^التفكك الأسرى بعد الطلاق ^

أريد أن أطرح عليكم موضوعا طالما أرقني وفكرت فيه كثيرا ووجدت نفسي كأنني أصيح في واد أو أنفخ في رماد ...

الموضوع هو التفكك الأسري ولا أعني به التفكك الذي يحصل للأسر بعد الطلاق ...فهذا بدوره آفة الآفات ومشكل المشكلات ....
لكن التفكك الذي أعنيه هو التفكك بين الأسرة الواحدة ...بين العائلة الواحدة بين الإخوة والأخوات ...بين الأب وأبنائه ...بين الأم وأولادها ...
بين العمات ...بين الخالات ....بين الكل ...
أمر عجيب ....حقد قديم ...وآخر جديد ...حسد ...تنابز بالألقاب...غيرة ....قطيعة ...
ما هذا يا أحباب ؟؟
إنه الواقع المر الذي نعيشه ...واقع العولمة وواقع الحضارة الذي أصبح فيه الأخ لا يلتفت فيه لأخيه ...لا رحمة ولا شفقة داخل الأسرة الواحدة ...

أين نحن من صلة الرحم؟؟ ....(لا يدخل الجنة قاطع) والقاطع هنا ليس قاطع الطريق فقط بل قاطع رحم.
أين نحن من تبسمك في وجه أخيك صدقة ؟
أين نحن من خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ؟
أين نعيش إذن ؟
ماذا عساني أقول وقد اختلط الحابل بالنابل.
لقد اختلطت الأمور في الأسرة الواحدة وأصبح بعض الناس يصطادون في الماء العكر ولا يرتاحون ولا يهدأ لهم بال حتى يفرقوا بين أفراد العائلة الواحدة ويقولون لهذا ويخبرون عن هذا وفي كثير من الأحوال كذبا وبهتانا ...

أريدكم أن تجيبوني وبصراحة :
كيف نتعامل مع هذا الوضع؟
كيف يتم وضع حد للتفكك الحاصل اليوم في الأسر؟
كيف يتم فضح من يصطادون في الماء العكر؟
كيف يتم الصبر على آذى الأقارب وكسبهم إلى جانبك؟
ماذا تفعل إن قمت بجميع المحاولات ووجدت ان الآخر لا يهمه إلا أن يهينك ؟
صحيح أنه يجب أن يكون لك قلب كبير ولا تنزل إلى مستوى البعض ولكن لابد من نقاش في الموضوع.

دمتم في رعاية الله.
شارك برأيك أيها الأخ الكريم ...أيتها الأخت الكريمة

إنه الواقع المر الذي نعيشه ...واقع العولمة وواقع الحضارة الذي أصبح فيه الأخ لا يلتفت فيه لأخيه ...لا رحمة ولا شفقة داخل الأسرة الواحدة ...

كلام سليم التفكك كتر قوى فى هذا الزمان جزاكى الله خير على الموضوع المهم

باتت ظاهرة التفكك الأسري تؤرق المجتمع العربي وتهدد من استقراره.

في هذا التحقيق نرصد هذه الظاهرة من خلال كل من مصر وفلسطين في محاولة لتحديد أسباب التفكك الأسري، وتراكم الجليد في العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة.
ففي مصر أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن ارتفاع معدل الطلاق حيث أكدت وثائق الطلاق التي صدرت 2009 ما يزيد عن 264 ألف وثيقة طلاق، كما رصدت نفس الوثائق وجود ألف حالة زواج عرفي فقط رصدت بين أصحاب بعض الشركات وسكرتيراتهم الخاصة.
ووصفت نفس الدراسة بعض أنواع الطلاق بمصطلح الطلاق العاطفي "هذا النوع غير مسجل في الوثائق الرسمية" حيث يقوم الزوج بهجر زوجته عند الزوج بأخرى أو بعد إقامة علاقات محرمة خارج نطاق الأسرة.
رغم أن الإحصائيات الرسمية تبدو صادمة، إلا أن تصاعد معدل الخلافات الزوجية التي لم تسجلها هذه الوثائق يبدو كبيرا مع غياب الدفء داخل الأسرة وجنوح أفراد الأسرة من الأولاد نحو الانحراف.

أم تخلت وأب مشغول
في البداية يقول سامر عبد الله طالب جامعي،: "عانيت منذ 10 سنوات من غياب الدفء الأسري! فأنا على سبيل المثال فقدت أبواي 4 سنوات عندما سافر والدي للعمل بإحدى دول الخليج، وغابت والدتي عن البيت بدعوى العمل، فأصبحت أعاني الغياب العاطفي، وكنت لا أجلس مع والدتي إلا يوم الجمعة فقط من كل أسبوع! في حين فقدت تواصلي مع والدي إلا من خلال التليفون".

ويضيف: "يبدو لبعض الأسر أن جمع المال أهم، وبذلك يعطونه أولوياتهم ومع هذا الغياب يحدث التفكك في أحسن الأحوال، وربما ينجرف الأبناء نحو الانحراف بكافة صورة وأشكاله والتي يعد الإدمان صورة واضحة فيها".
وذكر أنه في هذه الفترة قطع علاقته ببعض أصدقائه الذين تحولوا للانحراف بسبب غياب آبائهم، موضحا أن غياب الوالدين ليس بسبب السفر، ولكن هناك آباء متواجدين مع أبنائهم ولكنهم غائبون في ذات الوقت.

مأساة زهرة
زهرة من فلسطين فتاة في ربيع عمرها الثامن عشر، تعيش تفاصيل حياة تعيسة مع أسرتها وحياة خوف وقلق ورعب من والدها المدمن على المخدرات.
تعود بذاكرتها إلى تفاصيل مأساتها التي ما زالت تعاني منها، فهي الآن رهن العلاج النفسي والاجتماعي ضمن برنامج الرعاية الأسرية في وزارة الشؤون الاجتماعية بغزة ، تقول الفتاة: "إن سبب مأساتها عدم التوافق في العلاقة الزوجية بين والديها الذي أثمر طلاق والدتها للمرة الأولى، ومن ثمَّ بدأ تحرش والدها بها وبشقيقاتها جنسياً أحياناً؛ ليشبع رغباته وأحياناً أخرى قد يبيعهنّ من أجل الحصول على المخدرات". تصمت قليلاً وتتوارى بدموعها قليلاً تشير إلى أنها في كل مرة تحاول الإفلات والنجاة بنفسها من خطر والدها وتساعد شقيقاتها بعدم الرضوخ لمطالب الوالد الدنيئة، مؤكدة أن برنامج الرعاية الأسرية في وزارة الشؤون الاجتماعية يساعدها على ذلك، بوضع حدود وخطط لهن للتعامل مع والدهن إذا حاول الاعتداء على إحداهن.

لماذا طلقت؟
سعاد سمير من مصر مطلقة تقول: "وقعت وزوجي في أخطاء كبيرة منها عدم تقديس حرمة البيت، والعلاقة فكان كل منا يقدم العمل والتواجد مع الأصدقاء على البيت فيوما بعد الآخر حدث جفاء انتهى بالطلاق رغم أن زواجنا استمر 10 سنوات.
وتنصح الزوجات والأزواج أن يجتمعوا على الحفاظ على المشاعر الطيبة، وفي حالة نشوب خلاف أن يلجؤوا إلى مكاتب الاستشارات الزوجية، أو حل هذه الخلافات عن طريق التفاهم والتقارب.
وأضافت، أنها تعاملت بلا مبالاة مع كل المشاكل التي قابلتها في حياتها الأسرية فكان نتيجة ذلك الطلاق، فتراكم هذه المشكلات أدى إلى تبلد العلاقة.
وأنهت كلامها، بأنها بعد الطلاق اضطرت لأن تستعين بوالدتها في تربية أبنائهن أثناء العمل مما أثر سلبا على هؤلاء الأولاد؛ لأنهم لم يجدوا الرعاية الأسرية فضلا عن الدفء العائلي بعد الطلاق وأثناء العيش سويا.

فتور العلاقات الزوجية
يقول الأخصائي الاجتماعي من فلسطين محمد الشامي: "إن أسباب التفكك الأسري تعود إلى طبيعة العلاقة بين الزوجين بالأساس، فإن كانت هذه العلاقة على قدر من التوافق الأسري والاجتماعي وكانت العلاقة بينهما حميمة وجيدة؛ فإن ذلك ينعكس على الأطفال والأسرة بأكملها.
ناهيك عن الأسباب الاقتصادية والنفسية ولاسيما الأوضاع السياسية التي يمر بها الوطن الفلسطيني من حروب وحصار وخلافات داخلية، ولفت الشامي إلى أن معالجة حالات التفكك الأسري تكون ضمن خطة مشتركة لإزالة مسببات الحالة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية من خلال برامج مكثفة يخضع لها أفراد الأسرة، ويدعو الشامي الآباء لعدم جعل الأبناء مسرحا للخلافات بينهما للوصول إلى بر الأمان بهذه الأسرة.
وتقول الدكتورة حنان زين مدير مركز السعادة للاستشارات والتنمية الأسرية بمصر: "من أسباب جفاء العلاقة وبرودها الانطباع السائد داخل البيت أن العلاقة الزوجية علاقة اضطرارية، وبالتالي عدم اقتناع كل طرف من طرفي العلاقة بالطرف الأخر ولا يبذل مجهود في تحسين العلاقة أو في تقارب وجهتي النظر".
وأرجعت زين بعض الخلافات الزوجية إلى تدخل بعض الأطراف مثل "الحماة" والدة الزوجة أو الزوج، وغالبا ما يعقد العلاقة وبتدخلهم يزيد المشاكل الأسرية ويدخل العلاقة في نفق العناد، وبالتالي تتحول العلاقة إلى مجرد صراع.

وأكدت، أن غياب مراكز الإرشاد الأسري عن حياة الأسر سبب في زيادة معدلات الطلاق ومن ثم الخلافات.
البناء الأسري تأثر
برأي أستاذ علم النفس بغزة د. سمير قوته فإن التفكك الأسري والجفاء وبرودة العلاقات بين أفراد الأسرة يعود لعدة أسباب وعوامل تشترك فيها الأسر في مختلف الأقطار العربية بتفاوت الأسباب منها النفسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.
فيما يتعلق بالوضع الفلسطيني فيوضح د. سمير أن له خصوصيته حيث تبرز أسباب سياسية لحدوث التفكك الأسري وفتور العلاقات بين أفراد الأسرة تنطوي على الحصار وحالة الحرب وما تثمره من تشتت وتشرذم لأفراد العائلة، وألمح قوته في حديث خاص إلى أن أخطرها العوامل الاجتماعية، نتيجة فتور العلاقات في الحياة الزوجية أو عدم رضا أحد الزوجين مما ينعكس على قوة العلاقة بينهما.

يؤكد د. قوته أن الأسرة الفلسطينية على الرغم ما تعيشه من ظروف قاسية وأحداث متلاحقة وحروب ومصائب وحصار تبقى أسرة عظيمة، موضحاً أن أي أسرة في العالم تتعرض لما تتعرض له الأسرة الفلسطينية لا يمكنها البقاء والاستمرار بذات العطاء ولانقرضت عن الوجود.

وشدد د. قوته على أن إعادة الجو الدافئ إلى الأسرة يتطلب المصارحة والحديث والنقاش فالتفريغ والكلام خير وسيلة للعلاج، ولإعادة التواصل ولإحلال التفاهم بين أفراد الأسرة، داعياً أرباب الأسرة إلى قضاء الإجازة الأسبوعية مع أسرهم حتى لو كان في أضيق الحدود، فقط يشعرهم بأنه قريب منهم وأضاف :" هذا كفيل بإخراج التوتر من داخل أفراد الأسرة وكفيل بإصلاح حالها ".

ويؤكد الخبير النفسي من مصر خالد كمال: "إن التطور المتلاحق على المستوى التكنولوجي بالشكل المدهش الذي نراه اليوم أثر في متغير القيم، كما أثر على شكل العلاقة الزوجية وغالبا ما كان التأثير سلبيا.
وضرب مثالا لهذا التأثير السلبي بخروج بعض الزوجات للعمل تحت دعوى الحرية في الوقت الذي يعمل فيه الزوج أكثر من عمل لزيادة الدخل وتحقيق رغبات زوجته أو حتى رغباته الشخصية، وبالتالي يتحول البيت لفندق يقتصر دورة على المبيت وتناوله بعض الوجبات السريعة في نهايته.
وأضاف، من أسباب الجفاء بين أفراد الأسرة الخلاف الدائم مع غياب تجارب الزوجين في إدارة خلافاتهم، وبالتالي غابت الذكريات السعيدة، فقديما كان يجلس الزوجين و يتذكران الأيام الجميلة، وأجمل مواقف جمعتهما، ونفس الأمر يتكرر بين أفراد الأسرة جميعا.
أجرى التحقيق من مصر: منير أديب ومن فلسطين: ميرفت عوف.

» احصائيات الطلاق فى مصر
» التكافل الاجتماعي الأسرى في الإسلام
» ^ اللقاء الأسرى ^مع نبيلة محمود وكلمة حق ^ حصرى