مكاشفة القلوب !! حصرياً

غلبة النفس وعداوة الشيطان

حكي عن بعض أهل المعرفة أنه قال : الجهاد علي ثلاث أصناف جهاد مع
الكفار، وهوجهاد الظاهر كالذي في قوله تعالي ( يجاهدون في سبيل الله ) ( المائدة آية 54 ) ، وجهاد مع أصحاب الباطل بالعلم والحجة كقوله تعالي : ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) ( النحل آية 125 ) وجهاد مع النفس الأمارة بالسوء كالذي في قوله تعالي ( والذين جاهدوا فينا لنهد ينهم سبلنا ( العنكبوت 69 ) وأفضل الجهاد جهاد النفس .

الشهوة تصير الملوك عبيداً ، والصبر يصير العبيد ملوكاً ، ألا تري إلي قصة يوسف عليه السلام وزليخا – صار يوسف سلطان مصر بصبره وصارت زليخا ذليلة حقيرة فقيرة عجوزاً عمياء لآجل شهوتها ، فإن زليخا لم تصبر عن محبة يوسف .

الغفلة

الغفلة تزيد الحسرة ، الغفلة تزيل النعمة وتحجب عن الخدمة ، الغفلة تزيد الحسد ، الغفلة تزيد الملامة والندامة . ( الغفلة عن الله )

لا تعشي في الدنيا غافل حتى تموت غافل .

قال رجل لأبي يزيد رحمة الله : إني لا أجد للطاعة لذة ، فقال : لأنك تعبد الطاعة ولا تعبد الله ، أعبد الله حتى تجد للطاعة لذة .

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

قال رجل لأبي يزيد رحمة الله : إني لا أجد للطاعة لذة ، فقال : لأنك تعبد الطاعة ولا تعبد الله ، أعبد الله حتى تجد للطاعة لذة .

عجبانى قوى المقولة دى موضوع روعة من رائعة

روعة روعة نبيلة

تمام نبيلة

الغفلة تزيد الحسرة ، الغفلة تزيل النعمة وتحجب عن الخدمة ، الغفلة تزيد الحسد ، الغفلة تزيد الملامة والندامة . ( الغفلة عن الله )

الشهوة تصير الملوك عبيداً ، والصبر يصير العبيد ملوكاً

مكاشفة القلوب !! حصرياً 541415

الرياضة والشهوة النفسانية

النفس الأمارة بالسوء هي أعدي لك من ابليس ، وإنما يتقوي عليك الشيطان بهوي النفس وشهواتها ، فلا تغرنك نفسك بالأماني والغرور لأن من طبع النفس الأمن والغفلة والراحة والفترة والكسل ، فدعواها باطل ، وكل شيء منها غرور ، وإن رضيت عنها واتبعت أمرها هلكت ، وإن غفلت عن محاسبتها غرقت وإن عجزت من مخالفتها واتبعت هواها قادتك إلي النار وليس للنفس مرجوع إلي الخير ، وهي رأس البلايا ، ومعدن الفضيحة وهي خزانة ابليس ، ومأوى كل شر لا يعرفها إلا خالقها ( واتقوا الله إن الله خبير بما تعلمون ) بمعنى من الخير والشر .

إذا تفكر العبد فيما مضي من عمره في طلب آخرته كان هذا التفكير غسل القلب كما قال صلي الله عليه وسلم ( تفكر ساعة خير من عبادة سنة ) كذا في تفسير أبي الليث .

قال صلي الله عليه وسلم ( لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب فإن القلب يموت كالزرع إذا كثر عليه الماء ) .

قال بعض الصالحين أن المعدة كالقدر تحت القلب تغلي والبخار يصل إليه فكثرة البخار تكدره وتسوده ، وفي كثرة الأكل قلة الفهم والعلم ، فإن البطنة تذهب الفطنة .

الصبر والمرض

من أراد أن ينجو من عذاب الله وينال ثوابه ورحمته ويدخل جنته فلينه نفسه عن شهوات الدنيا وليصبر علي شدائدها ومصائبها ، كما قال الله تعالي : ( والله يحب الصابرين ) ( سورة آل عمران آية 146 )

والصبر علي أوجه : صبر علي طاعة الله ، وصبر عن محارمه ، وصبر علي المصيبة ، وعند الصدمة الأولي .

فمن صبرعلي طاعة الله أعطاه الله تعالي يوم القيامة ثلاثمائة درجة في الجنة ، كل درجة ما بين السماء والأرض ، ومن صبر عن محارم الله أعطاه الله تعالي يوم القيامة ستمائة درجة ، كل درجة مثل ما بين السماء السابعة والأرض السابعة ، ومن صبر علي المصيبة أعطاه الله يوم القيامة سبعمائة درجة في الجنة ، كل درجة ما بين العرش إلي الثرى .

يقول الله تعالى.....ما من عبد نزلت به بلية فاعتصم بى إلا أعطيته قبل أن يسألنى ..واستجب له قبل أن يدعونى ، وما من عبد نزلت به بلية فاعتصم بمخلوق دونى إلا أغلقت أبواب السماء عليه .

قال الجنيد البغدادى رحمه الله.....البلاء سراج العارفين ويقظة المريدين وصلاح المؤمنين ، هلاك الغافلين ولا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى يأتيه البلاء ويرضى ويصبر .

قال ابن عطاء : يتبين صدق العبد من كذبه في أوقات البلاء والرخاء . فمن شكر في أيام الرخاء وجزع في أيام البلاء فهو من الكاذبين .

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

( اللهم ثبت قلوبنا على دينك)

نسأل الله ألا يجعل الشيطان على قلوبنا من سبيل انه سميع مجيب

واللهم أجعلنا من الصابرين الحامدين الشاكرين

مكاشفة القلوب !! حصرياً 759696

أشكرك على المروك الطيب رؤية جعله الله فى ميزان حسناتك

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

قال ابن عطاء : يتبين صدق العبد من كذبه في أوقات البلاء والرخاء . فمن شكر في أيام الرخاء وجزع في أيام البلاء فهو من الكاذبين .

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

من أراد أن ينجو من عذاب الله وينال ثوابه ورحمته ويدخل جنته فلينه نفسه عن شهوات الدنيا وليصبر علي شدائدها ومصائبها ، كما قال الله تعالي : ( والله يحب الصابرين ) ( سورة آل عمران آية 146 )

نسيان الله تعالي والفسق والنفاق

سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن المؤمن والمنافق فقال ( إن المؤمن همه في الصلاة والصيام ، والمنافق همه في الطعام والشراب وترك العبادة والصلاة ، والمؤمن مشغول بالصدقة وطلب المغفرة والمنافق مشغول بالحرص والأمل ، والمؤمن آيس من كل أحد إلا من الله والمنافق راج كل أحد إلا الله ، والمؤمن آمن من كل أحد إلا من الله والمنافق خائف من كل أحد إلا من الله ، والمؤمن يحسن ويبكي والمنافق يسئ ويضحك ، والمؤمن يحب الوحدة والخلوة ، والمنافق يحب الخلطة والملأ ، والمؤمن يزرع ويخشي الفساد ، والمنافق يقلع ويرجو الحصاد والمؤمن يأمر وينهي سياسة دينية ويصلح ، والمنافق يأمر وينهي رياسة ويفسد ، بل يأمر بالمنكر وينهي عن المعروف .

كما قال الله تعالى ( المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسو الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون ، وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم ) ( التوبة آية 67 ، 68 ) وقال تعالي ( إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً ) ( النساء آية 140 ) . وقال تعالي ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً ( النساء آية 145 ) ( ص 23 )

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

أبواب جهنم

سأل الرسول صلي الله عليه وسلم جبريل فقال ( يا جبريل صف لي أبواب جهنم وعن سكانها ) .

أبوب جهنم سبع أبواب :

الأول : الأسفل ففيه المنافقون ....... واسمه الهاوية .

الثاني : فيه المشركون ....... وإسمه الجحيم .

الثالث : فيه الصابئون ........ واسمه سقر .

الرابع : فيه إبليس عليه اللعنة ومن تبعه من المجوس واسمه لظى .

الخامس : فيه اليهود ......... واسمه الحطمة .

السادس : فيه النصاري ......... واسمه السعير .

السابع : فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا ولم يتوبوا عندما نزل قول الله تعالي ( وإن منكم إلا واردها ) ( مريم آية 71 ) . اشتد خوف رسول الله صلي الله عليه وسلم علي أمته وبكي بكاء شديداً .

( في زهر الرياض ) كان يعقوب عليه السلام مؤاخياً لملك الموت فزاره ، فقال له يعقوب : يا ملك الموت أزائراً جئت أم قابضاً روحي فقال : بل زائراً ، قال : فإني أسألك حاجة . قال : وما هي ؟ قال : أن تعلمني إذا دنا أجلي وأردت أن تقبض روحي ، فقال : نعم أرسل إليك رسولين أو ثلاثة فلما انقضى أجله أتي إليه ملك الموت فقال : أزائراً جئت أم لقبض روحي ؟ فقال : لقبض روحك . فقال : أو لست كنت أخبرتني أنك ترسل إلي رسولين أو ثلاثة ؟ قال : قد فعلت . بياض شعرك بعد سواده ، وضعف بدنك بعد قوته ، وانحناء جسمك بعد استقامته ، هذه رسلي يا يعقوب إلي بني آدم قبل الموت .

