^ الرزق ^حصرياً

الرزق

يقول الله سبحانه وتعالى قال تعالى: (كُلُواْ مِن طَيّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) [سورة: البقرة - الأية: 57]

فكأن هناك رزقاً طيباً ورزقاً غير طيب ويقول جل جلاله قال تعالى: (وَمَن رّزَقْنَاهُ مِنّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً) [سورة: النحل - الأية: 75]
إذن فهناك رزق حسن ورزق غير حسن ، قد يقول بعض الناس مادام الرزق مقدرا .. سواء حلال أم حرام فلماذا نحاسب على الرزق الحرام ؟

نقول : إن الله سبحانه وتعالى قدر رزق الإنسان . فإذا آمن الإنسان بذلك فلن تمتد يد إلى الحرام أبدا ، لأنه يعرف أنه مادام هذا رزقه فلا بد أنه آتيه وما

عليه إلا أن يصبر ، وإذا مرت به سدة أو أية ظروف أخرى تستدعى التحمل ، فعليه أن يستمسك بالإيمان ، فإن صبر على الرزق واستمسك بالإيمان

أتاه رزقه كله حلالاً .. وإن لم يصبر على الرزق واعتراه الخوف مما قد يمر به من ضيق ، وملأ الفزع قلبه فإنه يمد يده إلى المال الحرام .

إمتداد اليد إلى المال الحرام يأتى من الخوف ، ومن الفقر وعدم الأطمئنان .

الإنسان يريد أن يؤمن مستقبله ومستقبل أولاده ، ولا أمان إلا فى يد الله .. وإنسان آخر يريد أن يكون له رأسمال ليحميه من الفقر ،

وثالث يعتقد أنه عن طريق الحرام يستطيع أن يملك ويحصل على الثراء .. كل هؤلاء جميعاً إستطاع الشيطان أن يسيطر عليهم بالخوف

وفى ذلك يقول الله سبحانه وتعالى قال تعالى: (إِنّمَا ذَلِكُمُ الشّيْطَانُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مّؤْمِنِينَ)

[سورة: آل عمران - الأية: 175]
فكأن من وظيفة الشيطان أن يدخل الرعب إلى قلب الإنسان .. وأسهل طريق يدخل منه إلى القلب هو الرزق .

إنه يأتى ويوسوس إليك .. أطع رؤساءك وأشهد زورا وإلا قطعوا رزقك إفعل ما يطلبونه منك من معاصى ولا تعرض نفسك وأولادك للفقر

والطرد

.. أفعل كذا .. ويظل الشيطان يخوف الإنسان فيوقعه فى معصية بعد معصية فى نفسه مسألة عادية تحدث كل يوم ، وتصبح النفس أمارة بالسوء لا تحاسب نفسك على المعاصى .

وما دامت قد آمنت بالله واحدا ورازقاً ، فإنه يتعين على أن أثق فى كل ما يخبرنى به ثقة لا يعتريها شك .. حتى لا أعطى الشيطان فرصة يشوش بها

على .. فعندما أسمع قول الحق سبحانه يقسم بذاتهعلى صدقه فى ضمان الرزق لعباده يقول تعالى : (وَفِي السّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) [سورة: الذاريات - الأية: 22]
قال تعالى: (فَوَرَبّ السّمَآءِ وَالأرْضِ إِنّهُ لَحَقّ مّثْلَ مَآ أَنّكُمْ تَنطِقُونَ) [سورة: الذاريات - الأية: 23]

فيجب أن أشعر بالإمان فى حياتى لأن الرزق نفسه هو القائل وقول الحق والصدق ، ويحب أن أنتزع من النفس كل هواجسها فيما

يتعلق بالخوف على الرزق .

إذن فالرزق هو ما انتفع به الإنسان أو المرزوق ، وهذا الانتفاع له اتجاهان :

انتفاع " مادى " يستبقى به اإنسان حياته

وانتفاع " فى القيم " يثرى به الإنسان حياته ، هذا رزق وهذا رزق .

ما هو الأنتفاع " المادى " ، " وما هو الأنتفاع فى القيم " ؟

الحق سبحانه وتعالى حين خلق خلقه كان لع عطاءان :

عطاء ألو هية ....... وعطاء ربوبية ..

وكل منهما يختلف عن الآخر

عطاء الربوبية .. أن الله سبحانه وتعالى هو رب العالمين .. رب المؤمن ورب الكافر .. رب من بعبده ورب من يكفر به ، ولآنه سبحانه رب كريم ،

ولآنه عز وجل هو الذى استدعى خلقه إلى الحياة ، فكان لا بد أن يضمن لهم استبقاء الحياة بالرزق ، ولذلك قدر الله فى الأرض أقواتها ، وهذه الأقوات

المقدرة فى الأرض موجودة منذ خلق الله الأرض ، وتتسع لرزق كل حى عليها ولا تنتهى إلى أن تقوم الساعة وتنتهى الحياة على الأرض .

المرجع من كتاب الشعراوى الرزق

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا