفارقها وأن يغير عتبة بابه فطلقها إسماعيل عليه السلام ثم تزوج بامرأة عربية أخري كانت طيبة الخلق شاكرة لفضل الله ونعمه
فلما علم إبراهيم عليه السلام بأمرها ، أمر إسماعيل عليه السلام أن يستمر معها فاستمر معها وأنجب منها أولاداً هم نسل إسماعيل عليه السلام من العرب
لذلك كان يسمي إسماعيل عليه السلام بأبو العرب وهو جد النبي محمد صلي الله عليه وسلم يقول النبي صلي الله عليه وسلم : إن الله اصطفي كنانة
من ولد إسماعيل واصطفي قريشاً من كنانة واصطفي من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم .. رواه مسلم
وقد جعل الله عز وجل نبياً ورسولاً أرسله إلي منطقة الحجاز وكان يسكنها قبائل جرهم والعماليق وأهل اليمن فدعاهم إسماعيل عليه السلام إلي عبادة الله الواحد
وكان يعلمهم شرائع الدين الحنيف ..
وكان إسماعي عليه السلام أول من ركب الخيل وأول من نطق لسانه بالعربية الفصيحة البينة وعره آنذاك أربع عشرة سنة ..
وإسماعيل عليه السلام أول من صنع النبال وأول من رمي بسهم قال النبي صلي الله عليه وسلم : ارموا بني إسماعيل فإن آباكم كان رامياً .. البخاري
وقد مدح الله عز وجل إسماعيل عليه السلام ووصفه بالحلم والصدق والأخلاق الطيبة وقال تعالي : فبشرناه بغلام حليم ..الصافات 101
وقال تعالي : واذكر فى الكتاب اسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبياً وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً .. مريم 55:54
وقال تعالي : واسماعيل وإدريس وذا الكغل كل من الصابرين وأدخلناهم فى رحمتنا إنهم من الصالحين .. 85_86
وفاة الذبيح
بعد أن فدي الله عز وجل إسماعيل من الذبح بذلك الكبش العظيم جاءه أبوه إبراهيم ذات يوم وطلب منه أن يعينه علي بناء الكعبة فشاركه إسماعيل فى ذلك العمل
العظيم ورفع مع أبيه قواعد البيت الحرام وعلما الناس مناسك الحج والعمرة التي توارثها الناس جيلاً بعد جيل ..
قال تعالي : وعهدنا إلي إبراهيم وإسماعيل أن طهراً بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود .. البقرة 125
وظل إسماعيل عليه السلام فى مكة يدعو القبائل العربية التي تسكن الحجاز وماحولها إلي عبادة الله الواحد ويعلمهم شرائع الدين الحق حتي حضرته الوفاه
وكان عمره مائه وسبعه وثلاثين عاماً فمات عليه السلام ودفن بالحجر الذي يعرف بإسم حجر إسماعيل مع أمه السيدة هاجر ...
| |
|
| |
مجاهدة فى سبيل الله عضو نشيط
الدولة : مصر عدد المساهمات : 292 نقاط : 588 تاريخ التسجيل : 04/10/2009
| موضوع: من قصص القرآن (طالوت ملكاً) الأربعاء أكتوبر 07, 2009 4:28 pm | |
| ضاع تابوت العهد من اليهود فى إحدي حروبهم مع أعدائهم من العمالقة .. سلبه منهم أعداؤهم وفيه السكينة وبقية مما ترك آل موسي و آل هارون _ عليه السلام وقد كانوا ينتصرون
علي أعدائهم ببركة وجود التابوت معهم ..
وسلط الله علي اليهود أعداءهم فأذلهم الملوك من بعد عز واحتلوا ديارهم وفرضوا عليهم الجزية يدفعونها وهم صاغرون مستذلون ..
وقد كان هذا العقاب من الله تعالي جزاء كفرهم وعصيانهم وتحريهم شريعتهم وتكذيبهم لأنبياء الله جميعاً من سبط لاوي وهو سبط الأنبياء فى بني إسرائيل بينما كان الملوك من سبط يهوذا
ولم يبق من سبط لاوي سوي امرأه واحدة حامل وكان بنو إسرائيل يدعون الله تعالي أن يرسل لهم نبياً من سبط النبوة ..
لذلك أخذوا هذه المرأة وحبسوها فى بيت وقاموا علي رعايتها حتي تضع مولودها والذي سوف يكون نبياً ..
وأخذت المرأه تدعو الله أن يرزقها غلاماً فلما وضعت غلاماً أسمته سمعون لأن الله تعالي سمع دعاءها واستجاب لها فوهبها ولداً وهو بالعبرية أشمويل أي إسماعيل ..
تربي الغلام حتي كبر فأسلمته إلي بيت المقدس ليتعلم التوراة فكفل الغلام شيخ من علماء بني إسرائيل وتبناه حتي بلغ مبلغ النبوة وكان الشيخ يخاف عليه ويرعاه حتي لا ينقطع سبط النبوة من
بني إسرائيل ..
وذات ليلة كان أشمويل نائما بجوار الشيخ معلمه وكان الشيخ لا يأمن عليه أحداً غيره .. وأراد الله تعالي أن يرسل أشمويل نبياً إلي بني إسرائيل ، فأرسل إليه الملاك جبريل عليه السلام
فناداه جبريل قائلاً : ياأشمويل ..
ونهض أشمويل من النوم فزعاً إلي الشيخ وقال : ياأبتاه هل دعوتني ..؟؟
تعجب الشيخ لكنه كره أن يفزع أشمويل إذ قال له : إنه لم يناده ولذلك أمره أن يعود إلي النوم ..ورجع أشمويل لينام فناداه جبريل مثلما ناداه فى المرة الأولي فنهض أشمويل فزعا إلي
الشيخ وسأله : ياأبتاه هل ناديتني ..؟؟
خاف الشيخ أن يفزعه إن قال له إنه لم يناده ولذلك أمره قائلاً : ارجع فنم يابني فإن دعوتك المرة الثالثة فلا تجبني .
ومثلما حدث فى المرتين السابقتين عاد أشمويل لينام وفى هذه المرة ظهر له جبريل عليه السلام وقال له : اذهب إلي قومك فبلغهم رسالة ربك فإن الله قد بعثك فيهم نبياً .
وذهب أشمويل عليه السلام إلي قومه فأخبرهم أن الله تعالي قد أرسله إليهم نبياً ، فماذا كان جواب قومه عليه ..؟؟
سخروا منه كما سخروا من كل الأنبياء من قبله ومن بعده وكذبوه من قبل ومن بعد .. استخفوا به لصغر سنه قائلين : لقد استعجلت بالنبوة ياأشمويل .. أنت لم تزل صغيراً فكيف
تكون نبياً ..؟
وحاول أشمويل أن يقنعهم بأنه صادق فيما يخبرهم به ، فقالوا له : إن كنت ياأشمويل صادقاً فيما تزعم فابعث لنا ملكاً حتي يجمع شملنا ويوحد صفوفنا لكي نقاتل معه فى سبيل الله ..
وقد كان أشمويل عليه السلام عالماً بما تنطوي عليه نفوس بني إسرائيل من مكر وخديعة وجبن وعند ملاقاة الأعداء ولذلك قال لهم :أخشي أن فرض الله القتال وكتبه عليكم أن تجنبوا عند
ملاقاة الأعداء وتفروا من ميدان القتال ..
فرد عليه الوم قائلين : ولماذا لا نقاتل فى سبيل الله وقد أخرجنا الأعداء من أرضنا وديارنا وأسروا أبناءنا وفرضوا علينا الجزية ؟! لماذا لا نقاتل فى سبيل وقد سلب أعداؤنا منا تابوت
العهد وفيه السكينة وبقية مما ترك آل موسي وآل هارون ..؟
وقد ظهر فيما بعد أنهم لما كتب الله تعالي _ عليهم القتال جبنوا عن لقاء الأعداء وتولوا راجعين إلا قليلاً منهم ..
أخبرهم أشمويل بعد ذلك أن الله تعالي قد اختار لهم طالوت ملكاً وأن عليهم أن يطيعوه ويقاتلوا تحت لوائه ..
وكان جواب بني إسرائيل علي نبيهم أنهم استنكروا اختيار طالوت ليكون ملكاً عليهم برغم أن الله تعالي هو الذي اختاره لهم .. وهذه هي عادة اليهود فى كل زمان ومكان .. المجادلة
الاستنكار حتي لو كانت المجادلة مع الله وأنبيائه ..
استنكر بنو إسرائيل أن يكون طالوت ملكاً عليهم لأنه ليس من سبط الملوك فقد كان طالوت من سبط بنيامين ولذلك قالوا لنبيهم : كيف يكون طالوت ملكاً علينا ؟! نحن أحلق بالملك منه
إن طالوت فقير وليس لديه مال ولذلك لا يحق له أن يكون ملكاً علينا ..
ورد عليهم أشمويل قائلاً : إن الله فضل طالوت عليكم وزاده عليكم فى العلم والقوة وطول الجسم .. والله تعالي يعطي ملكه لمن يشاء من عباده ، فلا دخل لي ولا لكم فى هذا الاختيار
، لأنه اختيار الله وحده
وظل القوم يلوون أعناقهم ، غير مقتنعين بأن يكون طالوت ملكا عليهم .. وهنا قال لهم أشمويل : ان بركة طالوت عليكم أن الله سوف يرد عليكم تابوت
العهد الذي سلبه منكم أعداؤكم والذي ستعود إليكم الانتصارات علي أعدائكم ببركة وجوده بينكم سوف تاتي الملائكة وهي تحمل التابوت وسوف ترونهم بأعينكم
وفي ذلك دلالة علي صحة ولاية طالوت واختياره ملكاً عليكم وهكذا رضي القوم بطالوت ملكاً علي مضض وانتظروا أن يأتيهم التابوت تحمله الملائكة كما
وعدهم نبيهم .. وأصبح القوم فرأوا الملائكة وهم يحملون تابوت العهد ويضعونه بين أيديهم بعد أن استردوه من أعدائهم فاستبشروا بطالوت ورضوا به ملكاً
عليهم وبدأ طالوت عهده كملك لبني إسرائيل وأعد جيشاً جراراً قال بعضهم إن عدة هذا الجيش ثمانون ألف مقاتل وجهزه لقتال أعدائهم من العمالقة سكان
فلسطين ..
وكان علي رأس العمالقة ملك جبار يسمي جالوت وكان جيشه قوياً بصوره مخيفة ..
وقبل أن يتحرك طالوت بجيشه لملاقاة جيش جالوت علي الضفة الأخري من نهر الأردن قال طالوت لجنوده : إن الله تعالى سوف يبتليكم بنهر فلا تشربوا
منه لأن من شرب منه حتى يرتوى فسوف يخرج من الجيش ولن تكون له قدرة علي لقاء الأعداء .. أما من أخذ غرفة واحدة من الماء بيده فسيكون فى
جيشي ..
وسار طالوت بجنوده حتي وصلوا النهر فهجم معظم الجيش علي الماء وأخذوا يشربون ناسين تحذير طالوت لهم ففرت همتهم وضاعت حماستهم فجبنوا وخافوا
من لقاء جالوت وجنوده ..
أما القلة القليلة من الجيش فقد امتنعوا عن الشرب من الماء وصبروا علي عطشهم وقد آثروا طاعة الله .. فلما عبروا النهر ورأوا جيش جالوت الكثير
العدة خافوا وقالوا لطالوت :إنهم لا قدرة لهم على قتال جالوت وجنوده نظراً لقلتهم وكثرة عدد أعدائهم .. فردت عليهم القلة المؤمنه فى الجيش : كم من
فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ..
وهكذا تقدم طالوت بمن معه من جنود قليلين لملاقاة جالوت وجنوده فدعا المؤمنون فى جيش طالوت ربهم طالبين منه أن يفرغ عليهم الصبر وأن يثبت أقدامهم
وأن ينزل عليهم السكينة ويمنحهم القوة والشجاعة والثبات عند لقاء عدوهم وأن ينصرهم علي جالوت وجنوده ..
وقف جيش طالوت فى مواجهة جيش جالوت وكان جالوت من أطول الناس وأشدهم بأساً وقوة فى الحرب والقتال فخاطب طالوت طالباً منه أن يتقدم لمبارزته
أو يخرج له من بين جنوده من يبارزه فإذا قتل جالوت صار جيشه ملكاً لطالوت وإذا قتل طالوت صار جيشه أسري فى أيدي جالوت وجنوده ..
ونادي طالوت بين جنوده طالباً من يخرج لمبارزة جالوت ووعد من يبارزه ويقتله بأن يزوجه ابنته ويقاسمه ملكه فلم يجرؤ أحد من فرسان طالوت علي الخروج
لمبارزة جالوت خوفاً من قوته وبطشه وفي هذه الأثناء تقدم راع صغير وأعلن استعداده لمبارزة جالوت فأشفق عليه الجميع من الموت حتى جالوت نفسه حاول
أن يرده عن مبارزته لكن هذا الراعي الصغير برغم ضعف قوته تمكن من قتل جالوت وهزيمة جيشه ولم يكن هذا الراعي الصغير سوي نبي الله داوود عليه
السلام ..... | |
|
| |
مجاهدة فى سبيل الله عضو نشيط
الدولة : مصر عدد المساهمات : 292 نقاط : 588 تاريخ التسجيل : 04/10/2009
| موضوع: من قصص القرآن ( حوت يونس ) الأربعاء أكتوبر 07, 2009 4:32 pm | |
| رساله يونس
كان أهل نينوي يعيشون فى الموصل فى أرض العراق فى رغد من العيش ..فقد أنعم الله عليهم بنعم كثيرة من الماء العذب الوفير , وكثرة الزروع والثمار ,فكان عندهم التمر الجيد,
وأنواع الفاكهه المختلفة ..وكان عدد أهل نينوي يزيد قليلاً عن مائة ألف شخص ..ورغم هذه النعم الكثيرة التي أنعم الله بها علي أهل نينوي فإنهم لم يكونوا يعبدون الله الواحد الأحد
بل انحرفوا عن طريق الله ومنهجه وتركوا عبادة الله واتبعوا الشيطان فكانوا يعبدون الأصنام من الحجارة والأخشاب .. كما زاد فيهم الفسق والفجور والعصيان وظلوا علي هذا الحال
مدة من الزمن..ولم يكن لله عز وجل أن يترك الناس ى ضلالهم ولا يعذبهم حتي عليهم الحجة ويرسل إليهم من يدعوهم إلي الله ,فإن عصوا عذبهم فى الدنيا والآخرة , قال تعالى:
وماكنا معذبين حتي نبعث رسولاً.. الاسراء 15 .