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

الفاسق :

على نوعين : فاسق كافر . وفاسق فاجر . فالفاسق الكافر هو من لم يؤمن بالله ورسوله ، وخرج عن الهداية ودخل فى الضلالة ، كما قال الله تعالى ( ففسق عن أمر ربه ) الكهف ( ايه 50 ) بمعنى خرج عن طاعة أمر ربه بالايمان . والفاسق الفاجر هو :الذى يشرب الخمر ، ويأكل الحرام ويزنى ، ويعصى الله تعالى ، ويخرج عن طريق العبادة ويدخل فى المعصية ، ولا يأتى بالشرك .

الفرق بينهما : أن الفاسق الكافر لا يرجى غفرانه إلا بالشهادة والتوبة قبل موتة ، والفاسق الفاجر يرجى غفرانه بالتوبة والندامة قبل الموت فإن كل معصية أصلها من الشهوة النفسائية يرجى غفرانها ، وكل معصية أصلها من الكبر لا يرجى غفرانها . ومعصية إبليس كان أصلها من الكبر فينبغى لك أن تتوب من ذنوبك قبل الموت رجاء أن يقبلك الله ، كما قال الله تعالى ( وهو الذى يقبل التوبة عن عبادة ويعفوا عن السيئات (الشورى ايه 25) . بمعنى يتجاوز عما عملوا بقبول التوبة .

وقال صلى الله عليه وسلم ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) صفحة

قبول التوبة لها علامات : أن يرى نفسه معصومة من المعصية ويرى الفرح عن قلبه غائباً ، والرب شاهدأ ، ويقارب أهل الخير ، ويباعد أهل الفسق ، فيرى القليل من الدنيا كثيرا والكثير من عمل الأخرة قليلاً ويرى قلبه مشتغلاً بما فرض الله تعالى عليه ، ويكون حافظاً للسانه ، ودائم الفكر ملازم الغم والندامة على ما فرط من ذنوبه .ً

عن على كرم الله وجهة قال : من أشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات

ومن خاف النار نهى نفسه عن الشهوات ومن تيقن الموت هانت عليه اللذات .

يقال : صدق المعرفة أن يطلق الدنيا والعقبى ويتجرد للمولى ، وأن يسكر من شراب المحبة ، فلا يصحو إلا عند الرؤية فهو على نور من ربه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الزهد فى الدنيا يريح القلب والبدن والرغبة فيها تكثرالهم والحزن ، حب الدنيا رأس كل خطيئة ، والزهد فيها رأس كل خير وطاعة . ( ص 37 )

سئل بعض المشايخ عن المحب فقال : قليل الخلطة كثير الخلوة ، دأئم الفكرة ، ظاهر الصمت ، لا يبصرإذا نظر ولا يسمع إذا نودى ، ولا يفهم إذا كلم ولا يحزن إذا أصيب بمصيبة ، وإذا أصيب بجوع فلا يدرى ويعرى ولا يشعر ، ويشتم ولا يحشى ، ينظر إلى الله تعالى فى خلوته ويأنس به ويناجيه ، ولا ينازع أهل الدنيا فى دنياهم

من ادعى ثلاثة ولم يتطهر من ثلاثةة فهو مغرور .

اولها : من ادعى حلاوة ذكر الله وهو يحب الدنيا .

ثانيها: من ادعى الإخلاص فى العمل ، ويحب تعظيم الناس له .

ثالثها: من ادعى محبة خالقه من غير إسقاط نفسه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيأتى زمان على أمتى يحبون خمساً وينسون خمساً : يحبون الدنيا وينسون الاّخرة ، ويحبون المال وينسون الحساب ، ويحبون الخلق وينسن الخالق ، ويحبون الذنوب وينسون التوبة ، ويحبون القصور وينسون المقبرة .

قال سهل رحمه الله : علامة حب الله . حب القراّن ، وعلامة حب الله وحب والقراّن حب النبى صلى الله عليه وسلم وعلامة حبه صلى الله عليه وسلم حب السنة ، وعلامة حب السنة حب الأخرة ، وعلامة حب الأخرة بغض الدنيا ، وعلامة بغض الدنيا ان لا يأخذ منها إلا زاداً وبلغة إلى الأخرة

قال أبو الحسن الزنجانى : أصل العبادة على ثلاثة أركان : العين والقلب واللسان ،فالعين بالعبرة ، والقلب بالفكرة ، واللسان بالصدق والتسبيح والذكر كما قال الله تعالى ( اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً ) ( (الأحزاب ايه 42 ) بمعنى غدواً وعشياً

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

لو يعلم الفاسق ماجزاء التوبة لاسرع اليها فابوه آدم حينما تاب ولم يستكبر اجتباه ربه واخرج من صلبه الانبياء والعلماء والاولياء وصار اعلى بعد الذنب منه قبل ان يذنب
رب لذةاوجبت حسرة وزلة اعقبت ذلة ومعصية سلبت نعمة وضحكة جرت بكاء

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

الداء والدواء

حكى أن بعض الصالحين مر على جماعة فإذا بطبيب يصف الداء والدواء .

فقال : يامعالج الأجسام ، هل تعالج القلوب ؟

فقال الطبيب : نعم ، صف لى داءه .

فقال : قد أظلمته الذنوب فقسا وجفا ، فهل له من علاج ؟

فقال الطبيب : علاجه التضرع والابتهال والاستغفارآناء الليل وأطراف النهار والمبادرة إلى طاعة العزيز الغفار،والاعتذار إلى الملك الجبار، فهذه معالجة القلوب والشفاء من علام الغيوب .

فصاح الرجل الصالح ومضى باكياً .

وقال : نعم الطبيب أنت ، أصبت علاج قلبى .فقال الطبيب : هذا معالجة قلب من تاب ورجع بقلبه إلى البرالتواب

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

ابليس عليه اللعنة

روي أن ابليس كان اسمه في سماء الدنيا العابد ، وفي الثانية الزاهد ، وفي الثالثة العارف ، وفي الرابعة الولي ، وفي الخامسة التقي ، وفي السادسة الخازن ، وفي السابعة عزازيل ، وفي اللوح المحفوظ إبليس وهو غافل عن عاقبة أمره . فأمره الله أن يسجد لآدم فقال : أتفضله علي وأنا خير منه خلقتني من نار ، وخلقته من طين ؟ فقال تعالي : أنا أفعل ما أشاء . فرأى لنفسه شرفاً فولي آدم ظهره أنفه وكبراً ، وانتصب قائماً إلي أن سجدت الملائكة المدة المارة ، فلما رفعو رؤوسهم ورأوه لم يسجد ، وهم قد وقفوا للسجود ، سجدوا ثانياً شكراً ، وهو قائم يري معرضاً عنهم غير عازم علي الاتباع ، ولا نادم علي الإمتناع ، فمسخه الله من الصورة البهية ، فنكسه كالخنزير ، وجعل رأسه كرأس البعير ، وصدره كسنام الجمل الكبير ووجهه بينهما كوجه القردة ، وعينيه مشقوقتين في طول وجهه ، ومنخريه مفتوحتين ككوز الحجام ، وشفتيه كشفتي الثور ، وأنيابه خارجة كأنياب الخنزير ، وفي لحيته سبع شعرات ، وطرده من الجنة بل من السماء بل من الأرض إلي الجزائر ، فلا يدخل الأرض إلا خفية ، ولعنه إلي يوم الدين لأنه صار من الكافرين .

وانظر كان بهي الصورة ، رباعي الأجنحة ، كثير العلم ، كثير العبادة طاووس الملائكة وأعظمهم ، سيد الكروبيين إلي غير ذلك فلم يغن عنه شيئاً ( إن في ذلك لذكري ) ( الزمر آية 21 ) .

]وفي الأثر : لما مكر بإبليس ، بكي جبرائيل وميكائيل .

فقال الله لهما : ما يبكيكما ؟ قالا : ربنا ما أمنا مكرك .

فقال الله تعالي : هكذا كونا لا تأمنا مكري .

]وروي أن ابليس قال : يا رب أخرجتني من الجنة لأجل آدم ، وأنا لا أقدر عليه إلا بتسليطك . قال : أنت مسلط عليه . أي علي أولاده ، لعصمة الأنبياء منه . قال : زدني . قال : لا يولد له ولد إلا ولد لك مثلاه . قال : زدني . قال : صدورهم مساكن لك تجري فيها مجري الدم . قال : زدني . قال : ( وأجلب عليهم بخيلك ورجلك ) . ( الإسراء آية 64 ) .

]أي : استعن عليهم بأعوانك من راكب وماش ( وشاركهم في الأموال ) ( الإسراء آية 64 ) أي : بحملهم علي كسباً وصرفها في الحرام ( والأولاد ) ( الإسراء آية 64 ) أي : بالحث علي التوصل إليهم بالسبب المحرم كالوطء في الحيض ، والإشراك فيهم بتسميتهم بنحو عبد العزى والتضليل بالحمل علي الأديان الباطلة ، والحرف الذميمة ، والأفعال القبيحة ( وعدهم ) ( الإسراء آية 64 ) المواعيد الباطلة كشفاعة الآلهة ، والاتكال علي كرامة الآباء ، وتأخير التوبة بطول الأمل ، وهذا علي طريق التهديد كـ ( اعملوا ما شئتم ) ( فصلت آية 40 ) .

فقال آدم : يا رب قد سلطته علي فلا أمتنع منه إلا بك . قال : لا يولد لك ولد إلا وكلت به من يحفظه من الملائكة . قال : زدني . قال : الحسنة بعشر أمثالها ، قال : زدني . قال : لا أنزع منهم التوبة ما دامت أرواحهم في أبدانهم . قال : زدني . قال : أغفر لهم ولا أبالي . قال : اكتفيت .

]فقال ابليس : يا رب ، جعلت في بني آدم الرسل ، وأنزلت عليهم الكتب ، فما رسلي ؟ قال : الكهان . قال : فما كتبي ؟ قال : الوشم . قال : فما حديثي ؟ . قال : الكذب . قال : فما قرآني ؟ قال : الشعر . قال : فما مؤذني قال : المزمار . قال : فما مسجدي ؟ قال : الأسواق . قال : فما بيتي ؟ قال : الحمام . قال : فما طعامي ؟ قال : الذي لم يذكر عليه اسمي . قال : فما شرابي . قال : السكر . قال : فما مصايدي ؟ قال : النساء .

مكاشفة القلوب !! حصرياً 656590

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

الخضوع والخشوع في الصلاة

قال : " صلي الله عليه وسلم " ( من صلي ركعتين لم يحدث نفسه فيهما بشيء من الدنيا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) .

وقال : " صلي الله عليه وسلم " ( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً ) . ( ص 45 )

ويروي : عن حاتم الأصم أنه سئل عن صلاته فقال : إذا حانت الصلاة أسبغت الوضوء ، وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه ، فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي ، ثم أقوم إلي الصلاة ، واجعل الكعبة بين حاجبي والصراط تحت قدمي ، والجنة عن يميني ، والنار عن شمالي ، وملك الموت ورائي ، وأظنها آخر صلاتي ، ثم أقوم بين الرجاء والخوف وأكبر تكبيراً بتحقيق ، وأقرأ قراءة بترتيل ، وأركع ركوعاً بتواضع وأسجد سجوداً بتخشع ، وأقعد علي الورك الأيسر ، وأفرش ظهر قدمها وأنصب القدم اليمني علي الإبهام ، وأتبعها الإخلاص ، ثم لا أدري أقبلت مني أم لا .

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال موسي : يا رب ، ما جزاء من دعا أخاه ، وأمره بالمعروف ، ونهاه عن المنكر ؟ قال : أكتب له بكل كلمة عبادة سنة ، وأستحي أن أعذبه بناري .

وفي الحديث القدسي يقول الله تعالي : ( يا ابن آدم ! لا تكن ممن يؤخر التوبة ، ويطول الأمل ، ويرجع إلي الآخرة بغير عمل ، يقول قول العابدين ويعمل عمل المنافقين ، إن أعطي لم يقنع ، وإن منع لم يصبر ، ويحب الصالحين وليس منهم ، وببغض المنافقين وهو منهم . يأمر بالخير ولا يفعله ، وينهي عن الشر ولم ينته عنه ) .

قال أبو ذر الغفارى : قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه : يا رسول الله هل من جهاد غير قتال المشركين ؟ فقال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ( نعم يا أبا بكر ، إن لله مجاهدين فى الأرض أفضل من الشهداء أحياء مرزوقين ، يمشون على الأرض ، يباهى الله بهم ملائكة السماء وتزين لهم الجنة كما تزينت أم سلمة لرسول الله ) . فقال أبو بكر رضى الله عنه : يا رسول الله ! ومن هم ؟ قال : ( الآمرون بالمعروف ، والناهون عن المنكر ، والمحبون فى الله ، والمبغضون فى الله ) ثم قال : والذى نفسى بيده إن العبد ليكون فى الغرفة فوق الغرفات فوق غرف الشهداء لكل غرفة منها ثلاثمائة باب ، منها الياقوت والزمرد الأخضر ، على كل باب نور ، وإن الرجل منهم ليتزوج بثلاثمائة ألف حوراء قاصرات الطرف عين ، كلما التفت إلى واحدة منهن فنظر إليها تقول له : أتذكر يوم كذا وكذا أمرت فيه بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ؟ وكلما التفت إلى واحدة منهن ذكرت له مقاماً أمر فيه بالمعروف ، ونهى عن المنكر ) .

وفى الخبر أن الله تعالى قال : يا موسى ، هل عملت لي عملاً قط ؟ قال إلهي صليت لك ، وصمت لك ، وتصدقت لأجلك ، وسجدت لك ، وحمدت لك ، وقرأت كتابك ، وذكرتك .

قال الله تعالي : يا موسى ! أما الصلاة فلك برهان ، وأما الصوم فلك جنة وأما الصدقة فلك ظل ، وأما التسبيح فلك أشجار في الجنة ، وأما قراءة كتابي فلك حور وقصور ، وأما الذكر فلك نور ، فأي عمل عملت لي ؟ قال موسى : دلني يا رب علي عمل أعمله لك . قال ياموسى ، هل واليت لي وليا قط ؟ وهل عاديت لي عدواً قط ؟ فعلم موسى أن أفضل الأعمال الحب لله والبغض لله لأعدائه .

وقال أبو عبيدة الجراح رضي الله عنه : قلت : يا رسول الله ، أي الشهداء أكرم علي الله عز وجل ؟ قال : ( رجل قام إلي وال جائر فأمره بالمعروف ونهاه عن المنكر ، فقتله ، فإن لم يقتله فإن القلم لايجري عليه بعد ذلك وإن عاش ما عاش ) .

وقال الحسن البصري رحمه الله : قال رسول الله " صلي الله عليه وسلم "

( أفضل شهداء أمتي رجل قام إلي إمام جائر فأمره بالمعروف ، ونهاه عن المنكر ، فقتله علي ذلك ، فذلك الشهيد منزلته في الجنة بين حمزة وجعفر

مداخل الشيطان

الغضب والشهوة ، الحسد والحرص ، الشبع من الطعام ، حب التزين من الأثاث والثياب والدار ، الطمع فى الناس ، العجلة وترك التثبت فى الأمور وسائرأ صناف الأموال ، والبخل وخوف الفقر ، التعصب للمذاهب والأهواء ، سوء الظن بالمسلمين .

الأمانة والتوبة

روى :عن عمر بن دينار عن أبى جعفر عن النبى "صلى الله عليه وسلم "

أنه قال : من نسى الصلاة على فقد أخطأ طريق الجنة .

اعلم : أن الأمانة مأخوذة من الأمن لأنه يؤمن معها من منع الحق ، وضدها الخيانة من الخون وهو النقص ، لأنك إذا خنت أحداً فى شئ فقد أدخلت عليه النقصان .

اعلم : أن التوبة واجبة بالأخباروالآيات ، قال الله تعالى : (وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون ) ( النور :31 )وهذا أمر على العموم ) .

قال " صلى الله عليه وسلم " كفارة الذنب الندامة . (

قال الفضيل : قال الله تعالى : بشر المذنبين بأنهم إن تابوا قبلت منهم وحذر الصديقين أنى إن وضعت عليهم عدلى عذبتهم . )

روى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم قال : إذا تاب العبد تاب الله عليه ، وأنسى الحفظة ما كانوا كتبوا من مساوئ عمله ، وأنس جوارحه ما عملت من الخطايا ، وأنسى مكانه من الأرض ومقامه من السماء ليجئ يوم القيامة وليس شئ من الخلق يشهد عليه .

روى عن على كرم الله وجهه عن النبى "صلى الله عليه وسلم " أنه قال مكتوب حول العرش قبل أن يخلق الخلق بأربعة آلاف عام : ( وإنى لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحاً ثم اهتدى) ( طه 82 ) . ()

التوبة النصوح : أن يتوب العبد ظاهراً وباطناً نادماً غير عازم على العود . ومثل من تاب ظاهراً فقط كمثل مزبلة بسط عليها ديباج ، والناس ينظرون إليها ويتعجبون منها ، فإذا كشف عنها الغطاء أعرضوا عنها ، فكذلك الخلق ينظرون إلى أهل الطاعة الظاهرة ، فإذا كشف الغطاء يوم القيامة يوم تبلى السرائر أعرضت الملائكة عنهم ، ولذا قال " صلى الله عليه وسلم " إن الله لا ينظر الى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم .(ص 62 )

نسيان الذنب من أقبح المصائب ، فعلى العاقل أن يحاسب نفسه ، ولا ينسى ذنبه .

قال " صلى الله عليه وسلم " ما من صوت أحب إلى الله من صوت عبد مذنب تائب يقول : يارب

فيقول الرب : لبيك يا عبدى ، سل ما تريد ، أنت عندى كبعض ملائكتى أنا عن يمينك ، وعن شمالك ، وفوقك ، وقريب من ضمير قلبك . اشهدوا يا ملائكتى أنى قد غفرت له .

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

نسيان الذنب من أقبح المصائب ، فعلى العاقل أن يحاسب نفسه ، ولا ينسى ذنبه .

مكاشفة القلوب !! حصرياً 734774

التوبة النصوح : أن يتوب العبد ظاهراً وباطناً نادماً غير عازم على العود . ومثل من تاب ظاهراً فقط كمثل مزبلة بسط عليها ديباج ، والناس ينظرون إليها ويتعجبون منها ، فإذا كشف عنها الغطاء أعرضوا عنها ، فكذلك الخلق ينظرون إلى أهل الطاعة الظاهرة ، فإذا كشف الغطاء يوم القيامة يوم تبلى السرائر أعرضت الملائكة عنهم ، ولذا قال " صلى الله عليه وسلم " إن الله لا ينظر الى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم .(ص 62 )

مكاشفة القلوب !! حصرياً 274981

التوبة النصوح :
مكاشفة القلوب !! حصرياً 274981

لله عباد

قال ذو النون المصرى رحمة الله :

إن لله عبادا ًنصبوا أشجار الخطايا نصب روامق القلوب وسقوها بماء التوبة ، فأثمرت ندماً وحزناً،فجنوا من غير جنون ، وتبلدوا من غير عى ولا بكم ،وإنهم هم البلغاء الفصحاء العارفون بالله ورسوله ، ثم شربوا بكأس الصفاء ، فورثوا الصبر على طول البلاء ، ثم تولهت قلوبهم فى الملكوت وجالت أفكارهم بين سرايا حجب الجبروت واستظلوا تحت رواق الندم ، وقرؤوا صحيفة الخطايا ، فأورثوا أنفسهم الجوع حتى وصلوا إلى علو الزهد بسلم الورع ،فاستعذبوا مرارة الترك للدنيا ، واستلانوا خشونة المضجع ، حتى ظفروا بحبل النجاة وعروةالسلامة ، وسرحت أرواحهم فى العلا حتى أناخوا فى رياض النعيم ، وخاضوا فى بحر الحياة ، وردموا خنادق الجزع وعبرواجسور الهوى حتى نزلوا بفناء العلم واستقوا من غدير الحكمة وركبوا سفينة الفطنة وأقلعوا برياح النجاة فى بحر السلامة حتى وصلوا إلى رياض الراحة ، ومعدن العز والكرامة .

فضل التراحم

عن الحسن عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم " أنه قال (بدلاء أمتى لا يدخلون الجنة بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن يدخلونها بسلامة الصدور وسخاوة النفوس ، والرحمة لجميع المسلمين ) .

عن رسول الله " صلى الله عليه وسلم "أنه قال : الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء .

وعنه " صلى الله عليه وسلم " من لا يرحم لا يرحم ، ومن لا يغفر لا يغفرله .

قال مالك بن أنس : قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " أربع من حق المسلمين عليك : أن تعين محسنهم ، وأن تستغفر لمذنبهم ، وأن تعود مريضهم ، وأن تحب تائبهم.

روى أن موسى عليه السلام قال : يارب ،بأى شئ اتخذتنى صفياً ؟ قال : برحمتك على خلقى .

حكى : أن عيسى "عليه السلام" خرج يوماً ، فلقى إبليس وبيده عسل وفى الأخرى رماد فقال : ما تفعل يا عدوالله بهذا العسل والرماد ؟ قال أماالعسل فأجعله على شفاه المغتابين حتى يبلغوا منها ، واما الرماد فأضعه على وجوه اليتامى حتى يبغضهم الناس.

قال " صلى الله عليه وسلم " إن اليتيم إذا ضرب اهتز عرش الرحمن لبكائه فيقول الله عز وجل : يا ملائكتى ، من أبكى هذا الصبى الذى غيبت أباه فى التراب ؟ .

قال " صلى الله عليه وسلم " من آوى يتيماً إلى طعامه وشرابه أوجب الله له الجنة .

قال " صلى الله عليه وسلم" من أطعم جائعاً يريد به وجه الله وجبت له الجنة ، ومن منع الطعام عن الجائع منع الله عنه فضله يوم القيامة ، وعذبه فى النار .

قال: " رسول الله صلى الله عليه وسلم"إذا كان يوم القيامة يدخل الجنة أربعة بغير حساب : العالم الذى يعمل بعلمه ، ومن حج ولم يرفث ولم يفسق حتى مات ، والشهيد الذى قتل فى المعركة لإعلاء كلمة الإسلام ، والسخى الذى اكتسب مالاً من الحلال ، وأنفقه فى سبيل الله بغير رياء ، فهؤلاء ينازع بعضهم بعضاً أيهم يدخل الجنة أولاً .

عن ابن عباس قال : قال " صلى الله عليه وسلم " إن لله عباداً يختصهم بالنعم لمنافع العباد ، فمن بخل بتلك المنافع على العباد نقلها الله تعالى عنه وحولها إلى غيره .

قال: " صلى الله عليه وسلم" السخاء شجرة من شجر الجنة أغصانها متدلية إلى الأرض ، فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة .

عن جابر رضى الله عنه قال : قيل يا رسول الله : أى الأعمال أفضل ؟ قال " الصبر والسماحة "

روى المقدام بن شريح عن أبيه عن جده قال : قلت : يا رسول الله دلنى على عمل يدخلنى الجنة . قال : "إن من موجبات المغفرة بذل الطعام وإفشاء السلام ، وحسن الكلام "

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

جاءت امرأة إلى الحسن البصرى رضى الله عنه فقالت : إنه كانت لى ابنة شابة فماتت وأحببت أن اراها فى المنام فجئتك كى تعلمنى ما أستعين به على رؤيتها ، فعلمها فرأتها وعليها لباس من قطران ، وفى عنقها الغل وفى رجلها القيد ، فأخبرت الحسن بذلك فاغتم ، ومضت مدة ثم رآها الحسن فى الجنة وعلى رأسها تاج فقالت يا حسن : أما تعرفنى ، أنا ابنة المرأة التى أتتك وقالت لك كذا ، فقال لها : ما الذى صيرك إلى ما أرى؟ قالت : مر بنا رجل فصلى على النبى " صلى الله عليه وسلم" مرة ، وكان فى المقبرة خمسمائة وخمسون إنساناً فى العذاب فنودى : ارفعوا العذاب عنهم ببركة صلاة هذا الرجل .

بفضل صلاة هذا الرجل على سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم " أصابتهم المغفرة فمن يصلى عليه منذ خمسين سنة أفلا يجد شفاعته يوم القيامة .

جاء في الخبر : أن جبريل "عليه السلام" جاء يوماً إلي النبي "صلي الله عليه وسلم " وقال : يا رسول الله كنت رأيت ملكاً في السماء علي سرير وحوله سبعون ألف ملك صفوفاً يخدمونه ، وكل نفس يتنفس ذلك الملك يخلق الله من نفسه ملكاً والآن رأيت ذلك الملك علي جبل قافٍ منكسر الجناح وهو يبكي ، فلما رآني قال : أشفع لي ؟ قلت : ما جرمك ؟ قال كنت علي السرير ليلة المعراج فمر بي محمد "صلي الله عليه وسلم" فما قمت له فعاقبني الله بهذه العقوبة وجعلني في هذا المكان كما تري ، قال فتضرعت إلي الله فشفعت له ، فقال الله تعالي : يا جبريل قل له حتى يصلي علي محمد ، فصلي ذلك الملك عليك فعفا الله عنه وأنبت جناحيه .

وينادي جبريل "عليه السلام" : إن النار قد قصدت أمة محمد "صلي الله عليه وسلم" ثم يأتي بقدح من ماء فيناوله رسول الله صلي الله عليه وسلم" ويقول يا رسول الله خذ هذا فرشه عليها ، فيرشه عليها فتطفأ في الحال ، فيقول" صلي الله عليه وسلم" ( ما هذا الماء ؟ ) فيقول جبريل عليه السلام : هذا ماء دموع عصاة أمتك الذين بكوا من خشية الله تعالي فالآن أمرت أن أعطيكه لترشه علي النار ، فتطفأ النار بإذن الله تعالي .

وكان" صلي الله عليه وسلم" يقول ( اللهم ارزقني عينين تبكيان من خشيتك قبل أن لا يكون الدمع ) .

وجاء في الخبر أن النبي" صلي الله عليه وسلم" قال : ( ما من عبد مؤمن يخرج من عينيه من الدموع مثل رأس الذباب من خشية الله تعالي فيصيب حر وجهه فتمسه النار أبداً ) .

حكي عن محمد بن المنذر رحمه الله تعالي أنه كان إذا بكي يمسح وجهه ولحيته بدموعه ويقول : بلغني أن النار لا تأكل موضعاً مسته الدموع .

فينبغي للمؤمن أن يخاف من عذاب الله ، وينهي نفسه عن الشهوات النفسانية ، كما قال الله تعالي : ( فأما من طغي ۞ وءاثر الحياة الدنيا ۞ فإن الجحيم هي المأوى ۞ وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوى ۞ فإن الجنة هي المأوى ) ( النازعات آية 37 – 41 ) .

ومن أراد أن ينجو من عذاب الله ، وينال ثوابه ورحمته ، فليصبر علي شدائد الدنيا وطاعة الله ، ويجتنب المعاصي .

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا