^ الشيطان والإنسان ^ مع نبيلة محمود خليل ^ حصرياً

الشيطان والإنسان

س- من هو الشيطان ؟

ج- إن الشيطان .. هو كل من يدعو إلى البعد عن عبادة الله .. والبعد عن منطق الحرية ... ويحض على المعصية مهما كان جنسه .. وإن إبليس خلق من خلق الله .. تمرد على منهج الله .. بما أعطاه الله من حرية الاختيار فى أن يطيع أو يعصى ، وفى أنه رد الأمر على الأمر وهو الله سبحان وتعالى .. فكفر بذلك العصيان ، ثم تمادى فى الكفر ، وطلب من الله سبحانه وتعالى أن يبقية حتى تقوم الساعة .

يقول الحق تبارك وتعالى : (قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأقْعُدَنّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) [سورة: الأعراف - الأية: 16]
س- كيف دخل الشيطان إلى باب غواية الإنسان ؟ .. وبماذا دخل ؟
ج- إذا قرأت الأية الكريمة التى تحكى مقالة الشيطان لله عز وجل : قال تعالى: (قَالَ فَبِعِزّتِكَ لاُغْوِيَنّهُمْ أَجْمَعِينَ) [سورة: ص - الأية: 82]

تعرف كيف دخل الشيطان ... إلى غواية الإنسان ؟ دخل من باب عزة الله سبحانه وتعالى ... وبإن الحق جل جلاله عزيز ... لا يحتاج لأحد من خلقه ... أى أن إبليس قال يارب لو أنك أردتهم طائعين ... ما استطعت أن أغوى واحد منهم ... ولكنك لآنك عزيز عن كل خلقك .. لا تزيد طاعتهم فى ملكك شيئاً ... ولا تنقص معصيتهم فى ملكك شيئاً فإنى بعزتك سأقوم بغوايتهم أجمعين .. وسأزين لهم المعصية ... سأقعد لهم على كل صراط مستقيم ، أما الطرق غير المستقيمة فلا حاجة للشيطان أن يقعد عليها .. أنه لا يجلس – مثلاً – على أبواب أماكن تناول الخمر ... ولا على أبواب الأماكن التى تتم فيها الفاحشة – فإن هؤلاء الناس الذى يرتادون هذه الأماكن قد أصبحوا جنوداً للشيطان .. ليسوا محتاجين إلى إغواء ... ولا إلى وسوسة .

وسنستمر معاً لتكملة الحديث عن الشيطان

المرجع الشعراوى / كتاب الشيطان والإنسان

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

إن الشيطان .. هو كل من يدعو إلى البعد عن عبادة الله .. والبعد عن منطق الحرية ... ويحض على المعصية مهما كان جنسه .. وإن إبليس خلق من خلق الله .. تمرد على منهج الله .. بما أعطاه الله من حرية الاختيار فى أن يطيع أو يعصى ، وفى أنه رد الأمر على الأمر وهو الله سبحان وتعالى .. فكفر بذلك العصيان ، ثم تمادى فى الكفر ، وطلب من الله سبحانه وتعالى أن يبقية حتى تقوم الساعة

أما الطرق غير المستقيمة فلا حاجة للشيطان أن يقعد عليها .. أنه لا يجلس – مثلاً – على أبواب أماكن تناول الخمر ... ولا على أبواب الأماكن التى تتم فيها الفاحشة – فإن هؤلاء الناس الذى يرتادون هذه الأماكن قد أصبحوا جنوداً للشيطان .. ليسوا محتاجين إلى إغواء ... ولا إلى وسوسة

أشكرك وسام وأشكرك كومندوا على مرورك الطيب

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

^ الشيطان والإنسان ^ مع نبيلة محمود خليل ^ حصرياً 931924

^ الشيطان والإنسان ^ مع نبيلة محمود خليل ^ حصرياً 798227

^ الشيطان والإنسان ^ مع نبيلة محمود خليل ^ حصرياً 25950

كتاب رائع لايمّل لشيخنا الفاضل / محمد متولي الشعراوي

تغمده الله في واسع رحمته

^ الشيطان والإنسان ^ مع نبيلة محمود خليل ^ حصرياً 25951

^ الشيطان والإنسان ^ مع نبيلة محمود خليل ^ حصرياً 7619

أشكرك aly issa على مرورك الطيب وعلى الأضافة جزاك الله خيرا

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

يقول الحق تبارك وتعالى : (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـَذِهِ الشّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظّالِمِينَ) [سورة: الأعراف - الأية: 19]

ومن هذه الية الكريمة .. نعرف أن آدم وحواء سكناً للجنة .. وكثيراً من العلماء قالوا .. إن المقصود بالجنة فى الأية الكريمة هى جنة الخلد فى الأخرة .. مما دفع المستشرقين وغيرهم أن يتساءلوا : كيف يمكن أن يدخل إبليس جنة الطائعين لله ليوسس لآدم وحواء ويغريهما بالمعصية ؟! كيف يمكن لإبليس .. وهو عاص ومطرود من رحمة الله .. ومحكوم عليه بالعذاب فى النار .. أن يدخل جنة الخلد ؟

ثم كيف يمكن لآدم وحواء .. أن يدخلا جنة الخلد ثم يخرجا منها ؟ مع ان الله سبحانه وتعالى قد كتب ان كل من يدخل الجنة يبقى خالداً فيها ؟

نقول لهؤلاء جميعاً .. إنكم لم تفهموا مدلول " جنة " فى القرآن الكريم .. إن هناك شيئاً فى اللغة العربية يسمى غلية الأستعمال .. ذلك أن اللفظ يكون له معان متعددة .. ولكنه يؤخذ عادة على معنى واحد ,, إذا قاله الإنسان .. انصرف الذهن إلى هذا المعنى بالذات .. من هنا فإننا عندما نسمع كلمة " جنة " .. ينصرف ذهننا إلى جنة الآخرة .. لآنها فى الجنة الحقيقية .. ولكن الله سبحانه وتعالى استخدم كلمة جنة فى القرآن الكريم فى معان متعددة .. الجنة فى اللغة معناها الستر .. ولذلك فهى تطلق على المكان الذى فية أشجار غزيرة ومتنوعة .. بحيث إذا مشى الإنسان فيه .. سترته هذه الأشجار بأغصانها المتشابكة عمن هم خارج هذه الجنة فلا يرونهم .. وفى نفس الوقت .. فهو يجد فيها أسباب معيشته كاملة .. ولذلك فهو لا يحتاج إلى الخروج منها .. هذا هو المعنى اللغوى للجنة .

وفى معناها الدينى .. ( جنة الآخرة ) وفى ذلك نجد آيات كثيرة بهذين المعنيين كقول الحق سبحانه وتعالى : (وَاضْرِبْ لهُمْ مّثَلاً رّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأحَدِهِمَا جَنّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً) [سورة: الكهف - الأية: 32]

وقوله جل جلاله : قال تعالى: (أَيَوَدّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنّةٌ مّن نّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلّ الثّمَرَاتِ) [سورة: البقرة - الأية: 266]

وقوله تعالى : قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رّزْقِ رَبّكُمْ وَاشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيّبَةٌ وَرَبّ غَفُورٌ) [سورة: سبأ - الأية: 15]

كل هذه الآيات الكريمة .. استخدم فيها الحق سبحانه وتعالى .. كلمة جنة وهو يعنى جنة فى الدنيا .

ولقد قال بعض العلماء .. إن الله تبارك وتعالى .. قد فرق بين جنات الدنيا وجنة الأخرة .. فلفظ " الجنة " يطلق على جنة الآخرة وحدها .. ولفظ " جنة " من غير الأف والم .. يطلق على جنة الدنيا .. ولكن هذا كلام غير صحيح .. بدليل اقتران الألف والأم بجنة الدنيا . كما جاء فى قوله تعالى: (إِنّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ الْجَنّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنّهَا مُصْبِحِينَ) [سورة: القلم - الأية: 17] قال تعالى: (وَلاَ يَسْتَثْنُونَ) [سورة: القلم - الأية: 18]

والحديث هنا فى هاتين الآيتين .. عن جنة أو حديقة من حدائق الدنيا .. إذاً فالألف واللأم .. لا يميزان لفظ جنة .. بحيث يصبح المعنى هو جنة الآخرة .. ولا بد أن نقف هنا قليلاً .. عند بعض الأقوال التى تدعى أن آدم وحواء كانا يعيشان فى جنة الخلد .. وعندما عصيا الله طردهما من الجنة .. وأنزلهما ليعيشا فى شقاء على الأرض .

نقول أن هذا كلام غير صحيح فى اطلاقه .. وذلك أن الله سبحانه وتعالى .. قبل أن يخلق آدم حدد مهمته فى هذه الحياة .. وأقرأ قوله جل جلاله : (وَإِذْ قَالَ رَبّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً) [سورة: البقرة - الأية: 30]

المرجع من كتاب الشيخ الشعراوى الشيطان والإنسان

ولنا عودة أن شاء الله لنكمل قصة الشيطان والأنسان

نسألكم الدعاء

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

إذن قبل أن يتم خلق آدم .. كانت الغاية من خلقه انه سيعيش فى الأرض ويعمرها .

والنقطة الثانية هى انه لو أن آدم قد طرد من الجنة لآنه عصى ... فما ذنبنا نحن حتى نرث المعصية ونرث الشقاء .. إن هذا يتنافى مع عدل الله تبارك وتعالى فى قوله : قال تعالى: (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىَ) [سورة: فاطر - الأية: 18]

إن كل إنسان يحاسب عما فعله فقط .. ولا يحاسب عما فعله أبوه .. أو جده أو أولاده .. لأن الإنسان لا يحمل إلا حسناته او معصيتة .. ومن هنا لا يمكن ان يكون آدم قد عاش فى جنة الخلد .. ثم طرد منها لأنه قد عصى .. وتحملنا نحن نتيجة المعصية .

وورثناها وعذبنا بها بأن طردنا من الجنة ، لآن لو لم يعصى آدم لعشنا نحن فى الجنة .. نقول لهؤلاء إن هذا يتنافى مع عدل الله الذى يأبى أن تورث المعصية .

ولكن لماذا جعل الله سبحانه وتعالى اقامة آدم وحواء بعد خلقهما فى الجنة ؟

نقول أن لذلك حكمة .. فآدم خلق ليتلقى المنهج فى الله .. فى أفعل ولا تفعل .. وهذا المنهج فيه صلاح الحياة على الأرض .. فما قال عنه الله سبحانه وتعالى إفعل .. إن لم تفعله فسدت الأرض ، وما قال عنه لا تفعل .. إن فعلته فسدت الأرض .. إن الله تبارك وتعالى .. وضع آدم وحواء فى هذه الجنة لياخذوا تجربة عملية عن تطبيق منهج الله .. وليأخذوا تحذيراً عملياً .. عن مهمة الشيطان فى إفساد منهج الله .. لأن مهمة الشيطان أن يدفع آدم وذريتة ليفعلا ما نهاهما الله ألا يفعلاه .. وألا يفعلا ما أمرهما الله جل جلاله بفعله .. فإن قال الله لهما لا تشربا الخمر .. سيزين الشيطان لهما شرب الخمر ، وإن قال الله لهما أقيما الصلاة .. زين الشيطان لهما ترك الصلاة .. وهكذا .

لقد كانت التجربة بسيطة فى أدائها .. عظيمة فى مدلولها كانت تدريباً عملياً لآدم " عليه السلام "

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

بعض الناس يتسأل عن قول الله سبحانه وتعالى : (وَوَصّىَ بِهَآ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيّ إِنّ اللّهَ اصْطَفَىَ لَكُمُ الدّينَ فَلاَ تَمُوتُنّ إَلاّ وَأَنْتُم مّسْلِمُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 132]

والنهى هنا للبشر .. والسؤال : هل يملك الناس اختيارات فى الموت ؟ هل يستطيعون أن يحددوا وقته وزمانه ومكانه .. فلا يموتون إلا وهم مسلمون ؟

نقول أن الحق تبارك وتعالى يريد أن يلفتنا إلى أن الموت يأتى بغتة وفى أى لحظة فيكونوا على الإسلام دائماً .. حتى لا يفاجئكم الموت .. إلا وأنتم مسلمون .. ان الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نعرف أن فتنة الشيطان .. تخرجنا من جنة التكليف التى تقودنا إلى جنة الخلود فى الآخرة ..

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

الشيطان والإنسان

س- من هو الشيطان ؟

ج- إن الشيطان .. هو كل من يدعو إلى البعد عن عبادة الله .. والبعد عن منطق الحرية ... ويحض على المعصية مهما كان جنسه .. وإن إبليس خلق من خلق الله .. تمرد على منهج الله .. بما أعطاه الله من حرية الاختيار فى أن يطيع أو يعصى ، وفى أنه رد الأمر على الأمر وهو الله سبحان وتعالى .. فكفر بذلك العصيان ، ثم تمادى فى الكفر ، وطلب من الله سبحانه وتعالى أن يبقية حتى تقوم الساعة .

يقول الحقتبارك وتعالى : (قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأقْعُدَنّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) [سورة: الأعراف - الأية: 16]

س- كيف دخل الشيطان إلى باب غواية الإنسان ؟ .. وبماذا دخل ؟

ج- إذا قرأت الأية الكريمة التى تحكى مقالة الشيطان لله عز وجل : قال تعالى: (قَالَ فَبِعِزّتِكَ لاُغْوِيَنّهُمْ أَجْمَعِينَ) [سورة: ص - الأية: 82]

تعرف كيف دخل الشيطان ... إلى غواية الإنسان ؟ دخل من باب عزة الله سبحانه وتعالى ... وبإن الحق جل جلاله عزيز ... لا يحتاج لأحد من خلقه ... أى أن إبليس قال يارب لو أنك أردتهم طائعين ... ما استطعت أن أغوى واحد منهم ... ولكنك لآنك عزيز عن كل خلقك .. لا تزيد طاعتهم فى ملكك شيئاً ... ولا تنقص معصيتهم فى ملكك شيئاً فإنى بعزتك سأقوم بغوايتهم أجمعين .. وسأزين لهم المعصية ... سأقعد لهم على كل صراط مستقيم ، أما الطرق غير المستقيمة فلا حاجة للشيطان أن يقعد عليها .. أنه لا يجلس – مثلاً – على أبواب أماكن تناول الخمر ... ولا على أبواب الأماكن التى تتم فيها الفاحشة – فإن هؤلاء الناس الذى يرتادون هذه الأماكن قد أصبحوا جنوداً للشيطان .. ليسوا محتاجين إلى إغواء ... ولا إلى وسوسة .

وسنستمر معاً لتكملة الحديث عن الشيطان

المرجع الشعراوى / كتاب الشيطان والإنسان

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

إذن قبل أن يتم خلق آدم .. كانت الغاية من خلقه انه سيعيش فى الأرض ويعمرها .

والنقطة الثانية هى انه لو أن آدم قد طرد من الجنة لآنه عصى ... فما ذنبنا نحن حتى نرث المعصية ونرث الشقاء .. إن هذا يتنافى مع عدل الله تبارك وتعالى فى قوله : قال تعالى: (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىَ) [سورة: فاطر - الأية: 18]

إن كل إنسان يحاسب عما فعله فقط .. ولا يحاسب عما فعله أبوه .. أو جده أو أولاده .. لأن الإنسان لا يحمل إلا حسناته او معصيتة .. ومن هنا لا يمكن ان يكون آدم قد عاش فى جنة الخلد .. ثم طرد منها لأنه قد عصى .. وتحملنا نحن نتيجة المعصية .

وورثناها وعذبنا بها بأن طردنا من الجنة ، لآن لو لم يعصى آدم لعشنا نحن فى الجنة .. نقول لهؤلاء إن هذا يتنافى مع عدل الله الذى يأبى أن تورث المعصية .

ولكن لماذا جعل الله سبحانه وتعالى اقامة آدم وحواء بعد خلقهما فى الجنة ؟

نقول أن لذلك حكمة .. فآدم خلق ليتلقى المنهج فى الله .. فى أفعل ولا تفعل .. وهذا المنهج فيه صلاح الحياة على الأرض .. فما قال عنه الله سبحانه وتعالى إفعل .. إن لم تفعله فسدت الأرض ، وما قال عنه لا تفعل .. إن فعلته فسدت الأرض .. إن الله تبارك وتعالى .. وضع آدم وحواء فى هذه الجنة لياخذوا تجربة عملية عن تطبيق منهج الله .. وليأخذوا تحذيراً عملياً .. عن مهمة الشيطان فى إفساد منهج الله .. لأن مهمة الشيطان أن يدفع آدم وذريتة ليفعلا ما نهاهما الله ألا يفعلاه .. وألا يفعلا ما أمرهما الله جل جلاله بفعله .. فإن قال الله لهما لا تشربا الخمر .. سيزين الشيطان لهما شرب الخمر ، وإن قال الله لهما أقيما الصلاة .. زين الشيطان لهما ترك الصلاة .. وهكذا .

لقد كانت التجربة بسيطة فى أدائها .. عظيمة فى مدلولها كانت تدريباً عملياً لآدم " عليه السلام "

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

بعض الناس يتسأل عن قول الله سبحانه وتعالى : (وَوَصّىَ بِهَآ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيّ إِنّ اللّهَ اصْطَفَىَ لَكُمُ الدّينَ فَلاَ تَمُوتُنّ إَلاّ وَأَنْتُم مّسْلِمُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 132]

والنهى هنا للبشر .. والسؤال : هل يملك الناس اختيارات فى الموت ؟ هل يستطيعون أن يحددوا وقته وزمانه ومكانه .. فلا يموتون إلا وهم مسلمون ؟

نقول أن الحق تبارك وتعالى يريد أن يلفتنا إلى أن الموت يأتى بغتة وفى أى لحظة فيكونوا على الإسلام دائماً .. حتى لا يفاجئكم الموت .. إلا وأنتم مسلمون .. ان الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نعرف أن فتنة الشيطان .. تخرجنا من جنة التكليف التى تقودنا إلى جنة الخلود فى الآخرة ..

ثم يقول الحق تبارك وتعالى ( إِنّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ ) [سورة: الأعراف - الأية: 27]

أى إن الشيطان يرانا ونحن لا نراه وهذا يعطيه قدرة على الإغواء لأننا مادمنا لا نراه فإننا لا نستطيع أن نعرف الجهة التى سيأتى منها ، أو أن ننتبه إلى أنه يوسوس لنا .

- ولكن هل تركنا الحق تبارك وتعالى للشيطان يغرينا ويغوينا ، أم أنه أوجد لنا الوقاية ؟

- الحق جل جلاله شاء عدله .. أن يوجد لنا الوقاية من هذه الوسوسة .. ومن كل هذا الشر .. الوقاية لا تكون إلا بالتمسك بمنهج الله .. والذى يتمسك بمنهج الله ويخلص له .. لا يستطيع الشيطان أن يصل إليه أبداً ولا أن يغويه . لذلك نجد فى الآية الكريمة : قال تعالى: (قَالَ فَبِعِزّتِكَ لاُغْوِيَنّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) [سورة: ص – الأية 82: 83] هذا إعتراف من الشيطان بأنه لا يستطيع أن يقترب ممن يتمسك بالله وبمنهجه لأنه فى منعة منه لتمسكه بمنهج الله .

- وهنا يأتى قول الحق تبارك وتعالى : (إِنّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاّ مَنِ اتّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) [سورة: الحجر - الأية: 42] .

- لقد كفل الحق تبارك وتعالى الحماية لكل عبد أخلص فى إيمانه بالله .. وأخلص فى عبادته .. ولذلك فإن المؤمنين يحفظهم الله جل جلاله من غواية الشيطان .. وفى ذلك يقول الحق سبحانه فى وصف المؤمنين : قال تعالى: (إِنّ الّذِينَ اتّقَواْ إِذَا مَسّهُمْ طَائِفٌ مّنَ الشّيْطَانِ تَذَكّرُواْ فَإِذَا هُم مّبْصِرُونَ) [سورة: الأعراف - الأية: 201] معنى هذا أن الشيطان إذا مس عباد الله المؤمنين فإن الله لا يتركهم ، وإنما يذكرهم بمنهجه .. وحينئذ يبصرون الحق فيعودون إلى إتباع المنهج ، فكأن الذى يتبع الشيطان مثل الأعمى الذى لا يرى شيئاً فيتخبط فى السير ويتعثر ويقع .. والشيطان يحاول أن يعمى الأبصار .. حتى لا ترى الحقيقة ولا ترى آيات الله فى كونه ولا تبصر شيئاً .

الله سبحانه وتعالى أخبرنا فى القرآن الكريم أن هناك نزغاً للشيطان ، وهمزاً للشيطان ، ووسوسة للشيطان ، ومساً للشيطان فما هو الفرق بين هذه الأشياء كلها ؟ وما هى الطريقة التى يدخل بها الشيطان إلى النفس البشرية ؟ وكيف يدفعها إلى المعصية ؟ وكيف يخوف أولياءه ؟ ويسيطر عليهم بالخوف ؟ وكيف يهرب ويترك الإنسان الساقط فى المعصية ثم يتبرأ منه بعد ذلك ؟

- قبل أن نبدأ لابد أن نقول للشيطان وسوسة وللنفس البشرية وسوسة ودفعاً إلى المعصية ، ذلك أن الله سبحانه وتعالى أخبرنا فى القرآن الكريم أن النفوس تتفاوت ، هناك النفس الطيبة والنفس اللوامة ، والنفس الأمارة بالسوء .

- فالنفس الطيبة : هى التى لا تفعل إلا طيباً وإلا خيراً والنفس اللوامة هى التى يقع صاحبها فى المعصية ولكنها تلومه عليها فيعود إلى الخير مرة اخرى ، وقد يقع الإنسان فى المعصية أكثر من مرة والنفس الأمارة بالسوء هى التى اعتاد صاحبها السوء فلم يعد يثير فيه أى شعور بالندم والاستنكار ، بل هو يعيش من السوء ويأمر بالسوء وقد اعتاده بحيث أصبح لا يفعل إلا سيئاً ويستمتع بذلك السوء .

هناك نوعان من الوسوسة : وسوسة الشيطان بالنسبة للإنسان ووسوسة النفس له .. فكيف نفرق بين وسوسة الشيطان ووسوسة النفس ؟

- نقول : إن الشيطان يريد الإنسان عاصيا على أى وجه فلا يهمه نوع المعصية ولكن يهمه حدوثها ، فإذا حاول أن يغرى الإنسان بالمال الحرام ولم يجد منه استجابة أسرع وزين له المعصية مع النساء بارتكاب الزنا والفاحشة ، فإذا فشل فى ذلك أسرع يزين له معصية الخمر ويحاول أن يغريه بها فإن سد عليه كل منافذ المعصية أسرع يحاول أن يفسد له الطاعة بأن يجعله مثلاً يتفاخر بالصدقة فيضيع ثوابها ، أو إذا جاء موعد الصلاة فإنه يحاول أن يمنعه من أدائها .

- ويجب أن تعلم إن هذا الإغواء لا يأتى قسراً أو قهراً فالشيطان ليس له سلطان القهر على الإنسان ، ولكن إذا أذن للصلاة مثلاً فإنه يغريه بألا يقوم إلى الصلاة وإنما يؤجلها حتى ينتهى الفيلم الذى يشاهده فى التليفزيون ، فإذا انتهى الفيلم يذكره بأعمال يؤديها كأن يتصل بصديق له بالتليفون أو بتناول العشاء أولاً ، أو يقوم بزيارة كان قد نسيها إلى غير ذلك من أفاعيل الشيطان .

- فإذا كان الإنسان تاجراً فإنه يخوفه من أنه إذا قام للصلاة فستضيع منه صفقات ويضيع منه ربح .. وهكذا يظل ينقله من مشكلة إلى أخرى حتى يضيع منه وقت الصلاة أو ينصرف عنه بالتدريج ، فإذا فشل فى ذلك فإنه يوسوس له فى وضوئه وصلاته فيقول له إنك لم تحسن الوضوء فأعده ، ويظل يشككه فى وضوئه حتى يعيده مرات ومرات ، ثم بعد ذلك يشككه فى صلاته حتى يعيدها مرات ومرات ويدخل الشك فى نفس الإنسان فلا يعرف كم صلى ولا يعرف هل أحسن الوضوء أم لا .

- إذن فالشيطان لا يهمه نوع المعصية ولكن يهمه أن تتم المعصية

أما وسوسة النفس : - فهى أن تصر على نوع معين من المعصية ، لا تريد غيره ، أى أنها تلح على صاحبها أن يرتكب معصية بذاتها ويكررها ، ولا تطالبه بمعصية أخرى .

- يقول الحق تبارك وتعالى : (إِنّمَا ذَلِكُمُ الشّيْطَانُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مّؤْمِنِينَ) [سورة: آل عمران - الأية: 175] .

كيف يسيطر الشيطان عالى الإنسان بالخوف ؟ إذا تصدق الإنسان خوفه الشيطان من الفقر ، وإذا أراد أن يقول كلمة حق خوفه الشيطان من بطش رؤسائه الظالمين ، وإذا أراد أن يقوم للصلاة خوفه الشيطان من أنه سيضيع منه كذا وكذا من مصالح الدنيا ، وإذا قام ليجاهد فى سبيل الله خوفه الشيطان من قوة الكافرين وأدخل فى نفسه أنه سيقتل عند بدء المعركة ، وإذا أراد أن يسعى فى خير خوفه الشيطان فى أن ذلك سيضيع وقته ومصالحه ، وإذا أراد أن ينهى عن منكر خوفه الشيطان من أن ذلك سيجلب عليه الأذى .

- وهكذا كل خير يخطر على النفس يخوف الشيطان الإنسان من أنه سيقع عليه ضرر فى ماله أو نفسه ، أو أولاده أو وظيفته أو تجارته ، أو ما يهمه من أمور دنيوية ، وبهذا السلاح – سلاح الخوف – يلقى الشيطان الرعب فى نفس الإنسان من ناحية الخير.

المرجع من كتاب الشعراوى الشيطان والإنسان

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

أى إن الشيطان يرانا ونحن لا نراه وهذا يعطيه قدرة على الإغواء لأننا مادمنا لا نراه فإننا لا نستطيع أن نعرف الجهة التى سيأتى منها ، أو أن ننتبه إلى أنه يوسوس لنا .

كل لحظة الشيطان يوقنا فى معصية ندعوا الله ان يثبتنا على دينة ويطرد الشيطان من قلوبنا وجوارحنا

نبيلة أنتى قمة ولم يكن عندى كلام لأقول عن مواضيعك القيمة المميزة اللى فيها فائدة وعلم وثقافة وأدراك

مواضيعك تدخل القلب وتنسيق صفحاتك تخلى الواحد يقرأ الموضوع وهو منتعش ويقرأ الموضوع بتمعن

دمتى مميزة جعلة الله فى موازين حسناتك

تمنياتى للجميع بقراءة هذا الموضوع لقمتة وعلمة وتحذره من الشيطان

أقرأ وتمعن وأستفد

إذا قرأت الأية الكريمة التى تحكى مقالة الشيطان لله عز وجل : قال تعالى: (قَالَ فَبِعِزّتِكَ لاُغْوِيَنّهُمْ أَجْمَعِينَ) [سورة: ص - الأية: 82]

الشكر الجزيل لكل الاعضاء

أشكرك على مرورك الطيب بارك الله فيك

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

جزااك الله خيرا وبارك الله فيك
تحياتي
وتقديري

كتب الله لك أيتها لؤلؤه نبيلة أجر هذا
العمل الطيّب ، وجعل لك بكلّ حرف وعين تقرأه ،حسنة

ســـلمــت يـــداكـ، نبيلة ..

.. وداامـ، إبداعكـ، لمنتدانا ..

موضوع جميل من دون مجامله

جزاكم الله كل الخير نبيلة

على طرح هذا الموضوع
المهم

واشكرك على
حسن الاختيار لمثل هذة المواضيع القيمة

موضوع جامد جعله الله فى ميزان حسناتك

موضوع رررائع

شكرا لك على
الطرح
القيم المفيد

جزاك
الله خيرا

» // الاستعاذة من الشيطان ما وقع الشيطان من الصلاة ؟؟؟ // مع نبيلة محمود خليل وكلمة حق // حصرياً //
» ~رهف وبوله ومدينة الأشكال ~ مع نبيلة محمود خليل ~ نبيل خليل ~ حصرياً
» < غلبة النفس وعداوة الشيطان > مع wessam ,نبيلة محمود خليل ,حصرى