فأراد الله عز وجل بأهل نينوي خيراً ,فأرسل إليهم رسولاً منهم ونبياً من أفضلهم وهو يونس بن متي عليه السلام وأوحي الله عز وجل إليه أن يدعو قومه أهل نينوي إلي عبادة الله الواحد وترك
عبادة الأوثان التي لا تنفع ولا تضر ..
وبدأ يونس عليه السلام يدعو قومه .. ويبين لهم طريق الحق والرشاد , طريق عبادة الله عز وجل وراح يكلمهم عن الله عز وجل وأنه هو الذي خلقهم ورزقهم , وهو القادر على
موتهم وإحيائهم وهو وحده النافع لهم وهو خالق كل شئ .
ومن ناحية أخري راح يونس عليه السلام يبين لهم عجز آلهتهم الوثنية التي يعبدونها وانها لا تستطيع شيئاً فهي لا تسمع ولا تبصر ولا تتكلم وهي غير قادرة على النفع أو الضر فهي حجلرة
صماء لا قيمة لها ولا فائدة منها ..
كفر وعناد
كان يونس عليه السلام مثل كل الأنبياء ..متحمساً لدعوته..قائماً بها علي أكمل وجه..يدعو قومه فى الصباح والمساء ..وكلما استطاع إلي ذلك سبيلاً..وراح يدعوهم بدعوة
الأنبياء والرسل جميعاً من قبله ويقول لهم : ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره , ولكن اهل نينوي قابلوا دعوة يونس بالرفض والإنكار فلم يستجيبوا له ولم يصدقوا رسالته ورفضوا
أن يؤمنوا بالله وأصروا علي عبادة الأصنام وجحدوا نعم الله الكثيرة عليهم ..ورغم ذلك تحمل يونس عليه السلام كبرهم وغطرستهم وصبر علي هذا العناد الشديد واستمر فى دعوته
لهم بالحكمة والموعظة الحسنة .. لا يدخر وسعاً في نصحهم ولا يألو جهداً فى إرشادهم إلي الخير .. ويذكرهم بيوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم
ويأمرهم بالمعروف وفعل الصالحات والتزام الطاعات وينهاهم عن المنكر ويحذرهم من الفسوق والعصيان ..لكن موقف قومه لم يتغير وإصرارهم علي الكفر والعناد لم ينته وظلوا متمسكين
بعبادة الأصنام ورفضوا أن يستجيبوا لنبي الله يونس عليه السلام ..
خروج يونس
استمر يونس عليه السلام يحاول إقناع قومه بعبادة الله الواحد بكل الوسائل الممكنه وبمختلف الطرق لكنهم صموا آذانهم عن الاستماع إليه .. وكأن قلوبهم حجارة وعقولهم لا تعي
وأبصارهم لا تري .. حتي ضاق صدر نبي الله يونس عليه السلام بسبب إعراض قومه وضلالهم وامتلأ قلبه غضباً منهم,وسخطاً عليهم ..وشعر باليأس من إصلاحهم أو هدايتهم
وأحس أنهم لن يستجيبوا له أبداً ..فقرر أمراً خطيراً .. قرر الرحيل عنهم تاركاً إياهم فى كفرهم وضلالهم ..
وبالفعل استعد يونس عليه السلام للرحيل .. وقد امتلأ قلبه بالحزن والأسي علي قومه .. وقبل أن يرحل أنذرهم بحلول العذاب بهم وتوعدهم قائلاً :إن العذاب والهلاك والدمار سوف
يحل بكم وبقريتكم خلال ثلاثة أيام أو ثلاث ليال إن لم ترجعوا عن وكفركم وتتوبوا إلي الله وذكرهم بالعذاب الذي نزل علي الأمم السابقة التي كانت قبلهم كقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم ..
ثم تركهم وخرج من بينهم ..وأعلن أنه يخرج من أجل النجاة من عذاب الله الذي يوشك أن يحل بهم لكفرهم وطغيانهم ..وغادر يونس عليه السلام مدينة نينوي وحرص علي أن يكون
خروجه علي مرأي ومشهد من قومه قال تعالي:وذا النون إذ ذهب مغاضباً .. الأنبياء 87 .
خرج يونس عليه السلام من قومه ولم يكن أمر الله قد صدر إليه بالرحيل عن هذه القرية فلم يكن خروجة عن استئذان من الله تعالي أو عن وحي من الله إليه .. ولكنه ظن أن مافعله
لا يحتاج إلي إذن وإنما هو عمل متاح وغاب عن ذهنه من شدة غضبه علي قومه أن المفروض عليه أن يبقي وأن يستمر فى دعوته وأن يتحلي بالصبر وضبط النفس بدلاً من الغضب والتسرع
بالرحيل ..فهو كنبي عليه أن يصبر وألا ييئس من رحمة الله .. ويستمر فى الدعوة ..ولا شأن له بالنتيجة فليس علي الرسول إلا البلاغ .. وخرج يونس عليه السلام ولم يكن
يدري إلي أن يذهب ..فظل يسير حتي وصل إلي شاطئ البحر فرأي سفينه بعض الرجال فأشار إليهم وطلب منهم أن يأخذوه معهم ..فسأله قائد السفينه : إلي أين؟ فرد يونس عليه
السلام : إلي أى مكان بعيد عن هذه القرية الكافرة .
ثم ركب يونس عليه السلام معهم .. وأبحرت السفينه في البحر .. عليها يونس عليه السلام .. وكثير من الرجال والبضائع وكان ذلك وقت غروب الشمس .
توبة أهل نينوي
لما خرج يونس عليه السلام من مدينه نينوي .. وترك قومه .. تحققوا من نزول العذاب بهم .. وأيقنوا أن الهلاك سوف يصيبهم وبدأ الخوف والرعب يدب فى قلوبهم ..
ويتغلغل فى نفوسهم وراحوا يتذكرون صدق نبيهم وأمانته وحبه لهم وحرصه عليهم .. وأخذوا يراجعون أنفسهم .. ويرددون الأحاديث الطيبة عن يونس عليه السلام .. وكيف أنه
لم يكذب عليهم مرة , ولم يخدعهم أبداً وتأكدوا أن العذاب سوف ينزل بهم لأن الله عز وجل يعذب كل من كفر وأخذوا يفكرون فى العذاب وألوانه ومصائبه .. فربما تنزل عليهم صاعقه
من السماء أو تأتيهم صيحة من الأرض أو يخسف بهم أو يغرقهم الطوفان ..وعلم القوم أن ترك يونس للقرية معناه اقتراب العذاب .. فالله عز وجل عندما يريد أن يهلك قرية ظالمة
يوحي إلي نبيه أن يخرج منها وهذا ماحدث مع نبي الله صالح ونبي الله لوط وراح أهل نينوي يفكرون ماذا يفعلون .. فاجتمعوا وتشاوروا فيما بينهم وانتهوا إلي اتفاق عام وهو التوبة
إلي الله والإيمان به.. واستغفاره حتي يرفع عنهم العذاب وبالفعل قاموا وجمعوا نساءهم وأطفالهم ولبسوا ثياب الرهبان والزهاد وصعدوا الجبل وقد ندموا ندماً شديداً علي مافعلوا مع نبيهم
يونس عليه السلام وراحوا يبكون .. ويتضرعون إلي الله ويصرخون ويرفعون أيديهم إلي الله يطلبون منه المغفرة والعفو .. وظلوا علي هذا وقتاً طويلاً خوفاً من العذاب .. فلما
رأي الله عز وجل صدق توبتهم وندمهم وشدة بكائهم كشف عنهم العذاب ورفع عنهم العقاب ونجاهم وعفوه..
وقد كانت قرية نينوي هي القرية الوحيدة من الأمم السابقه التي آمنت كلها بالله الواحد فرفغ الله عنها العذاب والهلاك,قال تعالي : فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها إلا قوم يونس لما
آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي فى الحياة الدنيا ومتعناهم إلي حين .. يونس 98 .
فلما رفع الله عز وجل وعفا عن أهل نينوي فرحوا بذلك وشكروا الله عزوجل شكراً وعظيماً وحمدوه حمداً كبيراً وتوجهوا في عبادتهم لله الواحد , ولم يشركوا به شيئاً .
يونس فى السفينه
ظلت السفينه تسير فى عرض البحر , وتشق الأمواج بقوة وسرعة .. وفيها يونس عليه السلام علي وجهه علامات الأسي والحزن , وهو لايعلم أن قومه قد تابوا وآمنوا وأن الله عز
وجل رفع عنهم العذاب , وقبل توبتهم .. وراح يونس عليه السلام يتذكر العذاب الذي توعد به قومه .. ولا يدري ما سيكون مصيرهم كما لا يدري ماذا يكون مصيره هو ..
وبعد عدة ساعات .. غابت الشمس تماماً .. وجاء الظلام وخيم اللون الأسود علي الكون.. واستمرت السفينة فى السير .. وبها الناس بين الخوف والرجاء .. يتمنون
الوصول إلي الشاطئ الآخر بخير وسلام..
وما أن وصلت السفينة إلي منتصف البحر حتي هبت عاصفة شديدة .. وهاجت الريح ..وارتفعت الأمواج كالجبال..فتمايلت السفينة بشدة وسط الأمواج..وأصبحت علي حافة
الغرق بكل من فيها .. ودب الخوف فى نفوس الركاب.. وأحسوا أنهم غارقون لا محالة .. وراح قبطان السفينة يفكر مع الراكبين فى كيفية النجاة وسبل موجهة تلك الكارثة
فاتجه فكره إلي تخفيف حمولة السفينه فأشار علي الراكبين بذلك فوافقوا وأسرعوا إلي مامعهم من أحمال وأشياء ثقيلة فألقوها فى الماء وهم يظنون أن تخفيف حمل السفينة سوف يقلل من
خطورة الأمر وبعد أن ألقوا الأمتعه والأشياء الثقيلة انتظروا أن يهدأ الحال وأن تعود السفينة إلي طبيعتها ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث فقد زادت الأمواج إرتفاعاً واشتد هياج الريح ومازالت
السفينة تتأرجح وتنذر بالغرق والهلاك..فقال قائد السفينة : لقد ثارت العاصفة فى غير وقتها المعهود .. لابد أن معنا شخصاً خاطئاً حدثت بسببه تلك العاصفة, وسنجري القرعة
علي الراكبين جميعاً.. ومن خرج من اسمه ألقيناه فى البحر.. وذلك من أجل الباقيين وسلامتهم من الغرق والهلاك .
وكان هذا الأمر شيئاً طبيعياً ومعهودا بين الركاب وتقليداً من تقاليد البحارة عندما يواجهون مثل هذه العاصفة ..لذلك وافق الجميع على هذا الأمر ..
وأجريت القرعة ..فوقعت علي نبي الله يونس عليه السلام ولكن الركاب رفضوا أن يرمي يونس نفسه فى البحر..وقد رأوا أخلاقه الحسنة..وصفاته الطيبة..فأصروا أن تجري
القرعة مرة ثانية..فأعادوا القرعة ثانية فوقعت علي يونس أيضاً.. فقام يونس عليه السلام وخلع ملابسة وأراد أن يلقي نفسه فى البحر ولكن الركاب أبوا عليه ذلك ..ثم أعادوا
القرعة للمرة الثالثة..فوقعت عليه أيضاً..وذلك ليتحقق مايريده الله به من أمر عظيم وقدر محتوم..
ابتلاع يونس
لما وقعت القرعة علي يونس عليه السلام ثلاث مرات .. قام وألقي بنفسه فى البحر .. وقدر أدرك أنه أخطأ حين ترك قومه غاضباً بغير إذن من الله ورايح يونس يسبح ويلاطم الموج
ويطفو علي سطح الماء.. بينما سارت السفينة بعد ذلك فى أمان تواصل رحلتها ناجية بمن فيها..
وبعد لحظات ..رأي يونس حوتاً كبيراً يتجه نحوه..فأخذ يسبح بقوة ضارباً الماء بذراعيه ..وأصبح معرضاً للموت المؤكد وإن لم يكن غرقاً فسيكون هلاكاً من مهاجمة ذلك الحوت
الشرس .. وحاول يونس أن يبتعد عن الحوت .. ولكن الحوت لحق به..وفتح فمه الواسع..وابتلع يونس فى جوفه في لحظه..ثم نزل به إلي أعماق البحر.. قال تعالي:
وإن يونس لمن المرسلين.إذ أبق إلي الفلق المشحون.فساهم فكان من المدحضين.فالتقمه الحوت وهو مليم .. :
وكان ابتلاع الحوت ليونس عليه السلام بأمر من الله عز وجل أن يبتلعه مره واحده بشرط ألا يأكل منه أي جزء ولو كان صغيراً فهو ليس طعاماً له.. وإنما فقط يبتلعه دون أن يأكل منه
لحماً أو يكسر له عظماً..فنفذ الحوت أمر الله تماماً وابتلع يونس عليه السلام فى جوفه فقط وراح يطوف به فى البحر وأصبح يونس عليه السلام فى ظلمات ثلاث: ظلمة بطن الحوت
وظلمة أعماق البحر وظلمة الليل .
وافاق يونس فى بطن الحوت فوجد نفسه حياً وعلم أن هذا بلاء عظيم من الله فأيقن أنه أخطأ وظلم نفسه عندما يأس من هداية قومه..وظلمهم حينما خرج وتركهم دون أن يأذن الله عز وجل له
بذلك .
تسبيح ..ونجاة
لما استقر يونس عليه السلام فى بطن الحوت توجه إلي الله وخر ساجداً له سبحانه وتعالي وقال: يارب اتخذت لك مسجداً فى موضع لم يعبدك أحد فى مثله.. ثم دعا ربه قائلاً : لا إله
إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .. الأنبياء 87 .
واستمر يونس عليه السلام يكرر هذه الكلمات التي ألهمه الله بها .. وقد كان لهذه الكلمات أثر كبير فى نجاته.. لأنها دعوة مستجابة .. لا يدعو بها مكروب إلا فرج الله كربه
ورفع عنه شدته وقد أخبر بذلك النبي محمد صلي الله عليه وسلم حيث قال : من دعا بدعاء يونس استجب له .
فأخذ يونس عليه السلام يردد هذا الدعاء فترة من الزمن فى بطن الحوت وأمله كبير فى النجاة وتفريج الكرب .. حتي جاء الأمر من الله عز وجل للحوت أن يلفظ يونس عليه السلام من
بطنه إلي شاطئ البحر فقد قبل الله توبته واستجاب دعاءه وتسبيحه .. قال تعالي : فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلي يوم يبعثون .. الصفات 143:144 .
واتجه الحوت ناحية شاطئ البحر ولفظ يونس عليه السلام من بطنه فخرج يونس من فم الحوت علي الساحل فى أرض واسعه وقد صار مريضاً عاري الجسد ملتهب الجلد وكانت الشمس
حارقة فلسعت أشعتها جسده فكاد أن يصيح من شدة الألم ولكنه تماسك وراح يكثر من التسبيح والدعاء ..حتي أدركته رحمة الله فأنبت الله عز وجل له شجرة قرع وهي شجرة أوراقها
عريضة حتي تحميه من حرارة الشمس وكما أن ثمارها لذيذة أكل منها وجلس فى ظلها حتي شفاه الله واسترد صحته وقوته , قال تعالي : فنبذناه بالعراء وهو سقيم وانبتنا عليه شجرة من
يقطين .. الصفات .
العودة للوطن
بعدما استرد يونس عليه السلام عافيته وعادت إليه صحته وقوته أوحي الله عز وجل إليه أن قومه الذين تركهم غاضباً منهم بسبب كفرهم قد تابوا جميعاً وآمنوا بالله وقد قبل الله عز وجل توبتهم
وكشف عنهم العذاب .. ففرح يونس عليه السلام بذلك فرحاً شديداً فأمره الله عز وجل أن يعود إليهم ويعيش بينهم ويعلمهم شرائع الدين الحق ..فامتثل يونس عليه السلام لأمر الله
وقام تاركاً الساحل والشجرة التي أنبتها الله له وتجه إلي بلدة نينوي بالعراق عائداً إلي وطنه وقومه.. ولما رأوه أقبلوا عليه بالفرح والسرور وأخذوا يعانقونه ويقبلون يده وقدمه واعترفوا
بنبوته ورسالته فأخبرهم يونس عليه السلام بأن الله قد قبل توبتهم ورضي عنهم فزادهم بذلك حباً لله ونبيه يونس عليه السلام بينهم ..واستمروا علي عبادة الله الواحد وعاش يونس عليه
السلام بينهم يأمرهم بالمعروف ويعلمهم شرائع الدين وأصبحت قريتهم مثالاًُ للقرية الصالحة المؤمنة , قال تعالي : وأرسلناه إلي مئة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلي حين ..
الصافات 147:148 . | |
|
| |
أسينات
الدولة : مصر عدد المساهمات : 610 نقاط : 753 تاريخ التسجيل : 02/09/2009 العمل/الترفيه : مهندسة كهرباء
| موضوع: رد: مجموعة القصص القرأنى الإثنين نوفمبر 02, 2009 11:43 am | |
| | |
|
| |
أسينات
الدولة : مصر عدد المساهمات : 610 نقاط : 753 تاريخ التسجيل : 02/09/2009 العمل/الترفيه : مهندسة كهرباء
| موضوع: رد: مجموعة القصص القرأنى الإثنين نوفمبر 02, 2009 11:46 am | |
| مكثت هاجر فى الصحراء ، ليس معها إلا الله عز وجل وابنها الرضيع وظلت تأكل من التمر وتشرب من الماء وترضع ابنها الصغير حتي نفد التمر والماء
يا على يتنا هاجر والله اسحملت ما يستحملة الرجال فى هذا الزمن
:jjjjj: | |
|
| |
أسينات
الدولة : مصر عدد المساهمات : 610 نقاط : 753 تاريخ التسجيل : 02/09/2009 العمل/الترفيه : مهندسة كهرباء
| موضوع: رد: مجموعة القصص القرأنى السبت نوفمبر 07, 2009 5:03 pm | |
| :,sshll: :,sshll: [/center] | |
|
| |
أسينات
الدولة : مصر عدد المساهمات : 610 نقاط : 753 تاريخ التسجيل : 02/09/2009 العمل/الترفيه : مهندسة كهرباء
| موضوع: رد: مجموعة القصص القرأنى السبت نوفمبر 07, 2009 5:08 pm | |
| اللهم ارزق بنات المسلمين طهر مريم ما شاء الله عليكى المنتدى فاز بكى وقد أفاتينا بموضيعك القيمة :smaili1: | |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: مجموعة القصص القرأنى الأحد نوفمبر 15, 2009 6:10 pm | |
| كهيعص 1
ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا 2
إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا 3
قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا 4
وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا 5
يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا 6 ... سورة مريم :6565: _________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: مجموعة القصص القرأنى الإثنين نوفمبر 16, 2009 3:55 pm | |
| لمن يتعظ بهذة القصص .... سفينة النجاه يا بنى اربك معنا من سيركب سفينة النجاه بارك الله فيكى ابنتى وجزاكى خيرا وشكرا :smaili1: مجهوداتك معنا فى منتدى الرحمة والمغفرة كلة ان شاء الله فى ميزان حسناتك _________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|
| |
محمود إبراهيم
الدولة : مصر عدد المساهمات : 431 نقاط : 567 تاريخ التسجيل : 03/09/2009
| موضوع: رد: مجموعة القصص القرأنى الأحد نوفمبر 22, 2009 7:18 pm | |
| :روششش طحن: :الوقت قذف: :تصميممات: | |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: مجموعة القصص القرأنى الجمعة نوفمبر 27, 2009 7:01 pm | |
| والله ابنتى افاتينا كتير :ppppp: _________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: مجموعة القصص القرأنى الجمعة نوفمبر 27, 2009 7:55 pm | |
| جزيت خيرا اختي مجاهدة في سبيل الله فبوركت وبوركت مجهوداتك وكل عام وانت بخير |
|
| |
ست الحباايب النائب العام
العمر : ربي اغفرلي الدولة : ارض الله الواسعه التوقيع : سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله واكبر عدد المساهمات : 3733 نقاط : 4851 تاريخ الميلاد : 04/04/1955 تاريخ التسجيل : 25/10/2009 العمر : 69 الموقع : ارض الله الواسعه العمل/الترفيه : الاعمال اليدويه المزاج : الحمدلله رب العالمين
| موضوع: رد: مجموعة القصص القرأنى السبت نوفمبر 28, 2009 4:44 am | |
| شكر لك
بارك الله فيك
:yyyyy: :5555:
:44444: | |
|
| |
مجاهدة فى سبيل الله عضو نشيط
الدولة : مصر عدد المساهمات : 292 نقاط : 588 تاريخ التسجيل : 04/10/2009
| موضوع: رد: مجموعة القصص القرأنى الجمعة ديسمبر 04, 2009 9:21 pm | |
| ميرسي شكرااااا انا خدامة تراب اى مسلم ومسلمة والشكر فى الاول يرجع لكاتبين القصص دي طبعا انا ماإلا انو مجتهدة فى كتابتها ونقلها للاستفادة منها | |
|
| |
سوسو نائب المدير والمدير الفنى
الدولة : مصر التوقيع : سبحان الله عدد المساهمات : 3032 نقاط : 5968 تاريخ الميلاد : 01/07/1992 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمر : 32
| موضوع: رد: مجموعة القصص القرأنى الجمعة ديسمبر 04, 2009 9:25 pm | |
| | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: مجموعة القصص القرأنى الجمعة أبريل 08, 2011 7:50 pm | |
|
شكرا لك مجاهدة فى سبيل الله
جزاك الله خيرا
|
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: مجموعة القصص القرأنى الجمعة أبريل 08, 2011 10:20 pm | |
| :تقبل الله: |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: مجموعة القصص القرأنى السبت أبريل 09, 2011 9:18 pm | |
| جزاك الله خيرا
مجاهدة فى سبيل الله
بأنتظار المزيد منك |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: مجموعة القصص القرأنى السبت أبريل 09, 2011 9:42 pm | |
| :fj5: |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: مجموعة القصص القرأنى السبت أبريل 09, 2011 9:56 pm | |
| |
|
| |
قلبى الايمان عضو ذهبى
العمر : 000 الدولة : مصر التوقيع : اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سولك عدد المساهمات : 3095 نقاط : 3914 تاريخ التسجيل : 01/02/2010 العمل/الترفيه : معلمة المزاج : يارب ارضى عنا
| |
| |
| مجموعة القصص القرأنى | |
|