الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده
لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين - صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد :
فإن
الإسلام يوجب على المسلم أن يحب لإخوانه المسلمين من الخيـر ما يحبه لنفسه
، وأن يكره لهم من الشر ما يكره لنفسه ، وبناء على ما أوجبه الله من
التعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والتواصي بالصبر والأمر بالمعروف
الذي أمر الله به ورسوله والنهي عن المنكر - الذي نهى الله عنه ورسوله - .
1-
جاء الإسلام وأهل الجاهلية يكرهون الأنثى ويبغضونها قال
تعالى: ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى
ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ) (النحل:58) ويهينونها فيدفنونها وهي حية ، فحرّم الإسلام ذلك ،
ودعا إلى رفع شأنها وتحقيق كرامتها قال تعالى : (وَإِذَا
الموءودة سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) (التكوير:8-9) وقال
-صلى الله عليه وسلم- ((من عال جاريتين - بنتين -
حتى يبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين)) وضم
أصابعه . رواه مسلم . وقال -صلى الله عليه وسلم- ((من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من
النار)) رواه البخاري ومسلم.
2- جاء
الإسلام وكان أهل الجاهلية لا يورثون المرأة ، فأعطاها حقها في
الميراث قليلاً كان أو كثيراً قال تعالى: ( لِلرِّجَالِ
نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ
نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ
أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً ) (النساء:7) .
3- جاء الإسلام وأهل الجاهلية يرثون النساء كرهاً،فكانت
المرأة إذا مات زوجها يجيء أحد الورثة فيلقي عليها ثوباً ويقول ورثتها كما
ورثت ماله فيكون أحق بها من نفسها ، فحرم الإسلام ذلك ، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ
تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً )(النساء: من الآية19) .
4- جاء الإسلام والعرب في جاهليتهم يعضلون المرأة ويمنعونها
حقها : فيمنع الرجل مطلقته من الزواج حتى ترد عليه جميع ما أنفق
عليها ، ويمنع الأب ابنته والأخ أخته من الزواج إن
شاء ويسيء الرجل عشرة امرأته فلا يطلقها إلاّ بفدية ؛ فحارب الإسلام
ذلك وقضى عليه قال تعالى: ( وَلا تَعْضُلُوهُنَّ
لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ
بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ)(النساء: من الآية19) . وقال تعالى : ( فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا
تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ)(البقرة: من الآية232) .
5- جاء الإسلام والمرأة تقاسي الأمرين من ظلم الزوج
وسوء خلقه وقبح معاملته ؛ فحرم الإسلام ذلك ، وأمره أن يعاملها بما يحب أن
تعامله به قال تعالى: ( وَعَاشِرُوهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ)(النساء: من الآية19)، وقال تعالى: ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ )(البقرة:
من الآية228) .
6- جاء الإسلام وعدة المتوفى
عنها زوجها عام كامل فخففها إلى ثلث المدة قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً
يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً )(البقرة:
من الآية234).
7- أوصى الإسلام بالمرأة خيراً فقال
-صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح المتفق عليه : (( واستوصوا بالنساء خيراً )) ونهى عن بغض المرأة
المؤمنة فقال -صلى الله عليه وسلم- (( لا يفرك مؤمن
مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر )) . رواه مسلم .
ومعنى ( لا يفرك ) لا
يبغض . وقال -صلى الله عليه وسلم- ((خياركم :
خياركم لنسائهم )) رواه الترمذي ، وقال حديث حسن صحيح . وقال -صلى
الله عليه وسلم- ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة
الصالحة ) رواه مسلم . وبين من هي المرأة الصالحة في الحديث الآخر
بقوله : (( إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته
وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله )) رواه أحمد والنسائي .
وقال ابن عبد القوي في منظومة الآداب :
وخير النساء من سرت الزوج منظراً ***** ومن حفظته في مغيب
ومشهد
قصيـرة ألفــاظ قصيـرة بيتــها *****
قصيرة طرف العيـن عن كـل أبعـد
عَليْكَ
بذات الدين تظفر بالمنى الـ ***** ودود الولود الأصل ذات التعبد