مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى"

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 920014676

النهضة لا تتحقق إلا بالدين

وأساس الدين القرآن الكريم مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 920014676

من قبل كان العلماء والأطباء والنحويون والأدباء جميعهم

يحفظون القرآن وكثير من السنة المطهرة ثم يبدؤون علمهم التخصصي مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 920014676

هذه دعوة إلى القرون المتطورة

عجيب هل في الرجوع تقدم مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 920014676

الغرب عندما يرجع إلى الوراء يتخلف

ولكن نحن عندما نرجع إلى الوراء نتقدم وننهض لأن من وراءنا أسود علينا أن نتعلم منهم مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 920014676

هيا لنرقى بالقرآن

ونحفظه ليكون في صدورنا أينما كنا بحول الله وقوته مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 920014676

انتظر انضمام كل من يرغب بالحفظ و لا يجد الصحبة الصالحة

فليكن معنا لعلنا نكن صحبة صالحة بإذن الله مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 920014676

توكلنا على الله مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 920014676

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

السلام عليكم

كل الشكر والتقدير لكم جميعا على مروركم الطيب

بارك الله فيكم جميعا

جعله الله فى موازين حسناتكم

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

السلام عليكم

قال تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [سورة: البقرة - الأية: 256]

قال تعالى: (اللّهُ وَلِيّ الّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مّنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ وَالّذِينَ كَفَرُوَاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مّنَ النّورِ إِلَى الظّلُمَاتِ أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 257]

قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِي حَآجّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبّيَ الّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنّ اللّهَ يَأْتِي بِالشّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ) [سورة: البقرة - الأية: "258]

قال تعالى: (أَوْ كَالّذِي مَرّ عَلَىَ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىَ عُرُوشِهَا قَالَ أَنّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَىَ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنّهْ وَانْظُرْ إِلَىَ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَانْظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة: البقرة - الأية: 259]

قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَىَ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىَ وَلَـكِن لّيَطْمَئِنّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مّنَ الطّيْرِ فَصُرْهُنّ إِلَيْكَ ثُمّ اجْعَلْ عَلَىَ كُلّ جَبَلٍ مّنْهُنّ جُزْءًا ثُمّ ادْعُهُنّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [سورة: البقرة - الأية: 260]

مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 52019

مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 52019

مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 193602097

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

السلام عليكم

معانى الكلمات

لا انفصام لها

لا انقطاع ولا زوال لها

فبهت

غلب وتحير

خاوية على عروشها

خربة أو خاليه من أهلها

أنى يحيى

كيف أو متى يحيى

لم يتسنة

لم يتغير مع مرور السنين عليه

ننشزها

نرفعها من على الارض لنؤلفها

....

الدرس

..**..

قال تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَ
الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ
اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ) [سورة: البقرة - الأية: 256]

أى لا تكرهوا أحداً
على الدخول فى دين الإسلام , فإنه بين واضح جلى دلائله وبراهنيه , لا يحتاج إلى أن
يكره أحد على الدخول فيه

بل من هداه الله
للإسلام وشرح صدروه ونور بصيرته دخل فيه على بينة , ومن أعمى الله قلبه , وختم على
سمعه وبصره فإنه لا يفيد الدخول فى الدين مكرهاً مقسوراً . " فَمَنْ يَكْفُرْ
بِالطّاغُوت " أى من خلع الأنداد والأوثان , وما يدعو إليه الشيطان من عبادة
كل ما يعبد من دون الله ووحد الله فعبده وحده وشهد أن لا إله إلا هو " فَقَدِ
اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ " أى فقد ثبت فى أمره و وأستقام على
الطريقة المثلى والصراط المستقيم , وشبه ذلك بالعروة القوية التى لا تنفصم , فهى
فى نفسها , محكمة مبرمة قوية , وربطها قوى شديد , والعروة الوثقى : الإيمان , أو
الإسلام .

قال تعالى: (اللّهُ وَلِيّ الّذِينَ آمَنُواْ
يُخْرِجُهُمْ مّنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ وَالّذِينَ كَفَرُوَاْ
أَوْلِيَآؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مّنَ النّورِ إِلَى الظّلُمَاتِ
أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [سورة: البقرة - الأية:
257]

يخبر الله تعالى أنه
يهدى من اتبع رضوانه سبل السلام , فيخرج عباده المؤمنين من ظلمات الكفر والشك
والريب إلى نور الحق الواضح الجلى المبين السهل النير , وأن الكافرين إنما وليهم
الشيطان , يزين لم ما هم فيه من الجهالات والضلالات , ويخرجونهم ويحيدون بهم عن
طريق الحق إلى الكفر والإفك . ووحد تعالى لفظ النور , وجمع الظلمات لأن الحق واحد
, والكفر إجناس كثيرة , وكلها باطلة . " وأن هذا صراطى مستقيماً فاتبعوه ولا
تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله "
مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 52019

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

مرحبا بعودة المشروع

تبارك الله اعان الله الجميع

اشكرك سيدة القصر " نبيلة محمود خليل"

قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِي حَآجّ
إِبْرَاهِيمَ فِي رِبّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ
رَبّيَ الّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ فَإِنّ اللّهَ يَأْتِي بِالشّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا
مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ
الظّالِمِينَ) [سورة: البقرة - الأية: "258]
خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة
هذا الذى حاج
إبراهيم فى ربه هو ملك بابل , نمرود بن كنعان , قال مجاهد : وملك الدنيا : مشارقها
ومغاربها أربعة : مؤمنان وكافران
خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة
فالمؤمنان سليمان بن
داود , وذو القرنين , الكافران نمرود وبختنصر . والله أعلم . " أَلَمْ تَرَ" أى بقلبك يا محمد .
" إِلَى الّذِي حَآجّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبّهِ " أى فى وجود ربه , وذلك
أنه أنكر أن يكون ثم آله غيره , كما قال بعده فرعون لملئه " ما علمت لكم من
إله غيرى" وما حمله على هذا الطغيان والكفر الغليظ , والمعاندة الشديدة إلا
تجبره , وطول مدته فى الملك وذلك أنه يقال : إنه مكث أربعمائة سنة فى ملكه , ولهذا
قال : " إن آتاه الله الملك " وكان طلب من إبراهيم دليلاً على وجود الرب
الذى يدعو إليه فقال إبراهيم : " ربى الذى يحيى ويميت " أى إنما الدليل على
وجوده حدوث هذة الإشياء المشاهدة بعد عدمها , وعدمها بعد وجودها , قال نمرود قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ" ادعى
لنفسه هذة المقام عناداً ومكابرة وأوهم أنه هو الذى يحيى ويميت إذ قال : إنى أوتى
بالرجلين قد استحقا القتل فآمر بقتل أحدهما فيقتل وآمر بالعفو عن الآخر فلا يقتل ,
فرد إبرهيم هذة المكابرة بقوله " فإن الله يأتى بالشمس "أى إذا كنت تدعى
من أنك تحيى وتميت فالذى يحيى ويميت هو الذى يتصرف فى الوجود فى خلق ذواته وتسخير
كواكبه وحركاته , فهذة الشمس تبدو كل يوم من المشرق فإن كنت ألهاً كما ادعيت تحيى
وتميت فأت بها من المغرب ؟ فلما علم عجزه وانقطاعه , وأنه لا يقدر على المكابرة فى
هذا المقام بهت أى أخرس فلا يتكلم وقامت عليه الحجة " والله لا يهدى القوم
الظالمين " أى لا يلهمهم حجة ولا برهاناً , بل حجتهم داحضة عند ربهم , وعليهم
غضب ولهم عذاب شديد .
مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 52019

مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 655186

قال تعالى: (أَوْ كَالّذِي مَرّ عَلَىَ قَرْيَةٍ وَهِيَ
خَاوِيَةٌ عَلَىَ عُرُوشِهَا قَالَ أَنّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ
مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ
قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ
فَانْظُرْ إِلَىَ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنّهْ وَانْظُرْ إِلَىَ
حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَانْظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ
نُنْشِزُهَا ثُمّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنّ
اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة: البقرة - الأية: 259]

اختلقوا فى هذا
المار من هو ؟ فقيل : هو عزيز , وهذا القول هو المشهور , وقيل : هو أرميا بن حلقيا
, وقيل : هو اسم الخضر عليه السلام, وقيل : حزقيل , وأما القرية بالمشهور أنها بيت
المقدس , مر عليها بعد تخريب بختنصر لها وقتل أهلها . " وهى خاوية " أى
ليس فيها أحد , من قولهم : خوت الدار تخوى خوياً . وقوله : " على عروشها
" أى ساقطة سقوفها وجدرانها على عرصاتها , فوقف متفكراً فيما آل أمرهم إليه
بعد العمارة العظيمة , وقال : إنى يحيى هذة الله بعد موتها ؟ " وذلك لما رأى
من دثورها وشدة خرابها , وبعدها عن العود لما كانت عليه . قال تعالى : "
فأماته الله مائة عام ثم بعثه " وعمرت البلدة بعد سبعين سنة من موته وتكامل
ساكنوها , وتراجع بنوا إسرائيل إليهم , فلما بعثه الله بعد موته كان أول شئ أحيا
الله فيه عينيه لينظر بهما إلى صنع الله فيه , كيف يحيى بدنه , فلما استقل سوياً
" قال " الله له أى بواسطة الملك " كم لبثت؟" قال : لبثت
يوماً أو بعض يوم" وذلك أنه مات أول النهار , ثم بعثه فى أخر النهار , فلما
رأى الشمس باقية ظن أنها الشمس ذلك اليوم " قال بل لبثت " وذلك أنه كان
معه ذكر عنب وتين وعصير , فوجده لم بتغير منه شيء , لا العصير استمال , ولا التين
حمض ولا أنتن , ولا العنب نقص " وانظر إلى حمارك" أى كيف يحييه الله عز
وجل وانت تنظر " ولنجعلنك آية للناس " أى دليلاً على المعاد "
وانظر إلى العظام كيف ننشزها " أى نحييها , " ثم نكسوها لحماً , فلم
تبين له قال :أعلم أن الله على كل شيء قدير " أى أنا عالم بهذا , وقد رأيته
عياناً , فأنا أعلم أهل زمانى بذلك .

مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 259785

مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 259785

_________________
<br>

مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 449550

قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبّ أَرِنِي
كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَىَ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىَ وَلَـكِن
لّيَطْمَئِنّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مّنَ الطّيْرِ فَصُرْهُنّ إِلَيْكَ
ثُمّ اجْعَلْ عَلَىَ كُلّ جَبَلٍ مّنْهُنّ جُزْءًا ثُمّ ادْعُهُنّ يَأْتِينَكَ
سَعْياً وَاعْلَمْ أَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [سورة: البقرة - الأية: 260]

ذكروا لسؤال إبراهيم عليه السلام أسباباً منها أنه لما
قال لنمرود " ربى الذى يحيى ويميت " أحب أن يترقى من علم اليقين بذلك
إلى عين اليقين , وأن يرى ذلك مشاهدة فقال : " رب أرنى كيف تحى الموتى "
وقوله ( فصرهن إليك ) أوثقهن , فلما أوثقهن ذبحهن , ثم جعل على كل جبل منهن جزءاً
, وأخذ رؤسهن بيده , ثم أمره الله أن يدعوهن فدعاهن كما أمره الله عز وجل , فجعل
ينظر إلى الريش يطير إلى الريش , والدم إلى الدم واللحم إلى اللحم , والإجزاء من
كل طائر يتصل بعضها بعض حتى قام كل طائر على حدته وأتينه يمشين سعياً , ليكون أبلغ
له فى الرؤية التى سألها , وجعل كل طائر يجئ يأخذ رأسة الذى فى يد إبراهيم عليه
السلام , فإذا قدم له غير رأسه يأباه , فإذا قدم إليه رأسه تركه مع بقية جسده بحول
لله وقوته ,ولهذا قال : " واعلم أن الله القاهر لكل شيئ , حكيم فى أقواله
وأفعاله وشرعه وقدره . فقال ابن عباس لابن عمرو بن العاص : أى آية فى القرأن أرجى
عندك ؟ فقال عبد الله بن عمرو : قول الله : "قل الله عز وجل : (وإذا قال
إبراهيم رب أرنى كيف ) فرضى من إبراهيم قوله : " بلى " قال : فهذا لما
يعترض فى النفوس ويوسوس به الشيطان . وفى الحديث : " نحن أحق بالشك من
إبراهيم إذ قال : " رب أرنى كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن
ليطمئن قلبى " والمعنى إذا لم أشك أنا فى قدرة الله على إحياءالموتى ,
فإبراهيم أولى بأن لا يشك , وقال ذلك : على سبيل التواضع , والهضم من النفس .

لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)

لكمال هذا الدين واتضاح آياته لا يُحتاج إلى الإكراه عليه لمن تُقبل منهم الجزية, فالدلائل بينة يتضح بها الحق من الباطل, والهدى من الضلال. فَمَن يكفر بكل ما عُبِد من دون الله ويؤمن بالله, فقد ثبت واستقام على الطريقة المثلى, واستمسك من الدين بأقوى سبب لا انقطاع له. والله سميع لأقوال عباده, عليم بأفعالهم ونياتهم, وسيجازيهم على ذلك.

اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)

الله يتولى المؤمنين بنصره وتوفيقه وحفظه, يخرجهم من ظلمات الكفر, إلى نور الإيمان. والذين كفروا أنصارهم وأولياؤهم الأنداد والأوثان الذين يعبدونهم من دون الله, يُخرجونهم من نور الإيمان إلى ظلمات الكفر, أولئك أصحاب النار الملازمون لها, هم فيها باقون بقاء أبديًا لا يخرجون منها.

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)

هل رأيت -أيها الرسول- أعجب مِن حال هذا الذي جادل إبراهيم عليه السلام في توحيد الله تعالى وربوبيته; لأن الله أعطاه المُلْك فتجبَّر وسأل إبراهيمَ: مَن ربُّك؟ فقال عليه السلام: ربي الذي يحيي الخلائق فتحيا, ويسلبها الحياة فتموت, فهو المتفرد بالإحياء والإماتة, قال: أنا أحيي وأميت, أي أقتل مَن أردتُ قَتْلَه, وأستبقي مَن أردت استبقاءه, فقال له إبراهيم: إن الله الذي أعبده يأتي بالشمس من المشرق, فهل تستطيع تغيير هذه السُّنَّة الإلهية بأن تجعلها تأتي من المغرب; فتحيَّر هذا الكافر وانقطعت حجته, شأنه شأن الظالمين لا يهديهم الله إلى الحق والصواب.

أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)
أو هل رأيت -أيها الرسول- مثل الذي مرَّ على قرية قد تهدَّمت دورها, وخَوَتْ على عروشها, فقال: كيف يحيي الله هذه القرية بعد موتها؟ فأماته الله مائة عام, ثم ردَّ إليه روحه, وقال له: كم قدر الزمان الذي لبثت ميتًا؟ قال: بقيت يومًا أو بعض يوم, فأخبره بأنه بقي ميتًا مائة عام, وأمره أن ينظر إلى طعامه وشرابه, وكيف حفظهما الله من التغيُّر هذه المدة الطويلة, وأمره أن ينظر إلى حماره كيف أحياه الله بعد أن كان عظامًا متفرقة؟ وقال له: ولنجعلك آية للناس, أي: دلالة ظاهرة على قدرة الله على البعث بعد الموت, وأمره أن ينظر إلى العظام كيف يرفع الله بعضها على بعض, ويصل بعضها ببعض, ثم يكسوها بعد الالتئام لحمًا, ثم يعيد فيها الحياة؟ فلما اتضح له ذلك عِيانًا اعترف بعظمة الله, وأنه على كل شيء قدير, وصار آية للناس.

السلام عليكم

الآيات

قال تعالى: (مّثَلُ الّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مّئَةُ حَبّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [سورة: البقرة - الأية: 261]

قال تعالى: (الّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمّ لاَ يُتْبِعُونَ مَآ أَنْفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لّهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 262]

قال تعالى: (قَوْلٌ مّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيّ حَلِيمٌ) [سورة: البقرة - الأية: 263]

قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنّ وَالأذَىَ كَالّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ النّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاّ يَقْدِرُونَ عَلَىَ شَيْءٍ مّمّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [سورة: البقرة - الأية: 264]

قال تعالى: (وَمَثَلُ الّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مّنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [سورة: البقرة - الأية: 265]

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

السلام عليكم

معانى الكلمات

بربوة

مكان مرتفع من الأرض

أكلها

ثمرها الذى يؤكل

فطل

مطر خفيف ( زذاذ )

إعصار

ريح عاصف

( زوبعة )

فيه نار

سموم أو صاعقة

الدرس

قال تعالى: (مّثَلُ الّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مّئَةُ حَبّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [سورة: البقرة - الأية: 261]

هذا مثل ضربه الله لتضعيف الثواب لمن أنفق فى سبيله , وابتغاء مرضاته , وأن الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف عن ابن مسعود أن رجلاً تصدق بناقة مخطومة فى سبيل الله , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لتأتين يوم القيامة بسبعمائة ناقة مخطومة " ( والله يضاعف لمن يشاء ) أى بحسب أخلاصه فى عمله . ( والله واسع عليم ) أى فضله واسع كثير , اكثر من خلقه , عليمن بمن يستحق , ومن لا يستحق , سبحانه وبحمده .

قال تعالى: (الّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمّ لاَ يُتْبِعُونَ مَآ أَنْفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لّهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 262]

يمدح سبحانه وتعالى الذين ينفقون فى سبيله , ثم لا يتبعون ما أنفقوا من الخيرات والصدقات مناً على من أعطوه , فلا يمنون به على أحد , ولا يمنون به لا بقول ولا فعل . وقوله " ولا أذى " أى لا يفعلون مع من أحسنوا إليه مكروهاً يحبطون به ما سلف من الإحسان " لهم أجرهم عند ربهم " أى ثوابهم على الله , لا على أحد سواه , ( ولا خوف عليهم ) أى فيما يستقبلونه من أحوال الإحسان . (لهم أجرهم عند ربهم ) أى ثوابه على الله , لاعلى أحد سواه . ( ولا خوف عليهم ) أى فيما يستقبلونه من أهوال القيامة (ولا هم يحزنون ) أى على ما خلفوه من الأولاد , ولا ما فاتهم من الحياة الدنيا وزهرتها لأنهم صاروا إلى ما هو خير لهم من ذلك .

قال تعالى: (قَوْلٌ مّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيّ حَلِيمٌ) [سورة: البقرة - الأية: 263]

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 916588

اشكرك سيدة القصر نبيلة محمود خليل على التواصل للمشروع جعله الله فى ميزان حسناتك

قال تعالى: (قَوْلٌ مّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مّن
صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيّ حَلِيمٌ) [سورة: البقرة - الأية: 263]

( قول معروف ) أى من كلمة طيبة , ودعاء لمسلم . (
ومغفرة) أى عفو وغفر عن ظلم قولى أو فعلى . ( خير من صدقة يتبعها أذى ) عن عمرو بن
دينار قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من صدقة أحب
إلى الله من قول معروف , ألم تسمع قول الله " قول معروف ومغفرة " . (
والله غنى ) عن خلقه " حليم "أى يحلم ويغفر ويصفح ويتجاوز عنهم . وفى
الحديث " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة , ولا ينظر أليهم ولا يزكيهم ولهم
عذاب أليم : المنان بما أعطى , المسبل إزاره , والمنفق سلعته .

قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ
تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنّ وَالأذَىَ كَالّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ
النّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ
صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاّ
يَقْدِرُونَ عَلَىَ شَيْءٍ مّمّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ
الْكَافِرِينَ) [سورة: البقرة - الأية: 264]

أخبر تعالى أن الصدقة تبطل بما يتبعها من المن والأذى ,
فما بقى ثواب الصدقة بخطيئة المن والأذى , والمعنى : لا تبطلوا صدقاتكم بالمن
والأذى كما تبطل صدقة من راءى بها الناس , فأظهر لهم أنه يريد وجه الله , وإنما
قصده مدح الناس له , أو شهرته بالصفات الجميلة , ليشكر بين الناس , أو يقال : إنه
كريم , ونحو ذلك من المقاصد الدنيوية مع قطع نظره عن معاملة الله تعالى , وابتغاء
مرضاته , وجزبل ثوابه , ولهذا قال : ( ولا يؤمن بالله واليوم الآخر ) ثم ضرب الله
تعالى مثل ذلك المرائى بإنفاقه فقال (فمثله كمثل صفوان ) وهو جمع صفوانة , فمنهم
من يقول : الصفوان يستعمل مفرداً أيضاً وهو الصفا , وهو الصخر الأملس (عليه تراب
فأصابه وابل ) وهو المطر الشديد ( فتركه صلداً) اى فترك الوابل ذلك الصفوان صلداً
أى أملس يابساً أى لا شئ عليه من ذلك التراب , بل قد ذهب كله , أى وكذلك أعمال
المرئين تذهب وتضمحل عند الله , وإن ظهر لهم أعمال فيما يرى الناس كالتراب ولهذا
قال تعالى : ( لا يقدرون على شئ ) .

قال تعالى: (وَمَثَلُ الّذِينَ يُنْفِقُونَ
أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مّنْ أَنْفُسِهِمْ
كَمَثَلِ جَنّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ
فَإِن لّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [سورة:
البقرة - الأية: 265]

وهذا مثل المؤمنين المنفقين أموالهم ابتغاء مرضات الله
عنهم فى ذلك ( وتثبيتاً من أنفسهم ) أى وهم متحققون ومتثبتون أن الله سيجزيهم على
ذلك أوفرالجزاء . وقوله ( كمثل جنة بربرة ) أى كمثل بستان بربرة , وهو عند الجمهور
المكان مرتفع من الأرض وقوله : ( أصابها وابل ) وهو المطر الشديد . ( أكلها ) أى
ثمرتها (ضعفين) أى بالنسبة إلى غيرها من الجنان . ( فإن لم يصبها وابل فطل )| هو
الرذاذ , وهو اللين من المطر , أى هذة جنة بهذة الربوة لا تمحل أبداً , لانها إن
لم يصبها وابل فطل , وأياً ما كان فهوكفايتها , وكذلك عمل المؤمنين لا يبور أبداً
بل يتقبله الله ويكثره , وينميه , كل عامل بحسبه , ولهذا قال ( والله بما تعملون
بصير) أى لا يخفى عليه من أعمال عباده شئ .

السلام عليكم

الآيات

قال تعالى: (أَيَوَدّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنّةٌ مّن نّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلّ الثّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرّيّةٌ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيّنُ اللّهُ لَكُمُ الاَيَاتِ لَعَلّكُمْ تَتَفَكّرُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 266) .
قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ أَنْفِقُواْ مِن طَيّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مّنَ الأرْضِ وَلاَ تَيَمّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ غَنِيّ حَمِيدٌ) [سورة: البقرة – الأية: 267) .

قال تعالى: (الشّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَآءِ وَاللّهُ يَعِدُكُم مّغْفِرَةً مّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [سورة: البقرة - الأية: 268.

قال تعالى: (يُؤّتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذّكّرُ إِلاّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) [سورة: البقرة - الأية: 269.

قال تعالى: (وَمَآ أَنفَقْتُمْ مّن نّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مّن نّذْرٍ فَإِنّ اللّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) [سورة: البقرة - الأية: 270.

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

السلام عليكم

معانى الكلمات

لا تيمموا

لا تقصدوا

الخبيث

الردىء

تغمضوا فيه

تتساهلوا وتتسامحوا فى أخذه

الدرس

قال تعالى: (أَيَوَدّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنّةٌ مّن نّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلّ الثّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرّيّةٌ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيّنُ اللّهُ لَكُمُ الاَيَاتِ لَعَلّكُمْ تَتَفَكّرُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 266) .

( فأصابها إعصار) هو الريح الشديد ( فيه نار فاحترقت) أى أحرق ثمارها , وأباد أشجارها , فأى حال يكون حاله؟ .عن ابن عباس قال ضرب الله مثلا حسناً , وكل أمثاله حسن :قال : ( أيود أحدكم ) يقول : ضعيه فى شبيهته (وأصابه الكبر) وولده وذريته ضعاف عند آخر عمره , فجاءه إعصار فيه نار فاحترق بستانه , ولا يجده قدم لنفسه خيراً يعود عليه كما لم يغن عن هذا ولده , وحرم أجره عند أفقر ما كان إليه , كما حرم هذا جنته عندما كان أفقر ما كان إليها عند كبر سنه وضعف ذريته . روى الحاكم فى مستدركه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول فى دعائه :( كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) أى تعتبرون له وتفهمون الأمثال والمعانى وتنزلونها على المراد منها , كما ققال تعالى ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) .

قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ أَنْفِقُواْ مِن طَيّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مّنَ الأرْضِ وَلاَ تَيَمّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ غَنِيّ حَمِيدٌ) [سورة: البقرة – الأية: 267) .

يأمر الله عباده بالصدقة من طيبات ما رزقنهم من الأموال التى اكتسبوها , من الذهب والفضة , والثمار والزروع , قال ابن عباس : أمرهم بالإنفاق من أطيب المال وأجوده وأنفسه , ونهاهم عن التصدق برذالة المال ودنيئته , وهو خبيثه , فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً , ولهذا قال : ( ولا تيمموا الخبيث) أى لاتقصدوا الخبيث .(منه تنفقون ولستم بآخذيه) أى لو أعطيتموه ما أخذتموه إلا أن تتقاضوا فيه , فإن الله أغنى عنه منكم , فلا تجعلوا لله ما تكرهون , أو معناه لا تعدلوا عن المال والحلال , وتقصدوا إلى الحرام فتجعلوا نفقتكم منه . وفى الحديث " إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم , وأن الله يعطى الدنيا من يحب ومن لا يحب , ولا يعطى الدين إلا لمن أحب , فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه , والذى نفسى بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه , ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه , قالوا : وما بؤائقه يا رسول الله ؟ قال : ( غشه وظلمه ) ولا يكسب عبد مالاً من حرام , فينفق منه فيبارك له فيه , ولا يتصدق به فيقبل ولكن يمحو السئ بالحسن , إن الخبيث لا يمحو الخبيث) والآية نزلت فى الأنصار كانت الأنصار إذا كانت أيام جذاذ النخل أخرجت من حيطانها – بساتينها-البسر , فعلقوه على حبل بين الاسطوانتين فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فيأكل فقراء المهاجرين منه فيمن فعل ذلك ( ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون) وقوله : ( واعلموا أن الله غنى حميد ) أى وإن أمركم بالصدقات وبالطيب منها فهو غنى عنها , وما ذاك الا أن يساوى الغنى الفقير , كقوله : ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ) وهو غنى عن جميع خلقه , وجميع خلقه فقراء إليه , وهو واسع الفضل , لا ينفد ما لديه فمن تصدق بصدقة من كسب طيب فليعلم أن الله غنى واسع العطاء , كريم جواد , وسيجزيه بها , ويضاعفها له أضعافاً كثيرة , من يقرض غير عديم ولا ظلوم ؟ وهو الحميد , أى المحمود فى جميع أفعاله وأقواله وشرعه وقدره لا إله إلا هوولا رب سواه .

مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 425585064

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى:
(الشّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَآءِ وَاللّهُ
يَعِدُكُم مّغْفِرَةً مّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [سورة: البقرة -
الأية: 268.

فى الحديث " إن
للشيطان لمة بابن آدم , وللملك لمة , فأما لمة الشيطان فإيعاذ بالشر وتكذيب بالحق
, وأما لمة الملك فإيعاذ بالخير , وتصديق
بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله , فليحمد الله ,ومن وجد الأخرى فليتعوذ من
الشيطان " ثم قرأ هذة الآية .

وقوله (
يعدكم الفقر) أى يخوفكم الفقر لتمسكوا ما يأيديكم فلا تنفقوه فى مرضاة الله . (
ويأمركم بالفحشاء) أى من نهيه أياكم عن الإنفاق خشية الأملاق . يأمركم بالمعاصى
والمآثموالمحارم ومخالفة الخلاق . ( والله يعديكم مغفرة منه ) أى فى مقابلة ما
أمركم الشيطان بالفحشاء (وفضلاً) أى فى مقابلة ما خوفكم الشيطان من الفقر.

قال تعالى: (يُؤّتِي
الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً
وَمَا يَذّكّرُ إِلاّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) [سورة: البقرة - الأية: 269.

( الحكمة )
القرآن والسنة والتفسير والعلم والفقه وخشية الله , فإن خشية الله رأس كل حكمة
ورأس الحكمة مخافة الله . وفى الحديث " لاحسد إلا فى اثنين : رجل آتاه الله
مالاً فسلطه على هلكة فى الحق ,ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضى بها ويعلمها الناس .

قال تعالى: (وَمَآ
أَنفَقْتُمْ مّن نّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مّن نّذْرٍ فَإِنّ اللّهَ يَعْلَمُهُ
وَمَا لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) [سورة: البقرة - الأية: 270.

يخبر الله تعالى بأنه عالم بجميع ما يفعله
العاملون من الخيرات من النفقات والمنذورات وتضمن ذلك مجازاته على ذلك أوفر الجزاء
للعاملين لذلك ابتغاء وجهه , ورجاء موعوده وتوعد من لا يعمل بطاعته , بل خالف أمره
, وكذب خبره , وعبد معه غيره . ( وما للظالمين من أنصار) أى يوم القيامة ينقذونهم
من عذاب الله ونقمته .
مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 2025595500

مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 2025595500

أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)

أيرغب الواحد منكم أن يكون له بستان فيه النخيل والأعناب, تجري من تحت أشجارِه المياه العذبة, وله فيه من كل ألوان الثمرات, وقد بلغ الكِبَر, ولا يستطيع أن يغرس مثل هذا الغرس, وله أولاد صغار في حاجة إلى هذا البستان وفي هذه الحالة هبَّت عليه ريح شديدة, فيها نار محرقة فأحرقته; وهكذا حال غير المخلصين في نفقاتهم, يأتون يوم القيامة ولا حسنة لهم. وبمثل هذا البيان يبيِّن الله لكم ما ينفعكم; كي تتأملوا, فتخلصوا نفقاتكم لله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)

يا من آمنتم بي واتبعتم رسلي أنفقوا من الحلال الطيب الذي كسبتموه ومما أخرجنا لكم من الأرض, ولا تقصدوا الرديء منه لتعطوه الفقراء, ولو أُعطِيتموه لم تأخذوه إلا إذا تغاضيتم عما فيه من رداءة ونقص. فكيف ترضون لله ما لا ترضونه لأنفسكم؟ واعلموا أن الله الذي رزقكم غني عن صدقاتكم, مستحق للثناء, محمود في كل حال.

الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)

هذا البخل واختيار الرديء للصدقة من الشيطان الذي يخوفكم الفقر, ويغريكم بالبخل, ويأمركم بالمعاصي ومخالفة الله تعالى, والله سبحانه وتعالى يعدكم على إنفاقكم غفرانًا لذنوبكم ورزقا واسعا. والله واسع الفضل, عليم بالأعمال والنيَّات.

يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (269)

يؤتي الله الإصابة في القول والفعل مَن يشاء من عباده, ومن أنعم الله عليه بذلك فقد أعطاه خيرًا كثيرًا. وما يتذكر هذا وينتفع به إلا أصحاب العقول المستنيرة بنور الله وهدايته.

وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (270)

وما أعطيتم من مال أو غيره كثير أو قليل تتصدقون به ابتغاء مرضات الله أو أوجبتم على أنفسكم شيئًا من مال أو غيره, فإن الله يعلمه, وهو المُطَّلِع على نياتكم, وسوف يثيبكم على ذلك. ومَن منع حق الله فهو ظالم, والظالمون ليس لهم أنصار يمنعونهم من عذاب الله.

السلام عليكم

الآيات

قال تعالى: (إِن تُبْدُواْ الصّدَقَاتِ فَنِعِمّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيْرٌ لّكُمْ وَيُكَفّرُ عَنكُم مّن سَيّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [سورة: البقرة - الأية: 271]

قال تعالى: (لّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـَكِنّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاّ ابْتِغَآءَ وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 272]

قال تعالى: (لِلْفُقَرَآءِ الّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ التّعَفّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ) [سورة: البقرة - الأية: 273]

قال تعالى: (الّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللّيْلِ وَالنّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 274]

قال تعالى: (الّذِينَ يَأْكُلُونَ الرّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاّ كَمَا يَقُومُ الّذِي يَتَخَبّطُهُ الشّيْطَانُ مِنَ الْمَسّ ذَلِكَ بِأَنّهُمْ قَالُوَاْ إِنّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرّبَا وَأَحَلّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرّمَ الرّبَا فَمَن جَآءَهُ مَوْعِظَةٌ مّنْ رّبّهِ فَانْتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 275]

مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 52019

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

السلام عليكم

معانى الكلمات

بسيماهم
بهيئتهم الدالة على الفاقه والحاجة

إلحافاً
‘الحاحاً فى السوأل

يتخبطة

يصرعه ويضرب به الأرض

المس
الجنون والخبر

الدرس

قال تعالى: (إِن تُبْدُواْ الصّدَقَاتِ فَنِعِمّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيْرٌ لّكُمْ وَيُكَفّرُ عَنكُم مّن سَيّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [سورة: البقرة - الأية: 271.

أى أن أظهرتموها فنعم شيء هي . وقوله : ( فهو خير لكم ) فيه دلالة على أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها لأنه أبعد عن الرياء إلا ان يترتب على الإظهار مصلحة راجحة من اقتداء الناس به فيكون أفضل من هذة الحيثية . وفى الحديث " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لاتعلم شماله ما تنفقه يمينه " ( والله بما تعلمون بصير) أى لايخفى عليه من ذلك شيء ,وسيجزيكم عليه .

قال تعالى: (لّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـَكِنّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاّ ابْتِغَآءَ وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 272.

عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بأن لا يتصدق إلا على أهل الإسلام حتى نزلت هذة الآية , فأمر بالصدقة بعدها على كل من سألك من كل دين ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الهل يحب المقسطين) وقوله ( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم) كقوله : ( من عمل صالحاً فلنفسه ) ونظائرهم فى القرآن كثيرة . وقوله ( وما تنفقوا إلا ابتغاء وجه الله ) يعنى إذا أعطيت لوجه الله فلا عليك ما كان عمله , أى إن المتصدق إذا تصدق ابتغاء وجه الله فقد وقع أجره على الله , ولا عليه فى نفس الأمر لمن أصاب , البر , أو فاجر , أو مستحق , أو غيره ؟ وهو مثاب على قصده , ومستند هذا تمام الآية ( وما تنفقوا من خير يوف إليكم) والحديث المخرج فى الصحيحين عن أبى هريرة: " قال : قال رجل لأتصدقن الليلة بصدقة , فخرج بصدقته فوضعها فى يد زانية , فأصبح الناس يتحدثون : تصدق على زانية : فقال : اللهم لك الحمد على زانية , لآتصدقن الليلة بصدقة فوضعها فى يد غنى , فأصبحوا يتحدثون : تصدق الليلة على غنى , قال : اللهم لك الحمد على غنى , لأتصدقن الليلة بصدقة فخرج فوضعها فى يد سارق , فأصبحوا يتحدثون : تصدق الليلة على سارق , فقال , اللهم لك الحمد على زانية وعلى غنى وعلى سارق , فاتى فقيل له : أما صدقتك فقد قبلت , وأما الزانية فلعلها أن تستعف بها على الزنا , فأتى الغنى يعتبر فينفق مما أعطاه الله , ولعل السارق أن يستعف بها عن سرقته . "

قال تعالى: (لِلْفُقَرَآءِ الّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ التّعَفّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ) [سورة: البقرة - الأية: 273.

يعنى المهاجرين الذين انقطعوا إلى الله وإلى رسوله , وسكنوا المدينة , وليس لهم سبب يردون على أنفسهم ما يغنيهم .( ضرباً فى الارض) يعنى سفراً للتسبب فى طلب المعاش , والضرب فى الأرض هو السفر . وقوله ( يحسبهم الجاهل) أى الجاهل بأمرهم وحالهم يحسبهم أغنياء من تعففهم فى لباسهم وحالهم ومقالهم , وفى الحديث " ليس المسكين بهذا الطواف الذى ترده التمرة والتمرتان , واللقمة واللقمتان , والأكلة والأكلتان , ولكن المسكين الذى لا يحد غنى يغنيه , ولا يفطن له فيتصدق عليه , ولا يسأل الناس شيئاً " وقوله ( تعرفهم بسيماهم ) أى بما ظهر لذوى الألباب من صفاتهم (لا يسألون الناس الحافاً ) اى لا يلحون فى المسألة , ويكلفون الناس مالا يحتاجونه إليه , فان من سأل وله ما يغنيه عن المسألة فقد أحلف فى المسألة . وقوله ( وما تنفقوا من خير فأن الله به عليم ) أى لايخفى عليه شيء منه وسيجزى عليه اوفر الجزاء وأتمه يوم القيامة أحوج ما يكون إليه .

قال تعالى: (الّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللّيْلِ وَالنّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 274.

هذا مدح منه تعالى للمنفقين فى سبيله وابتغاء وجهه فى جميع الأوقات من ليل أو نهار حتى إن النفقة على الأهل تدخل فى ذلك وفى الحديث " وإنك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله ازددت بها درجة ورفعة حتى ما تجعل فى فى امراتك " . وقوله ( فلهم أجرهم عند ربهم ) أى يوم القيامة على ما فعلوا من الأنفاق فى الطاعات .

===================================

قال تعالى: (الّذِينَ يَأْكُلُونَ الرّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاّ كَمَا يَقُومُ الّذِي يَتَخَبّطُهُ الشّيْطَانُ مِنَ الْمَسّ ذَلِكَ بِأَنّهُمْ قَالُوَاْ إِنّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرّبَا وَأَحَلّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرّمَ الرّبَا فَمَن جَآءَهُ مَوْعِظَةٌ مّنْ رّبّهِ فَانْتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 275)

لماذا ذكر الله الأبرار المؤدين النفقات المخرجين الزكوات المتفضلين بالبر والصدقات لذوى الحاجات والقرابات فى جميع الأحوال والأوقات شرع فى ذكرأكلة الريا وأموال الناس بالباطل وأنواع الشبهات , فاخبرعنهم يوم خروجهم من قبورهم وقيامهم منها إلى بعثهم ونشورهم فقال : ( الذين يأكلون الربا ) أى لا يقومون فى قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه , وتخبط الشيطان له , وذلك أنه يقوم قياماً منكراً . وقوله ( ذلك بأنهم قالوا) أى أنما جوزوا بذلك لاعتراضهم على أحكام الله فى شرعه .

( فمن جاءه موعظة ) اى من بلغه نهى الله عن الربا فانتهى حال وصول الشرع إليه فله ما سلف من المعاملة .( ومن عاد) إلى الربا ففعله بعد بلوغه نهى الله عنه فقد استوجب العقوبة , وقامت عليه الحجة , ولهذا قال : ( فأولئك أصحاب النار ) وفى الحديث " لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه " .

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

ما شاء الله بلبله

شرح شامل وممتاز جعله الله فى موازين حسناتك
وسورة البقرة على وشك الأنتهاء وننتظر الأمتحان ربنا مع الجميع

أثقل الله
موازين اعمالك ..
اللهم آمين ..

السلام عليكم

قال تعالى: (يَمْحَقُ اللّهُ الْرّبَا وَيُرْبِي الصّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبّ كُلّ كَفّارٍ أَثِيمٍ) [سورة: البقرة - الأية: 276]

قال تعالى: (إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصّلاَةَ وَآتَوُاْ الزّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 277]

قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرّبَا إِن كُنْتُمْ مّؤْمِنِينَ) [سورة: البقرة - الأية: 278]

قال تعالى: (فَإِن لّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 279]

قال تعالى: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىَ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدّقُواْ خَيْرٌ لّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 280]

قال تعالى: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىَ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدّقُواْ خَيْرٌ لّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 280]

معانى الكلمات

يمحق الله الرب
يهلك المال الذى دخل فيه

يربى الصدقات
يكثر المال الذى أخرجت منه

فأذنوا
فأيقنوا

عسرة
ضيق الحال من عدم المال

فنظرة
فإمهال وتأخير

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

السلام عليكم

قال تعالى: (يَمْحَقُ اللّهُ الْرّبَا وَيُرْبِي الصّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبّ كُلّ كَفّارٍ أَثِيمٍ) [سورة: البقرة - الأية:276.

يخبر تعالى أنه يمحق الربا , أى يذهبه , إما بأن يذهبه بالكلية من يد صاحبه , أو يحرمه بركة ماله , فلا ينتفع به , بل يعدمه فى الدنيا , ويعاقبه عليه يوم القيامة . وفى الحديث .

( إن الربا وإن كثر, فإن عاقبته تصير إلى قل) وقوله :" ويربى الصدقات " أى ينميها ويكثرها , وفى الحديث " من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب لا يقبل الله إلا الطيب , فإن الله يتقبلها بيمينه ,ثم يربيها كما يربى احدكم فلوه , حتى يكون مثل الجبل" وقوله " والله لا يحب كل كفار أثيم " أى لا يحب كفور القلب , أثيم القول والفعل .

قال تعالى: (إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصّلاَةَ وَآتَوُاْ الزّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 277) .

يقول تعالى : مادحاً للمؤمنين بربهم ,والمطيعين أمره , المؤدين شكره , المحسنين إلى خلقه فى إقامة الصلاة , وإيتاء الزكاء , مخبراً عما أعد لهم من الكرامة , وأنهم يوم القيامة آمنون( أن الذين آمنوا وعملوا ....)

قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرّبَا إِن كُنْتُمْ مّؤْمِنِينَ) [سورة: البقرة – الأية 278) .

يأمر الله عباده المؤمنين بتقواه , وينهاهم عما يقربهم إلى سخطه , ويبعدهم عن رضاه , فيقول : ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ) أى خافوه وراقبوا فيما تفعلون . ( وذروا ما بقى من الربا ) أى أتركوا مالكم على الناس من الزيادة على رؤوس الأموال بعد هذا الانذار ( إن كنتم مؤمنين ) أى بما شرع الله لكم من تحليل البيع , وتحريم الربا وغير ذلك كان بينى بنى عمرمن ثقيف , وبنى المغيرة من بنى مخزوم ربا فى الجاهلية , فلما جاء الإسلام ودخلوا فيه طلبت ثقيف أن تأخذ منهم , فتشاوروا , وقالت بنو المغيرة لا نؤدى الربا فى الإسلام , فكتب فى ذلك عتاب بن أسيد نائب مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هذة الآية , فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه , بهذا الآية والتى بعدها ( فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) .

----------------------------------------------------------------

قال تعالى: (فَإِن لّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 279)

فقالوا : نتوب إلى الله ونذر ما بقى من الربا , فتركوه كلهم , وهذا تهديد شديد , ووعيد أكيد لمن استمر على تعاطى الربا بعد الانذار عن ابن عباس قال : " يقال يوم القيامة لآكل الربا : خذ سلاحك للحرب , ثمر قرأ ( فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب...) وقال على بن طلحة عن ابن عباس : " فمن كان مقيما على الربا لا ينزع عنه كان حقا على إمام المسلمين أن يستتيبه , فإن نزع , وإلا ضرب عنقه وقوله (لا تظلموا ) أى بأخذ الزيادة . و( لاتظلموا) أى بوضع رؤوس

الأموال أيضاً , بل لكم ما بذلتم من غير زيادة عليه , لا نقص منه .

قال تعالى: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىَ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدّقُواْ خَيْرٌ لّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 280) .

يأمر تعالى بالصبر على المعسر الذى لا يجد وفاء فقال : ( وإن كان ذو عسرة) لا كما قال أهل الجاهلية يقول أحدهم لمدينة إذا حل عليه الدين , أما أن تقضى وإما أن ترب . ثم يندب تعالى إلى الوضع عنه ويعد على ذلك الخير والثواب الجزيل , فقال : ( وأن تصدقوا خير لكم) أى وأن تتركوا رأس المال بالكلية , وتضعوه عن المدين وفى الحديث : " من سره أن يظله الله يوم لا ظل الا ظله فلييسر على معسر , أو ليضع عنه " وعن حذيفة أن رجلاً أتى به الله عز وجل , فقال : ما ذا عملت فى الدنيا ؟ فقال له الرجل : ما عملت مثقال ذرة من خير , فقال ثلاثاً , وقال فى الثالثة : إنى كنت أعطيتنى فضلا من المال فى الدنيا , فكنت أبايع الناس , فكنت أيسر على الموسر , وانظر المعسر , فقال تبارك وتعالى: " نحن أولى بذلك منك , تجاوزوا عن عبدى , فغفر له " .

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

تـٍـــٍــسلم
ايـــٍــدكـٍـ علــٍـى هذا الموضوع

نبيلة مشكورة

اشكرك / ايتها اللؤلؤة نبيلة
على روعه المشروع ادام اللة الخيرعليك
وجعلك من المحبين والصادقين فعلا وقولا

يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276)
يذهب الله الربا كله أو يحرم صاحبه بركة ماله, فلا ينتفع به، وينمي الصدقات ويكثرها، ويضاعف الأجر للمتصدقين, ويبارك لهم في أموالهم. والله لا يحب كل مُصِرٍّ على كفره, مُسْتَحِلٍّ أكل الربا, متمادٍ في الإثم والحرام ومعاصي الله.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (277)إن الذين صدقوا الله ورسوله, وعملوا الأعمال الطيبة, وأدَّوا الصلاة كما أمر الله ورسوله, وأخرجوا زكاة أموالهم, لهم ثواب عظيم خاص بهم عند ربهم ورازقهم, ولا يلحقهم خوف في آخرتهم, ولا حزن على ما فاتهم من حظوظ دنياهم.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)يا من آمنتم بالله واتبعتم رسوله خافوا الله, واتركوا طلب ما بقي لكم من زيادة على رؤوس أموالكم التي كانت لكم قبل تحريم الربا, إن كنتم محققين إيمانكم قولا وعملا.

فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (279)
فإن لم ترتدعوا عما نهاكم الله عنه فاستيقنوا بحرب من الله ورسوله, وإن رجعتم إلى ربكم وتركتم أَكْلَ الربا فلكم أَخْذُ ما لكم من ديون دون زيادة, لا تَظْلمون أحدًا بأخذ ما زاد على رؤوس أموالكم, ولا يظلمكم أحد بنقص ما أقرضتم.

وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (280)

وإن كان المدين غير قادر على السداد فأمهلوه إلى أن ييسِّر الله له رزقًا فيدفع إليكم مالكم, وإن تتركوا رأس المال كله أو بعضه وتضعوه عن المدين فهو أفضل لكم, إن كنتم تعلمون فَضْلَ ذلك, وأنَّه خير لكم في الدنيا والآخرة.

{ واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون }

وهذه الآية من آخر ما نزل من القرآن، وجعلت خاتمة لهذه الأحكام والأوامر والنواهي، لأن فيها الوعد على الخير، والوعيد على فعل الشر، وأن من علم أنه راجع إلى الله فمجازيه على الصغير والكبير والجلي والخفي، وأن الله لا يظلمه مثقال ذرة، أوجب له الرغبة والرهبة، وبدون حلول العلم في ذلك في القلب لا سبيل إلى ذلك.

{ 282 } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

هذه آية الدين، وهي أطول آيات القرآن، وقد اشتملت على أحكام عظيمة جليلة المنفعة والمقدار، أحدها: أنه تجوز جميع أنواع المداينات من سلم وغيره، لأن الله أخبر عن المداينة التي عليها المؤمنون إخبار مقرر لها ذاكرا أحكامها، وذلك يدل على الجواز، الثاني والثالث أنه لا بد للسلم من أجل وأنه لا بد أن يكون معينا معلوما فلا يصح حالا ولا إلى أجل مجهول، الرابع: الأمر بكتابة جميع عقود المداينات إما وجوبا وإما استحبابا لشدة الحاجة إلى كتابتها، لأنها بدون الكتابة يدخلها من الغلط والنسيان والمنازعة والمشاجرة شر عظيم، الخامس: أمر الكاتب أن يكتب، السادس: أن يكون عدلا في نفسه لأجل اعتبار كتابته، لأن الفاسق لا يعتبر قوله ولا كتابته، السابع أنه يجب عليه العدل بينهما، فلا يميل لأحدهما لقرابة أو صداقة أو غير ذلك، الثامن: أن يكون الكاتب عارفا بكتابة الوثائق وما يلزم فيها كل واحد منهما، وما يحصل به التوثق، لأنه لا سبيل إلى العدل إلا بذلك، وهذا مأخوذ من قوله: { وليكتب بينكم كاتب بالعدل } التاسع: أنه إذا وجدت وثيقة بخط المعروف بالعدالة المذكورة يعمل بها، ولو كان هو والشهود قد ماتوا، العاشر: قوله: { ولا يأب كاتب أن يكتب } أي: لا يمتنع من منَّ الله عليه بتعليمه الكتابة أن يكتب بين المتداينين، فكما أحسن الله إليه بتعليمه، فليحسن إلى عباد الله المحتاجين إلى كتابته، ولا يمتنع من الكتابة لهم، الحادي عشر: أمر الكاتب أن لا يكتب إلا ما أملاه من عليه الحق، الثاني عشر: أن الذي يملي من المتعاقدين من عليه الدين، الثالث عشر: أمره أن يبين جميع الحق الذي عليه ولا يبخس منه شيئا، الرابع عشر: أن إقرار الإنسان على نفسه مقبول، لأن الله أمر من عليه الحق أن يمل على الكاتب، فإذا كتب إقراره بذلك ثبت موجبه ومضمونه، وهو ما أقر به على نفسه، ولو ادعى بعد ذلك غلطا أو سهوا، الخامس عشر: أن من عليه حقا من الحقوق التي البينة على مقدارها وصفتها من كثرة وقلة وتعجيل وتأجيل، أن قوله هو المقبول دون قول من له الحق، لأنه تعالى لم ينهه عن بخس الحق الذي عليه، إلا أن قوله مقبول على ما يقوله من مقدار الحق وصفته، السادس عشر: أنه يحرم على من عليه حق من الحقوق أن يبخس وينقص شيئا من مقداره، أو طيبه وحسنه، أو أجله أو غير ذلك من توابعه ولواحقه، السابع عشر: أن من لا يقدر على إملاء الحق لصغره أو سفهه أو خرسه، أو نحو ذلك، فإنه ينوب وليه منابه في الإملاء والإقرار، الثامن عشر: أنه يلزم الولي من العدل ما يلزم من عليه الحق من العدل، وعدم البخس لقوله { بالعدل } التاسع عشر: أنه يشترط عدالة الولي، لأن الإملاء بالعدل المذكور لا يكون من فاسق، العشرون: ثبوت الولاية في الأموال، الحادي والعشرون: أن الحق يكون على الصغير والسفيه والمجنون والضعيف، لا على وليهم، الثاني والعشرون: أن إقرار الصغير والسفيه والمجنون والمعتوه ونحوهم وتصرفهم غير صحيح، لأن الله جعل الإملاء لوليهم، ولم يجعل لهم منه شيئا لطفا بهم ورحمة، خوفا من تلاف أموالهم، الثالث والعشرون: صحة تصرف الولي في مال من ذكر، الرابع والعشرون: فيه مشروعية كون الإنسان يتعلم الأمور التي يتوثق بها المتداينون كل واحد من صاحبه، لأن المقصود من ذلك التوثق والعدل، وما لا يتم المشروع إلا به فهو مشروع، الخامس والعشرون: أن تعلم الكتابة مشروع، بل هو فرض كفاية، لأن الله أمر بكتابة الديون وغيرها، ولا يحصل ذلك إلا بالتعلم، السادس والعشرون: أنه مأمور بالإشهاد على العقود، وذلك على وجه الندب، لأن المقصود من ذلك الإرشاد إلى ما يحفظ الحقوق، فهو عائد لمصلحة المكلفين، نعم إن كان المتصرف ولي يتيم أو وقف ونحو ذلك مما يجب حفظه تعين أن يكون الإشهاد الذي به يحفظ الحق واجبا، السابع والعشرون: أن نصاب الشهادة في الأموال ونحوها رجلان أو رجل وامرأتان، ودلت السنة أيضا أنه يقبل الشاهد مع يمين المدعي، الثامن والعشرون: أن شهادة الصبيان غير مقبولة لمفهوم لفظ الرجل، التاسع والعشرون: أن شهادة النساء منفردات في الأموال ونحوها لا تقبل، لأن الله لم يقبلهن إلا مع الرجل، وقد يقال إن الله أقام المرأتين مقام رجل للحكمة التي ذكرها وهي موجودة سواء كن مع رجل أو منفردات والله أعلم. الثلاثون: أن شهادة العبد البالغ مقبولة كشهادة الحر لعموم قوله: { فاستشهدوا شهيدين من رجالكم } والعبد البالغ من رجالنا، الحادي والثلاثون: أن شهادة الكفار ذكورا كانوا أو نساء غير مقبولة، لأنهم ليسوا منا، ولأن مبنى الشهادة على العدالة وهو غير عدل، الثاني والثلاثون: فيه فضيلة الرجل على المرأة، وأن الواحد في مقابلة المرأتين لقوة حفظه ونقص حفظها، الثالث والثلاثون: أن من نسي شهادته ثم ذكرها فذكر فشهادته مقبولة لقوله: { فتذكر إحداهما الأخرى } الرابع والثلاثون: يؤخذ من المعنى أن الشاهد إذا خاف نسيان شهادته في الحقوق الواجبة وجب عليه كتابتها، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والخامس والثلاثون: أنه يجب على الشاهد إذا دعي للشهادة وهو غير معذور، لا يجوز له أن يأبى لقوله: { ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا } السادس والثلاثون: أن من لم يتصف بصفة الشهداء المقبولة شهادتهم، لم يجب عليه الإجابة لعدم الفائدة بها ولأنه ليس من الشهداء، السابع والثلاثون: النهي عن السآمة والضجر من كتابة الديون كلها من صغير وكبير وصفة الأجل وجميع ما احتوى عليه العقد من الشروط والقيود، الثامن والثلاثون: بيان الحكمة في مشروعية الكتابة والإشهاد في العقود، وأنه { أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا } فإنها متضمنة للعدل الذي به قوام العباد والبلاد، والشهادة المقترنة بالكتابة تكون أقوم وأكمل وأبعد من الشك والريب والتنازع والتشاجر، التاسع والثلاثون: يؤخذ من ذلك أن من اشتبه وشك في شهادته لم يجز له الإقدام عليها بل لا بد من اليقين، الأربعون: قوله: { إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها } فيه الرخصة في ترك الكتابة إذا كانت التجارة حاضرا بحاضر، لعدم شدة الحاجة إلى الكتابة، الحادي والأربعون: أنه وإن رخص في ترك الكتابة في التجارة الحاضرة، فإنه يشرع الإشهاد لقوله: { وأشهدوا إذا تبايعتم } الثاني والأربعون: النهي عن مضارة الكاتب بأن يدعى وقت اشتغال وحصول مشقة عليه، الثالث والأربعون: النهي عن مضارة الشهيد أيضا بأن يدعى إلى تحمل الشهادة أو أدائها في مرض أو شغل يشق عليه، أو غير ذلك هذا على جعل قوله: { ولا يضار كاتب ولا شهيد } مبنيا للمجهول، وأما على جعلها مبنيا للفاعل ففيه نهي الشاهد والكاتب أن يضارا صاحب الحق بالامتناع أو طلب أجرة شاقة ونحو ذلك، وهذان هما الرابع والأربعون والخامس والأربعون والسادس والأربعون أن ارتكاب هذه المحرمات من خصال الفسق لقوله: { وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم } السابع والأربعون أن الأوصاف كالفسق والإيمان والنفاق والعداوة والولاية ونحو ذلك تتجزأ في الإنسان، فتكون فيه مادة فسق وغيرها، وكذلك مادة إيمان وكفر لقوله: { فإنه فسوق بكم } ولم يقل فأنتم فاسقون أو فُسّاق. الثامن والأربعون: - وحقه أن يتقدم على ما هنا لتقدم موضعه- اشتراط العدالة في الشاهد لقوله: { ممن ترضون من الشهداء } التاسع والأربعون: أن العدالة يشترط فيها العرف في كل مكان وزمان، فكل من كان مرضيا معتبرا عند الناس قبلت شهادته، الخمسون: يؤخذ منها عدم قبول شهادة المجهول حتى يزكى، فهذه الأحكام مما يستنبط من هذه الآية الكريمة على حسب الحال الحاضرة والفهم القاصر، ولله في كلامه حكم وأسرار يخص بها من يشاء من عباده.

{ 283 } { وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }

أي: إن كنتم مسافرين { ولم تجدوا كاتبا } يكتب بينكم ويحصل به التوثق { فرهان مقبوضة } أي: يقبضها صاحب الحق وتكون وثيقة عنده حتى يأتيه حقه، ودل هذا على أن الرهن غير المقبوضة لا يحصل منها التوثق، ودل أيضا على أن الراهن والمرتهن لو اختلفا في قدر ما رهنت به، كان القول قول المرتهن، ووجه ذلك أن الله جعل الرهن عوضا عن الكتابة في توثق صاحب الحق، فلولا أن قول المرتهن مقبول في قدر الذي رهنت به لم يحصل المعنى المقصود، ولما كان المقصود بالرهن التوثق جاز حضرا وسفرا، وإنما نص الله على السفر، لأنه في مظنة الحاجة إليه لعدم الكاتب فيه، هذا كله إذا كان صاحب الحق يحب أن يتوثق لحقه، فما كان صاحب الحق آمنا من غريمه وأحب أن يعامله من دون رهن فعلى من عليه الحق أن يؤدي إليه كاملا غير ظالم له ولا باخس حقه { وليتق الله ربه } في أداء الحق ويجازي من أحسن به الظن بالإحسان { ولا تكتموا الشهادة } لأن الحق مبني عليها لا يثبت بدونها، فكتمها من أعظم الذنوب، لأنه يترك ما وجب عليه من الخبر الصدق ويخبر بضده وهو الكذب، ويترتب على ذلك فوات حق من له الحق، ولهذا قال تعالى: { ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم } وقد اشتملت هذه الأحكام الحسنة التي أرشد الله عباده إليها على حكم عظيمة ومصالح عميمة دلت على أن الخلق لو اهتدوا بإرشاد الله لصلحت دنياهم مع صلاح دينهم، لاشتمالها على العدل والمصلحة، وحفظ الحقوق وقطع المشاجرات والمنازعات، وانتظام أمر المعاش، فلله الحمد كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه لا نحصي ثناء عليه.

{ 284 } { لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

هذا إخبار من الله أنه له ما في السماوات وما في الأرض، الجميع خلقهم ورزقهم ودبرهم لمصالحهم الدينية والدنيوية، فكانوا ملكا له وعبيدا، لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، وهو ربهم ومالكهم الذي يتصرف فيهم بحكمته وعدله وإحسانه، وقد أمرهم ونهاهم وسيحاسبهم على ما أسروه وأعلنوه، { فيغفر لمن يشاء } وهو لمن أتى بأسباب المغفرة، ويعذب من يشاء بذنبه الذي لم يحصل له ما يكفره { والله على كل شيء قدير } لا يعجزه شيء، بل كل الخلق طوع قهره ومشيئته وتقديره وجزائه.

{ 285 } { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }

يخبر تعالى عن إيمان الرسول والمؤمنين معه، وانقيادهم وطاعتهم وسؤالهم مع ذلك المغفرة، فأخبر أنهم آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله، وهذا يتضمن الإيمان بجميع ما أخبر الله به عن نفسه، وأخبرت به عنه رسله من صفات كماله ونعوت جلاله على وجه الإجمال والتفصيل، وتنزيهه عن التمثيل والتعطيل وعن جميع صفات النقص، ويتضمن الإيمان بالملائكة الذين نصت عليهم الشرائع جملة وتفصيلا، وعلى الإيمان بجميع الرسل والكتب، أي: بكل ما أخبرت به الرسل وتضمنته الكتب من الأخبار والأوامر والنواهي، وأنهم لا يفرقون بين أحد من رسله، بل يؤمنون بجميعهم، لأنهم وسائط بين الله وبين عباده، فالكفر ببعضهم كفر بجميعهم بل كفر بالله { وقالوا سمعنا } ما أمرتنا به ونهيتنا { وأطعنا } لك في ذلك، ولم يكونوا ممن قالوا سمعنا وعصينا، ولما كان العبد لا بد أن يحصل منه تقصير في حقوق الله تعالى وهو محتاج إلى مغفرته على الدوام، قالوا { غفرانك } أي: نسألك مغفرة لما صدر منا من التقصير والذنوب، ومحو ما اتصفنا به من العيوب { وإليك المصير } أي: المرجع لجميع الخلائق فتجزيهم بما عملوا من خير وشر.

{ 286 } { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }

لما نزل قوله تعالى { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله } شق ذلك على المسلمين لما توهموا أن ما يقع في القلب من الأمور اللازمة والعارضة المستقرة وغيرها مؤاخذون به، فأخبرهم بهذه الآية أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها أي: أمرا تسعه طاقتها، ولا يكلفها ويشق عليها، كما قال تعالى { ما جعل عليكم في الدين من حرج } فأصل الأوامر والنواهي ليست من الأمور التي تشق على النفوس، بل هي غذاء للأرواح ودواء للأبدان، وحمية عن الضرر، فالله تعالى أمر العباد بما أمرهم به رحمة وإحسانا، ومع هذا إذا حصل بعض الأعذار التي هي مظنة المشقة حصل التخفيف والتسهيل، إما بإسقاطه عن المكلف، أو إسقاط بعضه كما في التخفيف عن المريض والمسافر وغيرهم، ثم أخبر تعالى أن لكل نفس ما كسبت من الخير، وعليها ما اكتسبت من الشر، فلا تزر وازرة وزر أخرى ولا تذهب حسنات العبد لغيره، وفي الإتيان بـ " كسب " في الخير الدال على أن عمل الخير يحصل للإنسان بأدنى سعي منه بل بمجرد نية القلب وأتى بـ " اكتسب " في عمل الشر للدلالة على أن عمل الشر لا يكتب على الإنسان حتى يعمله ويحصل سعيه، ولما أخبر تعالى عن إيمان الرسول والمؤمنين معه وأن كل عامل سيجازى بعمله، وكان الإنسان عرضة للتقصير والخطأ والنسيان، وأخبر أنه لا يكلفنا إلا ما نطيق وتسعه قوتنا، أخبر عن دعاء المؤمنين بذلك، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قال: قد فعلت. إجابة لهذا الدعاء، فقال { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } والفرق بينهما: أن النسيان: ذهول القلب عن ما أمر به فيتركه نسيانا، والخطأ: أن يقصد شيئا يجوز له قصده ثم يقع فعله على ما لا يجوز له فعله: فهذان قد عفا الله عن هذه الأمة ما يقع بهما رحمة بهم وإحسانا، فعلى هذا من صلى في ثوب مغصوب، أو نجس، أو قد نسي نجاسة على بدنه، أو تكلم في الصلاة ناسيا، أو فعل مفطرا ناسيا، أو فعل محظورا من محظورات الإحرام التي ليس فيها إتلاف ناسيا، فإنه معفو عنه، وكذلك لا يحنث من فعل المحلوف عليه ناسيا، وكذلك لو أخطأ فأتلف نفسا أو مالا فليس عليه إثم، وإنما الضمان مرتب على مجرد الإتلاف، وكذلك المواضع التي تجب فيها التسمية إذا تركها الإنسان ناسيا لم يضر. { ربنا ولا تحمل علينا إصرا } أي: تكاليف مشقة { كما حملته على الذين من قبلنا } وقد فعل تعالى فإن الله خفف عن هذه الأمة في الأوامر من الطهارات وأحوال العبادات ما لم يخففه على غيرها { ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } وقد فعل وله الحمد { واعف عنا واغفر لنا وارحمنا } فالعفو والمغفرة يحصل بهما دفع المكاره والشرور، والرحمة يحصل بها صلاح الأمور { أنت مولانا } أي: ربنا ومليكنا وإلهنا الذي لم تزل ولايتك إيانا منذ أوجدتنا وأنشأتنا فنعمك دارة علينا متصلة عدد الأوقات، ثم أنعمت علينا بالنعمة العظيمة والمنحة الجسيمة، وهي نعمة الإسلام التي جميع النعم تبع لها، فنسألك يا ربنا ومولانا تمام نعمتك بأن تنصرنا على القوم الكافرين، الذين كفروا بك وبرسلك، وقاوموا أهل دينك ونبذوا أمرك، فانصرنا عليهم بالحجة والبيان والسيف والسنان، بأن تمكن لنا في الأرض وتخذلهم وترزقنا الإيمان والأعمال التي يحصل بها النصر، والحمد لله رب العالمين.

:ww11:

_________________
مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 Jd0c2j74wjlt

مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 0zbogz8tx11v

مشروع حفظ القرآن والتجويد"مع نبيلة محمود خليل"" حصرى" - صفحة 18 7139

جعله الله فى ميزان حسناتكم هذا المجهود الرائع

_________________

تعالوا نحب بلدنا ايد فى ايد كلنا مصريين

السلام عليكم

معانى الكلمات

وليملل

وليمل وليقر

لا يبخس

لا ينقص

يمل

يملى ويقر

لا يأب

لا يمتنع

لا تسأموا

لا تملوا أو لا تضجروا

أقسط

أعدل

أقوم للشهادة

أثبت لها وأعون عليها

أدنى

أقرب

فسوق

خروج عن الطاعة

وسعها

طاقتها وما تقدر عليه

إصراً

عبثاً ثقيلاً وهو التكليف الشاقة

لا طاقة

لا قدرة
...
الآيات

قال تعالى: (وَاتّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمّ تُوَفّىَ كُلّ نَفْسٍ مّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [سورة: البقرة - الأية:281).
قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىَ أَجَلٍ مّسَمّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الّذِي عَلَيْهِ الْحَقّ وَلْيَتّقِ اللّهَ رَبّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الّذِي عَلَيْهِ الْحَقّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مّن رّجَالِكُمْ فَإِن لّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشّهَدَآءِ أَن تَضِلّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكّرَ إِحْدَاهُمَا الاُخْرَىَ وَلاَ يَأْبَ الشّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوَاْ أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَىَ أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشّهَادَةِ وَأَدْنَىَ أَلاّ تَرْتَابُوَاْ إِلاّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوَاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتّقُواْ اللّهَ وَيُعَلّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [سورة: البقرة - الأية:282) .

قال تعالى: (وَإِن كُنتُمْ عَلَىَ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَانٌ مّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدّ الّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتّقِ اللّهَ رَبّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [سورة: البقرة - الأية: 383) .

قال تعالى: (للّهِ ما فِي السّمَاواتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيَ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذّبُ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة: البقرة - الأية: 284) .

قال تعالى: (آمَنَ الرّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رّبّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) [سورة: البقرة - الأية: 285)

قال تعالى: (لاَ يُكَلّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبّنَا وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [سورة: البقرة - الأية: 286).

الدرس

قال تعالى: (وَاتّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمّ تُوَفّىَ كُلّ نَفْسٍ مّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [سورة: البقرة - الأية:281).

ثم قال تعالى يعظ عباده ويذكرهم زوال الدنيا وفناء ما فيها من الأموال وغيرها , وإتيان الآخرة والرجوع إليه تعالى , محاسبته خلقع على ما عملوا ومجازاته إياهم بما كسبوا من خير وشر ويحذرهم عقوبته فقال : ( واتقوا يوما ترجعون ) وقد روى أن هذة الاية آخر أية نزلت من القرآن كله , يقولون : إن النبى عاش بعدها تسع ليال , وبدئ يوم السبت , ومات الاتنين صلى الله عليه وسلم .

قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىَ أَجَلٍ مّسَمّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الّذِي عَلَيْهِ الْحَقّ وَلْيَتّقِ اللّهَ رَبّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الّذِي عَلَيْهِ الْحَقّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مّن رّجَالِكُمْ فَإِن لّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشّهَدَآءِ أَن تَضِلّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكّرَ إِحْدَاهُمَا الاُخْرَىَ وَلاَ يَأْبَ الشّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوَاْ أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَىَ أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشّهَادَةِ وَأَدْنَىَ أَلاّ تَرْتَابُوَاْ إِلاّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوَاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتّقُواْ اللّهَ وَيُعَلّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [سورة: البقرة - الأية:282) .

هذة الآية أطول أية فى القرآن العظيم . وقد أرشد الله فيها عباده المؤمنين إذا تعاملوا بمعملات مؤجلة أن يتبوها , ليكون ذلك أحفظ لمقدارها وميقاتها , وأضبط للشاهد فيها . عن ابن عباس قال (( قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة , وهم بسلفون فى الثمار السنة والسنتين والثلاث , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أسلف فليسلف فى كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم " وقوله ( فاكتبوه) أمر منه تعالى بالكتابة للتوثقة والحفظ , قال ابن جريح : من أذان فليكتب , ومن ابتاع فليشهد , قال كعب ذات يوم لأصحابه : هل تعلمون مظلوما دعا ربه فلم يستجب له ؟ قالوا: وكيف يكون ذلك ؟ قال : رجل باع بيعاً إلى أجل فلم يشهد ولم يكتب , فلما حل ماله جحده صاحبه , فدعا ربه فلم يستجب له , لأنه قد عصى ربه ) وقيل : كانت كتابة الدين واجبة ثم نسخ ذلك بقوله ( فأن امن بعضكم ) والدليل على ذلك أيضاَ روى الإمام احمد عن ابى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر أن رجلاً من بنى إسرائيل سأل بعض بنى إسرائيل ان يسلفه ألف دينار , فقال : ائتنى بشهداء أشهدهم , قال : كفى بالله شهيداً , قال : ائتنى بكفيل , قال : كفى بالله كفيلاً , قال : صدقت , فدفعها إليه إلى أجل مسمى , فخرج فى البحر فقضى حاجته, ثم ثم التمس مركباً يقدم عليه للأجل الذى أجله , فلم يجد مركباً , فأخذ خشبة فنقرها , فأدخل فيها ألف دينار , وصحيفة معها إلى صاحبها , ثم زجج موضعها , ثم أتى بها إلى البحر , ثم قال : اللهم إنك تعلم إنى استلفت فلانا ألف دينار , فقلت : كفى بالله كفيلا , فرضى بذلك , وسألنى شهيداً فقلت : كفى بالله شهيداً فرضى بذلك ,وإنى جهدت أن أجد مركباً أبعث بها إليه بالذى أعطانى فلم أجد مركباً , وإنى استودعتكما فرمى بها فى البحر حتى ولجت فيه , ثم انصرف وهو فى ذلك يطلب مركباً إلى بلده فخرج الرجل الذى كان أسلفه ينظر لعل مركباً تجيئه بماله , فإذا بالخشبة التى فيها المال فأخذها لأهله حطباً , فلما كسرها وجد المال والصحيفة , ثم قدم الرجل الذى كان تسلف منه فأتاه بألف دينار , وقال : والله ما زلت جاهداً فى طلب مركب لآتيك بمالك , فما وجدت مركباً قبل الذى أتيت فيه , قال : هل كنت بعتث الى بشئ ؟ قال : ألم أخبرك أنى لم أجد مركبا قبل الذى أتيت فيه ,قال : هل كنت بعثت إلى بشئ ؟ قال : ألم أخبرك أنى لم أجد مركباً قبل هذا الذى جئت به ؟ قال : فإن الله قد أدى عنك الذى يعثت به فى الخشبة , فانصرف بألفك راشداً " وهذا إسناد صحيح, وقد رواه البخارى فى سبعة مواضع من طرق صحيحة معلقاً بصيغة الجزم . ( بالعدل ) بالقسط والحق , ولا يجر فى كتابته على أحد , ولا يكتب إلا مااتفقوا عليه من غير زياده ولا نقصان . وقوله : (ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب ) أى ولا يمتنع من يعرف الكتابة إذا سئل أن يكتب للناس , ولا ضرورة عليه فى ذلك , فكما علمه الله ما لم يكن يعلم فليتصدق على غيره ممن لا يحسن الكتابة .. وفى الحديث (( إن من الصدقة أن تعين صانعاً أو تصنع لأخرق )) وفيه (( من كتم علماً يعلمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار)) وقوله " ( وليملل الذى ) أى وليملل المدين على الكاتب ما فى ذمته من الدين وليتق الله فى ذلك ( ولا يبخس منه شيئا ) أى لا يكتم منه شيئا . ( فإن كان الذى عليه الحق سفيها ً ) محجوراً عليه بتبزير ونحوه .( أوضعيفا ) أى صغيراً أو مجنوناً ( أولا يستطيع أن يمل هو) إما لغى أو جهل بموضع صواب ذلك وخطأه ( فليملل وليه بالعدل) . ( واستشهدوا شهيدين ) أمربالإشهاد مع الكتابة لزيادة التوثقة .( فإن لم يكونا رجلين ) وهذا إنما يكون فى الأموال , وما يقصد به المال .(ممن ترضون الشهداء) فيه دلالة على اشتراط العدالة فى الشهود . ( ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ) معناه إذا دعوا للتحمل فعليهم الإجابة , ومن هنا استفيد أن تحمل الشهادة فرض كفاية ( ولا يأب الشهداء إذا مادعوا) للأداء ( ولا تسأموا أن ) هذا من تمام الإرشاد , وهو الأمر بكتابة الحق , صغيراً كان أو كبيراً . (ذلكم أقسط ) أى أعدل وأثبت للشاهد إذا وضع خطه ثم رآه تذكر به الشهادة ( وادنى الا ترتابوا ) وأقرب إلى عدم الريبة , بل ترجعون عند التنازع إلى الكتاب الذى كتبتموه , فيفصل بينكم بلا ريبة . وقوله ( إلا أن تكون تجارة حاضرة ) أى إذا كان البيع بالحاضر , يداً بيد فلا بأس بعدم الكتابة لانتفاء المحذور فى تركها . ( وأشهدوا إذا تبايعتم ) أى أشهدوا على حقكم إذا كان فيه أجل أو لم يكن فيه اجل فأشهدوا على حقكم .( ولا يضار كاتب ولا شهيد) قيل : معناه لا يضار الكاتب ولا الشاهد , فيكتب هذا خلاف ما يملى , ويشهد هذا بخلاف ما سمع أو يكتمها بالكلية . وقيل : معناه لا يضر بهما , فيأتى الرجل فيدعوهما إلى الكتاب والشهادة فيقولان : إنا على حاجة , فيقول

: إنكما قد أمرتما أن تجيبا , فليس له أن يضارهما ( وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم ) أى إن خالفتم ما أمرتم به ,, وفعلتم ما نهيتم عنه فإنه خافوه وراقبوه , وابتعوا أمره واتركوا زجره , ( ويعلمكم الله ) هو كقوله ( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ) ( والله لكل شيئ عليم )أى هو عالم بحقائق الأمور ومصالحها وعواقبها , فلا يخفى عليه شئ من الأشياء , بل علمه محيط بجميع الكائنات .

قال تعالى: (وَإِن كُنتُمْ عَلَىَ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَانٌ مّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدّ الّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتّقِ اللّهَ رَبّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [سورة: البقرة - الأية: 383) .

( على سفر ) أى مسافرين , وتداينتم إلى أجل مسمى . ( ولم تجدوا كاتباًً) يكتب لكم , أو وجدوه ولم يجدوا قرطاسا أو دواة , أو قلماً ( فرهان مقبوضة ) أى فليكن بدل الكتابة رهان مقبوضة أى فى يد صاحب الحق , وقد استبدل به الشافعى والجمهور على أن الرهن لا يلزم إلا بالقبض . واستدل به آخرون على انه لا بد أن يكون الرهن مقبوضاً فى يد المرتهن , وهو رواية عن الإمام أحمد , واستدل آخرون على أن الرهن لا يكون مشروعاً إلا فى السفر .ويثبت فى الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى ودرعه مرهونة عند يهودى على ثلاثين وسقا من شعير رهناً قوتاً لأهله . وقوله (( فإن أمن بعضكم ) قال الشعبى : إذا ائتمن بعضكم بعضاً فلا بأس أن لا تكتبوا , أو لا تشهدوا , وقوله ( ولا تكتموا الشهادة ) أى لا تخفوها وتغلوها , عن ابن عباس : (( شهادة الزورمن أكبر الكبائر )) وقوله : ( ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ) هو كقوله ( ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين ) .

قال تعالى: (للّهِ ما فِي السّمَاواتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيَ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذّبُ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة: البقرة - الأية: 284) .

يخبر تعالى أن له ملك السموات والأرض وما فيهن وما بينهن , وأنه المطلع على ما فيهن , ولا تخفى عليه الظواهر ولا السرائر والضمائر وإن دقت وخفيت , وأخبر أنه سيحاسب عباده على ما فعلوه وما أخفوه فى صدورهم , كما قال تعالى :( قل إن تخفوا ما فى صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما فى السموات وما فى الأرض ) وقال : ( يعلم السر وأخفى ) والأيات فى ذلك كثيرة جداً , ولهذا لما نزلت هذة الآية اشتد ذلك على الصحابة وخافوا منها ومن محاسبة الله على جليل الأعمال وحقيرها , وهذا من شدة إيمانهم وإيقانهم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم جثوا على الركب , وقالوا : يا رسول الله كلفنا من الأعمال ما تطيق : الصلاة والجهاد والصدقة , وقد أنزلت عليك هذة الآية ولا نطيقها , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم : سمعنا وعصينا ؟ بل قالوا : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) فلما أقر بها القوم , وذلت بها ألسنتهم أنزل فى أثرها :( آمن الرسول ) فلما فعلوا ذلك نسخها الله فإنزل : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) .

=====================================

قال تعالى: (آمَنَ الرّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رّبّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) [سورة: البقرة - الأية: 285)

( آمن الرسول ) قال النبى صلى الله عليه وسلم : " وحق له أن يؤمن " والمؤمنون يؤمنون بأن الله واحد احد فرد صمد , لا إله غيره ولا رب سواه , ويصدقون بجميع الأنبياء والرسل والكتب المنزلة من السماء على عباد الله المرسلين والأنبياء , لا يفرقون بين أحد منهم , فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض , بل الجميع عندهم صادقون بارون راشدون مهديون هادون إلى سبيل الخير , وإن كان بعضهم ينسخ شريعة بعض بإذن الله , حتى نسخ الجميع بشرع محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء المرسلين الذى تقوم الساعة على شريعته , ولا تزال طائفة من أمته ظاهرين . ( سمعنا وأطعنا ) أى سمعنا قولك يا ربنا وفهمناه , وقمنا به وامتثلنا العمل بمقتضاه . ( غفرانك ربنا ) سؤال للمغفرة والرحمة واللطف , قال جبرئل : إن الله أحسن الثناء عليك وعلى أمتك فسل تعطه فسأل .

قال تعالى: (لاَ يُكَلّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبّنَا وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [سورة: البقرة - الأية: 286).

( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) أى لا يكلف أحداً فوق طاقته , وهذا من لطفه تعالى بخلقه , ورأفته بهم , وإحسانه إليهم . وقوله ( لها ما كسبت ) أى من خير , ( وعليها ما اكتسبت ) أى من شر , وذلك فى الأعمال التى تدخل تحت التكليف . ( ربنا لا تؤاخذنا ) أى إن تركنا فرضاً على جهة النسيان , أو فعلنا حراماً , كذلك , أو أخطانا أى الصواب فى العمل جهل منا يوجهه الشرعى . ( ربنا ولا تحمل علينا إصرا ) أى لا تكلفنا من الاعمال الشاقة , وإن أطقناها كما شرعته للأمم الماضية قبلنا من الأغلال والأصار التى كانت عليهم , والتى بعثت نبيك محمداً صلى الله عليه وسلم نبى الرحمة بوضعه فى شرعه الذى أرسلته به من الدين الحنيفى السهل السمح , وفى الحديث " بعثت بالحنيفية السمحة ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) أة من التكليف والمصائب والبلاء , ولا تبتلنا بما لا قبل لنا به .(واعف عنا ) أى فيما بيننا وبينك مما تعلمه من تقصيرنا وزللنا (واغفر لنا ) أى فيما بيننا وبين عبادك , فلا تظهر هم على مساوينا , وأعمالنا القبيحة . ( وارحمنا ) أى فيما يستقبل , فلا توقعنا بتوفيقك فى ذنب آخر , ولهذا قالوا إن المذنب محتاج إلى ثلاثة أشياء : أن يعفو الله عنه فينا بينه وبينه , وأن يستره عن عباجه فلا يفصحه به بينهم , وأن يعصمه فلا يوقعه فى نظيره . ( أنت مولانا ) أى أنت ولينا وناصرنا , وعليك توكلنا , وأنت المستعان , وعليك التكلان , ولا حول لنا ولا قوة إلا بك , ( فانصرنا على القوم الكافرين ) أى الذين جحدوا دينك , وأنكروا وحدانيتك , ورسالة نبيك, وعبدوا غيرك , وأشركوا معك من عبادك , فانصرنا عليهم واجعل لنا العاقبة عليهم فى الدنيا والآخرة , وفى الحديث : (( كان إذا ختم البقرة قال آمين )) .
ا بفضل الله وعونه تم ا لأنتهاء من مشروع حفظ سورة البقرة وأن شاء الله سوف نراجع الآيات مع بعض " لا اختبار ولكنها مراجعه للتذكرة وكذلك مراجعه عامة للتجويد
كل الشكر والتقدير لكم جميعا وشكر خاص لكل ما شارك ولو بكلمة
جعله الله فى موازين حسناتكم
اشكركم

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

بسم
الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزاك الله خيرا * سيدة القصر نبيلة " وبارك فيك

أسال الله ان يرزقنا الثبات على حفظ كتاب الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

الحمد لله سيدة القصر على فضل الله أن أعانك على الأنتهاء من خفظ سورة البقرة

اعانك الله فنكمل المسرة فى رعاية الله

تقديرى واحترامى سيدتى

الحمد لله الذى يسر لنا ختم حفظ سورة البقرة

ربنا يجعله فى ميزان حسناتك بلبله

ننتظر القادم بلبله

اشكرك

الله الله الله مش رائع بل أكثر من رررررررررررررائع

فى طريق الخير ماشين ربنا يقدرك ويقدرنا على حفظ كتاب الله

اشكرك بوله

» قضية ونقاش مع نبيلة محمود خليل ونبيل خليل *حصرى *
» ^ وضاعت ملامح وجهى القديم ^ مع نبيلة محمود خليل ونبيل خليل ^ حصرى
» " تليفون منتديات الرحمة والمغفرة " مع نبيلة محمود خليل ونبيل خليل " حصرى "