السلام عليكم ورحمة لله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، صلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين.
مما خالف فيه المبتدعة في صفات الله تعالى أو
من الصفات الفعلية صفة العلو وصفة النزول وصفة المجيء، وقالوا في تعليلهم:
إن الله تعالى منزه عن المجيء والذهاب، قالوا: لأن هذا من شأن المحدثات
والمركبات، هكذا يعللون. فأهل السنة أثبتوا صفة العلو لله تعالى بجميع
أنواعه؛ علو الذات وعلو القدر وعلو القهر، فعلو القهر معناه الغلبة؛ أن
الله تعالى هو عال بمعنى غالب وقاهر. وعلو القدر بمعنى أنه أرفع قدرا،
وأعلى قدرا من عباده ومن خلقه. وعلو الذات اعتقادهم أن الله تعالى هو العلي
الأعلى بذاته على جميع مخلوقاته، ومع ذلك أثبتوا قربه ومعيته كما يشاء.
وقد أثبتوا ذلك؛ أثبتوا العلو بالعقل والنقل، وصفة الاستواء على العرش دل
عليها شرع الله تعالى؛ ودلت عليها الأدلة من الكتاب والسنة، وليس في العقل
ما يخالف ذلك، وقد أورد العلماء الأدلة النقلية على صفة العلو، وتنوعها يدل
على أنه علو حقيقي علو للذات حيث تنوعت الأدلة وقسمها ابن القيم
في النونية إلى واحد وعشرين نوعا من الأدلة. ومفرداتها إذا أحصيت قد تصل
إلى ألف دليل، ومع تواترها وتنوعها لا يمكن تحريفها ولا تأويلها لو كانت
نوعا أو نوعين لأمكنهم ذلك؛ ولكن مع تنوعها يتضح أن تحريرهم وصرفهم لها صرف
للأدلة الظاهرة. ولهذا فإنهم المبتدعة في مؤلفاتهم لا يذكرون هذه الأدلة
مجتمعة، فإنهم يخشون إذا جمعوها أن يصعب عليهم تأويلها؛ لأجل ذلك إذا
أرادوا التأويل أخذوا واحدا أو اثنين وأولوهما.
وأول الأدلة وأولاها
آيات الاستواء على العرش، هي التي بدأها ابن القيم وذكر أنها
سبع:
.................................. | سبع أتـت في محـكم القـرآن |
وكذلك اضطـردت بـلا لام ولـو | كانت بمعنى اللام في الأذهـان |
لأتت بها في موضع كي يحمل ال | باقي عليها وهـو ذو إمـكـان |
أي: أنها اضطردت السبع بلفظ استوى:
1- في سورة الأعراف:
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي
سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ .
2- وفي سورة يونس:
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي
سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ .
3- وكذلك في سورة الرعد:
الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ
اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ .
4- وكذا في سورة طه:
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى .
5- وفي سورة الفرقان:
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ .
6- وفي سورة السجدة:
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ .
7- وفي سورة الحديد:
هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ .