طرابلس- في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، قررت السلطات الليبية حظر ارتداء النقاب داخل الحرم الجامعي؛ بدعوى أن "بعض المنحرفين يستترون به لارتكاب أعمال منافية للآداب العامة".
جاء ذلك بعد اكتشاف شبكة لتجنيد بعض طالبات جامعة "قار يونس" للعمل في الدعارة، وفقا لما نقله موقع صحيفة "ليبيا اليوم" على الإنترنت عن مسئول جامعي رفيع الأربعاء 21-5-2008.
وشدد القرار على أنه "يمنع منعا باتا ارتداء الخمار أو النقاب داخل الحرم الجامعي"، وعدم ارتداء القبعات والقمصان المكتوب عليها باللغة الإنجليزية والملابس الضيقة والأزياء الملونة والمزركشة والإكسسوارات.
في المقابل قيد القرار الطلبة بشكل عام والطالبات خاصة بارتداء زي جامعي محتشم يراعى فيه الذوق العام، ومنع "وضع المساحيق على وجوه الطالبات المنافي لأخلاقنا وذوقنا العام، وإحداث ضوضاء أو التلفظ بكلمات غير مهذبة لوحظ أن الطالبات يستعملنها داخل دورات المياه"؛ وهو اعتبره مدرسون وطلاب بمثابة ملاحقة أمنية للطالبات داخل هذه الأماكن ذات الخصوصية الشخصية.
وبوجه عام، حذر القرار من "وجود الطلبة والطالبات في الأماكن المغلقة والمنعزلة؛ مما يثير الشك".
وعلى الفور، بدأت جامعة "قار يونس" -إحدى الجامعات الرسمية بمدينة بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا- في تطبيق القرار، حيث فوجئ الطلاب بمنشورات معلقة على كافة الجدران تحمل عنوان "تنبيه هام" وتضم 8 محظورات.
من بين هذه المحظورات منع دخول سيارات الأجرة إلى الحرم الجامعي، وهو ما عزاه موظف رفيع بالجامعة -فضل عدم ذكر اسمه- لـ"ليبيا اليوم" إلى ضبط شبكة لتجنيد الطالبات للعمل في الدعارة، واكتشاف قيام بعض الطالبات تحت درج الجامعة وفي الحمامات بتغيير ملابسهن التي خرجن بها من المنزل بأخرى مبتذلة.
فيما قال مصدر أمني -طلب عدم ذكر اسمه أيضا-: إن جامعة قار يونس تعد "وكرا لتوزيع المخدرات وممارسة الدعارة".
لجان متابعة
ولضبط المخالفين لهذه التعليمات، وإحالتهم إلى المجالس التأديبية المنصوص عليها في اللوائح المعمول بها، شكلت عدة كليات في الجامعة لجانا لحفظ النظام والمتابعة.
وقال أحمد فوزي المانع -مسجل كلية الآداب بالجامعة ورئيس لجنة حفظ النظام بالكلية-: إن لجنته "تشكلت بموجب كتاب من الأخ مسجل عام الجامعة لمتابعة تنفيذ التعليمات الخاصة بالزى الجامعي وسلوكيات الطلبة".
وأضاف: "دورنا تربوي قبل أن نكون منبرا علميا، فقد لاحظنا مؤخرا ظواهر مشينة على مستوى السلوك الشخصي للطلبة والطالبات على مستوى اللباس الفاضح أو الأعمال المنافية للأخلاق".
وأكد فوزي أنه "لم نمنع الحجاب، وإنما منعنا النقاب؛ حرصا على سلامة الطالبات، خوفا من تستر عديمي الضمير بزي الطالبات لممارسة أعمال غير أخلاقية". وتضم جامعة قار يونس نحو 50 ألف طالب وطالبة، 85% منهم إناث.
وحول هذه المحظورات، انقسم الطلاب والمدرسون، فبينما اعتبرها بعضهم اعتداء على الحريات الشخصية للطلاب، رأى آخرون أنها ستساهم إلى حد كبير في ضبط الأمور داخل الحرم الجامعي، الذي عانى مؤخرا من اختلالات خطيرة رصدتها عدة أجهزة أمنية.
منقول
_________________
اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا